آلاءُ الله’s Reviews > طوق الحمامة في الألفة والألاف > Status Update

الحب -أعزكَ الله- أوله هزل وآخره جد، دقت معانيه لجلالتها على أن توصّف، فلا تدرك حقيقتها إلا بالمعاناة، ليس بمنكر في الديانة ولا بمحظور في الشريعة، إذ القلوب بيد الله عز وجل

ولقد حدثتني امرأة أثق بها أنها عَلقها فتى مثلها من الحسن وعلقته، وشاع القول عليهما، فاجتمعا ذات يوم خاليين، فقال: هلُمي نحقق ما يُقال فينا، فقالت: لا والله، لا كان هذا أبدًا. قالت: فما مضى قليل حتى اجتمعنا في حلال.

وما شيء من دواهي الدنيا يعدل الفراق، ولو سالت الأرواح به فضلًا عن الدموع كان قليلًا. وسَمِع بعض الحكماء قائلًا يقول: الفراق أخو الموت، فقال بل الموت أخو الفراق!

ما تقول في هذا؟ فنظر إليه وقال: هو رجل عاشق، فقال له: صدقت، فمن أين قُلت هذا؟ قال لبُهت مُفرط ظاهر على وجهه فقط دون سائر حركاته؛ فعلمت أنه عاشق وليس بمريب.

ومن علاماته حُبُّ الوحدة والأنس بالانفراد، ونُحول الجسم دون حدٍّ يكون فيه، ولا وجع مانع من التقلب والحركة والمشي. دليل لا يكذِب ومُخبر لا يخون عن كلمة في النفس كامنة.

الانبساطُ الكثير الزائد، والتضايقُ في المكان الواسع، والمجاذبة على الشيء يأخذه أحدهما، وكثرة الغمز الخفي، والميل بالاتكاء، وشرب فضلة ما أبقى المحبوب في الإناء، وتحري المكان الذي يقابله فيه.