منة عبد الفتاح ’s Reviews > في الأدب والفكر: دراسات في الشعر والنثر > Status Update

ولكن هل يمكن حقا أن يدرس النص بعد تصفيته من الزمان؟ وهل يمكن دراسة بنية أعمال نجيب محفوظ - مثلاً - دون معرفة المجتمع المصرى؟ الإجابة عن هذا السؤال تكون بالإيجاب لو كان الحديث عن البنية المجردة، ولكن عندما يكون موضوع الدراسة هو خصوصية. النص فإن الجواب سيكون بالنفي

فإن سؤالنا - بوصفنا مسلمين يكون عن علاقة المسلم بالطبيعة وبالكون، أما بوصفنا نقاب أدبيين فإننا نتساءل لم المراة والهوة، والرجل والكلب؟ وليم الربط بين السقيا والجنة والجوع وجهنم؟ بل إننا لننظر إلى بقية الحديثين الشريفين لتكتمل الصورة فالحديث عن الهرة يتصل بإمكانية إطلاق سراحها کی ترعى في خشاش الأرض فعلى الرغم من أن الحديث في بنيته المجربة ينتهي في جهني فإنه في نصه ينتهي في الهواء المطلق (1/2)

"العمل الأدبي إذن كل متكامل مختلف عن الحياة، ولكنه ليس منفصلاً عنها، ومن هنا جاء تعريفه النص الأدبي بانه، تجربة جديرة بالمعرفة ، وهو في هذا يعبد شاما تعريف الفن، وينظر إليه باعتبارة محاكاة لفعل إنسانى (محاكاة وليس العكاسا)، أي أنه قد عدل ولم يرفض تماما الرؤية الموضوعية"

الكلام مقنع جدا لوحده بس لما نيجي ندخله منظومه ازاي الإنسان بيدرك او بيفهم الحاجه بيبقي غير قابل للتطبيق فالإنسان يحتاج لادوات خارجيه لفهم النصوص

وتظهر انتقائية الدكتور خطاب الإبداعية فى رؤيته للنص الأدبي، فهو ينظر إليه باعتباره كلاً متكاملاً .. يكاد يكون منغلقا على نفسه يحوى داخله كل العناصر اللازمة لتفسيره وإدراكه ولنا فهو يؤكد أن الفن مختلف عن الحياة، وأن الرؤية الفنية للمواقع مختلفة عن الواقع ذاته، فالإنسان يعيش الحياة جزء جزءاً، لا ينفعل إلا بالجزء الذى يعايشه، فالحياة صيرورة لم ولن تكتمل. أما الفن فيقدم تجربة متكاملة يعايشها الإنسان ككل مركب. (1/2)

"فالناقد المبدع -حسب تصوره هو الذي يعمق استجابة القاري للتجربة التي يمثلها العمل الأدبي .. وكي يصل إلى ذلك قد يستعمل طريقا أو أكثر من الطرق التي ذكرها الدكتور خطاب، أو ربما لا يستعمل أيا منها .. ولكن المهم هو الا يفرض على العمل الأدبي ، مبادئ خارجة عنه"

مش مقتنعه بالراي ده الصراحة - لكن احترم الفكر الجرئ-
و شايفه ان كل حاجه محتاجه تفسير بمواقف حواليها وغير كامله بذاتها حتي أحاديث النبي (الذي لاينطق عن الهوي).

ومن منطلقات الدكتور خطاب الأخرى إيمانه بخصوصية التراث العربي، ولذا فهو ينصح قارئه ألا يستخدم المصطلحات الغربية، مثل الرومانسية والكلاسيكية ، دون تحفظ أو تحديد أو. تعريف ، لأن تطبيقها على شاعر عربي يستلزم نقلها من مجالها الحضاري الذي نشأت فيه وتأثرت به إلى مجال حضاري مختلف والإيمان بالخصوصية هو أيضا إيمان بالنسبية ( إذ أنه إذا كان لكل ظاهرة خصوصيتها، فهذا يعنى أنها لها قوانينها الخاصة.(1/3)

التصور الشائع بخصوص المعاجم والموسوعات في العالم العربي، هو أنه كتاب مرتب الفبائيا، يحتوي على كم كبير من المعلومات (ويستحسن أن تكون أخر المعلومات) عن موضوع ما، ولذا فتأليف المعاجم والموسوعات يدور حتى الآن في إطار معلومانی تراکمی محض، ومعظم الموسوعات العربية موسوعات معلوماتية تراكمية. نضم كل أو معظم المصطلحات الأساسية، وتعريفات دقيقة شاملة لها تستند إلى التعريفات الواردة في المعاجم العالمية ولكن حسب رؤيتهم هم.

وهي تفعل ذلك بأن تعلى من شأن الشذوذ وبأن تجعل التخنث واللواط والسحاق المثل العليا للعالم. فتخبرنا أن المعترضين على حضارة الكامب هم المختلون، لأن الكامب يؤثر القيمة الجمالية على القيم الأخلاقية، ويُعلى من شأن الهزل على الجد. فالإنسان المخنث لا يمكنه أن ينتمى إلى مجتمع جاد يحكم على نفسه بمعايير أخلاقية اجتماعية، فهو بالتالي رمز الانفصال الكامل عن أي قيمة أو مرجعية.

إن الفن - من هذا المنظور - ليست له علاقة وثيقة بالعالم الخارجي، ولذا فهو يتجاهل المشاكل الاجتماعية والنفسية، ليسبر أغوار عالم الرعب والأحلام المفزعة التي تشكل ذواتنا، وهو بهذا يحررنا من إحساسنا بفرديتنا. حقًّا إن الإنسان الواقع تحت تأثير السحر ليست له نات مغردة، وهو لهذا متحرر من كل المخاوف وغير خاضع لأى حدود ( ولذا فهو ليس ملزما بأي معايير أخلاقية )(1/2)

في ظل هذه العلاقة الفريدة مع الخالق يمارس المؤمن عزلة داخلية عميقة، لأنه ليس موقتا من أن الخلاص سيكون من نصيبه ) فالإله كما أسلفنا لا يمكن أن يسبر غوره )، بل إن أسالة الخيرة بانها لا يمكن أن ثانيه بالخلاص، وهذا ما يسمى غياب البقين بخصوص الخلاص وهذا الإحساس بالاغتراب يتناقض بقوة مع مشاعر المؤمن الكاثوليكي، الذي يشعر ببعض الأمان، انطلاقا من انتمائه إلى جماعة مقدسة، وإيمانه بإمكانية تحقيق الخلاص من خلال اعماله الطيبة