Hind Sirwan’s Reviews > المعلوماتية: برهان الربوبية الأكبر > Status Update

ان في هذا الاحتجاج بالزمن جهل بمضمون القانون الثاني للديناميكية الحرارية الذي يقول ان اي نظام مغلق لا تأتيه طاقة من الخارج يسير نحو زيادة، اي زيادة في العجز عن الاستفادة من الطاقة فيسير نحو تعادل حراري اي موت بطيء
معنى ذلك ان الزمن هو عامل هدم وليس عامل بناء، اي انك اذا تركت نظاما عشوائيا وحده فإنه يتهدم واذا أردت الحفاظ عليه عليك توجيهه باتخاذ تدابير خاصة

اصطلاح الانتخاب الطبيعي قبل البيولوجي اصطلاح متضارب. انها معضلة البيضة والدجاجة ايهما اولا. فمن اجل حدوث التطور الكيميائي للوصول للشفرة الوراثية المناسبة لا بد من حدوث تكاثر، ومن اجل التكاثر لا بد من شفرة وراثية مناسبة!

ولا شك أن التكاثر الجنسي من الادلة القاطعة على أن التطور قد حدث بتخطيط مسبق، إذ يتطلب ذلك ظهور صفات جديدة متوافقة بدقة شديدة بين كل من الجنسين على حدة

حمل اعلان نتائج مشروع الجينوم البشري عام ٢٠٠٠ العديد من المفاجأت منها ان جينات خلايا الانسان لا يتجاوز ٢٥ الف جين، اي ٢٠% من العدد الذي سبق تقديره. ان ذلك يعني ببساطة ان عدد الجينات ليس كافيا ليفسر الحياة تبعا للمفاهيم السابقة

ومن الاسباب الرئيسية لصعوبة فهم الحياة ان الفكر المادي استخدم المنهج الاختزالي لدراسة هذه الظاهرة، والذي يقوم بتحليل أية ظاهرة او قضية إلى عناصرها الاولية ثم دراسة كل عنصر على حدة.
لذلك عندما قام البيولوجيون بدراسة الحياة حللوا الكائن الحي إلى عناصر الاولية وقالوا لم نعثر الا على مادة
لقد فات هؤلاء ان ظاهرة الحياة التي يدرسونها قد اختفت بمنهجهم الاختزالي عندما حولوا البيولوجيا إلى فيزياء

ان مقدار انسياب المعلومات في جسم الإنسان يبلغ ٣ في ١٠ للاس ٢٤ بت في اليوم، وما قارناه بمقدار المعلومات في كتب مكتبات العالم تبلغ ١٠ للاس ١٠ بت، وجدنا ان كمية المعلومات التي تشغل جسم الإنسان في اليوم الواحد يبلغ مليون ضعف كل ما في مكتبات العالم من معلومات. سبحانك ربي!

ان الجانب المهم في كل معلومة ليس عدد الحروف المستخدمة، ولكن محتواها العقلي. وإذا اسقطنا دور معنى المعلومات انطبقت مقولة الكاتب الفرنسي جان كوكتيه "أن اهم الاعمال الأدبية ليست الا حروفا ابجدية مبعثرة"

اذا تركت حجرا من يدك فأنه حتما سيسقط بالجاذبية،ولن يكون هنالك احتمال الا يسقط. إن الأحداث التي تواجهها قوانين الطبيعة تكون حتمية/ضرورية ولا مكان للاختيار فيها،لذلك فهي تعجز عن إنتاج منظومات ذكية، ذلك أن المنظومات الذكية تتطلب وجود وممارسة وحرية اخيار،فهي تتطلب تكرار ووقوع أحداث ذات احتمالية اقل وتجاهل احتمالات اعلى.اي ان منظومة الكون الذكية لا تقع نتيجة لحتمية قوانين الطبيعة،ولكن بتوجيه من عامل مرجح ذكي خارج المنظومة

وفي الجانب الاخر يقع المتدينون في نفس المستنقع المادي! لقد صرنا نجد محاولات لتفسير الكتب المقدسة وما فيها من غيبيات ونبوءات ومعجزات في ضوء المفاهيم العلمية المادية
وأصبح المسلمون الان يحيون عصر موجة الإعجاز العلمي للقرآن والسنة النبوية، ولايتوانى انصاره عن ليّ المفاهيم العلمية وقولبة النصوص ليحققوا مرادهم

هيئة الوجود التي نرصدها ليست كامنة فيه ولكن تشارك في تشكيلها اعضاؤنا الحسية ومخاخنا وعقولنا