عبدالفتاح’s Reviews > هبة الألم : لماذا نعذب وما موقفنا من ذلك > Status Update

لا ينتقل الجذام إلا لمن هم عُرضة لهم، وهم أقلية قليلة.

أذكر أنّ جاك الجندي كان يعيش أقسي أوقاته بعدما يحل الظلام،وحيث يقل ما يُشغل به فكره..

غوين ويليامز يسعي وباستمرار إلي تتبع الطرق التي تهدم الحواجز التي من شأنها توسيع المسافة ماين الأطباء ومرضاهم. فكان يقول " التواضع هو الميزة التي يحتاج الجرّاح إلي التحلّي بها. انزلوا عن أبراجكم العاجية" وللكلام هذا يدل علي فهم الجرّاح لمعني المُعاناة والتي من شأنها أن تجعلك تري كل شئ بوضوح.

كان لوالديّ الشجاعة ليستجيبا، حتي ولو انطوي ذلك علي خطرٍ ما. بقليل من التدريب وبالموارد القليلة عالج والدي أطاسرأ الأمراض في زمنه ـ الطاعون الدبلي ط، حمي التيفوئيد، الملاريا، شلل الأطفال، الكوليرا، الجدري ـ وأعلم دون أدني شك ما الذي قد يحصل لو أنّ طفرةّ كالإيدز ظهرت في تلال كولي مالاي. كان سيوضّب حقيبته فقيرة الأدوات ويتوجّه رأساً إلي مصدر صيحات الألم . (منهجيته في الطب تنبع من إحساس عميق بالشفقة الإنسانية)، الكلمة ا

ومع مرور حوالي إثنين وعشرين عامٍ، كنت أعي الألم ووجوده وأهميته، وأعتبر أن الألم كأحد أكثر السمات المميزة للجسد البشري.

كنت أفكر أن أصبح طبيباً يوما ما لا لشئ إلا بالشعور تجاه الآخر، يقول د. بول براند " تعلّمت من والديّ أن الألم يُرسل إشارات ليس للمريض وحده بل للمجتمع المحيط أيضاً. كما تُخبؤ مُستشعرات الألم الواحد خلايا الجسم الأخري، «تعالوا إليّ ! أحتاج للمساعدة !» يصرخ البشر المتوجّعون بمجتمعهم الأوسع. كان لوالديّ

كنت أسمع أحياناً أن الإنسان يعيش ثمانين عامٍ، عشرين منهم وهو يشعر بأنه حي، والستون الآخرون يقولون: علي قيد الحياة، أي مازال يتنفس والحمدلله.
لطالما أحسستُ بذعر عندما أسمع كلمة جذام تقال من أَفوهِم، وكيف أنه يؤثر علي حياة الفرد ولا يعرف طعم للحياة لأي شكل من أشكالها، ستسلل من بين يديّ مُتع الحياة العادية. أخذ كلبٍ إلي النُزهة، تمرير اليد علي الحرير الفاخر، حمل طفل، كل أشكال الشعور ستكون قريباً في حالٍ واجدة: ميتة.

"مشهد واحد يُساعد أحيانًا في بلورة الأفكار والهواجِس التي كانت تقوم في بحر الشك لسنوات".