جرائم الغراب السبع Quotes

Rate this book
Clear rating
جرائم الغراب السبع جرائم الغراب السبع by خالد أمين
842 ratings, 3.79 average rating, 206 reviews
جرائم الغراب السبع Quotes Showing 1-30 of 34
“مدارس علم النفس الحديثة لديها العديد من الكلمات المحرَّمة مثل "الجنون" و "الهيستيريا" و"الشر" .. لكني أعتقد أن الشر موجود؛ لأني أُومِنُ بوجود الله، وهذا يحتِّم عليَّ الإيمان بوجود الشيطان كذلك .. هناك شر داخلي وخارجي؛ الشر الخاص بالانسان، وهو ما يفسره علم النفس، والناجم عن طمع وشهوة وغيرة .. إلخ إلخ، تلك الصفات الإنسانية غير الحميدة، الشريرة. وهناك الشر الخارجي كالشياطين والوحوش .. ما آمن به أسلافنا ورجال الكهف، وحوش البرية كالذئاب والدببة الموشكة على مهاجمة الكهف .. ومنه أتى الخوف من الظلام والليل ..”
خالد أمين, جرائم الغراب السبع
“ولسبب ما انسابت لعقلها قصيدة رنا المفضلة فوجدت نفسها تتمتم: كل حين وكل صباح .. بعضهم يولد لنسيم مشرق ..
وارتكزت عيناها على اللوحة العارية لثوانٍ قبل أن تُضيف: وبعضهم يولد لليل بلا نهايةٍ.”
خالد أمين, جرائم الغراب السبع
“كانت الطفلة نائمة في غرفتها، جوار والدتها، عندما تقلبت الأم، ونامت بجسدها فوق رباب، اختنقت الطفلة ولم تستطع الصراخ بينما الأم تغطُّ في نوم عميق ..
ازرق وجه الطفلة وتوقَّفت انفاسها، فقط لثوانٍ ..
ثم انعكس هذا الظل العملاق على حائط الغرفة ..
ظل ضبع بشري برأس قرد ..
واقترب الضبع من الطفلة النائمة ..
رائحة الموت جذبته، اقترب الجاثوم بعينيه الصفراوين ونظر لجسد الطفلة الميتة، ثم مدَّ يده المَخْلِبية كثيفة الشعر ومسح بها على جسد الطفلة ..قبل أن يفتح فمه ويلعقها، فتحت الطفلة عينيها وبكت، هبَّت الأم مستيقظة مجذوعة، بعدما أدركت أنها كانت تنام فوق طفلتها، شعَرت بوجودٍ ما في الغرفة، وسرَت بجسدها قشعريرة باردة، وجَدت نفسها تقرأ القرآن وتستعيذ بالله، ثم احتضنت رباب الباكية، ولم تلاحظِ الأم أن عيني طفلتها تحولت للون الأصفر لمجرد ثوانٍ معدودة ..
لمجرد ثوانٍ معدودة ..
لقد لعق الجاثوم الطفلة، وهذا كان ثمن إعادتها من الموت ..”
خالد أمين, جرائم الغراب السبع
“لقد تذكرت كل شيء، كل ما حدث في ليلة رأس السنة، ولكي أخبرك حقًّا بما حدَث، يجب أن آخذك معي لنفتح الباب المُغلق ونرى ما الذي ينتظرنا داخل الغرفة”
خالد أمين, جرائم الغراب السبع
“كان يسير داخل غرف مرايا كتلك الموجودة في الملاهي ..
سمع صوت موسيقى سيرك في الأرجاء من حوله ..
الأرض تدور ..
مئات الانعكاسات له في كل صَوْبٍ ..
جفناه ثقيلان ورؤيته زائغة ..
ثم رأى انعكاس وجْهٍ مختلف على إحدى المرايا التي دارت بسرعة ..
وجه الجاثوم ..
شهِق مازن ..صرخ وبكى ..
وترددت ضحكات المسخ من حوله ..
صوت الضحكات يتزايد ..
يجثو مازن على ركبتيه واضعًا يديه على أذنيه في ألمٍ ..
تتهشم المرايا وتتطاير شظايا الزجاج في كل صوبٍ ..
نحو وجْهِه ..
نحو عينيهِ ..”
خالد أمين, جرائم الغراب السبع
“لتعرف أكثر عن طبيعة العقل البشري قبل أن نبدأ جلستنا الأخيرة ..”
خالد أمين, جرائم الغراب السبع
“ما رآه كان كفيلًا بإتلاف عقله وإصابته بالكوابيس طِيلة حياته، هذا لو كانت هناك حياة له ..”
خالد أمين, جرائم الغراب السبع
“في تلك اللحظة شعر يوسف بمَلمسٍ جلْديٍّ يلتفُّ حول الجزء العاري من ساقة، هذا الجزء الضئيل بين سرواله وبين الجوْرَب؛، شيء لزِج وناعم يلتفُّ حول ساقه، ببطءٍ أطْرَق يوسف برأسه للأسف، ورأى جسد الثعبان الذي يزحف حول قدمه دافنًا رأسه في طرف حذائه، صرخ يوسف وقفز للخلف ليسقط وسط الأرض الطينية والعُشب الأخضر وهو يرقُص بساقة برعبٍ شديدٍ، ظل يصرخ وينتفِضُ، وهو لا يكاد يجرؤ على النظر تُجاه ساقه مرة أخرى، وتذكَّر تلك الحكاية القديمة عن الجندي بالخندق الذي مرَّ ثعبانٌ فوق ساقه فهوى عليها بالفأس ليقطعها، لم يكن هناك وقت للفَتَى لأي تساؤلات فلسفية عن سبب رُعب الإنسان الدفين من الثعابين، كان يعلم أن قلبه سيتوقَّف عن العمل في أي دقيقة لو لم يَهرُب من هذا المكان المشئوم، في نفس اللحظة مرت سحلية فوق عنقة وهو ساقط أرضًا وسط العُشب، مرت بسرعة وشعر بها فوق فمه، قفَز الفتى وهو يرقص كالملسوع، ويَنفُض نفسه، فقط لتمر يده وسط شعره وترتطم أصابعه بجرادة صغيرة استقرت وسط شعره، صاح يوسف وهو يلتفت للخلف، لم يكن قد كفَّ عن هزِّ ساقه للتخلُّص من الثعبان، الْتَوَت قدمه فسقط أرضًا مرة أخرى بألمٍ وارتطم جبينه بحجَرٍ يستقر منتظرًا إياه وسط أرض الحديقة، انساب خط رفيع من الدماء على وجهه ..وأمام عينيه المرتاعتين ظهر حَشْد من الفِئران يَعدو صوْبَه؛ فئران متوسطة الحجم طويلة الذَّيل، عَدَت من حوله بسرعة وارتطم بعضها بيديه .. هنا سمِع فَحِيح الثعبان من خلفه ..
يقف يوسف، يترنَّح، يقفز على قدم واحدة محاولًا العَدْو .. عيناه ترتكزان على درَّاجته البخارية ..
سأصل إليكِ، وسنَرحل عن هُنا .. سأصلُ إليكِ ..لا أعلم أي شؤمٍ في هذا البيت قادر على جَلب كل تلك الكائنات الليلية، لكني لا أريد أن أعرف السبب، سأصل إليكِ، ها أنا ذا أقترب ..
اتسعت حدقتا يوسفَ برعبٍ عندما انفتح باب البيت فجأه ..سمعه ينفتح بغتة فتوقف يوسف لثوانٍ، لا تنظر للخلف، لا تنظر للخلف، لا تنظر للخلف ..
يلتفت يوسف ببطء وألمٍ وينظر خلفه ..”
خالد أمين, جرائم الغراب السبع
“هناك دومًا مخاطرة في التنويم المغناطيسي”
خالد أمين, جرائم الغراب السبع
“من أنت يا عابر السبيل؟ "
" أنا ظمآن "
" هناك بئر قريبة "
" شكرًا يا عربي، لعلي أعرف اسم منقذِي لأمتنَّ له مدى العالمين "
" أنت لا تعرفني؟ الخيل والبيداء يعرفونني وأنت تجهلني؟! "
يدير المتنبي لجام جمله بفخر ويرحل ليختفي وسط ظلال الصحراء دون المزيد من الكلمات ..
ينظر إليه مازن بإرهاقٍ، قبل أن يصيح: أنت .. انتظر .. أنا أبحث عن أحدِهم، لكني ..
يُردِف مازن هامسًا: لكني مُرهق ولا أعرف عمَّن أبحث ..
ثم يضحك، يبكي، ويدفن وجْهَه في الرمال ..
هنا تهتز الأرض وتثور ..فيجد نفسه في دوّامه أخرى، يُحيط وجهه بذراعيه ليحتمي من شظايا الزجاج الناجم عن المرايا المهشَّمة بينما الجاثوم يضحك ..
" الغووووووووووووث”
خالد أمين, جرائم الغراب السبع
“سينقذها .. ثم تخرج عشرات الأذرع من الرمال وتقبِض على عُنق أخته ..
وينقض الضبع ليَلْتهِم وجْهَ أخته أمامه ..”
خالد أمين, جرائم الغراب السبع
“! نهايات مفاجئة وصادمة لن تستطيع توقعها ابدًا وسوف تتركك في حالة انبهار وصدمة
**
رحلة من الغموض والتشويق والاثارة ، لن تستطيع ترك الرواية بعد البدء في قراءة الصفحة الأولى
**
سوف تنهيها في جلسة واحدة”
خالد أمين, جرائم الغراب السبع
“هبت الرياح قوية وعاتية بالخارج ..
غير مبالية بشيء من تُرَّهات البشر ولا أحلامهم ..
وقف الغراب الأسود على حافة جِذْع الشجرة المطل على غرفة مازن الراقد في فراشه ومُنسل بين الأغطية ..
تكاثفت السحب حول البدر في السماء المظلمة ..
وأسفل نافذة مازن، في الركن البعيد من الشارع رفع قطٌّ أسود رأسه ولمعت عيناه ..
انبعث بخار أبيض من فم مازن المستغرق في النوم ..
على خلاف العادة لم ينتابه الأرق تلك الليلة وخلد للنوم دون صراع .. لقد احتواه فراشه وانتقل الفتى لعالم الأحلام ..
للجدار الآخر من النوم ..
ثم فتح مازن عينيه ..
أراد أن يشهق لكنه لم يستطع ..
هو ثقيل .. شيء يكبِّل حركته ..
لقد فقد السيطرة على جسده ..
لا يستطيع حتى الحديث ..
كان مغطًّى بالكامل وكعادته أخفى رأسه أسفل الغطاء، لم يرَ سوى الظلام ..
لكنه سمع حركة ..
كلَّا، لم تكن خطوات ولا أقدام .. مجرد حركة ..
وشعور مُضنٍ بوجود أحد معه في غرفته المظلمة ..”
خالد أمين, جرائم الغراب السبع
“جرائم "الرجل ذو القناع الأبيض”
خالد أمين, جرائم الغراب السبع
“- قاتل، إهيء، يا شاويش، يا بوليس، لقد كان الأمر واضحًا أمامكم طِيلة الوقت، منذ البداية، لكنكم لا تمتلكون عقلَ " سُمعَة " لتستوعِبوا ..
- من هو القاتل يا إسماعيل؟”
خالد أمين, جرائم الغراب السبع
“نظر إليهم إسماعيل يس بقنوطٍ، وبتعبير وجهٍ جادٍّ، وكرر: "كلكم حمقَى .. ألا تعلمون أن الثعلب يأتي مهرولًا عند سماع صراخ الأرنب، ولكن ليس لمساعدته ".”
خالد أمين, جرائم الغراب السبع
“- العقل البشري يرى كل شيء.
صاحت ناردين بالعبارة فجأة فانتفضت رنا وأعقب صلاح مفسِّرًا: هي تفعل هذا كثيرًا، تُغمض عينيها وتزوم بشفتيها مفكرة بشيء ما قبل أن تصيح بصوتٍ جهوريٍّ ..
- آه فهمت.”
خالد أمين, جرائم الغراب السبع
“لا توجد بهجة في العتمة أيها الطبيب.”
خالد أمين, جرائم الغراب السبع
“بينما صفير الرجل الواقف في الظلال يستمر بهدوء، ولوهلةٍ خُيل لمازن أنه سمع كلمة " البهجة " .. قبل أن ينفض الأخير رأسه ويواصِلَ السير”
خالد أمين, جرائم الغراب السبع
“كل ليلة وضُحاها، يُحلَّق أحد الغربان .. كل ليلة وضُحاها ..يسقُط أحدُ الغربان .. كل ليلة من الليالي السبع، وقريبًا ستُحلق كل الغِربان سويًّا ..نحن حفرنا التُّراب لنُرِي قابيل كيف يضَع أخاه في بيته الأبدي، تلك كانت خطيئة الإنسان الأولى، ولم تكنِ الأخِيرة، وعمَّا قريب، سنحلق من حولكِ يا فتاة”
خالد أمين, جرائم الغراب السبع
“كل ليلة وضحاها، يحلِّق أحد الغِربان .. كل ليلةٍ وضحاها ..يسقط أحدُ الغربان .. كل ليلة من الليالي السَّبع، ستحلق كل الغِربان معًا .”
خالد أمين, جرائم الغراب السبع
“، لقد رأيتُ .. طائرًا أسودَ غريبَ الشكل بعينين صفراوين .. غُرابًا كبيرًا، يقف على طرف نافذتي، آه إنه حُلم .. حُلم بالتأكيد، كذا قلتُ لنفسي؛ لأن الغراب كان يتحدَّث .. آه لشدة ما أضحك الآن وأنا أتذكَّر غرابًا أسودَ كبيرًا يقف على نافذتي ويتحدث إليَّ بصوتٍ ممتليء بالخُيلاء والزهو: " مَن أنت؟ " .. " مَن أنتَ يا زائر الليل؟ " .. " مَن أنت يا مبعوث الظلام؟ " " ومن أي شاطئ أتيت إليَّ؟ " .. نطقت بتلك العبارات شاعرة بأني أكتب قصيدةَ شِعْر، فرفع الغراب رأسه وأجاب: " كل ليلة وضُحاها، يُحلَّق أحد الغربان .. كل ليلة وضُحاها ..يسقُط أحدُ الغربان .. كل ليلة من الليالي السبع، وقريبًا ستُحلق كل الغِربان سويًّا ..نحن حفرنا التُّراب لنُرِي قابيل كيف يضَع أخاه في بيته الأبدي، تلك كانت خطيئة الإنسان الأولى، ولم تكنِ الأخِيرة، وعمَّا قريب، سنحلق من حولكِ يا فتاة " .. نظرتُ للغراب قبل أن أصيح " إليكَ عنِّي يا طائر الليل " .. ضحِك الغراب وردَّ عليَّ بصوتٍ أجشَّ " أبدًا ودائمًا .. دائمًا وأبدًا " ..”
خالد أمين, جرائم الغراب السبع
“عندما تقول لك فتاة جميلة: " هل لي أن أسالك شيئًا؟ " يتحول عالمك كله لكُتلةٍ من الحماس”
خالد أمين, جرائم الغراب السبع
“ألا تقتنعون أبدًا بخبايا المجهول؟ أي أساس علمي تقصده؟ ألم تروا آرخام وكثولو؟ ومخلوقات النسناس في جزيرة العرب؟ ألم تختفي عروس الإسكندرية في شارع دانيال في مطلع السبعينيات بعدما مزَّق جسدها ساكنو المقبرة المائية، ألم تحترق الطائرات في بارامودا؟ وتفتك العروسة الدمية بصاحبتها؟ ألَا زلتم تلجئون للأساس العلمي والقطرب يعوي؟ والشيء قَدِم من باخِرتِه ليتجسد بأشكال البشر؟ والروطاش يحيا بين ضباع المقابر ويفتك بأقرانه؟ وقصر سليمان يختبئ به الجَدي الأعظم؟ أي أساس علمي وقد فشل في تفسير زيارات الجاثوم؟ أي شلل نوم ونوبات فزع ليلية؟ .. ويتجرءون على تلقيب الأمر بالظاهرة؟ .. حسنًا إذن أيها العلماء، لماذا لا تفسرون تلك الظاهرة؟ لماذا يتعرض كل سكان العالم إليها؟ دون تفسير على اختلاف ثقافتهم وأديانهم؟ منذ القرون الوسطى وهم يتحدثون عن الجاثوم، بل إن هناك رسامًا تجرأ على رسمه، ها .. ما هو سبب تلك الهلاوس المدعوة؟ لماذا كل تلك الهلاوس متشابهة على اختلاف البلدان والثقافة والأزمنة؟ ولا تتجرأ بالحديث عن الوعي الجمعي ليونج، قدم لي تفسيرًا منطقيًّا للرائحة الكريهة الجميلة في غرفة النوم، وفقدان القدرة على الحركة، والاختناق .. هاها يقولون: إن شلل النوم ونوبات الفزع الليلي غير مؤذية وتستمر لدقائق، هذا لأن كل الذين هلكوا بسببها لم يظلوا ليحكوا ما حدث لهم ..”
خالد أمين, جرائم الغراب السبع
“وقف الغراب الأسود على حافة جِذْع الشجرة المطل على غرفة مازن الراقد في فراشه ومُنسل بين الأغطية ..
تكاثفت السحب حول البدر في السماء المظلمة ..
وأسفل نافذة مازن، في الركن البعيد من الشارع رفع قطٌّ أسود رأسه ولمعت عيناه ..
انبعث بخار أبيض من فم مازن المستغرق في النوم ..
على خلاف العادة لم ينتابه الأرق تلك الليلة وخلد للنوم دون صراع .. لقد احتواه فراشه وانتقل الفتى لعالم الأحلام ..
للجدار الآخر من النوم ..
ثم فتح مازن عينيه ..
أراد أن يشهق لكنه لم يستطع ..
هو ثقيل .. شيء يكبِّل حركته ..
لقد فقد السيطرة على جسده ..
لا يستطيع حتى الحديث ..
كان مغطًّى بالكامل وكعادته أخفى رأسه أسفل الغطاء، لم يرَ سوى الظلام ..
لكنه سمع حركة ..
كلَّا، لم تكن خطوات ولا أقدام .. مجرد حركة ..
وشعور مُضنٍ بوجود أحد معه في غرفته المظلمة ..
رعب عارم يعتصر قبله وغير مبرره، لقد استيقظ وهو خائف، كأنه قاطع نفسه في منتصف شيء ما يحدث عندما استعاد وعيه ..
لماذا هو خائف لتلك الدرجة؟
ثم انسلت إليه أفكار الشيء في غرفته دون النطق بكلام، أفكار ماجنة، عابثة .. شيطانية ..
كأن هذا الشيء يلوث عقله ..
رأى وجه رنا مشوَّهًا ..
رأى نفسه يقترب من شيرين وهي بوجه قرد ..
وجد نفسه يدعو الله بأن تحدُث له المصائب ..
حاول مازن أن ينتفض ويتخلص من تلك الأفكار ..
لكنه مُتصلِّب الجسد، فاقد السيطرة تمامًا، لقد تمكَّن منه الوهن، هو حتى لا يستطيع تحريك أصبعه ..
ألم عارم في صدره ..
يا لمدى هول هذا الشعور .. شلل النوم ..
بدأ يتلو سورة "الكهف" في عقله، فأتته أفكار الشيء في غرفته " لكنك ستنام بعدما تنتهي من التلاوه وحينئذ سوف أعود لك " ..
كاد مازن أن يبكي من الرعب،، أي شيطان ليلي يزوره في لحظه الوهن تلك ...
يحاول مازن تحريك جسده دون جدوى بينما الغراب يراقبه باهتمام من خلف النافذة ..
" سوف أصرخ، أستغيث ولسوف يأتوا من أجلي "
" لن يأتي أحد من أجلك أيها اللقيط "
" زان "
" وحيد "
" بائس "
" منبوذ "
" ستموت "
" لا شيء له معنى "
يحاول مازن مقاومة تلك الأفكار التي تزيد من انقباضةِ قلبه ..
ليته يستطيع الصراخ ..
أو حتى الكلام ..
هو بلا أي قدرة جسدية الآن ..
هو مِلك الشيطان في غرفته ..
العفريت ..
" أنت لا شيء "
" حقير "
" لم لا تذهب وتعترف لزوجة أبيك بمشاعرك يا منبوذ "
" آهٍ آه يا مازن انظُر إليَّ وأنا أضع أُصبعي في تجويف صدري وأنتزع قلبي قبل أن ألتهمه هاها "
يغمض مازن عينيه ويفتحهما، آه لقد بدأت في استعادة قدرته على الحركة، تنميلة رهيبة في أصابع يديه لكنه يقاومهم، حاول يا فتى حاول ..
لا تكف عن المحاولة أبدًا ..
لقد قرأ في بحثه على " الإنترنت " إن شلل النوم لا يستغرق سوى دقائق معدودة ..
صرخ الشيطان في أذنه " ومن قال لك إن هذا شلل نوم يا زنديق ".
انتفض مازن وبكى ..
" أنت سافل ووضِيع ولسوف يدفنوك حيًّا على حالتك تلك ".
" ستتعفن في تربتك ".
" ولسوف أكون معك في الكفن ".
" ارى الدود يخرج من أنفك ".
يهمس مازن: ر .. رنا
" صوتك ملكي ".
" أختك ملكي ولسوف أعبث بها طالما شئت".
" سأجعلها تنزف وأنا أمضغ لسانها ".
يرتجف مازن، ينتفض.
" هل أنت خائف الآن؟ دع الخوف يسري بأوصالك لحين وقوف قلبك عن الخفقان "
تقبض يد مازن على الغطاء ويزيله ببطء وهو يجاهد من أجل الحراك .. فيرى الشيطان ..
يقف جوار فراشه وينظر إليه، هو نائم، رأسه عبارة عن جمرة من اللهب المشتعل ..
يكاد قلب مازن أن يتوقف من الذعر ..
يغمغم لنفسه: نوبات فزع ليس أكثر .. سأعتدل وأصرخ الآن وسيكون كل على... آه ما يرااااااام ..اه ..يا إلهي، ابعد عنِّي.. ما الذي تفعله؟ ابعد عنِّي"
يرتفع الغطاء ويعود مرة أخرى فوق رأس مازن ..
ويسمع خطوات الشيطان وهو يعدو تلك المرة ويقترب منه، يصعد فوقه ويكبِّل حركته تمامًا ..
ويضغط على صدره ..
" سألتَهِم قلبك "
ثم يقترب الجاثوم بوجهه من مازن فيرى تفاصيله بعدما خبَت جمرة اللهب، وجه قرد مُتحلل تمرح به الديدان وتتدلَّى منه أنياب فيل ..
يعتدل مازن وهو يصرخ دون توقف، دون توقف ..
تدخل رنا غرفته مسرعة وهي مجذوعة ثم تحتضنه ويحيط بجسده رداء نومها ..
يغمض عينيه ويبكي .. بينما يقف والده وشيرين على عتبة باب غرفته ..
ومن بعيد تحرك ظل الزائر الليلي مبتعدًا وعيناه الصفراوين كعيون القطط تتوهج في الظلام.”
خالد أمين, جرائم الغراب السبع
“يا غادتي الجميلة .. نحن الحقيقيون .. في عالم الأحلام .. نأكل وننام ونتسامر .. لا سلبية هنا .. لا غيرة ولا قتل ..إنه عالم الغرائب ..عالم الغراااااائب " حيث لا حزن ولا اكتئاب .. نحن نحيا فحسب معًا "
لكل منا حكايته .. في عالم الغرائب، حيث ترقص النمور وتنام الثعالب ... ونسبح في البراكين .. أنا المهرج القديم، الذي عاصرت السيرك في بدايته، عندما التهمَتِ الأسود مروضه، ووقع الساحر في غرام العرافة، وتحول سيد السيرك لقطرب يعوِي بصوت الذئب مع ضوء القمر المكتمل .. أنا المهرج القديم الذي أضحك الملايين وهو يبكي أنهار دموع بداخله ..
وهو- الضاحك الباكي- سيد الفن والكوميديا السوداء، ملك الأفلام الصامتة، الفيلسوف الصامت تشارلي تشابلن.
وملكة قبائل الجرمان وجميلة الجميلات، التي أقسم بجمالها قبائل السلت والبربر، ساحرة الشمال والجنوب، وسيدة حكايات الكوخ .. إنها الملكة .. الساحرة ..
وهناك فارس المماليك الذي هزم العثمانيين جميعًا وارتجف لاسمه محمد علي، آزورد خان، الناجي الوحيد من غدر محمد علي بقومه في القلعة
جميعنا نحيى هنا داخل عقل مصطفى ، في عالم العجائب ..”
خالد أمين, جرائم الغراب السبع
“: نحن عائلتك الآن، نحن نعيش هنا، في المسرح المهجور هذا، أمام جمهور الدُّمى؛ لأنه اختار أن نكون بهذا الشكل وتلك الشاكلة .. د.مصطفى .. الطبيب النفسي ..الذي يساعدُ الآخرين .. ويَهَب نفسه للمجتمع هئ هئ ... لديه سر صغير..هو مُصاب بتعدُّد الشخصيات .. لكنه يُخفي سره هذا .. تخيَّلي هذا .. طبيب نفسي مُصاب بتعدُّد الشخصيات والشيزوفرينيا والفصام أو أي كان المسمى الطبي .. كلنا نَحْيا داخل عقلِه .. نحن آليته الدِّفاعية .. أعلَم أعلَم .. ستقولين لي: إن مريض تعدُّد الشخصيات لا يستطيع معرفة هذا وكل شخصياته تعتقِدُ أنها حقيقية، لكن المريض في حالتنا تلك طبيب نفسي بارع وذكي .. وقد شخَّص حالته وتعايش معها، ويعتقد أنه تحكَّم بها كذلك.”
خالد أمين, جرائم الغراب السبع
“- أنت شخصية خيالية داخل عقل مصطفى، الطبيب النفسي الذي يُعالج المرضى مُصاب بتعدد الشخصيات، أنت لست حقيقية يا فتاة ..
سمِعت عبير تلك الهمَسات تردد داخل أذنيها، وهي مغمضة العينين .. ظلام هادئ يحيط بها من كل صَوْب ..
فتحت عبير عينيها ببطء وهي تسير مترنِّحة في غرفة مُغلقة ومظلمة، ثم فجأة انسَلَّ نورٌ أبيض للغرفة فتراجعت الفتاة للخلف بعد أن كادت تهوي من فوق الحافة ثم رفعت حاجبيها، ونظرت للأسفل .. هي تقف فوق خشبة مسرح مهجور، نظرت أمامها لصفوفٍ من المقاعد فشَهِقت وتراجعت للخلف، وهي تشعر بالخَدَر يَسْري في جسدها، عشرات الدُّمى وتماثيل " المانيكان " تجلس في المقاعد وتنظر للمسرح، إليها، كأن العرائس هي جمهور مسرح البشر، رفعت الفتاة يدها ببطء وتحسَّست وجْهها .. وتزايد الضوء على خشبة المسرح .. ليُريها مرآة جوار شِباك العنكبوت .. وأمام المرآة استقرت مِنضدة ضخمة طويلة مُحملة بأواني الطعام المُغلقة، أي مسرحية تلك؟ سارت عبير بضَعفٍ للمرآة ونظرت لانعكاسها ثم قالت: مَن أنا؟
انتفضت الفتاه عندما أتتها إجابات متتالية ومتقاطعة من مكبِّرات صوت خفية بينما الجمهور الوهمي يراقب أداءها وهي فوق المسرح والإضاءة ترتكِزُ عليها ..
همسات من الجُدران واتتها من كل صَوْب ..
" مرحبًا بك معنا "
" لا تخافي يا فتاة "
" أنتي الخامسة "
" لقد وُلدتِي في تلك اللحظة "
" أنت داخل عقلِه هوَ "
" كُلنا داخل عقله هو”
خالد أمين, جرائم الغراب السبع
“جلست عبير فوق الأرضية، وهي تشعر أن الأرض تدور بها، رفعت يديها وتحسَّست وجهها وشعرها ثم همست: أنا لست حقيقية.”
خالد أمين, جرائم الغراب السبع
“هناك تفسير آخر لشلل النوم ونوبات الفزع الليلية يا نبلاء.
- وما هو هذا التفسير يا ساحرة الشمال والجنوب؟
رفعت أرابيلا رأسها؛ عُنقها جميل وطويل للغاية، وكادت عبير أن تقول لها: إنها أجمل امرأه رأتها في حياتها، لكنها لاحظت بقعًا جلدية وتشوُّهات تتسلَّل على وجه الساحرة؛ أنفها قد بدأ يستطيل كذلك، فغمغمت عبير: قولي لنا يا " أرابيلا الجميلة "
اختفت التشوهات ونظرت الساحرة بامتنانٍ لعبير قبل أن تستطرد: الجاثوم.”
خالد أمين, جرائم الغراب السبع

« previous 1