البحر المديد في تفسير القرآن المجيد Quotes

Rate this book
Clear rating
البحر المديد في تفسير القرآن المجيد البحر المديد في تفسير القرآن المجيد by Ahmad ibn Ajiba
43 ratings, 4.51 average rating, 10 reviews
البحر المديد في تفسير القرآن المجيد Quotes Showing 1-30 of 32
“العزلة عن الناس عزلة الضعفاء, العزلة بين الناس عزلة الأقوياء.”
أحمد بن عجيبة, البحر المديد في تفسير القرآن المجيد
“يقول سبحانه : يا من هو منى قريب ، تدبر سرّى فإنه غريب ، أنا المحب ، وأنا الحبيب ، وأنا القريب ، وأنا المجيب ، أنا الرحيم الرحمن ، وأنا الملك الديان ، أنا الرحمن بنعمة الإيجاد ، والرحيم بتوالي الإمداد. منّى كان الإيجاد ، وعلىّ دوام الإمداد ، وأنا رب العباد ، أنا الملك الدّيان ، وأنا المجازى بالإحسان على الإحسان ، أنا الملك على الإطلاق ، لو لا جهالة أهل العناد والشقاق ، الأمر لنا على الدوام ، لمن فهم عنا من الأنام.”
أحمد بن عجيبة, البحر المديد في تفسير القرآن المجيد
“قلت : ورأس الهوى وعنصره هو حب الجاه وطلب الرئاسة. فمن نزل إلى أرض الخمول ، وخرق عوائد نفسه فيه ، انخرقت له الحجب ، ولاحت له الأنوار ، وأشرقت عليه الأسرار فى مدة قريبة ، وباللّه التوفيق وهو الهادي إلى سواء الطريق.”
أحمد بن عجيبة, البحر المديد في تفسير القرآن المجيد
“«نعمتان ما خلا موجود عنهما ، ولا بد لكل مكوّن منهما : نعمة الإيجاد ونعمة الإمداد ، أنعم أولا بالإيجاد ، وثنى بتوالي الإمداد». كما فى (الحكم). فاسمه (الرحمن) يقتضى إيجاد الأشياء وإبرازها ، واسمه (الرحيم) يقتضى تربيتها وإمدادها.”
أحمد بن عجيبة, البحر المديد في تفسير القرآن المجيد
“الإشارة: قال بعض الصوفية: إنما قال تعالى: { بعبده } ، ولم يقل: بنبيه: ولا برسوله؛ ليدل على أن كل من كملت عبوديته كان له نصيب من الإسراء. غير أن الإسراء بالجسد مخصوص به - عليه الصلاة والسلام -، وأما الإسراء بالروح فيقع للأولياء؛ على قدر تصفية الروح، وغيبتها عن هذا العالم الحسي، فتعرج أفكارهم وأرواحهم إلى ما وراء العرش، وتخوض في بحار الجبروت، وأنوار الملكوت، كلٌّ على قدر تخليته وتحليته. وإنما خص الإسراء بالليل؛ لكونه محل فراغ المناجاة والمواصلات، ولذلك رتب بعثه مقامًا محمودًا على التهجد بالليل في هذه السورة. قاله المحشي.”
أحمد بن عجيبة, البحر المديد في تفسير القرآن المجيد
“وقال الحلاج فى هذا المعنى :
لم أسلم النفس للأسقام تتلفها إلّا لعلمى بأنّ الوصل يحييها
وقال أيضا :
اقتلوني يا ثقاتى إنّ فى قتلى حياتى
وحياتى فى مماتى ومماتى فى حياتى
أنا عندى : محو ذاتى من أجلّ المكرمات
وبقائى فى صفاتى من قبيح السيّئات”
أحمد بن عجيبة, البحر المديد في تفسير القرآن المجيد
“يقول الحق جل جلاله معلّما لعباده كيف يثنون عليه ويعظمونه ثم يسألونه : يا عبادى قولوا : الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ أي : الثناء الجميل إنما يستحقه العظيم الجليل ، فلا يستحق الحمد سواه ، إذ لا منعم على الحقيقة إلا اللّه ، وَما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ. أو جميع المحامد كلّها للّه ، أو الحمد المعهود فى الأذهان هو حمد اللّه تعالى نفسه فى أزله ، قبل أن يوجد خلقه ، فلما أوجد خلقه قال لهم : الحمد للّه ، أي : احمدونى بذلك الحمد المعهود فى الأزل.
وإنما استحق الحمد وحده لأنه رَبِّ الْعالَمِينَ ، وكأن سائلا سأله : لم اختصصت بالحمد؟ فقال : لأنى ربّ العالمين ، أنا أوجدتهم برحمتي ، وأمددتهم بنعمتي ، فلا منعم غيرى ، فاستحققت الحمد وحدي”
أحمد بن عجيبة, البحر المديد في تفسير القرآن المجيد
“واعلم أن الحق جل جلاله جعل لكل عصر تربية مخصوصة بحسب ما يناسب ذلك ، العصر ، كما جعل لكل أمة شرعة ومنهاجًا بحسب الحكمة ، فمن سلك بالمريدين تربية واحدة ، وأراد أن يسيرهم على تربية المتقدمين ، فهو جاهل بسلوك الطريق ، فلو كان السلوك على نمط واحد ما جدد الله الرسل بتجديد الأزمنة والأعصار ، فكل نبي وولي يبعثه الله تعالى بخرق عوائد زمانه ، وهي مختلفة جدَا ، فتارة يغلب على الناس التحاسد والتباغض ، فيبعث بإصلاح ذات البين والتآلف والتودد ، وتارة يغلب حب الرياسة والجاه فيربى بالخمول وإسقاط المنزلة ، وتارة يغلب حب الدنيا وجمعها فيربى بالزهد فيها والتجريد والانقطاع إلى الله . وهكذا فليقس ما لم يقل . والله تعالى أعلم .”
أحمد بن عجيبة, البحر المديد في تفسير القرآن المجيد
“سورة البقرة (2) : آية 54]
وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلى بارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بارِئِكُمْ فَتابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54)

الإشارة : ما قاله سيدنا موسى عليه السّلام لقومه ، يقال مثله لمن عبد هواه ، وعكف على متابعة دنياه : يا من بخس نفسه بإرخاء العنان فى متابعة هواها ، حتى حرمها من مشاهدة جمال مولاها ، تب إلى ربك ، وانتبه من غفلتك ، واقتل نفسك بمخالفة هواها ، فلعلها تحيا بمشاهدة مولاها ، فما دامت النفس موجودة ، وحظوظها لديها مشهودة ، وآمالها ممدودة ، كيف تطمع أن تدخل حضرة اللّه ، وتتمتع بشهود جماله وسناه؟!
إن ترد وصلنا فموتك شرط لا ينال الوصال من فيه فضله
إن ترد وصلنا فموتك شرط لا ينال الوصال من فيه فضله”
أحمد بن عجيبة, البحر المديد في تفسير القرآن المجيد
“الإشارة : ما زالت العامة تطلب من مشايخ التربية الكرامات ، فجوابهم ما قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : { قل إنما الغيب لله } فانتظروا ما يظهر على أيديهم من الهداية والإرشاد ، وإحياء البلاد والعباد بذكر الله ، وهذا أعظم الكرامة ، فإن إخراج الناس عن عوائدهم وعن دنياهم خارق للعادة ، سيما في هذا الزمان الذي احتوت فيه الدنيا على القلوب ، فلا ترى عالماً ولا صالحاً ولا منتسباً إلا وهو مغروق في بحر ظلماتها ، فإنا لله وإنا إليه راجعون .”
أحمد بن عجيبة, البحر المديد في تفسير القرآن المجيد
“فإن علم تفسير القرآن من أجلّ العلوم ، وأفضل ما ينفق فيه نتائج الأفكار وقرائح الفهوم ، ولكن لا يتقدم لهذا الخطر الكبير إلا العالم النّحرير ، الذي رسخت أقدامه فى العلوم الظاهرة ، وجالت أفكاره فى معانى القرآن الباهرة ، بعد أن تضلّع من العلم الظاهر ، عربية وتصريفا ولغة وبيانا ، وفقها وحديثا وتاريخا ، يكون أخذ ذلك من أفواه الرجال ، ثم غاص فى علوم التصوف ذوقا وحالا ومقاما ، بصحبة أهل الأذواق من أهل الكمال ، وإلا فسكوته عن هذا الأمر العظيم أسلم ، واشتغاله بما يقدر عليه من علم الشريعة الظاهرة أتم.
واعلم أن القرآن العظيم له ظاهر لأهل الظاهر ، وباطن لأهل الباطن ، وتفسير أهل الباطن لا يذوقه إلا أهل الباطن ، لا يفهمه غيرهم ولا يذوقه سواهم ، ولا يصح ذكره إلا بعد تقرير الظاهر ، ثم يشير إلى علم الباطن بعبارة رقيقة وإشارة دقيقة ، فمن لم يبلغ فهمه لذوق تلك الأسرار فليسلّم ، ولا يبادر بالإنكار فإنّ علم الأذواق من وراء طور العقول ، ولا يدرك بتواتر النقول.”
أحمد بن عجيبة, The Immense Ocean: Al-Bahr al-Madid: A Thirteenth Century Quranic Commentary on the Chapters of the All-Merciful, the Event, and Iron
“اعلم أن قاعدة تفسير أهل الإشارة هى أن كل عتاب توجه لمن ترك طريق الإيمان ، وأنكر على أهله يتوجه مثله لمن ترك طريق مقام الإحسان ، وأنكر على أهله. وكل وعيد توعد به أهل الكفران يتوعد به من ترك السلوك لمقام الإحسان ، غير أن عذاب أهل الكفر حسى بدني ، وعذاب أهل الحجاب معنوى قلبى.
فنقول فيمن رضى بعيبه وأقام على مرض قلبه وأنكر الأطباء ووجود أهل التربية : بئسما اشتروا به أنفسهم ، وهو كفرهم بما أنزل اللّه من الخصوصية على قلوب أوليائه بغيا وحسدا ، أو جهلا وسوء ظن ، أن ينزل اللّه من فضله على”
أحمد بن عجيبة, The Immense Ocean: Al-Bahr al-Madid: A Thirteenth Century Quranic Commentary on the Chapters of the All-Merciful, the Event, and Iron
“وقال الشيخ أبو العباس المرسى رضى اللّه عنه : (لا يدخل على الله إلا من بابين ، أحدهما : الموت الحسى ، وهو الموت الطبيعي ، والآخر : الموت الذي تعنيه هذه الطائفة). ه. وهو موت النفوس ، فمن لم تمت نفسه لم تحيى روحه.”
أحمد بن عجيبة, البحر المديد في تفسير القرآن المجيد
“الإشارة: إنما يصعب الخضوع للجنس أو لمن دونه، في حق من يغلب حسه على معناه، وفرقُه على جمعه وأما من غلب معناه على حسه، حتى رأى الأشياء الحسية أواني حاملة للمعاني، أي: لمعاني أسرار الربوبية، بل رآها أنواراً بارزة من بحر الجبروت، لم يصعب عليه الخضوع لشيء من الأشياء؛ لأنه يراها قائمة بالله، ولا وجود لها مع الله، فلا يخضع حينئذٍ إلا لله، فالملائكة - عليهم السلام - نفذت بصيرتهم، فرأوا آدم عليه السلام قبلة للحضرة القدسية، فغلب عليهم شهود المعاني دون الوقوف مع الأواني، فخضعوا لآدم صورةً، ولله حقيقة. وإبليس وقف مع الحس، وحجب بالفرق عن الجمع، فلم ير إلا حس آدم دون معناه، فامتنع عن السجود، وفي الحِكَم العطائية: " فمن رأى الكون، ولم يشهد الحق فيه، أو عنده، أو قبله، أو بعده، أو معه، فقد أعوزه وجود الأنوار، وحجبت عنه شموس المعارف بحب الآثار ". ولهذا المعنى صعب الخضوع للأشباح؛ لغلبة الفرق على الناس، إلا من سبقت له العناية، فإنه يخضع مع الفرق؛ محبة لله، حتى يفتح الله عليه في مقام الجمع، فيخضع لله وحده. والتوفيق لهذا، والسير على منهاجه ـ أعني الخضوع لمن يوصل إلى الله ـ هو الصراط الذي أشار إليه الحق تعالى بقوله: { هذا صراط عَلَيَّ مستقيم }. والله تعالى أعلم.”
أحمد بن عجيبة, البحر المديد في تفسير القرآن المجيد
“من حسن الأدب؛ السكون تحت مجاري الأقدار ، والتسليم لأحكام الواحد القهار ، « فليس الشأن تُرزق الطلب ، إنما الشأن أن تُرزق حسن الأدب » ، وحسن الأدب : هو الفهم عن الله؛ فإذا شرح صدرك للدعاء ، فادع ولا تكثر ، فإن المدعو قريب ، ليس بغافل فيُنبه ، ولا ببعيد فتنادي عليه ، فإذا دعوته وأجابك فاشكره ، وإن أخَّر عنك الإجابة فاصبر؛ فقد ضمن الإجابة فيما يريد ، لا فيما تريد ، وفي الوقت الذي يريد لا في الوقت الذي تريد . والله تعالى أعلم.”
أحمد بن عجيبة, البحر المديد في تفسير القرآن المجيد
“تعجبُ الناس من أهل الخصوصية سُنة ماضية، فكما خفي عن أعين الكفار سر النبوة، خفي عن أعين الخفافيش سر الخصوصية، فلا يطلع عليها إلا من سبق له قدم صدق عند ربه، فسبحان من ستر سر الخصوصية بظهور وصف البشرية؛ فلم يدل عليها إلا من أراد أن يوصله إلى مشاهدة عظمة الربوبية.”
أحمد بن عجيبة, البحر المديد في تفسير القرآن المجيد
“أهل التصديق بأهل الخصوصية قليل في كل زمان ، وإيذاء المنتسبين لهم سُنة جارية في كل أوان ، فكل زمان له فراعين يؤذون المنتسبين ، والعاقبة للمتقين”
Ahmad ibn Ajiba, البحر المديد في تفسير القرآن المجيد
“رُوِيَ عن الشيخ أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه أنه قال: قرأتُ الفاتحة، فقلت: الحمد لله رب العالمين. فقال لي الهاتف مِنْ قِبَل الله تعالى: صدقت، فقلت: الرحمن الرحيم، فقال: صدقت. فقلت: مالك يوم الدين، فقال: صدقت. فلما قلتُ: إياك نعبد، قال كذبتَ؛ لأنك تعبد الكرامات، قال: ثم أدبني، وتبت لله تعالى.
ذكره ابن الصباغ مُطولاً. قلت: ولعله قبل ملاقاة الشيخ.”
Ahmad Ibn Ajiba, البحر المديد في تفسير القرآن المجيد
“إنما يظهر توحيد الرجال عند هجوم الأحوال، فإن رجع إلى الله وحده ولم يلتفت إلى شيء سواه، علمنا أنه من الأبطال، وإن فزع إلى شيء من السَّوى، علمنا أنه من جملة الضعفاء.”
أحمد بن عجيبة, البحر المديد في تفسير القرآن المجيد
“كل من رزقه الله من يأخذ بيده ومن يستعين به على ذكر ربه ، فليذكر نعمة الله عليه ، فقد أسبغ الله عليه نعمه ظاهرة وباطنة . وكل من ملك نفسه وهواه ، وأغناه الله عما سواه ، فهو ملك من الملوك . وكل من خرجت فكرته عن دائرة الأكوان ، واتصل بفضاء الشهود والعيان ، فقد آتاه الله ما لم يؤت أحدًا من العالمين . وقد كُنتُ ذات يوم جالسًا في الجامع الأعظم من مدينة تطوان ، فانتبعت فإذا مصحف إلى جنبي ، فقال لي الهاتف : انظر تجد مقامك ، فأعرضت عنه ، فأعاد عليَّ الهاتف ثلاث مرات ، فرفعته ، ونظرت ، فإذا في أول الورقة : { وآتاكم ما لم يؤت أحدًا من العالمين } ، فحمدت الله تعالى وأثنيت عليه.”
أحمد بن عجيبة, البحر المديد في تفسير القرآن المجيد
tags: sufism
“وقال بعض الصوفية : قلت لبعض الأبدال المنقطعين إلى الله : كيف الطريق إلى التحقيق؟ قال : لا تنظر إلى الخلق ، فإن النظر إليهم ظلمة ، قلت : لا بد لي ، قال : لا تسمع كلامهم ، فإن كلامهم قسوة ، قلت : لا بد لي ، قال : لا تعاملهم ، فإن معاملتهم خسران ووحشة ، قلت : أنا بين أظهرهم ، لا بد لي من معاملتهم ، قال : لا تسكن إليهم ، فإن السكون إليهم هلكة ، قلت : هذا لعله يكون ، قال : يا هذا أتنظر إلى اللاعبين ، وتسمع كلام الجاهلين ، وتعامل البطالين ، وتسكن إلى الهلكى ، وتريد أن تجد حلاوة الطاعة وقلبك مع الله؟! هيهات .”
أحمد بن عجيبة, البحر المديد في تفسير القرآن المجيد
“الإشارة : كما جعل الله للنساء نصيبًا من الميراث الحسي جعل لهن نصيبًا من الميراث المعنوي ، وهو السر ، إن صحبتْ أهل السر ، وكان لها أبو الروحانية ، وهو الشيخ ، فللرجال نصيب مما ترك لهم أشياخهم من سر الولاية ، وللنساء كذلك على قدر ما سبق في القسمة الأزلية ، قليلة كانت أو كثيرة ، نصيبًا مفروضًا معينًا في علم الله وقدره ، وقد سواهن الله تعالى مع الرجال في آية السير ، فقال : { إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤمِنينَ وَالْمُؤمِنَاتِ } [ الأحزَاب : 35 ] إلى آخر الآية ، فمَنْ صار منهن مع الرجال أدرك ما أدركوا .”
أحمد بن عجيبة, البحر المديد في تفسير القرآن المجيد
“(وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ)[النساء: 8]
الإشارة: كما جعل الله للنساء نصيبًا من الميراث الحسي جعل لهن نصيبًا من الميراث المعنوي، فللرجال نصيبٌ مما ترك لهم أشياخُهم من سِرِّ الولاية، وللنساء كذلك.”
Ahmad ibn Ajiba, البحر المديد في تفسير القرآن المجيد
“الاستهزاء بالأولياء والطعن عليهم من أسباب المقت والبعد من الله، والإصرار على ذلك شؤمه سوء الخاتمة، وترى بعض الطاعنين عليهم يحذر منهم أن يكاشفوا بأسرارهم، وقد يُطلع الله أولياءه على ذلك، وقد لا يطلعهم، وبعد أن يطلعهم على ذلك لا يواجهوهُم بكشف أسرارهم لتخلقهم بالرحمة الإلهية. والله تعالى أعلم.”
Ahmad ibn Ajiba, البحر المديد في تفسير القرآن المجيد
“الإشارة: من انطمس نور بصيرته نسب لله ما لا يليق بكمالاته، ومن لم تنهضه سوابق العناية وقف مع الوسائط ولم ينفذ إلى شهود الوسائط، وقد عيَّر الله قوماً وقفوا مع الوسائط فقال: { اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله } ، وقال، في شأن الواسطة العظمى غيرةً على القلوب أن تقف مع غيره:{ ليسَ لَكَ مِنَ الأَمرِ شَيء } [آل عمران: 128]،{ إِنَّمَآ أَنتَ نَذِيرٌ } [هود: 12]، ودخل بعض العارفين على إنسان وهو يبكي، فقال: وما يبكيك؟ فقال له: مات أستاذي، فقال له ذلك العارف: ولم جعلت أستاذك من يموت؟. فالوسائط كالأنبياء والأولياء، إنما هم مُوَصِّلونَ إلى الله، دالون عليه، فمن وقف معهم ولم ينفذ إلى الله فقد اتخذه رباً عند الخواص.”
Ahmad ibn Ajiba, البحر المديد في تفسير القرآن المجيد
“قد صرّف الله في كتابه العزيز كل ما يحتاج إليه العباد ، من علم الظاهر والباطن ، لكن خوض القلوب فيما لا يعني ، وكثرة مجادلتها بالباطل ، صرفتها عن فهم أسرار الكتاب واستخراج غوامضه . فمن صفت مرآة قلبه أدرك ذلك منه .

وتصفيتها بصحبة أهل الصفاء ، وهم العارفون بالله ، ولا تخلو الأرض منهم حتى يأتي أمر الله ، وما منع الناس من الإيمان بهم وتصديقهم إلا انتظارهم ظهور كرامتهم ، ونزول العذاب على من آذاهم ، وهو جهل بطريق الولاية؛ لأنهم رحمة للعباد ، أرسلهم الحق تعالى في كل زمان ، يُذكِّرون الناس بالتحذير والتبشير ، وبملاطفة الوعظ والتذكير ، فاتخذهم الناس وما ذكروا به هزوًا ولعبًا ، حيث حادوا عن تذكيرهم ، ونفروا عن صحبتهم ، فلا أحد أظلم ممن ذُكِّر بالله وبآياته فأعرض واستكبر ونسي ما قدمت يداه من المعاصي والأوزار ، سَبَبُ ذلك : جَعْلُ الأكنة على القلوب ، وسَفْحُ رَانِ المعاصي والذنوب ، فلا يفقهون وعظًا ولا تذكيرًا ، ولا يستمعون تحذيرًا ولا تبشيرًا ، وإن تدعهم إلى الهدى والرجوع عن طريق الردى ، فلن يهتدوا إذًا أبدًا؛ لِمَا سبق لهم في سابق القضاء ، فلولا مغفرته العامة ، ورحمته التامة ، لعجل لهم العذاب ، لكن له وقت معلوم ، وأجل محتوم ، لا محيد عنه إذا جاء ، ولا ملجأ منه ولا منجا . نسأل الله العصمة بمنِّه وكرمه .”
Ahmad ibn Ajiba, البحر المديد في تفسير القرآن المجيد
“(وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ)[النساء: 19].
يَقُولُ الحَقُّ جَلَّ جَلَالُهُ: وَعَاشِرُوا النِّسَاءَ بِالْمَعْرُوفِ بِأَنْ تُلَاطِفُوهُنَّ فِي المَقَالِ، وَتُجْمِلُوا مَعَهُنَّ فِي الفِعَالِ، أَوْ يَتَزَيَّنَ لَهَا كَمَا تَتَزَيَّنُ لَهُ.”
Ahmad ibn Ajiba, البحر المديد في تفسير القرآن المجيد
“وقال سهل: إن الله إذا توفى الأنفس أخرج الروح النوري من لطيف نفس الطبيعي الكثيفي، فالذي يتوفى في النوم من لطيف نفس الطبع، لا لطيف نفس الروح. فالنائم يتنفس تنفُّساً لطيفاً، وهو نَفَس الروح، الذي إذا زال لم يكن للعبد حركة، وكان ميتاً. وقال: حياة النفس الطبيعي بنور لطيف، وحياة لطيف نفس الروح بذكر الله. وقال أيضاً: الروح تقوم بلطيفة في ذاتها بغير نفس الطبع، ألا ترى أن الله تعالى خاطب الكل في الذر بنفس، وروح، وفهم، وعقل، وعلم لطيف، بلا حضور طبع كثيف. هـ. قلت: وبهذا الاعتبار يقع لها العذاب في البرزخ أو النعيم، وتذهب وتجيء في عالم البرزخ.
*تفسير : ٱللَّهُ يَتَوَفَّى ٱلأَنفُسَ حِينَ مَوْتِـهَا*”
Ahmad ibn ʿAjiba, البحر المديد في تفسير القرآن المجيد
“اختلاف الناس على الأولياء سنة ماضية وحكمة أزلية، ولن تجد لسنة الله تبديلا، ولا يزالون مختلفين، فمن رأيته من الأولياء اتفق الناس على تعظيمه في حياته فهو ناقص أو جاهل بالله إذ الداخل على الله منكور، والراجع إلى الناس مبرور، وهذا هو الغالب، والنادر لا حكم له، فلو كان الاتفاق محمودا لكان على الأنبياء أولى، فلما لم يقع للأنبياء والرسل، لم يقع للأولياء إذ هم على قدمهم، وقائمون بالوراثة الكاملة عنهم. والله تعالى أعلم.”
Ahmad ibn ʿAjiba, البحر المديد في تفسير القرآن المجيد
“الذين يُتوفون عن الحظوظ والشهوات ويتركون علوماً وأسراراً ينبغي لهم أن يُوصُوا بحِفْظها وتدوينها، وقد كان الشيخ أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه إذا استغرق في الكلام وفاضت عليه المواهب يقول: "هلاَّ رجلٌ يقيِّدُ عنا هذه العلوم”
Ahmad Ibn Ajiba, البحر المديد في تفسير القرآن المجيد

« previous 1