قسمة الروح Quotes

Rate this book
Clear rating
قسمة الروح قسمة الروح by مايا الطرابيلي
279 ratings, 4.15 average rating, 59 reviews
قسمة الروح Quotes Showing 1-6 of 6
“(3)
قالها راغب همسًا: بغمازتين وعينين بلون الغواية.. وحشرة محنّطة بحبة كهرمان، أعدتِ لي شغفي المفقود!
اكتشفت ولدهشتها انتظام نبضها الذي رقص قبل قليل رقصة إفريقية، قارعًا طبول قبائل الدينكا..فسألَتْه: وهل لعينيَّ لون الغواية؟ والأحمر هو المقصود.
هزَّ رأسه ببطءٍ: وكيف تكون الغواية في الصراحة.. في الوضوح؟ الأحمر ساذج مباشر! ولا أظن أن الثمرة التي تسببت في غواية آدم وشقاء البشرية ليوم القيامة.. بتلك السذاجة. أراهن أنها كانت مراوغة تمامًا كلون عينيك؛ مزجت العسل بخضرة الأرض فحيَّرته وأثارت فضوله لسبر الحقيقة وتذوق الغموض، الغواية يا أسوم...هي سحر الغموض!
هاجمها الدوار فإكتشفت حبسها لأنفاسها، كان جديراً بها أن ترفع كفها لتصفعه على وقاحته، لكنها عجزت عن الحراك.. كالمشلولة!”
مايا الطرابيلي, قسمة الروح
“(8)
شقَّ النيل الأرض من جنوبها لشمالها معانقًا المتوسط، ولم تقم حضارة على ضفافه سوى هنا، لم ينتبه إليه ويقدِّسه سوانا، نحن العامل المساعد في المعادلة؛ يغيِّر كل شيء دون أن يتغيِّر، محرقًا شعلته لتضيء الدنيا، يقف التاريخ هنا مترقبًا بتمهُّل، رافعًا القبعة عند كل مشهد، مهما تأخر الوقت!
مائة عام بعمر مصر لا شيء! كبواتها عديدة لكنها كالفرس الأصيل تنهض دومًا مرفوعة الرأس، خدعونا فقالوا إن بلاد عجائب آليس لدى الفرنجة! من يود زيارة بلاد العجائب بحق فليأتِ هنا -ضرب الأرض بكفه- هنا تُصنَع العجائب.”
مايا الطرابيلي, قسمة الروح
“(4)
جالت نظراتها فوق ملامحه الهادئة وعينيه اللتين أشرقتا بابتسامة لاحت معها تجعيدات صغيرة. كيف يمكن للحب الذي يعتنقانه العيش في تلك الظروف؟.. مستحيل! لكن كان لكفِّها رأي آخر، وحاجة من نوع خاص؛ أغرقت أصابعها في شعره مداعبة القبلات القمرية المنثورة بين طياته، يظنها بحاجة لشيء يذكِّرها به، غافلًا عن تغلغله داخلها حتى بات وعيها وحواسها. لم تدرِ مَن منهما بدأ الرحلة؛ قُبلتهما دومًا رحلة نحو طاقة للنور، كلما تشاركاها أحالت شفتيها لبتلات زهور عطشى، تهفو لقطرات ندى فجرية تنساب منه إليها، مُحِيلَة بين ذراعيه المذلة والسخط الدائم للهفة واستكانة، حتى كبريائها الهارب، تعثر عليه هناك..بين ذراعيه! تسرق تلك اللحظات من الزمن مرة تلو الأخرى، مختزنة زادًا لرحلة عطش طويلة، ستكون حياتها دونه صحراء ممتدة بلا نهاية!”
مايا الطرابيلي, قسمة الروح
“المشروعات الصغيرة أولى بهم أن يسموها الفخاخ الصغيره ، تفضل أيها الشاب خذ القرض وابدأ مشروعك ونحن بانتظارك ليفشل وتقع بين ايدينا خلف القطبان ومن الأفضل أن تهرب هكذا نتخلص منك ومن ازعاجك وبحثك المستميت عن مستقبلك”
مايا الطرابيلي, قسمة الروح
“(6)
زفرت بتهكم "جميعكن تأتين في النهاية بشكلٍ أو بآخر..مع الفارق، أتيتِ fresh، ولهذا وضع خاص جدًّا".
عاودت التطلع بالمرآة" أصبتِ، جميعنا نقع في النهاية! ويبدو أنك خبيرة بمجالك"
- انظرى إليهم، إلى وجوههم، جميعهم يرتدون أقنعة، لكن ما خلف القناع واحد، الكل يبحث عن إشباع جوعه بطريقته.
- عن أي جوعٍ تتحدثين؟ تكاد رائحة ثرائهم الفاحش تزكم أنفي!
ابتسمت بإشفاق: أمامك الكثير لتتعلميه! الجميع هنا جوعى وكلٌّ على طريقته، الجوع ليس جوع البطن فحسب، جوع الروح أشد سطوة -تابعت بازدراء- أشبعوا الكثير من أنواع جوعهم، وأتوا إليَّ باحثين عن جوعٍ جديد ليشبعوه؛ الحياة مملة إن انتهت الرغبات، وهنا موطن ضعفهم ومكمن سلطتي!”
مايا الطرابيلي, قسمة الروح
“(1)
ندّاهتنا تقبع في ليل الغيطان أما نداهة ولداي.. قبعت بقلب الصحراء، ذهبا خلفها يلهثان، لم تثنهما توسلاتي ولا دموع والدتهما التي خضبت جلابيبهما وقت الفراق. تبعناهما بعدما انتظرت عودتهما مطأطئي الرأس، نسيت أنهما يحملان المخ الصعيدي. نمنا لياليَ بلا عشاء؛ توفيرًا للنفقات، بعنا القراريط التي ورثتها عن جدي لأبي، ويومًا عن يوم كل قطرة عرق تفصدتها جباهنا احتضنتها حبَّات رمال كانت أكثر حنانًا ورحمة من قسوة أيامهما أنبتت برعمًا، بأمل جديد، صارت الريح تحمل ليلًا رائحة زهور التفاح بعدما حملت قبلًا رائحة الجفاف، والمستقبل المجهول، لكن نفوذهم بلا حدود، وسطوتهم بلا رحمة، أخذوها بأبخس الأثمان، ضيّقوا علينا الخناق فضاقت الحال بولداي، مرت علينا الأيام تطلي نهارنا وليلنا بالسواد، أوشكوا على جَرّي بالحصان مكبّلًا فوق أرضي! لا.. كانت أرضهم، أرض ولداي.”
مايا الطرابيلي, قسمة الروح