Goodreads helps you follow your favorite authors. Be the first to learn about new releases!
Start by following ممدوح رزق.

ممدوح رزق ممدوح رزق > Quotes

 

 (?)
Quotes are added by the Goodreads community and are not verified by Goodreads. (Learn more)
Showing 1-15 of 15
“لا تخف
ليس معنى الوقوف في النافذة..أنك ستسقط
ليس معنى السعال..أنك مصاب بالسرطان
ليس معنى ضيق التنفس ..أن قلبك به شريان مسدود
الحياة فقط هي التي معناها .. أنك ستموت”
ممدوح رزق
“نعرف أننا غير مثبّتين جيدا في الحياة كقشور طلاء صغيرة تتدلى من سقف عال وشاسع .. نعرف أن أشياءنا يلزم أن نتكلم عنها كثيرا كي تلتصق بأي ذاكرة تساعدها على التخلص من تشبّعها الرهيب بالفناء .. نحن متواطئون للغاية كحكاياتنا المكررة المتواطئة في أن أهم ما فيها ليس موجودا أبدا”
ممدوح رزق
“رغم علمه بأنه لا يزال محافظا على عادته الطفولية
بالوقوف في النافذة وقت المطر
ليتنفس رائحة الحافة الخشبية
وأنه منذ فترة طويلة
لم يعد يشعر بالنافذة أو بالمطر أو بالرائحة .
وهي
رغم علمها بأن الآلام التي تمزق أمعائها تزداد شراسة
وأنها تتقيأ كثيرا
وأن منتصف الليل سيأتي كل يوم
لسنوات متعاقبة
وسيظل اسمها منطفئا فوق شاشته
تأكيدا على كفاءة الماسنجر في التعامل مع الـ
offline
رغم علمها أنها ستغيب
وتتركه ـ ربما حتى آخر لحظة من عمره ـ
يتصور أنها ربما قررت تغيير العالم بدونه
أو تمضية سنواتها العادية بعيدا عنه .
رغم علمه أنه مهما مرت الأعوام بدونها
فإنه لن يتصل أبدا بمنزل أسرتها
كي لا يخبره أحد أن السرطان أتم مهمته بنجاح
مع ذلك
حدثت هذه اللحظة بينهما
التي كان فيها طبعا
يوجد أحد يخدع أحدا”
ممدوح رزق
“يمكننا ببساطة
أن نصبح غير نادمين
حينما كنا نفترض صلاحيتنا للحياة
بلا آمال خائبة
وبلا أمواج تهدم البيوت الرملية
التي حاولنا بناءها
بأحجام لم تكن مناسبة
كي نسكنها معا
ودون امتلاك فرصة واحدة
لاكتشاف أن استيعابنا للأذى
لا يمكن أن يكون بنفس الطريقة
وأن الشواطيء التي حلمنا بها
لا تتشابه سوى في أنها بعيدة
بعيدة جدا”
ممدوح رزق
“كنت أُقدم الاستسلام، وربما التبعية كعربون ثقة ينتظر المقابل بالسماح لي بالسيطرة، ولم يكن ذلك جراء تخطيط، أو حسم ذهني للمقدمات، والنتائج، بل سلوك تلقائي، بديهي جداً، ليس فيه اختيار .. كأنه في طفولتي، وفي لحظة لا يمكنني تذكرها إطلاقاً استقر في داخلي يقين لا يمكن خدشه بأنه يمكن التحكم في العالم بواسطة الخضوع أولاً لديناصوراته، الذين سيقدّرون إخلاصك، ومسالمتك كقط أليف، قادر على حبس عنفه المتزايد؛ فيهبون أنفسهم في المقابل كتابعين لك .. أين كان يقع الخطأ؟!”
ممدوح رزق, الفشل في النوم مع السيدة نون
“وجدت نفسي أرجع لأعماله الكاملة، وأقرأها مرة أخرى .. توقفت أمام النص الذي لم يضع عنواناً له، والذي بدأه في عامه الأول بـ (باريس) حيث تحدث (عنها)، وعن (الملاءة) .. هل هي نفس الملاءة الشفافة في نصها عنه، التي ادّعت النوم، عارية تحتها لحظة وداعهما .. استرجعت بامتنان يومياته في المستشفى الفرنسي التي كان يُعالج فيها .. تفكك مكونات جسمه .. القتال لاستعادة الحياة، والكتابة .. انتبهت لعبارة كتبها عن السرتنة، والتفاعل مع صورة الفن التشكيلي .. بكاءه، وهو يتساءل لماذا يصاب بالسرطان في سن الشباب .. كان يفكر في الانتحار قبل المرض .. أصدقاءه، وعلاقتهم بمرضه .. عدم مسؤليته عن الماضي، وعدم ارتباط المرض بعلاقة منطقية مع ذلك الماضي .. زجاجة التبول البلاستيكية الموضوعة بجوار السرير .. العلاج الكيماوي .. ضوء سيارة ضعيف قادر على الصعود إلى حجرته مقابل احتياجه للأسانسير .. الدولاب، والشباك .. يد الممرضة التي كانت تجلس على الأرض بجوار سريره كي تشاركه الدموع
كنت أقرأ بألم، وغيرة .. بفرح، وخوف أنه مات .. أنا لا أعرفه، وعمري ما رأيته، ولا فرحتي بموته التي أصابتني تخصه هو، بل تخص الحياة، أو الخبرة التي عاشها، وسمحت له أن ينام، ويستمتع بامرأة كنت أجلس أمامها كرماد سيجارة أُلقي في بحر .. رغم أنني لو لم أكن أعرفها، وعبرت أمامي، وأنا جالس في مقهى مثلاً، أو مرّت بجواري، وأنا أسير في الشارع عمرها ما كانت لفتت نظري .. لكن المشكلة أنني أعرفها، وأعرف من هي بعيداً عن كونها أنثى .. هذه هي الجائزة الكبرى يا دكتور التي عرفت الآن ـ كأنني كنت ناقصاً ـ أن روائي شاب سبق، وحصل عليها بمنتهى البساطة، ليس هذا فقط، بل خُلّدت لحظة حصوله عليها في نص، حتى لو كان في سياق الكتابة عن موته أيضاً .. كأن الموت هو الثمن الذي كان يجب أن يدفعه ـ بالنسبة لي ـ طالما نام معها، وفي المقابل فإن استمراري في الحياة حتى الآن هي الهدية التي يجب أن تعوّضني عن عدم ركوبها
بين وقت وآخر أنظر في صورته المطبوعة على غلاف أعماله الكاملة .. أحدّق في عينيه، وأتخيله، وهو نائم معها .. أشعر كذلك بالرعب من موته، كأن المرض سينتقل إليّ من كثرة النظر في الصورة، والتفكير فيه .. كنت أرى في حياته القصيرة كل ما لم أقدر أن أجرّبه .. كل ما كنت أتمنى أن أعيشه”
ممدوح رزق, الفشل في النوم مع السيدة نون
“انتبهت إلى أنني ـ رغم حبي له ـ لا أشرب عصير القصب إلا نادرا .. هل كنت سأحصل على هذا السفر الاستثنائي المنسّم إلى الماضي لو كنت أشرب عصير القصب يوميا أو على فترات متقاربة ؟ .. ربما كنت سأتذكرك وسأتذكر نفسي وسأفكر في الأيام التي مضت ولكنني لن أفوز بذلك الصفاء النادر للرجوع إلى الوراء .. لن أتمكن من استبدال الواقع كأنه لم يكن والعيش ثانية داخل الدنيا الطفولية المندثرة بدلا منه كأنه لم يكن هناك أبدا سواها .. هنا تكمن مشكلة الذكريات الأزلية بالنسبة لي .. أنها تفقد جمالها الجوهري كلما زادت لحظات استعادتها .. كلما طالت إقامتها داخل الوحشة الباطنية للسجن المسمى بالراهن لأنه يحولها تدريجيا إلى جزء منه ، وهذا ما يجعل النسيان التام ـ للأسف ـ العامل الأساسي للتذكر المقتضب غير العادي .. التذكر الذي يجعل فراغا ورديا يمر داخل صدرك ويختفي فورا ليتركك عاريا بين أسنان حسرة ثقيلة معتمة .. حسرة أنه لا يمكنك سوى القتال من أجل التذكر فحسب .. القتال للحصول على مجرد جزء من ثانية لا ينتمي إلى الوقت”
ممدوح رزق, مكان جيد لسلحفاة محنطة
“أتخيّل لو كنا نحن الثلاثة أصدقاء .. كنا سنتفق على اشتغالات نضحك بها على الجميع داخل الوسط الأدبي .. نوزع أدواراً على أنفسنا، وننشر تدوينات، وموضوعات في الصحافة العربية بأسماء مستعارة عن شخصيات، وأحداث، وكتب وهمية، وتفشخنا القهقهات الشاخرة على التعليقات، وردود الأفعال .. ربما سيخرج من السيدة نون أثناء الضحك جيصاً ستعتذر في البداية مدعية أنه كان رغماً عنها، لكنها ستعقبه على الفور بواحدٍ آخر أكثر قوة حتى تزيد ضحكاتنا .. كنا سننتهز مشينا في وقت متأخر داخل شارع قاهري خالِ، شبه مظلم حتى أضاجعها أنا، والروائي الشاب الميت على الواقف في أحد أركانه .. سيكون في حقيبتها ـ بالصدفة ـ كتاب (المبتسرون)، وستكون به علامة عند الصفحة التي تقول فيها (أروى صالح): (من الأحاسيس الغريبة إللي بتلح عليا دلوقتي ـ ومش فاهمة طلعت منين ـ ومش قادرة أقاومها رغم ما فيها من قسوة، النفور من العواجيز! نفور أحياناً بيوصل لدرجة شعور جسدي بالاشمئزاز! باحس إنهم سُبّة في وجه الحياة، وبافتكر حاجة بشعة سمعتها عن تقليد ياباني، إن الناس لم تعجّز تأخذ قليل جداً من الزاد، وتطلع على قمة جبل، تستنى الموت فيه! .. غصب عني ابتديت أشوف فيها فكرة! وابتدِت تداعبني فكرة إني لما أوصل مرحلة معينة من العجز أنتحر)
كنا سنُجبرها على خلع كلوتها في دورات مياه الأماكن التي تُقام فيها الندوات، ثم نشير لها به من وسط الجالسين، وهي تقرأ الشعر .. ما كنا سنسمح لها أن تُغلق على نفسها باب الحمام، وهي تقضي حاجتها، وكنا سنُبقيها عارية أمامنا تماماً طوال الوقت، لكننا كنا سنترك النظارة فقط على وجهها، وهي تُحدثنا عن البلاغة القديمة، وتاريخ الطبقة الوسطى، وصورة المرأة المصرية في سينما التسعينيات .. كنا سنكتب فقرات من كتاب (المثقفون) لـ (سيمون دي بوفوار) على جسمها، وكنت سأحب أن أكتب على بطنها: (وبقي في المطبخ بينما كنت أتعرّى. والتففت بين الأغطية، تحت الغطاء المكسيكي. كنت أسمعه يحوم، ينضد، يفتح ويغلق الخزانات، وكأننا زوجان منذ زمن طويل. بعد كثير وكثير من الليالي التي أمضيتها في غرف فنادق، في غرف أصدقاء، كان من المريح أن أشعر أنني في بيتي، في هذا الفراش الغريب عني. وكان الرجل الذي اخترته والذي اختارني يهم بالرقاد إلى جانبي)
كنا سنأخذ كوب الشاي من يدها، وندخل به أنا، والروائي الشاب الميت بالدور إلى دورة مياه المقهى، ثم نعيده إليها حتى تشربه شاي بلبن .. كنا سنشترك في كتابة نص طويل عن شارع عماد الدين، و26 يوليو، وعبد الخالق ثروت، وجروبي، وريش، والأتيليه، وزهرة البستان، والجريون، والنادي اليوناني، ثم نخلق داخله نصاً آخراً افتراضياً يشارك فيه نجيب محفوظ، وأمل دنقل، ويحيى الطاهر عبد الله، ويوسف إدريس، ونجيب سرور، وأحمد فؤاد نجم، وعبد الرحمن الأبنودي، وبعد ذلك لا يعجبنا فنمزقه، ونتخلى عن الفكرة .. كنا سنأخذ طفل شوارع إلى الشقة بعد أن نشتري له ملابس جديدة، ونقدم له الطعام، والشراب ثم نحدثه عن حرب الخليج، وحزب العمال الشيوعي، وأحمد عدوية، و8 يناير، والحشيش، والتيار الثوري، وما بعد الحداثة قبل أن ننهال عليه فجأة بالضرب، والشتائم، ونطرده .. كنا سنؤلف أغاني وطنية عن الخرتية، وعن الأجنبيات المتعطشات للقضيب الأدبي المصري، وعن الجبهة الشعرية للدفاع عن أزواج الشراميط .. كنت سأجننها بالتناقض بين كلامي، وحركاتي؛ أقول لها أنها دميمة، ومقرفة، وأنه لا يقف عليها إلا لطيبة بيضتيه، بينما يديّ تعريان جسمها، وتقطّعّان لحمها .. كانت أجمل لحظاتنا ستكون حينما تتمدد بيننا أنا، والروائي الشاب الميت على السرير، ونمارس العادة السرية في وقت واحد .. لا تنكري .. الآن تتخيلين كل هذا، وأنتِ تقرأين”
ممدوح رزق, الفشل في النوم مع السيدة نون
“ربما جربت الثقة العمياء في قوة التصاق العالم بك ، التي توفر لانفصاله الحتمي عنك مرونته اللائقة .. كان لدي أيضا اطمئنان منطقي لذاكرة جديدة سينسجها تعاقب الأيام لن تحتاج مع ضماناتها البديهية لمساعدة كبيرة من التاريخ .. يكمن التضليل في إشراك الأشياء المنسية تلقائيا في الألم لمدى مؤقت .. ألا يكون الأذي حصيلة حصرية للروح في معركتها مع الفقد بالتزامن مع اليقين الذي يزداد رسوخا في أعماقها بأنها لن تتمكن أبدا من أن تعيش مرة أخرى فترة من اللحظات المتصلة التي ترغب في تجميعها من الماضي”
ممدوح رزق, مكان جيد لسلحفاة محنطة
“دائما كنت أفكر في أنه حتى الأحمق ، المغفل تماما كجوهرة نادرة بوسعه أن يمتلك لحظات من الصمت الغامض .. أن يراقب العالم بانتهاك خاص كأنه فريسته الخاضعة ، بشغف متحدٍ واثق في مهاراته الخبيثة على كسب كل المعارك حتى وإن خسرها .. يمكن لواحد مثلي أن يكون قبرا غير قابل لتوفير أي ثقة عن ما أُغلق عليه .. ألا يكون مفهوما أو مأمون التصرف ، ألا يتوقع ماذا يمكن أن ينتج عن جلوسه وحيدا بعينين متجهمتين وملامح مرهقة تتمعن في الفراغ بقلق ينطوي على تدبير ما .. كنت أفكر في أن الأحمق هو أكثر من تناسبه هذه الحالة باعتبارها ظاهريا سلوكا استثنائيا في حياته ، حقيقة مفاجئة لم يتعوّدها الآخرون عنه بل على العكس يستقر في يقينهم صورة مضادة لها بامتياز .. الأشخاص المعروفون بالدهاء وبالأساليب الملغزة والجريئة في إنجاح تجاربهم لا يمكنهم أن يخدعوا أو يصدموا أحدا إلا بممارسة تكشف عن الجانب الأحمق في شخصياتهم ، أما أنا فمع كل مرة أغلق فيها الباب على نفسي وأفكر في الماضي يتحول الإذلال إلى أقوى داعم لوجودي وتتحول كل خيباتي وإخفاقاتي الوفيرة إلى حصيلة من الانتصارات المبررة .. أشعر بنفسي كفارس كلاسيكي لديه ثأر مع الحياة يفوق ما لدى الناس جميعا ويمكنه أن يتحسس أثر شجاعته في الحروب غير متكافئة ضد الغيب .. مع ذلك فالخوف أقوى من كل هذا .. أنا أحمق وخائف فقط”
ممدوح رزق, مكان جيد لسلحفاة محنطة
“تعرف ماذا فعلت يا دكتور؟.. كمذنب قرر التوبة بعد معصية.. أضفت إيميلها إلى الماسنجر طمعاً في الغفران، ثم جلست منتظراً عودتي إلى النعيم.. لم أكن أطيق روحي يا دكتور، ولا أطيق الناس، ولا الدنيا، ولا أعرف ماذا أفعل.. أريد أن أتصرف بسرعة لأعيد العالم إلى ما كان عليه قبل تعليقها على النص.. كنت أريد إصلاح الدمار الذي أصاب حياتي بعد ما كتبته عني.. قررت أن أتحدّث معها، وأعرف منها لماذا كتبت ذلك الرد.. طبعاً كان عندي ما يشبه اليقين بأن السبب يرجع إلى رفض أنثوي تقليدي لمشاعر رجل يكتب عن قتله بواسطة امرأة تحمّله مسؤلية آلامها، في حين أنه يفكر في نفسه كدوبلير يتلّقى العقاب بدلاً من بطل غائب، هو الوحيد الذي يستحق ذلك العقاب.. كنت أعلم أن في ذلك استفزاز ذكوري للجروح النسوية العادية، لكنني بصراحة لم أكن أتخيل أنها من الممكن أن تتورط، وتندفع بهذه السطحية وراء هذا الكيتش.. كنت أظن أن بمقدورها ترويضه أحياناً، إذا كان من الحتمي الاستمرار في خضوعها له.. كنت أريد التأكد من ذلك اليقين يا دكتور”
ممدوح رزق, الفشل في النوم مع السيدة نون
“لن أتمكن أبدا من العيش في كوخ .. الكوخ الذي حاولت بناءه مرة بوسائد وأغطية السرير ، ومرة بقطع خشبية قديمة في بلكونة الأسرة ، ومرات لا حصر لها بمبررات متغيرة للثقة في الغيب داخل روحي .. الكوخ الذي لم يكتمل بناوءه أبدا ليس بسبب حروب الآخرين ضد عزلتك ، ولا شهوة الطرد التي تواجهك بها كل الأماكن بقدر رغبة مبهمة داخل ذاتك في التخلص منه لا تنجح الأسباب الملموسة التي يمكن العثور عليها في تفسيرها .. رغبة قد يبدو حقا أنها نتيجة هزائم مدركة وأحلام يمكن التفاوض مع الدنيا بشأنها ، لكنك ستشعر في نفس الوقت بأن هذه الرغبة متجذرة في مركز أكثر عمقا مما يمكن تصوره .. أن قوتها الحقيقية تكمن في كونها إشارة خبيثة ربما تعطيك انطباعاً أولياً بأنها لا تستحق الانتباه ثم تستوعب تدريجيا أن هذه الإشارة ما هي إلا إلحاح يعلن عن بداهته الأزلية دون تأسيس على تمهيد منطقي .. إلحاح منفصل عن الهزائم والأحلام وينمو دون تدخل منك أو من غيرك حتى يصل تصاعده إلى نقطة يصبح من الحتمي فيها أن تكون في الخارج .. أن تجبر على إبقاء نفسك بعيدا عن أي كوخ ترغب بشدة في أن تسكنه”
ممدوح رزق, مكان جيد لسلحفاة محنطة
“هل لذلك علاقة بالسيارة التي انفجرت فجأة الآن أمام محل العصير ، وبسلك الكهرباء الذي ترك عامود الإنارة ليسقط فوق رأسي في نفس اللحظة .. جاءت امرأة منقبة ومعها طفل صغير .. كان من الواضح أنهما زوجة وابن صاحب المحل ، وكان من الواضح من نظرات عينيها وصوتها وتفاصيل جسمها من تحت العباءة السوداء أنه رجل محظوظ .. انتبهت في نهاية كوب العصير إلى أن عيني الطفل تشبه كثيرا عيني أمه .. حاولت تخيل بقية ملامحها المتوارية بالتمعن في وجه الطفل .. كان جميلا .. شعرت بالرغبة في تقبيل فمه بقوة ولكنني تركت الكوب الفارغ ومشيت مبتعدا .. هل فهمت الآن ماذا تعني محاولة استعادة الماضي ؟”
ممدوح رزق, مكان جيد لسلحفاة محنطة
“يذكر ( روبرت جونسون ) أيضا في كتابه ، والذي أعيدت طباعته أكثر من مرة كما ترجم إلى عدة لغات ، ولاقى انتشارا واسعا في العالم أن ( ماريا ) ظلت رافضة تماما أي نوع من الاستغلال لموهبتها مهما كان الإغراء المادي حيث رفضت عروضً سينمائية لا حصر لها ، وكذلك دعايات وإعلانات تجارية حتى المقابلات الصحفية والتليفزيونية وضعت حدا لها حين بلغت الثانية عشر ، كما أنها امتنعت أيضا عن المشي بظهرها في الأماكن العامة أو في المناسبات التي تشهد حضور عدد كبير من الأشخاص أو يتاح فيها التصوير بأي شكل .. لكن ( روبرت ) يذكر أن ( ماريا ) وافقت على الظهور مرة واحدة فقط ، ودون أجر عام ( 1974 ) في أحد أفلام المخرج الإيطالي الشهير ( اليكساندرو سيموني ) وكان بعنوان
( Justice )
حيث اقتصر دورها على المشي الصامت بظهرها لثوان قليلة في مشهد النهاية الذي جمع بين النجمين الفرنسيين ( أندريه روبير ) و( إيزابيل برنار ) وهما عاريان وسط نافورة في ميدان عام ، ويتبادلان قذف أشلاء وعظام بشرية على بعضهما بفرح .. لكن المجلة تذكر أنه في عام ( 1975 ) أيضا سمحت ( ماريا ) لشركة
( Gut )
الألمانية باقتباس موهبتها في قصة
فيلم كارتون من انتاجها وكان بعنوان
( Schönheit )
.. جسد الفيلم حياة الطفلة الصغيرة ( كارولين ) التي تعاني من الوحدة والاضطهاد الأسري والمجتمعي بسبب إصرارها المتواصل على تقمص شخصيات الحكايات الخيالية القديمة .. في أحد مشاهد الفيلم تتخيل الفتاة أنها تمشي بظهرها بينما عينيها مثبتتين بحزن على والديها وأخواتها وهم ينظرون إلى انسحابها من حياتهم بحسرة لتعبر وسط ضحكات وسخرية أهل المدينة حتى تصل في النهاية إلى عالم سحري يتيح لها أن تعيش في أمان داخل الأساطير التي تتمناها”
ممدوح رزق, مكان جيد لسلحفاة محنطة
“كأنني كنت أشعر بيقين تام أنني، وابنتي خالي مراقبين من الجميع .. في الطفولة يمكنك تخيّل أن المراقبة لا تقتصر على البشر، وإنما تشترك في مهمتها جميع الأشياء التي تحيط بك سواء كانت زخارف، ولوحات الحوائط، أو حتى أدواتك المدرسية .. أشياء تراقبك، وتسجّل كلماتك، وأفعالك، وربما أفكارك أيضاً، وفي وقت ما ستُبلغ أباك، وأمك بها إن لم تكن قد أبلغتهما بالفعل أولاً بأول .. كنت أشعر بأن كل من حولنا يعرفون آثامنا السرية، وأن سكوتهم ليس إلا تحضيراً للجزاء الملائم .. أنهم ربما يعطون لنا فرصة آخذة في التضاؤل لعدم التمادي في الذنب، وإيقافه بإرداتنا قبل أن يزيد الاستمرار فيه من هَول العقاب .. العقاب الذي كلما تأجّل كلما أصبح أكثر بشاعة .. لكن الجزاء ليس كله ضرب، وإهانة يا دكتور .. ربما في أوقات غير محسومة قد يكون مجرد النبذ، التجاهل، الخصام المقترن بنظرات الحزن، وخيبة الأمل هو الجزاء الأعنف .. أن تتحول فجأة إلى الفاسد الملعون، الذي خان الثقة، وحطم أحلام الطيبين، المغلوبين على أمرهم‍!”
ممدوح رزق, الفشل في النوم مع السيدة نون

All Quotes | Add A Quote
خلق الموتى خلق الموتى
15 ratings
سوبر ماريو سوبر ماريو
14 ratings