Goodreads helps you follow your favorite authors. Be the first to learn about new releases!
Start by following عيسى مخلوف.
Showing 1-27 of 27
“نسافر
نسافرُ حتّى نبتعدَ عن المكان الذي أنجبَنا ونرى الجهةَ الأخرى من الشروق. نسافر بحثاً عن طفولاتنا، عن ولادات لم تحدث. نسافر لتكتمل الأبجديّاتُ الناقصة. ليكونَ الوداع مليئاً بالوعود. لنبتعدَ كالشَّفَق يرافقُنا ويودِّعُنا. نمزّق المصائر ونبعثر صفحاتها في الريح قبل أن نجد – أو لا نجد – سيرتنا في كُتُب أخرى.
نسافر نحو المصائر غير المكتوبة. نسافر لنقولَ للّذين التقيناهم إنّنا سنعود ونلتقي بهم. نسافر لنتعلّم لغة الأشجار التي لا تسافر. لنلمِّعَ رنينَ الأجراس في الأودية المقدَّسة. لنبحثَ عن آلهة أكثرَ رحمة. لننزعَ عن وجوه الغرباء أقنعةَ الغُربة. لنُسِرَّ للعابرين بأنّنا مثلهم عابرون وبأنّ إقامتَنا مُوَقَّتة في الذاكرة والنسيان. بعيداً عن الأمّهات اللواتي يشعلن شمعةَ الغياب، ويرقِّقن قشرة الوقت كلّما ارتفعت أيديهنّ إلى السماء.
نسافر حتّى لا نرى أهلنا يشيخون، ولا نقرأ أيّامهم على وجوههم. نسافر في غفلة من الأعمار المبدَّدة سَلَفاً. نسافرُ لنبلّغَ الذين نحبُّهم أنّنا لا نزال نُحبّ، وأنّ البُعدَ لا يقوى على دهشتنا، وأنّ المنافي لذيذة وطازجة كالأوطان. نسافر حتّى إذا ما عدنا إلى أوطاننا أحسسنا أنّنا مهاجرون في كلّ مكان. هكذا بغتةً، ننفضُ عن أجنحتنا الشرفات المشرَّعة على الشمس والبحر. نسافر حتّى لا يعودَ ثمّة فرقٌ بين هواء وهواء، بين ماء وماء، بين سماء وجحيم. نهزأُ من الوقت. نجلسُ وننظرُ إلى المدى. نرى الأمواج تتقافزُ كالأطفال. يمضي البحرُ أمامنا بين سفينتَين، واحدة ترحل، وأُخرى من ورق في يد طفل.
نسافرُ كما ينتقلُ المهرّجُ من قرية إلى قرية، ومعه حيواناتُه تلقّن الأطفالَ أمثولتَهم الأولى في السأَم. نسافر لنخدعَ الموت، فنتركه يتعقَّبُنا من مكان إلى آخر. ونظلُّ نسافر إلى أن لا نجدَ أنفسنا في الأمكنة التي نسافرُ إليها. لنضيعَ فلا يعثر علينا أحد.”
― عين السراب
نسافرُ حتّى نبتعدَ عن المكان الذي أنجبَنا ونرى الجهةَ الأخرى من الشروق. نسافر بحثاً عن طفولاتنا، عن ولادات لم تحدث. نسافر لتكتمل الأبجديّاتُ الناقصة. ليكونَ الوداع مليئاً بالوعود. لنبتعدَ كالشَّفَق يرافقُنا ويودِّعُنا. نمزّق المصائر ونبعثر صفحاتها في الريح قبل أن نجد – أو لا نجد – سيرتنا في كُتُب أخرى.
نسافر نحو المصائر غير المكتوبة. نسافر لنقولَ للّذين التقيناهم إنّنا سنعود ونلتقي بهم. نسافر لنتعلّم لغة الأشجار التي لا تسافر. لنلمِّعَ رنينَ الأجراس في الأودية المقدَّسة. لنبحثَ عن آلهة أكثرَ رحمة. لننزعَ عن وجوه الغرباء أقنعةَ الغُربة. لنُسِرَّ للعابرين بأنّنا مثلهم عابرون وبأنّ إقامتَنا مُوَقَّتة في الذاكرة والنسيان. بعيداً عن الأمّهات اللواتي يشعلن شمعةَ الغياب، ويرقِّقن قشرة الوقت كلّما ارتفعت أيديهنّ إلى السماء.
نسافر حتّى لا نرى أهلنا يشيخون، ولا نقرأ أيّامهم على وجوههم. نسافر في غفلة من الأعمار المبدَّدة سَلَفاً. نسافرُ لنبلّغَ الذين نحبُّهم أنّنا لا نزال نُحبّ، وأنّ البُعدَ لا يقوى على دهشتنا، وأنّ المنافي لذيذة وطازجة كالأوطان. نسافر حتّى إذا ما عدنا إلى أوطاننا أحسسنا أنّنا مهاجرون في كلّ مكان. هكذا بغتةً، ننفضُ عن أجنحتنا الشرفات المشرَّعة على الشمس والبحر. نسافر حتّى لا يعودَ ثمّة فرقٌ بين هواء وهواء، بين ماء وماء، بين سماء وجحيم. نهزأُ من الوقت. نجلسُ وننظرُ إلى المدى. نرى الأمواج تتقافزُ كالأطفال. يمضي البحرُ أمامنا بين سفينتَين، واحدة ترحل، وأُخرى من ورق في يد طفل.
نسافرُ كما ينتقلُ المهرّجُ من قرية إلى قرية، ومعه حيواناتُه تلقّن الأطفالَ أمثولتَهم الأولى في السأَم. نسافر لنخدعَ الموت، فنتركه يتعقَّبُنا من مكان إلى آخر. ونظلُّ نسافر إلى أن لا نجدَ أنفسنا في الأمكنة التي نسافرُ إليها. لنضيعَ فلا يعثر علينا أحد.”
― عين السراب
“ما نفع اللغات كلّها حين لا تتمكّن ولا كلمة واحدة من إزاحة هذا الرّكام؟”
― مدينة في السماء
― مدينة في السماء
“
خفيفةٌ أيّامنا وخفيف قدَرُنا. في خِفَّةِ الفراشة شيءٌ من التوازن الذي تستوي عليه الأرض.”
― مدينة في السماء
خفيفةٌ أيّامنا وخفيف قدَرُنا. في خِفَّةِ الفراشة شيءٌ من التوازن الذي تستوي عليه الأرض.”
― مدينة في السماء
“نبحث عن الجمال في ركام الأشياء حولنا مثلما يبحث الفقراء في نفايات الأثرياء، في ساعة متأخرة من الليل.”
― مدينة في السماء
― مدينة في السماء
“جاء عن اليونيسيف أنّ الأشهر التسعة التي يعيشها ملايين الأطفال في العالم الثالث داخل بطون أمّهاتهم هي الأشهر الوحيدة التي يمضونها بسلام، طوال حياتهم.”
― مدينة في السماء
― مدينة في السماء
“نأتي مسرعين ونمضي مسرعين مثل النيازك الضاحكة في أعلى الفضاء، لكن من قال إنّ هذا العبور السريع لا ينطوي على شيء من الأبديّة؟”
― مدينة في السماء
― مدينة في السماء
“هناك شيء ضائع منذ البداية، نبحث عنه ونعرف مسبقاً أنّنا لن نجده، لكنّنا سنظلّ نبحث عنه حتى لا نزداد ضياعاً.”
― مدينة في السماء
― مدينة في السماء
“هل نحسد الحيوان على جلاء هيئته ووضوحه؟
كيف يمكن أن نميّز إنساناً عن إنسان آخر انطلاقاً من مظهره الخارجي فقط؟ كيف نفرّق بين القاتل والقتيل؟ القاتل الذي بيننا، وقد يكون في داخلنا، نطعمه ويطعمنا، يفرح لفرحنا ويحزن لأحزاننا. يتودّد وينصب لنا الفخاخ في آن واحد.”
― مدينة في السماء
كيف يمكن أن نميّز إنساناً عن إنسان آخر انطلاقاً من مظهره الخارجي فقط؟ كيف نفرّق بين القاتل والقتيل؟ القاتل الذي بيننا، وقد يكون في داخلنا، نطعمه ويطعمنا، يفرح لفرحنا ويحزن لأحزاننا. يتودّد وينصب لنا الفخاخ في آن واحد.”
― مدينة في السماء
“التصوف في العشق يعني «أن أموت ولا تدري وأنت قتلتني»!”
―
―
“صراع الإنسان مع شبيهه يختلف عن صراعه مع الحيوان. يقتل الإنسان شبيهه ولا يأكله، بينما يقتل الحيوان ويأكله، وفي الحالتَين يسعى إلى التخلّص من موته.”
― مدينة في السماء
― مدينة في السماء
“يكمن سرّ الطبيعة في عينَي القاتل أكثر مما هو في الزهرة المتفتِّحة أوّل الصباح.”
― مدينة في السماء
― مدينة في السماء
“الحبّ مصدرُ النار التي تتحايل على الموت، المكانُ الذي يعيش فيه العدد الأكبر من النجوم، البحيرةُ الساكنة في أعلى المساء تراقبنا من بعيد.
الحبّ حديقة أوهام ينبغي الاعتناء بها.”
― مدينة في السماء
الحبّ حديقة أوهام ينبغي الاعتناء بها.”
― مدينة في السماء
“لا قاع للمرآة التي تشير إلى مرور الكائنات والأشياء ولا تحتفظ بها. تتركها تعبر. وربما هذا ما يخيف المرأة فيها أكثر مما يخيف الرجل. في هذه اللوحة، لا تتسع المرآة لشيء آخر غير الوجه، وهي له لا للأعضاء، على الرغم من جمال تلك الأعضاء وتناسقها. كأنّ الوجوه هي المكان الذي يفضّل فيه الوقت أن يستوطن. هناك يحلو له أن يقيم. أما الجسد الغاوي فيغيب كما تغيب أجمل الغيوم في السماء.”
― مدينة في السماء
― مدينة في السماء
“الذي يمضي, لنتركه يمضي. كالنهر لا نحرفه عن مجراه. كالغيمة السارحة. الذي يمضي حتّى لو عاد إلينا فهو لن يعود. لأنّه من جهة الغياب عائد. يلوِّح به كلّ لحظة, بعدما كان الغياب, في الماضي, سرّاً مختبئاً وراء إشراق وجهه الحبيب.”
―
―
“يُنهي الطائر يومَه الأخير ويرتفع فوق أجنحته. بيضاء ذكرياتُنا الضائعة، غيومُ الصيف ذَهَبُنا المنثور في الهواء.”
― مدينة في السماء
― مدينة في السماء
“أربعة وأربعون عاماً فقط، أي العمر الذي تعي فيه المرأة أنّ استدارة قمرها قد اكتملت وأنّ الحبّ الذي ينتظرها من الآن فصاعداً إنّما يتفتّح في حقول بعيدة لا خشية فيها مما سوف يأتي.
بيلي هاليداي.
المومس القدّيسة، حاملة القرابين، وأمامها الأسد الجريح يحمل الطريدة بين شَدقَيه.”
― مدينة في السماء
بيلي هاليداي.
المومس القدّيسة، حاملة القرابين، وأمامها الأسد الجريح يحمل الطريدة بين شَدقَيه.”
― مدينة في السماء
“من يمضي لنتركه يمضي ولا نتعقّب أثره. من الآن فصاعداً سيكون بلا أثر. خفيفاً كالهواء. الذي يمضي لا يعرف أنّه يمضي. يسير على الدرب ذاتها التي جاء منها.
لنتركه يذهب من يريد أن يذهب. نلتفت إليه محفوراً في داخلنا. نَضِراً كما كان يوم كان. نلتفت إلى الداخل نجد فيه ما لا يجده هو في نفسه.
الذي يمضي لنتركه يمضي بسلام.”
―
لنتركه يذهب من يريد أن يذهب. نلتفت إليه محفوراً في داخلنا. نَضِراً كما كان يوم كان. نلتفت إلى الداخل نجد فيه ما لا يجده هو في نفسه.
الذي يمضي لنتركه يمضي بسلام.”
―
“ضفّتا النهر كضفّتَي كتاب والطائر البعيد يرسم، برحيلِه، الآفاقَ البعيدة. الذاهبون وراء تلك الآفاق يدركون أخيراً أنّ ما أخافهم طوال حياتهم ليس مخيفاً على الإطلاق.”
― مدينة في السماء
― مدينة في السماء
“لا فَرْق إن كانت اليد الممدودة يداً إلهيّة أم بشريّة، أم الإثنتَين معاً وفي وقت واحد. لا فَرْق إن كانت هناك يد تخلق وتأمر بالخَلق وأخرى تنصاع إليها وتوجَد. المهمّ أنّ ثمّة تَوقاً إلى الآخر لمواجهة العزلة، العزلة الأولى الأصليّة!
تقول لنا تلك الجداريّة إنّ الله، هو نفسه أيضاً، يصاب بالوحدة ويسعى إلى الخروج منها.”
― مدينة في السماء
تقول لنا تلك الجداريّة إنّ الله، هو نفسه أيضاً، يصاب بالوحدة ويسعى إلى الخروج منها.”
― مدينة في السماء
“ما الفائدة من أنجم السماء؟ يتساءل سجينُ الأرض. ما الفائدة من الأنوار البعيدة التي تعجز عن نجدتنا؟”
― مدينة في السماء
― مدينة في السماء
“الناجون من الحروب قتلهم ظنّهم بأنّهم أحياء”
―
―
“لا يكفي المرأة - لكي تكونَ امرأة - أن تمتلك أعضاءَ الأنثى، ولا تكفيها غريزة النسل.”
― مدينة في السماء
― مدينة في السماء
“في المساء، يُقفلُ متحف "لاكاديميا" في البندقية. تُطفأُ الأضواءُ على لوحة جيورجيوني. اللوحةُ في الظلام. يرفُّ جفنُ العذراءِ التي تدركُ أنّ وليدَها سيموت. تُخرجُ له ثديَها.”
― مدينة في السماء
― مدينة في السماء
“لا ينام من يصحو في قلبه كل هذا الغياب”
― رسالة إلى الأختين
― رسالة إلى الأختين
“جميلة هي الأرض.
جميلة هي السحابة المتهادية لوحدها في سماء زرقاء، كطائر ضيّع سربه وشرط طيرانه. جميلة النجوم وغريبة أنوارها الحائرة، حارسة المدى اللانهائي، تراقبك من بعيد، تعرفكَ هي وأنتَ لا تعرفها. تُرى أترأف بك لأنّك لا تدرك ما الذي ينتظرك عند العتبة، أم أنّها تدرك أنّ مصيرك ومصيرها واحد؟”
― عين السراب
جميلة هي السحابة المتهادية لوحدها في سماء زرقاء، كطائر ضيّع سربه وشرط طيرانه. جميلة النجوم وغريبة أنوارها الحائرة، حارسة المدى اللانهائي، تراقبك من بعيد، تعرفكَ هي وأنتَ لا تعرفها. تُرى أترأف بك لأنّك لا تدرك ما الذي ينتظرك عند العتبة، أم أنّها تدرك أنّ مصيرك ومصيرها واحد؟”
― عين السراب
“كانت الشجرة ترمقني بأغصانها حين وددتُ الرحيل ولم أرحل.
وضعتُ الغروب تحت إبطي ومشيتُ بين الفواصل على غير هدى.”
―
وضعتُ الغروب تحت إبطي ومشيتُ بين الفواصل على غير هدى.”
―
“يحتاج الجسد إلى أجنحة لكي يطير. لا يسقط الجسد في الهواء حتّى حين يسقط. المسنود بالهواء من كلّ جانب، يهوي مرّة واحدة فقط ولا يدرك هو نفسه أنّه هوى ولا يستمع إلى ارتطام روحه بالأرض. الآخرون يدركون عنه ويسمعون. الآخرون الذين يشبهونه في كلّ شيء... إلاّ في موته.”
― رسالة إلى الأختين
― رسالة إلى الأختين




