Goodreads helps you follow your favorite authors. Be the first to learn about new releases!
Start by following Tarkovsky.
Showing 1-13 of 13
“There are people who want to know about everything in the minutest detail, like accountants or lawyers. But show a toe sticking out of a hole in a sock to a poet and it is enough to produce an image of the whole world in him.”
― Sculpting in Time
― Sculpting in Time
“The aim of art is to prepare a person for death”
― Sculpting in Time
― Sculpting in Time
“النحت في الزمن. السينما؛ الإيقاع، وروح الإخراج، ودور "المونتاج" (1/2)
---------------
أنا أرفض مبادئ "سينما المونتاج" لأنها لا تتيح للفيلم أن يستمر ويمتد وراء حدود الشاشة: إنها لا تتيح للجمهور أن يخلق ذلك الاتصال بين التجربة الشخصية وما يوجد أمامهم على الشاشة. "سينما المونتاج" تقدم إلى الجمهور أحاجي وألغازًا، تجعلهم يحاولون حل شفرة الرموز، ويجدون متعة في التعرف على المجازات والاستعارات، محتكمين طوال الوقت إلى تجربتهم العقلية، الفكرية. مع ذلك، فإن كل لغز من هذه الألغاز يتضمن الحل الصحيح والدقيق، بالتالي فأنا أشعر بأن ايزنشتاين يمنع الجمهور من السماح لمشاعرهم بأن تتأثر حسب تفاعلهم الخاص تجاه ما يشاهدونه. في فيلمه " أكتوبر"، عندما يجاور الآلة الموسيقية – البالالايكة – مع شخصية كيرينسكي، فإن منهجه يصبح هدفه، بالطريقة التي قصدها فاليري. إن بناء الصورة يصبح غاية بذاته، وخالق العمل يباشر في شن هجوم شامل على الجمهور، فارضًا عليهم موقفه الخاص تجاه ما يحدث.
لو يقارن المرء بين السينما وفنون مبنية على أساس الزمن، مثل الباليه أو الموسيقى، فإن السينما تبرز بوصفها الفن الذي يعطي الزمن شكلًا مرئيًا وحقيقيًا. ما أن يتم تسجيل الزمن على الفيلم حتى تكون الظاهرة موجودة هناك؛ محددة، ثابتة، وغير قابلة للتغيير، حتى عندما يكون الزمن ذاتيًا على نحو مكثف.
الفنانون ينقسمون إلى فئتين: أولئك الذين يخلقون عالمهم الداخلي الخاص، وأولئك الذين يعيدون خلق الواقع. يقينًا، أنا أنتمي إلى الفئة الأولى، لكن ذلك لا يغير شيئًا. إن عالمي الداخلي قد يكون ذا فائدة وأهمية للبعض، وقد يسبب للبعض الآخر الفتور واللامبالاة أو حتى السخط. القصد هو أن العالم الداخلي الذي تخلقه الوسيلة السينمائية ينبغي قبوله أو إدراكه بوصفه الواقع، حيث أنه مؤسس على نحو موضوعي في مباشرية اللحظة المسجلة.
المقطوعة الموسيقية يمكن عزفها بطرق مختلفة، ويمكن أن تدوم لفترات زمنية متفاوتة. هنا، في الموسيقى، الزمن هو ببساطة حالة من الأسباب والنتائج المعلنة في نظام معين. إن لها صفة فلسفية، تجريدية. السينما، من جهة أخرى، قادرة على تسجيل الزمن في علامات ظاهرية ومنظورة، يمكن أن تميزها المشاعر. هكذا يصبح الزمن الأساس الفعلي للسينما: كما الصوت في الموسيقى، واللون في الرسم، والشخصية في الدراما.
الإيقاع، إذن، ليس هو التعاقب القياسي، الموزون، للأجزاء. إن حركة الزمن ضمن الكادرات هي التي تخلق الإيقاع. وأنا مقتنع بأن الإيقاع وليس المونتاج، كما يعتقد البعض، هو العنصر المكون الرئيسي للسينما.
المونتاج يوجد في كل شكل فني، بما أن المادة ينبغي أن تكون دائمًا منتقاة ومتصلة ببعضها. ما هو مختلف بشأن المونتاج السينمائي هو أنه يقدم الزمن على نحو متصل، مطبوعًا في أجزاء الفيلم. المونتاج يستلزم جمع وتركيب أجزاء صغيرة وأخرى كبيرة، كل منها تنطوي على زمن مختلف، وهذا التجميع والتركيب يخلق إدراكًا جديدا لوجود ذلك الزمن، المنبثق كنتيجة للفواصل، لما هو محذوف، للمنحوت في المعالجة. لكن الصفة المميزة للتجميع والتركيب، كما قلنا سابقًا، هي حاضرة قبل الآن في الأجزاء. المونتاج لا يولّد، لا يعيد خلق نوعية جديدة، إنه يظهر خاصية سبق وأن كانت متضمنة في الكادرات التي يربطها ويوحدها. المونتاج متوقع أثناء التصوير. إنه مفترض سلفًا في سمة ما هو مصور، و مبرمج من البداية. المونتاج له علاقة بامتدادات الزمن، ودرجة الكثافة التي بها توجد، كما تسجلها الكاميرا، وليس برموز تجريدية أو تكوينات منظمة بعناية، وليس بمفهومين متشابهين واللذين من اتحادهما ينتج – كما يقال لنا – "معنى ثالث".”
― Sculpting in Time
---------------
أنا أرفض مبادئ "سينما المونتاج" لأنها لا تتيح للفيلم أن يستمر ويمتد وراء حدود الشاشة: إنها لا تتيح للجمهور أن يخلق ذلك الاتصال بين التجربة الشخصية وما يوجد أمامهم على الشاشة. "سينما المونتاج" تقدم إلى الجمهور أحاجي وألغازًا، تجعلهم يحاولون حل شفرة الرموز، ويجدون متعة في التعرف على المجازات والاستعارات، محتكمين طوال الوقت إلى تجربتهم العقلية، الفكرية. مع ذلك، فإن كل لغز من هذه الألغاز يتضمن الحل الصحيح والدقيق، بالتالي فأنا أشعر بأن ايزنشتاين يمنع الجمهور من السماح لمشاعرهم بأن تتأثر حسب تفاعلهم الخاص تجاه ما يشاهدونه. في فيلمه " أكتوبر"، عندما يجاور الآلة الموسيقية – البالالايكة – مع شخصية كيرينسكي، فإن منهجه يصبح هدفه، بالطريقة التي قصدها فاليري. إن بناء الصورة يصبح غاية بذاته، وخالق العمل يباشر في شن هجوم شامل على الجمهور، فارضًا عليهم موقفه الخاص تجاه ما يحدث.
لو يقارن المرء بين السينما وفنون مبنية على أساس الزمن، مثل الباليه أو الموسيقى، فإن السينما تبرز بوصفها الفن الذي يعطي الزمن شكلًا مرئيًا وحقيقيًا. ما أن يتم تسجيل الزمن على الفيلم حتى تكون الظاهرة موجودة هناك؛ محددة، ثابتة، وغير قابلة للتغيير، حتى عندما يكون الزمن ذاتيًا على نحو مكثف.
الفنانون ينقسمون إلى فئتين: أولئك الذين يخلقون عالمهم الداخلي الخاص، وأولئك الذين يعيدون خلق الواقع. يقينًا، أنا أنتمي إلى الفئة الأولى، لكن ذلك لا يغير شيئًا. إن عالمي الداخلي قد يكون ذا فائدة وأهمية للبعض، وقد يسبب للبعض الآخر الفتور واللامبالاة أو حتى السخط. القصد هو أن العالم الداخلي الذي تخلقه الوسيلة السينمائية ينبغي قبوله أو إدراكه بوصفه الواقع، حيث أنه مؤسس على نحو موضوعي في مباشرية اللحظة المسجلة.
المقطوعة الموسيقية يمكن عزفها بطرق مختلفة، ويمكن أن تدوم لفترات زمنية متفاوتة. هنا، في الموسيقى، الزمن هو ببساطة حالة من الأسباب والنتائج المعلنة في نظام معين. إن لها صفة فلسفية، تجريدية. السينما، من جهة أخرى، قادرة على تسجيل الزمن في علامات ظاهرية ومنظورة، يمكن أن تميزها المشاعر. هكذا يصبح الزمن الأساس الفعلي للسينما: كما الصوت في الموسيقى، واللون في الرسم، والشخصية في الدراما.
الإيقاع، إذن، ليس هو التعاقب القياسي، الموزون، للأجزاء. إن حركة الزمن ضمن الكادرات هي التي تخلق الإيقاع. وأنا مقتنع بأن الإيقاع وليس المونتاج، كما يعتقد البعض، هو العنصر المكون الرئيسي للسينما.
المونتاج يوجد في كل شكل فني، بما أن المادة ينبغي أن تكون دائمًا منتقاة ومتصلة ببعضها. ما هو مختلف بشأن المونتاج السينمائي هو أنه يقدم الزمن على نحو متصل، مطبوعًا في أجزاء الفيلم. المونتاج يستلزم جمع وتركيب أجزاء صغيرة وأخرى كبيرة، كل منها تنطوي على زمن مختلف، وهذا التجميع والتركيب يخلق إدراكًا جديدا لوجود ذلك الزمن، المنبثق كنتيجة للفواصل، لما هو محذوف، للمنحوت في المعالجة. لكن الصفة المميزة للتجميع والتركيب، كما قلنا سابقًا، هي حاضرة قبل الآن في الأجزاء. المونتاج لا يولّد، لا يعيد خلق نوعية جديدة، إنه يظهر خاصية سبق وأن كانت متضمنة في الكادرات التي يربطها ويوحدها. المونتاج متوقع أثناء التصوير. إنه مفترض سلفًا في سمة ما هو مصور، و مبرمج من البداية. المونتاج له علاقة بامتدادات الزمن، ودرجة الكثافة التي بها توجد، كما تسجلها الكاميرا، وليس برموز تجريدية أو تكوينات منظمة بعناية، وليس بمفهومين متشابهين واللذين من اتحادهما ينتج – كما يقال لنا – "معنى ثالث".”
― Sculpting in Time
“السينما بين الأدب والموسيقى (2/2)
بواسطة الكلمات يصف الأدب حدثًا ما، عالمًا داخليًا، واقعًا ظاهريًا، يرغب الكاتب في إعادة إنتاجه. السينما تستخدم المواد التي تقدمها الطبيعة نفسها، والزمن في مروره، والتي تتجلى ضمن المكان الذي نحن نلاحظه من حولنا.
إن صورة ما للعالم تنشأ في وعي الكاتب الذي، بواسطة الكلمات، يدونها على الورق. لكن "بكرة" الفيلم تطبع آليًا أشكال العالم غير المشروطة والتي دخلت في مجال بصر الكاميرا، و من هذه الأشكال تبنى فيما بعد صورة ذات وحدة كاملة.
الإخراج في السينما يعني ببساطة أن تكون قادرًا على عزل الضوء عن الظلام، واليابسة الجافة عن المياه. إن سلطة المخرج هائلة الى حد أنها قادرة أن تخلق له الوهم بكونه قوة خلاقة، ولهذا السبب تمارس مهنته إغواءات خطيرة، ويمكن أن تقوده بعيدًا جدًا في الاتجاه الخاطئ. وهنا تواجهنا مسألة المسؤولية الضخمة والخطيرة في ما تتضمنه. هذه المسؤولية التي يتعين على المخرج أن يتحملها. إن تجربته تصل إلى الجمهور على نحو تصويري وفوري، بدقة فوتوغرافية، بحيث أن انفعالات الجمهور تصبح مماثلة لانفعالات شاهد عيان، إن لم تكن حقًا انفعالات مبدع.
أريد أن أؤكد مرة أخرى بأن السينما، مع الموسيقى، هي الفن الذي يعمل مع الواقع. لهذا السبب أنا أعارض المحاولات البنيوية للنظر إلى الكادر بوصفه إشارة لشيء آخر، والذي معناه يتلخص في اللقطة. المناهج أو الطرائق النقدية لفن ما لا يمكن أن تنطبق آليًا، وعلى نحو غير مقيد، على فن آخر. مع ذلك، هذا ما يحاول أن يفعله تعامل كهذا. خذ أصغر جزء من الموسيقى، ستجده هادئًا وحرًا من الإيديولوجيا.
كذلك الأمر مع الكادر السينمائي الذي هو دائمًا مجرد ذرة من الواقع، ولا يحمل أية فكرة. فقط الفيلم ككل يمكن أن يُزعم بأنه ينطوي على ترجمة إيديولوجية للواقع. لكن الكلمة، من جهة أخرى، هي بذاتها فكرة، مفهوم، وإلى حد ما فكرة تجريدية. الكلمة لا يمكن أن تكون صوتًا فارغًا.
في "حكايات من سفاستوبول" يصف ليف تولستوي حالات الرعب في مستشفى عسكري بتفصيل واقعي. لكن مهما كانت دقة وصفه لهذه التفاصيل الرهيبة فإن بإمكان القارئ أن يشتغل على الصور الطبيعية من أجل تعديلها وتكييفها وفقًا لتجربته ورغباته ورؤاه الخاصة. النص دائمًا يؤخذ، ويتم تناوله، على نحو انتقائي من قبل القارئ، الذي يربط النص ذهنيًا بقوانين المخيلة الخاصة به.
الكتاب الذي يقرأه ألف شخص مختلف يصير ألف كتاب مختلف. القارئ ذو المخيلة الناشطة، الحية، يستطيع أن يرى ما هو أبعد من الوصف الموجز، وأبعد من تصوير الكاتب نفسه.
(في الواقع، غالبًا ما يتوقع الكاتب من القارئ أن يمضي إلى أبعد مدى في التفكير). من جهة أخرى، القارئ الذي هو مكبوت ومكبوح بقيود أخلاقية وتابوات، سوف لا يرى الوصف القاسي، الأكثر دقة والشديد العناية بالتفاصيل، إلا من خلال المرشح (الفلتر) الأخلاقي والجمالي الموجود بداخله. نوع من التنقيح يحدث ضمن الإدراك الذاتي، وهذه العملية متأصلة في العلاقة بين الكاتب والقارئ. إنه أشبه بحصان طروادة الذي في جوفه يشق الكاتب طريقه إلى روح قارئه. الاختباء فيه هو واجب أو تعهد لا مفر منه لكي يقوم القارئ بتأدية دور في إبداع العمل.
لكن هل لدى جمهور السينما أي حرية في الاختيار؟
كل كادر، كل مشهد أو جزء، ليس مجرد وصف إنما صورة طبق الأصل لفعل ما، أو منظر، أو وجه. المعايير الجمالية هي بالتالي مفروضة على الجمهور. الظواهر المادية الملموسة معروضة على نحو بيّن لا لبس فيه، والفرد غالبًا سوف يوجه مقاومة شديدة إلى هذه المعايير معتمدًا على قوة تجربته الشخصية.
لو انتقلنا إلى الرسم على سبيل المقارنة، نجد أن هناك دائمًا مسافة بين اللوحة والمتفرج، مسافة كانت مرسومة ومعينة التخوم سلفًا، والتي تبدي نوعًا من التوقير تجاه ما هو مرسوم، والوعي بأن ما يوجد أمام الناظر- سواء وجدها قابلة للفهم أو عصية على الفهم - هو"صورة" للواقع: سوف لن يخطر أبدًا لأي شخص أن يطابق اللوحة مع الحياة. تستطيع أن تتحدث عما إذا كان الموجود على الكانفاس شبيه بالحياة أو يحاكي الحياة الواقعية بدقة. لكن في السينما، الجمهور لا يفقد أبدًا الإحساس بأن الحياة معروضة على قماش الشاشة هناك "فعلا". الفرد في أحوال كثيرة سوف يحكم على الفيلم بقوانين الحياة الواقعية، مستبدلًا الافتقار إلى الإدراك بتلك التي عليها بنى المبدع فيلمه، قوانين مستمدة من تجربته العادية، الرتيبة، اليومية. ولهذا السبب نجد تناقضات ظاهرية محتومة في الطريقة التي بها يدرك أو يقدّر الجمهور فيلمًا ما.”
― Sculpting in Time
بواسطة الكلمات يصف الأدب حدثًا ما، عالمًا داخليًا، واقعًا ظاهريًا، يرغب الكاتب في إعادة إنتاجه. السينما تستخدم المواد التي تقدمها الطبيعة نفسها، والزمن في مروره، والتي تتجلى ضمن المكان الذي نحن نلاحظه من حولنا.
إن صورة ما للعالم تنشأ في وعي الكاتب الذي، بواسطة الكلمات، يدونها على الورق. لكن "بكرة" الفيلم تطبع آليًا أشكال العالم غير المشروطة والتي دخلت في مجال بصر الكاميرا، و من هذه الأشكال تبنى فيما بعد صورة ذات وحدة كاملة.
الإخراج في السينما يعني ببساطة أن تكون قادرًا على عزل الضوء عن الظلام، واليابسة الجافة عن المياه. إن سلطة المخرج هائلة الى حد أنها قادرة أن تخلق له الوهم بكونه قوة خلاقة، ولهذا السبب تمارس مهنته إغواءات خطيرة، ويمكن أن تقوده بعيدًا جدًا في الاتجاه الخاطئ. وهنا تواجهنا مسألة المسؤولية الضخمة والخطيرة في ما تتضمنه. هذه المسؤولية التي يتعين على المخرج أن يتحملها. إن تجربته تصل إلى الجمهور على نحو تصويري وفوري، بدقة فوتوغرافية، بحيث أن انفعالات الجمهور تصبح مماثلة لانفعالات شاهد عيان، إن لم تكن حقًا انفعالات مبدع.
أريد أن أؤكد مرة أخرى بأن السينما، مع الموسيقى، هي الفن الذي يعمل مع الواقع. لهذا السبب أنا أعارض المحاولات البنيوية للنظر إلى الكادر بوصفه إشارة لشيء آخر، والذي معناه يتلخص في اللقطة. المناهج أو الطرائق النقدية لفن ما لا يمكن أن تنطبق آليًا، وعلى نحو غير مقيد، على فن آخر. مع ذلك، هذا ما يحاول أن يفعله تعامل كهذا. خذ أصغر جزء من الموسيقى، ستجده هادئًا وحرًا من الإيديولوجيا.
كذلك الأمر مع الكادر السينمائي الذي هو دائمًا مجرد ذرة من الواقع، ولا يحمل أية فكرة. فقط الفيلم ككل يمكن أن يُزعم بأنه ينطوي على ترجمة إيديولوجية للواقع. لكن الكلمة، من جهة أخرى، هي بذاتها فكرة، مفهوم، وإلى حد ما فكرة تجريدية. الكلمة لا يمكن أن تكون صوتًا فارغًا.
في "حكايات من سفاستوبول" يصف ليف تولستوي حالات الرعب في مستشفى عسكري بتفصيل واقعي. لكن مهما كانت دقة وصفه لهذه التفاصيل الرهيبة فإن بإمكان القارئ أن يشتغل على الصور الطبيعية من أجل تعديلها وتكييفها وفقًا لتجربته ورغباته ورؤاه الخاصة. النص دائمًا يؤخذ، ويتم تناوله، على نحو انتقائي من قبل القارئ، الذي يربط النص ذهنيًا بقوانين المخيلة الخاصة به.
الكتاب الذي يقرأه ألف شخص مختلف يصير ألف كتاب مختلف. القارئ ذو المخيلة الناشطة، الحية، يستطيع أن يرى ما هو أبعد من الوصف الموجز، وأبعد من تصوير الكاتب نفسه.
(في الواقع، غالبًا ما يتوقع الكاتب من القارئ أن يمضي إلى أبعد مدى في التفكير). من جهة أخرى، القارئ الذي هو مكبوت ومكبوح بقيود أخلاقية وتابوات، سوف لا يرى الوصف القاسي، الأكثر دقة والشديد العناية بالتفاصيل، إلا من خلال المرشح (الفلتر) الأخلاقي والجمالي الموجود بداخله. نوع من التنقيح يحدث ضمن الإدراك الذاتي، وهذه العملية متأصلة في العلاقة بين الكاتب والقارئ. إنه أشبه بحصان طروادة الذي في جوفه يشق الكاتب طريقه إلى روح قارئه. الاختباء فيه هو واجب أو تعهد لا مفر منه لكي يقوم القارئ بتأدية دور في إبداع العمل.
لكن هل لدى جمهور السينما أي حرية في الاختيار؟
كل كادر، كل مشهد أو جزء، ليس مجرد وصف إنما صورة طبق الأصل لفعل ما، أو منظر، أو وجه. المعايير الجمالية هي بالتالي مفروضة على الجمهور. الظواهر المادية الملموسة معروضة على نحو بيّن لا لبس فيه، والفرد غالبًا سوف يوجه مقاومة شديدة إلى هذه المعايير معتمدًا على قوة تجربته الشخصية.
لو انتقلنا إلى الرسم على سبيل المقارنة، نجد أن هناك دائمًا مسافة بين اللوحة والمتفرج، مسافة كانت مرسومة ومعينة التخوم سلفًا، والتي تبدي نوعًا من التوقير تجاه ما هو مرسوم، والوعي بأن ما يوجد أمام الناظر- سواء وجدها قابلة للفهم أو عصية على الفهم - هو"صورة" للواقع: سوف لن يخطر أبدًا لأي شخص أن يطابق اللوحة مع الحياة. تستطيع أن تتحدث عما إذا كان الموجود على الكانفاس شبيه بالحياة أو يحاكي الحياة الواقعية بدقة. لكن في السينما، الجمهور لا يفقد أبدًا الإحساس بأن الحياة معروضة على قماش الشاشة هناك "فعلا". الفرد في أحوال كثيرة سوف يحكم على الفيلم بقوانين الحياة الواقعية، مستبدلًا الافتقار إلى الإدراك بتلك التي عليها بنى المبدع فيلمه، قوانين مستمدة من تجربته العادية، الرتيبة، اليومية. ولهذا السبب نجد تناقضات ظاهرية محتومة في الطريقة التي بها يدرك أو يقدّر الجمهور فيلمًا ما.”
― Sculpting in Time
“طبعا بإمكان المرء أن يقول بأن عدم كفاية تجربة الفرد الروحية ربما تكون أيضا محققة عبر الفنون الأخرى وعبر الأدب. (حالما يفكر المرء في البحث عن الزمن الضائع، يتذكر بالطبع عنوان رواية بروست) لكن أيا من الفنون المعروفة و"المحترمة" لا تملك هذه الجماهيرية الهائلة كما السينما. ربما الإيقاع، الطريقة التي بها توصل السينما إلى جمهورها تلك التجربة المكثفة التي يريد مبدع الفيلم أن يتقاسمها معهم، ينسجم - هذا الإيقاع- إلى حد بعيد مع إيقاعات الحياة الحديثة. ربما يكون صحيحا القول بأن الجمهور قد علق مفتونا بديناميكية السينما ولم تجرفه فحسب الإثارة التي تحدثها السينما.”
― Sculpting in Time
― Sculpting in Time
“¿Cómo puedo saber el nombre de lo que quiero?
¿Cómo puedo saber si en verdad no quiero lo que yo quiero?
¿O si realmente no quiero, lo que no quiero?
Son cosas imperceptibles: basta nombrarlas y su sentido desaparece.
Se desvanece y se disuelve como una medusa al sol.
Stalker”
―
¿Cómo puedo saber si en verdad no quiero lo que yo quiero?
¿O si realmente no quiero, lo que no quiero?
Son cosas imperceptibles: basta nombrarlas y su sentido desaparece.
Se desvanece y se disuelve como una medusa al sol.
Stalker”
―
“السينما بين الأدب والموسيقى (1/2)
أرغب في أن أبدأ بالعودة إلى المقارنة، أو بالأحرى التباين، بين الأدب والسينما.
الميزة البارزة التي يتقاسمها هذان الشكلان الفنيان المستقلان تمامًا، من وجهة نظري، هي حريتهما المدهشة في استخدام المادة كما يشاءان.
كتبت سابقًا عن الاعتماد المتبادل للصورة السينمائية وتجربة المبدع والجمهور. النص الأدبي أيضًا يعتمد على تجربة القارئ العاطفية والروحية والفكرية مثلما يفعل كل شكل فني. والأمر المثير للاهتمام بشأن الأدب هو أنه مهما كانت دقة التفاصيل التي يضعها المؤلف في كل صفحة، فإن القارئ سوف يظل "يقرأ" و"يرى" فقط ما هيأته له تجربته الخاصة وما صاغته شخصيته، نظرًا لأن هذه هي التي شكلت الميول والخاصيات والحساسيات في الذائقة التي أصبحت جزءً منه. حتى المقاطع المفصلة والأكثر طبيعية في النص لا تبقى ضمن سيطرة وتحكم الكاتب: كل ما يحدث سوف يدركه ويعيه القارئ على نحو ذاتي.
السينما هي الشكل الفني الوحيد الذي يستطيع فيه المبدع أن يرى نفسه بوصفه خالقًا لواقع تام، غير مشروط، ولعالم خاص به. في السينما، الدافع المتأصل إلى توكيد المرء لذاته يجد إحدى وسائله الأكثر مباشرة لتحقيق ذلك. الفيلم هو واقع عاطفي. هكذا يستقبله الجمهور: كواقع ثان. الرؤية المقبولة على نحو واسع للسينما بوصفها نظامًا من الإشارات تبدو لي بالتالي مخطئة جوهريًا.
نحن هنا نتحدث عن أنواع مختلفة من التعالق مع الواقع الذي على أساسه كل شكل فني يبني وينمّي مجموعة خاصة به من التقاليد المتميزة وواضحة المعالم. في هذه النقطة، أنا أصنف السينما والموسيقى بين الأشكال الفنية المباشرة نظرًا لأنها لا تحتاج أي لغة وسيطة أوغير مباشرة. هذا العامل المحدد الجوهري يعيّن حدود القرابة بين الموسيقى والسينما، ولنفس السبب يقصي السينما عن الأدب، حيث كل شئ يجد تعبيره بواسطة اللغة، بواسطة نظام من الإشارات. العمل الأدبي لا يمكن تلقيه إلا من خلال الرموز والمفاهيم، نظرًا لأن ذلك هو ما تكونه الكلمات. غير أن السينما، مثل الموسيقى، تتيح إدراكًا حسيًا وعاطفيًا مباشرًا تمامًا للعمل.”
― Sculpting in Time
أرغب في أن أبدأ بالعودة إلى المقارنة، أو بالأحرى التباين، بين الأدب والسينما.
الميزة البارزة التي يتقاسمها هذان الشكلان الفنيان المستقلان تمامًا، من وجهة نظري، هي حريتهما المدهشة في استخدام المادة كما يشاءان.
كتبت سابقًا عن الاعتماد المتبادل للصورة السينمائية وتجربة المبدع والجمهور. النص الأدبي أيضًا يعتمد على تجربة القارئ العاطفية والروحية والفكرية مثلما يفعل كل شكل فني. والأمر المثير للاهتمام بشأن الأدب هو أنه مهما كانت دقة التفاصيل التي يضعها المؤلف في كل صفحة، فإن القارئ سوف يظل "يقرأ" و"يرى" فقط ما هيأته له تجربته الخاصة وما صاغته شخصيته، نظرًا لأن هذه هي التي شكلت الميول والخاصيات والحساسيات في الذائقة التي أصبحت جزءً منه. حتى المقاطع المفصلة والأكثر طبيعية في النص لا تبقى ضمن سيطرة وتحكم الكاتب: كل ما يحدث سوف يدركه ويعيه القارئ على نحو ذاتي.
السينما هي الشكل الفني الوحيد الذي يستطيع فيه المبدع أن يرى نفسه بوصفه خالقًا لواقع تام، غير مشروط، ولعالم خاص به. في السينما، الدافع المتأصل إلى توكيد المرء لذاته يجد إحدى وسائله الأكثر مباشرة لتحقيق ذلك. الفيلم هو واقع عاطفي. هكذا يستقبله الجمهور: كواقع ثان. الرؤية المقبولة على نحو واسع للسينما بوصفها نظامًا من الإشارات تبدو لي بالتالي مخطئة جوهريًا.
نحن هنا نتحدث عن أنواع مختلفة من التعالق مع الواقع الذي على أساسه كل شكل فني يبني وينمّي مجموعة خاصة به من التقاليد المتميزة وواضحة المعالم. في هذه النقطة، أنا أصنف السينما والموسيقى بين الأشكال الفنية المباشرة نظرًا لأنها لا تحتاج أي لغة وسيطة أوغير مباشرة. هذا العامل المحدد الجوهري يعيّن حدود القرابة بين الموسيقى والسينما، ولنفس السبب يقصي السينما عن الأدب، حيث كل شئ يجد تعبيره بواسطة اللغة، بواسطة نظام من الإشارات. العمل الأدبي لا يمكن تلقيه إلا من خلال الرموز والمفاهيم، نظرًا لأن ذلك هو ما تكونه الكلمات. غير أن السينما، مثل الموسيقى، تتيح إدراكًا حسيًا وعاطفيًا مباشرًا تمامًا للعمل.”
― Sculpting in Time
“النحت في الزمن. السينما؛ الإيقاع، وروح الإخراج، ودور "المونتاج" (2/2)
--------------------------------
الإيقاع في السينما يتم توصيله بواسطة حياة الشيء المسجل على نحو منظور في الكادر. ومثلما تستطيع أن تقرر، من اهتزاز قصبة، أي نوع من التيار المائي وأي ضغط يوجد هناك في النهر، كذلك، وبالطريقة نفسها، نعرف حركة الزمن من تدفق عملية الحياة المعاد إنتاجها في اللقطة.
إنه، قبل كل شيء، من خلال الإحساس بالزمن، من خلال الإيقاع، يكشف المخرج عن شخصيته المستقلة، عن فرادته. الإيقاع يلون العمل بعلامات وسمات أسلوبية. الإيقاع ليس نتاج تفكير أو تأمل، و ليس مركبًا على أساس نظري واعتباطي، بل ينشأ تلقائيًا في الفيلم استجابة للوعي الفطري بالحياة عند المخرج، و"بحثه عن الزمن". ويبدو لي بأن الزمن في اللقطة ينبغي أن يتدفق على نحو مستقل وبوقار، عندئذ سوف تجد الأفكار مكانها في الزمن بلا جلبة ولا اهتياج ولا تهور. الإحساس بإيقاعية اللقطة هو بالأحرى أشبه بالإحساس بالكلمة الصادقة في الأدب. الكلمة غير الصحيحة في الكتابة، مثل الإيقاع غير الصحيح في الفيلم، تدمر صحة وصدق العمل.
لكن سيكون لدينا هنا معضلة يتعذر اجتنابها. لنقل بأنني أريد أن يكون هناك زمن يتدفق عبر الكادر في وقار واستقلالية بحيث لا أحد من الجمهور سوف يشعر بأن إدراكه الحسي موضع إكراه، وبحيث يسمح لنفسه بأن يؤخذ أسيرًا، طوعًا وعن طيب خاطر، من قبل الفنان، فيما يبدأ هو في التسليم بمادة الفيلم كما لو أنها مادته، مستوعبًا وهاضمًا هذه المادة، وجاذبًا إياها داخل نفسه بوصفها تجربة جديدة وشخصية جدًا. مع ذلك، لا يزال هناك انقسام جلي: إذ أن إحساس المخرج بالزمن يصل دائمًا إلى نوع من إكراه الجمهور. الشخص الذي يشاهد إما أن ينسجم مع إيقاعك (عالمك) ويصبح حليفًا لك، أو لا ينسجم. وفي هذه الحالة لا يحدث أي اتصال. هكذا، البعض يصبحون "أشقاء" لك، والبعض الآخر يظلون غرباء. وأنا لا أظن بأن هذا ليس طبيعيًا تمامًا فحسب، بل محتومًا ومتعذرًا اجتنابه.
عندئذ أرى أن من عملي المهني هو أن أخلق جريان الزمن المميز، الخاص بي، وأواصل في اللقطة الإحساس بحركة الزمن؛ من الحركة الكسولة والبطيئة إلى الحركة العاصفة والرشيقة.
التركيب، المونتاج، يقاطع مرور الزمن، يعترضه، وعلى نحو متزامن يمنحه شيئًا جديدًا. إن تحريف الزمن يمكن أن يكون وسيلة لإعطائه تعبيرًا إيقاعيًا.
لكن الربط المدروس للقطات ذات الضغط الزمني المتفاوت لا يجب تقديمه عرضًا واتفاقًا. ينبغي أن يأتي هذا من الضرورة الداخلية، من العملية العضوية الجارية في المادة ككل. في اللحظة التي تتشوش فيها العملية العضوية للمقاطع الانتقالية، فإن توكيد المونتاج (الذي يريد المخرج أن يواريه) يبدأ في البروز إلى العيان، يتكشف ويثب نحو العين. إذا تباطأ الزمن أو تسارع على نحو متكلف وليس استجابة لنمو باطني، وإذا كان تغير الإيقاع خاطئًا، فإن النتيجة ستكون زائفة وحادة.
إن ضم أجزاء ذات قيمة زمنية غير متكافئة يحطم بالضرورة الإيقاع. لكن، لو أن هذا التحطيم تعززه قوى فعالة ضمن الكادرات المركبة، فعندئذ قد يكون عاملًا أساسيًا في نحت التصميم الإيقاعي الملائم. أن نأخذ ضغوطات الزمن العديدة المتنوعة - التي يمكننا تعيينها وتصنيفها مجازيًا كغدير، فيضان، نهر، شلال، محيط - ونضمها معًا، فإن ذلك يولّد ذلك التصميم الإيقاعي الفريد الذي هو إحساس مبدع العمل بالزمن، والمتخلق ككينونة متشكلة من جديد.
بقدر ما يكون الإحساس بالزمن وثيق الصلة بإدراك المخرج الفطري للحياة، والمونتاج تمليه الضغوطات الإيقاعية في أجزاء الفيلم، فإن بصمة المخرج ينبغي أن تكون مرئية في مونتاجه. إنه يعبّر عن موقفه تجاه مفهوم الفيلم، وهو التجسيد الجوهري لفلسفته في الحياة. وأظن أن صانع الفيلم الذي يركب أفلامه بسهولة، وبطرق مختلفة، لابد وأن تبدو أعماله سطحية، وبلا عمق، بعكس مونتاج بيرجمان أو بريسون أو كيرو ساوا أو أنتونيوني، الذي يمكن تمييزه والتعرف عليه دائمًا. لا يمكن أبدًا الخلط بين واحد من هؤلاء وبين شخص آخر، ذلك لأن إدراك كل منهم للزمن، كما هو منعكس في إيقاع أفلامه، هو نفسه دائمًا.
طبعا يتعين عليك أن تعرف قوانين المونتاج، تمامًا مثلما يتعين عليك أن تعرف كل قوانين مهنتك الأخرى. لكن الخلق الفني يبدأ في النقطة التي تلتوي فيها هذه القوانين أو تتعرض للنقض والانتهاك.”
― Sculpting in Time
--------------------------------
الإيقاع في السينما يتم توصيله بواسطة حياة الشيء المسجل على نحو منظور في الكادر. ومثلما تستطيع أن تقرر، من اهتزاز قصبة، أي نوع من التيار المائي وأي ضغط يوجد هناك في النهر، كذلك، وبالطريقة نفسها، نعرف حركة الزمن من تدفق عملية الحياة المعاد إنتاجها في اللقطة.
إنه، قبل كل شيء، من خلال الإحساس بالزمن، من خلال الإيقاع، يكشف المخرج عن شخصيته المستقلة، عن فرادته. الإيقاع يلون العمل بعلامات وسمات أسلوبية. الإيقاع ليس نتاج تفكير أو تأمل، و ليس مركبًا على أساس نظري واعتباطي، بل ينشأ تلقائيًا في الفيلم استجابة للوعي الفطري بالحياة عند المخرج، و"بحثه عن الزمن". ويبدو لي بأن الزمن في اللقطة ينبغي أن يتدفق على نحو مستقل وبوقار، عندئذ سوف تجد الأفكار مكانها في الزمن بلا جلبة ولا اهتياج ولا تهور. الإحساس بإيقاعية اللقطة هو بالأحرى أشبه بالإحساس بالكلمة الصادقة في الأدب. الكلمة غير الصحيحة في الكتابة، مثل الإيقاع غير الصحيح في الفيلم، تدمر صحة وصدق العمل.
لكن سيكون لدينا هنا معضلة يتعذر اجتنابها. لنقل بأنني أريد أن يكون هناك زمن يتدفق عبر الكادر في وقار واستقلالية بحيث لا أحد من الجمهور سوف يشعر بأن إدراكه الحسي موضع إكراه، وبحيث يسمح لنفسه بأن يؤخذ أسيرًا، طوعًا وعن طيب خاطر، من قبل الفنان، فيما يبدأ هو في التسليم بمادة الفيلم كما لو أنها مادته، مستوعبًا وهاضمًا هذه المادة، وجاذبًا إياها داخل نفسه بوصفها تجربة جديدة وشخصية جدًا. مع ذلك، لا يزال هناك انقسام جلي: إذ أن إحساس المخرج بالزمن يصل دائمًا إلى نوع من إكراه الجمهور. الشخص الذي يشاهد إما أن ينسجم مع إيقاعك (عالمك) ويصبح حليفًا لك، أو لا ينسجم. وفي هذه الحالة لا يحدث أي اتصال. هكذا، البعض يصبحون "أشقاء" لك، والبعض الآخر يظلون غرباء. وأنا لا أظن بأن هذا ليس طبيعيًا تمامًا فحسب، بل محتومًا ومتعذرًا اجتنابه.
عندئذ أرى أن من عملي المهني هو أن أخلق جريان الزمن المميز، الخاص بي، وأواصل في اللقطة الإحساس بحركة الزمن؛ من الحركة الكسولة والبطيئة إلى الحركة العاصفة والرشيقة.
التركيب، المونتاج، يقاطع مرور الزمن، يعترضه، وعلى نحو متزامن يمنحه شيئًا جديدًا. إن تحريف الزمن يمكن أن يكون وسيلة لإعطائه تعبيرًا إيقاعيًا.
لكن الربط المدروس للقطات ذات الضغط الزمني المتفاوت لا يجب تقديمه عرضًا واتفاقًا. ينبغي أن يأتي هذا من الضرورة الداخلية، من العملية العضوية الجارية في المادة ككل. في اللحظة التي تتشوش فيها العملية العضوية للمقاطع الانتقالية، فإن توكيد المونتاج (الذي يريد المخرج أن يواريه) يبدأ في البروز إلى العيان، يتكشف ويثب نحو العين. إذا تباطأ الزمن أو تسارع على نحو متكلف وليس استجابة لنمو باطني، وإذا كان تغير الإيقاع خاطئًا، فإن النتيجة ستكون زائفة وحادة.
إن ضم أجزاء ذات قيمة زمنية غير متكافئة يحطم بالضرورة الإيقاع. لكن، لو أن هذا التحطيم تعززه قوى فعالة ضمن الكادرات المركبة، فعندئذ قد يكون عاملًا أساسيًا في نحت التصميم الإيقاعي الملائم. أن نأخذ ضغوطات الزمن العديدة المتنوعة - التي يمكننا تعيينها وتصنيفها مجازيًا كغدير، فيضان، نهر، شلال، محيط - ونضمها معًا، فإن ذلك يولّد ذلك التصميم الإيقاعي الفريد الذي هو إحساس مبدع العمل بالزمن، والمتخلق ككينونة متشكلة من جديد.
بقدر ما يكون الإحساس بالزمن وثيق الصلة بإدراك المخرج الفطري للحياة، والمونتاج تمليه الضغوطات الإيقاعية في أجزاء الفيلم، فإن بصمة المخرج ينبغي أن تكون مرئية في مونتاجه. إنه يعبّر عن موقفه تجاه مفهوم الفيلم، وهو التجسيد الجوهري لفلسفته في الحياة. وأظن أن صانع الفيلم الذي يركب أفلامه بسهولة، وبطرق مختلفة، لابد وأن تبدو أعماله سطحية، وبلا عمق، بعكس مونتاج بيرجمان أو بريسون أو كيرو ساوا أو أنتونيوني، الذي يمكن تمييزه والتعرف عليه دائمًا. لا يمكن أبدًا الخلط بين واحد من هؤلاء وبين شخص آخر، ذلك لأن إدراك كل منهم للزمن، كما هو منعكس في إيقاع أفلامه، هو نفسه دائمًا.
طبعا يتعين عليك أن تعرف قوانين المونتاج، تمامًا مثلما يتعين عليك أن تعرف كل قوانين مهنتك الأخرى. لكن الخلق الفني يبدأ في النقطة التي تلتوي فيها هذه القوانين أو تتعرض للنقض والانتهاك.”
― Sculpting in Time
“There is something in the widely held view that no lessons are learnt from history and that mankind takes no notice of what history has done. Certainly each successive catastrophe is evidence that the civilisation in question was misconceived; and when man is forced to start all over again, it can only be because up till then he has had as his aim something other than spiritual perfection.”
― Sculpting in Time
― Sculpting in Time
“The true artistic image is always based on the organic unity of
idea and form. Indeed, any imbalance between form and concept
will preclude the creation of an artistic image, for the work will
remain outside the realm of art.”
― Sculpting in Time
idea and form. Indeed, any imbalance between form and concept
will preclude the creation of an artistic image, for the work will
remain outside the realm of art.”
― Sculpting in Time
“if you look for a meaning, you'll miss everything that happens.”
―
―
“True artistic inspiration is always a torment for the artist, almost to the point of endangering his life. Its realisation is tantamount to a physical feat. That is the way it has always been, despite the popular misconception that pretty well all we do is tell stories that are as old as the world, appearing in front of the public like old grannies with scarves on our heads and our knitting in our hands to tell them all sorts of tales in order to keep them amused. The tale may be entertaining or enthralling, but will do only one thing for the audience: help them pass the time in idle chatter.”
― Sculpting in Time
― Sculpting in Time
“ أنا لا اكره أحداً. حتى أصدقائي الذين خذلوني لازلت أحُبهم، لكني لا أستطيع تقبُلهم بجواري مرة أخرى ,,! ”
―
―

