دلع المفتي's Blog: لكلٍ هويته

December 30, 2015

الجمهورية العربية المسيحية

تجرأ عبد الله، وهو إذا أردتم التعرف عليه رجل بسيط يعيش في بلاد اسمها «الجمهورية العربية المسيحية»، وتقدم بطلب لترشيح نفسه لمجلس الأمة باعتباره مواطناً في تلك الدولة، فثارت ثائرة الناس وخرجوا في تظاهرات وطالبوا بمنعه، بل وبمعاقبته، اذ كيف لرجل مسلم أن يرشح نفسه في جمهورية مسيحية؟!
اجتمع القساوسة وطالبوا الحكومة بردع عبد الله، بل شككوا في وطنيته وفي جنسيته أيضا، وشرحوا بكل وسيلة يملكونها أن عبد الله ليس رجلاً بسيطاً كما كانوا يعتقدون، فلا بد أنه يسعى لزعزعة كيان الدولة وعلى الحكومة منع تجنيس أي شخص غير مسيحي وإن كان قد ولد وعاش ومات في الجمهورية.
لكن الأمر لم يتوقف هنا، فقد قام رجال الدين المسيحيين بإثارة الرأي العام، والسعي وراء كل وسائل الاعلام، وتحريك الغوغاء ضد عبد الله (ومن يقفون وراءه) مطالبين بالحد من بناء المساجد في دولتهم، ومنع رفع الأذان فيها، لأنه، وحسب ادعائهم، فيه ازدراء للدين الرسمي للدولة عدا عن انه يشكل إزعاجا للمواطنين الآمنين.
تطورت الأحداث بسرعة، فقام حزب اليمين المتطرف في الجمهورية برفع مسودة قانون تقضي بمنع أي ممارسات دينية للطائفة المسلمة، السنة منهم أو الشيعة، سواء كان بارتداء الحجاب أو النقاب أو إطالة اللحية، أو بالصلاة في مكان عام. وطالب الحزب أيضا بمنع مظاهر الاحتفال بشهر رمضان وعيد الفطر والأضحى والمولد النبوي، وعندما ناقشهم نائب معتدل في طلبهم، أجابوا: فليصوموا وليحتفلوا داخل بيوتهم. نحن دولة مسيحية ونعتز بديننا ولا نقبل المظاهر غير المسيحية في بلداننا، وإن لم يعجبهم فليذهبوا ويحتفلوا خارج حدودنا.
النائب المعتدل لم يستكن: لكن هذه بلدهم أيضا، وهم مواطنون ولهم ما لنا وعليهم ما علينا، وها هي جارتنا الجمهورية العربية الإسلامية أقرت أعياد الميلاد المسيحية ونحن نرى أشجار الميلاد والتهاني والتبريكات في أرجاء دولتهم. رد اليميني بصلافة: طبعا، لأن هذا ما يجب أن يحصل فديننا دين الحق، لكن لا نستطيع أن نفعل مثلهم. فرد المعتدل الذي بدأ يفقد أعصابه: نحن لا نتكلم عن الأديان هنا، نتكلم عن مشاركة وجدانية اجتماعية لأهل بلد واحد، فنحن وإن لم نكن أخوة في الدين، بالتأكيد نحن أخوة في الوطن والإنسانية. أنتم لن تنفروا المسلمين فقط من بلادنا، بل حتى نحن المسيحيين المعتدلين سنبحث عن بلد أقل أنانية وأكثر إنسانية. لا فائدة منكم.
(الآن يمكنكم عكس قراءة المقال من جديد).
***
آخر يوم في السنة... كل عام وأنتم ونحن أكثر إنسانية.


دلع المفتي
نشر في 31/12/2015
http://www.alqabas.com.kw/Articles.as...
 •  2 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 30, 2015 09:54

December 15, 2015

الـ«أنا».. في العيادة

دخلت الـ«أنا» العيادة، وهي بالكاد تستطيع المشي. طلب منها الطبيب ان تتمدد على سرير الفحص، وقام بفحصها من قمة رأسها إلى أخمص قدميها.
قامت قلقة: خير يا دكتور، ما المشكلة؟
رد بهدوء: قولي لي أنت يا مدام «أنا»، مم تشكين؟
- لا أدري، أشعر بدوخة، ونوبات قلق وتوتر، صداع ينتابني بكثرة، وبدأت أشعر بنفور الناس مني، أو ربما نفوري منهم.
- يا عزيزتي.. مشكلتك بسيطة، مجرد تورم في الأنسجة، انتفاخ أو تضخم بسيط.. يمكن معالجته ببعض الحلول.
- ساعدني يا دكتور فأنا تعبت.
- اسمعي، كل منا هو «الأنا» خاصته، هي ذاته، آراؤه، مشاعره المتراكمة والإدراك للذات. و«الأنا» يختلف حجمها من شخص لآخر، البعض يرى نفسه بالحجم الطبيعي، وآخر يرى نفسه صغيرا، وثالث يرى نفسه تحت منزلة العظماء بدرجة. والواضح أنك من النوع الثالث.
ـ لم أفهم يا دكتور، رغم ذكائي ونباهتي وعلمي وفهمي.
أكمل ضاحكا: يقول علماء النفس إن لـ«الأنا» خاصتين، فمن جهة هي تجعل من نفسها مركزا لكل شيء، ومن جهة أخرى تحاول استعباد الآخر، وفرض سيطرتها عليه، فبالنسبة لها كل «أنا» أخرى عدو.
فـ«الأنا» لا توجد إلا مقابل الآخر، فهي تعتمد على وجود «الأنا» الأخرى لتحدد علاقتها بها. ويبدو أن علاقتك مع «الأنوات» الأخريات في محيطك يسودها الغرور والتعجرف وحب السيطرة. مشكلتك تكمن في الشعور بأهمية الذات بصورة مبالغ فيها.
- صدمتني يا دكتور. والحل؟
- الحل بسيط، يجب عليك أن تمرني نفسك عليه، بداية وقبل كل شيء، خففي من قول «أنا»، ثم:
1ـ أنت لا يمكنك أن تكوني ملمة بكل شيء، ولا عارفة بالكل، ولا تتمتعين بكل الجمال.. غيرك أيضا يعرف شيئا لا تعرفينه، ويمكنه إضافة جمال لعالمك. هناك من هو أذكى وأجمل وأفضل منك. عليك أن تنشدي المعرفة، الجمال، الحب من الآخر.
2 ـ لا تتباهي بمالك أو جمالك أو ذكائك، فما عندك ظاهر للناس وإن كان جيدا سيراه الآخر من دون مباهاة.
3 ـ لا تقللي من قدر الآخر، لا بالقول ولا بالفعل ولا حتى بالنظرة. وعاملي الناس بمساواة.
4 ـ يجب أن تفهمي أنك، وإن كنت مهمة، لست مركز الكون، ولا يتوقف عليك دوران الكرة الأرضية، كل «أنا» سابحة في ملكوتها، لها همومها وخصوصيتها.
5 ـ تقبلي المختلف، وإن لم يعجبك، لست مضطرة أن تحبيه، فقط تقبليه واحترمي اختلافه.
6 ـ لا تضعي نفسك في المقدمة دائما، ولا تصري على ان تكوني في كل صورة تُلتقط، ولا في كل دعوة، ولا في كل حديث، ولا تمنّي بوجودك على أحد. والأهم، لا تطلبي الثناء والغزل. فإن كان هناك ما يستحق فسيأتيك بتلقائية ومن دون شحاذة.
خرجت مدام «أنا» المتضخمة من العيادة، وهي تهمس لنفسها: «تبا، طبيب ولا يفهم بالطب»..!


دلع المفتي
نشر في 10/12/2015
http://www.alqabas.com.kw/Articles.as...
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 15, 2015 07:04

لا تفهمني.. أحبني فقط

حقاً .. لماذا عليك أن تفهم جميع الناس دائماً؟
ولماذا تتوقع من الآخرين أن يفهموك دائماً؟
فلا أنت ستفهمهم كلهم دائماً
ولا هم كلهم سيفهمونك دائماً
فلا تغضب منهم إذا لم يفهموك
ولا تغضب منك إذا لم تفهمهم.
(عبد الوهاب مطاوع)

تشتكي بحرقة: من يقول إن المرأة تريد رجلا يفهمها؟ المرأة تريد رجلا يحبها، يغازلها، يدللها ويحتويها.
سألتها مستغربة: ألا تريدين من زوجك أن يفهمك؟ أليس فهمك ضرورة للحب؟
أجابت: إن كان هناك أولويات، فسأطلب أولا الحب، الدلال، الاعتناء، الاهتمام، سأطلب منه الغزل، أن يشعرني بأنوثتي، ثم يأتي الفهم، وإن لم يوجد، لن أستاء، سآتي اليك لأشكي همي فأنت تفهمينني أكثر من أي رجل.
استغربت منطق صديقتي، لكني رحت أفكر في احتياجات المرأة ومتطلباتها من شريك حياتها. هل نحن فعلا نملك أولويات لما نريد من رجالنا؟ وهل تختلف تلك الأولويات من امرأة إلى أخرى؟
يقال أنت لو أعطيت الأرنب لحمًا فلن يأكله، حتى وإن طبخته له بطرق مختلفة، مشويا، مسلوقا، مزينا ... لن يأكله. إنه ببساطة لا يحب اللحم ولا يحتاجه. جرب أن تعطيه جزرا أو خسا وانظر كيف سيلتهمه. وفي نهاية وجبته ستلمح شبح ابتسامة على وجهه.
هذه هي حالنا جميعاً. أنت لا تعطي الآخر ما تريد أن تعطيه، أنت تعطيه ما يريد هو، ما يحتاج. يعني بالمختصر المفيد «بكيفه وليس بكيفك».
الفهم في اللغة هو معرفتك الشيء بالقلب، حسب لسان العرب. ومعرفة الشيء بالقلب يتطلب حبه أليس كذلك؟ بمعنى حين يكون الحب يوجد كل شيء بعده، أي التفهم. فالمرأة بشكل عام تحب الرجل الذي يحبها، الذي يهتم بها وبالتأكيد الذي يعبر عن هذا الحب بطرق عديدة: بالكلمة، بالهمسة، باللمسة، بالهدية، بالمفاجأة. فكلما أُعطيت المرأة حبا، أعطت حبا. هي معين لا ينضب، السر فقط في كيفية استخراج الخير من هذا المعين.
عزيزي الرجل، لا تفتعل أمورا هي ليست بحاجة اليها. انظر فيما تريده، أعطها ما تحتاج، وإن كان الحب والغزل والدلال هو ما تريد.. وفرهم لها دون تردد ودون مساءلة. وإن كنت تستطيع أن تضيف عليهم الفهم.. فزيادة الخير خيرين.
عزيزتي المرأة اطلبي ما تريدين، وإن كان طلبا حرفيا ومباشرا، فلا تعتمدي على الرجل في فهم ما تحتاجين، فهذه الخاصية عادة معطلة عنده. وإن وضعت طلباتك ولم يستجب لها، لا تكتئبي ولا تعبسي.. فهو لن يدفع لك ثمن «البوتوكس» عندما يمتلئ وجهك بالتجاعيد. أحبي نفسك، دللي نفسك، وانثري حبك لمن حولك وفي النهاية ستجنين حبا ودلالا.
مختصر الحكاية، لا تفهمها. فقط أحبها.


دلع المفتي
نشر في 03/12/2015
http://www.alqabas.com.kw/Articles.as...
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 15, 2015 07:03

إنهم يعدمون الشعراء!

المتنبي، بشار بن برد، طرفة بن العبد، وضاح اليمن.. كلهم شعراء حُكم عليهم بالإعدام، إما بسبب هجائهم، وإما مدحهم وإما أي سبب آخر رآه الحاكم وقتها يستحق الإعدام. لكن تلك كانت أزمنة غابرة، أزمنة كان للسلطان فيها سلطة متفردة دكتاتورية، لا يجرؤ أحد على مناقشتها.
اليوم غير الأمس، فالزمن تغيّر، وبمساعدة وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت حتى أحكام القضاء توضع تحت مجهر المصداقية وحقوق الإنسان.
في 2013 تقدم مواطن سعودي بشكوى لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، جاء فيها أن الشاعر أشرف فياض يحمل أفكاراً مضللة. اعتقل الشاعر ليوم واحد ثم أخلي سبيله لعدم توافر الأدلة. في 2014 جرى اعتقال الشاعر مجددا في مدينة أبها السعودية، على خلفية نشره ديوان شعر عام 2008، تحت عنوان «التعليمات بالداخل».
بداية حكم على فياض بالسجن أربع سنوات والجلد 800 جلدة، لكن بعد الاستئناف أصدرت المحكمة حكماً بالإعدام بتهمة الترويج لأفكار إلحادية وسب الذات الإلهية. وجاءت إدانة فياض استنادا إلى أقوال «شاهد» قال إنه سمع المتهم يسب الله والرسول والسعودية، كما استندت الأدلة إلى ما ورد في ديوان لفياض صدر منذ سنوات.
الشاعر أشرف فياض ابن عائلة فلسطينية تعيش في المملكة منذ 50 عاما. وسبق أن مثل المملكة العربية السعودية في بينالي البندقية بصفته الأمين المساعد للجناح السعودي في المعرض، وله نشاطات فنية وأدبية مختلفة. وحال سماع حكم الإعدام، أصيب والده الثمانيني بجلطة دماغية أدخلته غرفة العناية المركزة.
لا أفهم كيف يحاكم الادب، وكيف يقاضى الشعر، سواء في الرقابة على الكتب ومنع معظمها وإلصاق التهم بكتابها، أو بمقاضاة كتاب وشعراء والحكم عليهم بالإعدام، مع الفارق الشاسع بين الحكمين؟!
إن الانغلاق وتكميم الأفواه والحجر على الأفكار، تعزز الجهل والتخلف، وتساهم في تقويض أسس الثقافة والمعرفة، وتسيء إلى سمعة بلداننا وقضائنا وديننا.
ليس من المنطق في شيء إعدام شاعر بسبب وجهة نظر أو بيت شعر أو بسبب اجتهاد، حتى لو كان اجتهاده خاطئا. فالخطأ، بافتراض أن هناك خطأ، يعالج بالنصيحة والاستتابة وذلك من اساسيات عمل {الهيئة} لا بحبل المشنقة، فالفكر يُقابَل بفكر وحجج اقناع ودلائل لا بمقصلة. ألم يناصح «الداعية» الذي قتل ابنته «وقيل إنه هتك عرضها» وخرج من السجن بعد شهور؟ هل بيت شعر يمكن تأويله عشرات المرات سلبا وإيجابا، أغلى عند الله من روح طفلة؟
عموماً.. بعض المتحكمين بمصائرنا ينصّ.بون أنفسهم وكلاء الله تعالى في أرضه، يوزعون صكوك الغفران على من يناسبهم، يغفرون ذنب من يحبون، ويلصقون تهما زائفة بمن لا يعجبهم، يزايدون على الله تعالى، ويحكمون بسلب روح إنسان دون جرم مؤكد.. فأين العدل؟ بل أين روح الإسلام؟ وهل بمثل هذه القضايا تنتصرون لدينكم؟!


دلع المفتي
نشر في 26/11/2015
http://www.alqabas.com.kw/Articles.as...
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 15, 2015 07:02

تعايش.. قبول.. إنسانية.. لا تسامح

«التسامح هو السبيل الوحيد لبقاء الإنسانية، كون التنوع والاختلاف هو طبيعة كونية ليس لنا يد فيها».
ديباجة اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة ووقعت عليها معظم دول العالم، لكن ما زالت للأسف مجرد حبر على ورق. فمبادئ التسامح، القبول واحترام الاختلاف ما زالت بعيدة عن شعوب الأرض كافة (وإن كنا نحن الأبعد). من ماينمار إلى أميركا، ومن اليابان إلى سيبيريا، ما زال الاقتتال المبني على الطائفية والعنصرية والتطرف يسفك دماء الأبرياء على طول الكرة الأرضية وعرضها.
التسامح وفق ميثاق اليونيسكو يعني احترام التنوع والاختلاف وقبوله، مما يعني الاعتراف بحقوق الإنسان الآخر، فكما أن لك حقوقا، للآخر أيضا حقوق مهما اختلف عنك جنسيا، اثنيا، قوميا، دينيا أو مذهبيا. بيد أني أود تسجيل تحفظي على مفردة التسامح، فلقد تمّت ترجمة كلمة Tolerance، والتي تعني «تحمُّل»، خطأ إلى العربية، وترجمت إلى «تسامح»، فيما التحمل هو التساهل مع الآخر المختلف. فأنت لا تسامح المختلف عنك، بل تتحمله وتتعايش مع اختلافه وتقبله وتحترمه، حتى وإن لم يعجبك. المرء لا يتسامح إلاَّ مع مخطئ أو مذنب، وإن رضينا بمسمى «تسامح»، فإننا بقصد أو دونه، نفترض أن المتسامح على حق «والآخر المختلف» على باطل، فنكرس بهذا المعّرف «دونية» الآخر وفوقيتنا «كمتسامحين». لذا أعتقد أن المفردة المطلوبة هنا هي «تعايش» أو «تقبل» وليست تسامحا.
إن التعايش أو التقبل، لا يعني فرض أفكار الآخرين عليك، ولا التخلي عن مبادئك ومعتقداتك، هو يعني بكل بساطة أن تعيش وتدع الآخر يعيش. ولا سبيل لتعزيز مفاهيم التعايش والقبول إلا بزرعها في نفوس الناس منذ الصغر، في محيط الأسرة والمناهج التعليمية بداية، ومن ثم في التربية المجتمعية، والأهم، سن قوانين صارمة تحرم الطائفية والعنصرية، وتجرم فاعلها.
في ظل العنف والإرهاب والصراعات الدينية والطائفية البشعة التي نعيشها في سوريا، اليمن، العراق، ماينمار، الكويت، البحرين، السعودية، مصر وفلسطين، وبعد أن امتدت أيادي الإرهاب لتعيث خرابا في الغرب أيضا، وبعد ان ترسخت لغة قتل المختلف عنك لتحظى بالجنة، ليس لنا منقذ إلا مفاهيم التعايش والقبول لتعزيز فرص السلام، وتجفيف منابع الدم التي تكاد تغرقنا.
يستكثر علينا البعض تعاطفنا مع ضحايا باريس وكأن التعاطف حكر على جنس أو دين أو جنسية معينة. إن مبدأ التعايش والإنسانية يحتم علينا إدانة الإرهاب أينما كان، فالضحية ضحية أيا كان جنسها، والإنسانية عابرة للحدود والجنسيات والأديان، ولنثبت للآخرين أننا ضحايا مثلهم وأن عدونا واحد.
لا تحملوا الدين، أي دين، وزر بشاعة البعض، فليس هناك دين دموي إرهابي إقصائي، بل هناك بشر دمويون، إرهابيون، إقصائيون يلوون معنى النص حسب رغبتهم.
الأديان لا تتحمل جرائم البشر. فالمجرم مجرم أيا كان دينه.


دلع المفتي
نشر في 19/11/2015
http://www.alqabas.com.kw/Articles.as...
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 15, 2015 07:01

لا أحب فيروز!

«لا أحب فيروز» جملة بسيطة وردت على لسان بطلة مسلسل «غداً نلتقي» السوري، أقامت الدنيا ولم تقعدها في لبنان، فاندلقت الاتهامات بأنّ المسلسل أساء إلى رمز فني لبناني، ناسين أنه لا يشرق الصباح في سوريا من دون أغنية لفيروز على كل قناة، وعلى كل شرفة وفي كل سيارة تاكسي.
كيف يمكنك ألا تحب فيروز؟ فيروز الأيقونة، فيروز سفيرتنا إلى النجوم، فيروز الأرزة، فيروز التي غنت لكل الأديان وكل بلاد العرب ولم تغنّ. لحاكم عربي. كيف يجرؤ أحدنا على عدم حبها؟! الجواب: «بكل بساطة».
الإعجاب، أو الذائقة موضوع نسبي يختلف من شخص لآخر، والمفروض أن يكون حقاً مكفولاً لكل إنسان بأن يعجب بمن يراه يستحق. لكن في عالمنا المتخلف، عليك أن تحب ما أحب، وإلا فأنت بلا ذوق.. هذه إن أردنا تخفيف التهمة. فحتى الإعجاب والمحبة نفرضهما فرضا.
هي الدكتاتورية نفسها، لكن بالوجه الفني. ففي عقلنا الجمعي هناك أسماء مكرسة لا نستطيع أن نقترب منها إلا بالثناء والتمجيد والقدسية في بعض الأحيان. جرب أن تقول لسعودي أنك لا تحب محمد عبده مثلا، أو لسوري مع صباح فخري، أو لمصري مع ام كلثوم.
أما في السياسة والدين، فأنت إن لم تحب من نحب، تصبح تهمتك أكبر وجرمك أعظم، وستصبح خائناً امبرياليا انبطاحيا ماسونيا متغرباً وربما كافراً. فعلى الصعيد الديني، التبعية العمياء وتقديس كلام رجال الدين ربما أكثر من الدين نفسه، جعل الشيوخ في عقول البعض منزهين لا يجرؤ أحدنا على انتقادهم أو التشكيك في كلامهم، وإن فعلت فتهمتك جاهزة «يا كافر». ألم يقف بعض أئمة الأوقاف في مصر حاملين لافتة تقول «غضب الدعاة من غضب الله»؟!
أما على الصعيد السياسي، فالمشوار ابتدأ بجمال عبدالناصر، وأكمل بالحبيب بورقيبة، حافظ الأسد وابنه الشبل، مرورا بالقذافي وصدام حسين، والحبل على الجرار. هو «تابو» ممنوع علينا الاقتراب منه. فظاهرة تقديس الحكام والتفنن في ابتداع صفات لهم تكاد تكون إلهية، مرض شرقي بامتياز.
ألم يقل الشاعر شفيق كمالي في صدام:
لولاك ما هطل المطر
لولاك ما طلع الشجر
لولاك ما بزغ القمر
لولاك يا صدام ما خلق البشر؟!
وحتى نكون منصفين، الحق لا يقع بكامله على الشخصيات ذاتها، فالذنب ذنب بعض الشعوب التي اتخذت النفاق أسلوبا ومنهجا مع حكامها. انشدوا القصائد، لحّنوا الأغاني، شيدوا التماثيل، علقوا صورهم في كل وزارة ومؤسسة، وسموا الشوارع والمدارس والمناطق وحتى مواليدهم بأسماء حكامهم.
يحكى أن الخليفة العباسي الناصر لدين الله، الذي بلغ مقام التقديس، خرج من بيته وفي طريقه إلى سامراء وقف وتبول، أكرمكم الله، في الصحراء، فلما انتقل من المكان بنى أهالي المنطقة عليها قبة عالية سمّوها «مشهد البولة»!
مع اعتذاري لبذاءة المثال، لكن هل هناك أبشع وأحط مثال على تخلّفنا وسذاجتنا ونفاقنا؟!


دلع المفتي
نشر في 12/11/2015
http://www.alqabas.com.kw/Articles.as...
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 15, 2015 06:59

November 4, 2015

«الصالون المُدّهب»

تدخل إلى مؤتمر، ندوة، ملتقى، مهرجان، فتجد أن «الصالون المُدّهب»، الذي كنا نراه في الأفلام العربية، قد انتقل إلى صالة الاجتماع. أرائك صالونات فخمة، صفت في السطر الأول من القاعة، تحجب بحجمها وارتفاعها الرؤية عن باقي الحضور، وضعت عليها علامة «محجوز».
أفهم أن «علية» القوم والمسؤولين وكبار الشخصيات يجب أن تحجز لهم أماكن محددة، ويجب أن يجلسوا في المقدمة، لكن ما لا أفهمه هو السبب وراء تلك الأرائك الفخمة. هل يصيب «علية القوم» تشنج عضلي إن جلسوا على كراسي مثلنا؟ هل مقاسات أجسامهم تختلف عن مقاسات أجسامنا؟ هل يقل شأنهم إن لم يجلسوا على «(المدهب»؟ طبقية وعنصرية حتى في الندوات والمؤتمرات التي في بعض الأحيان تحارب الطبقية والعنصرية ذاتها.
في آخر مؤتمر حضرته، كانت الأرائك المصفوفة في السطر الأول تبعد حوالي خمسة أمتار عن كراسي «العامة». هم لم تكفهم الأرائك الفخمة لفصل القوات، بل وضعوا منطقة عازلة تفصل الناس «اللي فوق» عن الناس «اللي تحت».
نأتي للولائم. لا أدري من قرر أن لكل مؤتمر وليمة. الحضور يأتي ليسمع ويتعلم ويناقش أم لـ«يبلع»؟ ملايين تصرف على المؤتمرات، معظمها يذهب للضيافة. سفرات لها أول وما لها آخر، تقدم فيها جميع أنواع المأكولات الثقيلة، منها قبل الخفيفة، وبين كل معلومة وأخرى لقمة. في دول العالم المتحضر أقصى ما يمكنك الحصول عليه في مؤتمر أو ندوة هو كأس ماء أو فنجان قهوة، وإن كانوا كرماء، أضافوا قطعة بسكوت أو كيك. فلماذا هذا الهدر على وجبات ليست في وقتها ولا حاجة لها لشعوب أكثرها تعاني السمنة أصلا.
ثم المصيبة الأكبر. هل تعلم انه يمكنك أن تحصل على ما تحب من دروع، أوسمة، كؤوس وجوائز بمشوار بسيط لدكان الدروع في حولي؟ اختر ما شئت، يمكنك ان تكون الفائز بمسابقة الإعلام الوطيسي، او الصحافة التكتيكية، ملكة جمال المراعي، الإعلامي الأول نفاقا، الرياضي الأكثر تعصيبا، المثقف الأكثر عنجهية، بل يمكنك أن تؤسس جائزة «بوبل» وتربحها بنفسك إن أحببت. كل المطلوب هو أن تختار الجائزة أو التكريم الذي يعجبك، تطبعه على الكأس أو الدرع التي تعجبك، تدفع ثمنها، وتذهب لتعلقها في مكتبك. دروع بلا معنى، مجرد مجسمات أو صحون بعلب مخملية مطبوعة عليها كلمتان، وفي الغالب تغلق العلبة على إصبع الفائز بها، أثناء تسلمه إياها.
ملتقيات ومؤتمرات وندوات تصرف عليها الملايين بلا حضور. ملتقى مثقفين لا تجد فيه مثقفين، ملتقى إعلاميين من دون إعلاميين «إلا من دُفع له ليحضر»، ملتقى شعراء بلا شعراء، كراسي فارغة وأموال مهدورة وجهد ضائع.
أوقفوا الطبقية والعنصرية في المؤتمرات والندوات. أوقفوا الهدر في الضيافة، ابتكروا طريقة جديدة لتكريم من تريدون تكريمه بعيدا عن «الكليشيهات» المكررة بدروع سخيفة، استثمروا في المحاضرين.. واجذبوا الجمهور.


دلع المفتي
نشر في 05/11/2015
http://www.alqabas.com.kw/Articles.as...
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on November 04, 2015 13:31

October 28, 2015

«الكارداشينات» الصغيرات

«إذا حابة تدلعين ابنتك، وتريدين أن تفرحيها، سجلي اسمها معنا في يوم الدلع للأميرات الصغيرات». إعلان بسيط وجدته على الانستغرام كدعاية لرحلة ممتعة للصغيرات.
فرحت بالإعلان، فمن منا لا يريد أن يدلع ويفرح بناته. لذا أكملت القراءة لأفهم ماهية «يوم الدلع»، وما البرنامج المخصص للصغيرات فيه. بالطبع لم أتوقع حصصا في العلوم والرياضيات، ولا في الأدب العربي والشعر، لكني قدرت أن اجد حصصاً للرسم، ساعة حرة للألعاب، للرياضة، حتى حصص الرقص جاءت في بالي. لكني ويا لخيبتي من نفسي قبل خيبتي بالبرنامج، فلقد أصابتني صدمة «دلعية»، عندما تبين لي أني «هبلة»، وبعيدة كل البعد عن الدلع وأصوله.
برنامج «يوم الدلع» يا سادة يا كرام يتضمن: منيكير، بديكير، صبغ أظافر و«مساج»، ثم غداء في مطعم مشهور على البحر، لكن ما لم أقله لكم أن يوم الدلع مخصص للصغيرات من عمر ثلاث سنوات إلى 12 سنة.
تخيلوا معي طفلة في الخامسة مثلاً، تجلس أمام سيدة بعمر والدتها، ترفع قدمها لتضع لها السيدة صبغ الأظافر. ثم تقوم هذه «الشقفة» لتنبطح على جزء من سرير، ليتم عمل مساج لها، ثم تتجه بعد كل هذا العناء للغداء في مطعم مشهور.
أسألكم بالله.. ماذا تتوقعون من هؤلاء الأطفال عندما يكبرون! أدلع هذا أم تحضير سلع؟ من الذي وضع البرنامج! أمهات أم آباء أم مزارعون يستثمرون في زهرات بتعديلهن، لا جينيا، بل اجتماعيا كي يتلاءمن مع «طلبيات» السوق في السنوات القادمة!
لكن الصورة ليست قاتمة كليا، فعلى الجانب الآخر المضيء نجد سيدة كويتية أقامت مشروعاً لتسلية الأطفال في أوقات فراغهم، لكن بصورة مشرقة. دلال النفيسي افتتحت استديو فن «مانيفستو13» الذي يقدم دورات في فنون الرسم للأطفال، تسعى من خلاله لتقديم المهارات اللازمة لتسخير الفن كوسيلة للتعبير عن الذات والقدرة على الاستجابة الاجتماعية. ولم تتوقف دلال هنا، بل سعت لتكريس فكرة التطوع والتبرع في نفوس طلابها، اذ تعمل على تخصيص ريع معارض رسوم الأطفال كل مرة لجهة خيرية تعنى بشؤون الطفل والمرأة والتعليم.
إن أزمة المبادئ والقناعات الفكرية لدى شبابنا وبناتنا لم «تنبق» فجأة، هي وليدة لطفولة تربت على نمط معين من «الدلع» والدلال والاتكالية والسطحية، وتغليب المادة على الفكر، فأصبحوا يهربون من واقعهم «الفارغ» إلى خيالات أكثر فراغا.
اسألوا أنفسكم.. هؤلاء الشباب الذين ننتقدهم، من رباهم؟ أليس نحن؟ ألم نكن مسؤولين بشكل أو بآخر عن القيم والأخلاق والعلم والمعرفة التي نزرعها في نفوسهم؟ أين كنا؟
نحن نربي جيلا من «الكارداشينات». نقتل الطفولة ننتهك البراءة، نربي التفاهة في عقول صغارنا، نهتم بالقشور، نعتني بالمظهر على حساب الجوهر، وعندما يكبرون على هذا النهج، نلومهم.
يسألونك عن الدلع.. قل هو اسمنا وطبعنا وبعض هوانا. قال دلع قاااال!


دلع المفتي
نشر في 29/10/2015
http://www.alqabas.com.kw/Articles.as...
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on October 28, 2015 12:42

October 23, 2015

لقاء - العصفورة التي طلّت من الشباك.. أميمة الخليل

لقاء وتصوير دلع المفتي -


صوت سماوي ولد ليصدح بأرقى الكلمات وأجمل الألحان، أميمة الخليل المطربة الملتزمة، أصدرت ألبومها الأول «خليني غنيلك» في 1994، ثم توالت الألبومات وصولا إلى ألبوم «مطر 2014» الذي سجلته مع فرقة الاوركسترا الوطنية الروسية، في تجربة كلاسيكية جديدة ومهمة.

متى اكتشفت صوتك وكيف وعلى يد من؟
- والدي هو من اكتشف موهبتي في سني حبوي وتفاعلي مع نغمات كان يعزفها على العود للأصحاب في سهراتهم في منزلنا. تابعني منذ يومها حتى بدأت الكلام، ليكتشف صوتي حينها.

الفن فن

الفن الملتزم الذي تلتزمين به، مقارنة بأغاني الكليبات، أين هو بالنسبة للمستمع؟
- الفن فن. برأيي لا حاجة لإطلاق صفة ملتزم عليه كي نميزه. الخلل في نسبة انتشار أغنية على حساب أخرى هو في التسويق لأغنية وليس لأخرى. هذا الأمر يخضع لمزاج وحسابات المنتجين وأصحاب المحطات الفضائية. هناك من يتفق مع هذا المزاج ويجاريه فتسوق أعماله، وهناك من لديه تصور ومزاج آخر مغاير لمزاج المنتج فيتعطل انتشاره. لكن هذا لا يعني أن هذا الفن غير موجود وأصحابه غير فاعلين، بالعكس، هناك طرق أخرى وأماكن مختلفة يستطيع الفنان إيصال أعماله عبرها للمتلقي.

هل أنت مطربة نخبوية تغني للمثقفين والطبقة الراقية؟
- لست نخبوية. الفن ضروري لكل الناس وليس هناك مستويات في استيعاب الفن واستساغته واحتضانه. كل ما هنالك أن لدي معايير معينة قوامها الاحترام والجدية في إطلالتي التلفزيونية، وهذا ما يؤخر انتشاري المعتمد حصرا على التلفزيون، لمعرفة أعمال وأخبار أي فنان منا.

مزيج من أصوات

بمن تأثرت وكيف تكونت شخصيتك الفنية؟
- تأثري الأول كان بأسمهان ومن ثم فيروز، سلوى القطريب وبعدهن أم كلثوم. ولعي الدائم لليوم هو صوت فيروز وما قدمه من معان إنسانية. شخصيتي قبل الاحتراف كانت مزيجا من كل تلك الأصوات والتشبه بها، لأكتشف لاحقا عند انضمامي لميادين مارسيل خليفة أن لصوتي نبرة مختلفة عن هذه الأصوات. عندها عمل مارسيل ألحانا خصيصا لصوتي فبات لهذا الصوت قيمة.

لمن تقرأين وما القراءات التي تستهويك؟
- أقرأ لشعراء عرب وغربيين أعمالهم مترجمة. أقرأ روايات عربية ومترجمة والأسماء كثيرة لا أستطيع ذكرها كلها. تستهويني أسماء معينة طبعا كالطيب صالح، جبرا إبراهيم جبرا، عبدالرحمن منيف، احمد علي الزين وغيرها الكثير. في الشعر تستهويني قصائد كبار شعرائنا من العصر العباسي حتى مروان مخول.. وجرمانوس اليوم.

الأغنية الذروة

غنيت «عصفور طل من الشباك» التي نغنيها كلنا، عندما كنت من ضمن فرقة الميادين مع مارسيل خليفة. أولا لماذا افترقتما وماذا ستغنين الآن؟ ثانيا متى ستغنين لنا أغنية كهذه يحفظها الكبير والصغير وتظل تدندن في رؤوسنا مهما كبرنا؟
- لم نفترق أكيد ولن. أعمل منفردة أحيانا وأعود لعمل مشترك أحيانا اخرى. ستحفظون الكثير الآتي صدقوني. سترددون معي «وجد»، و«شو بحب غنيلك»، و«سلة توت»، كما حفظتم «أحبك أكثر»، و«قلت بكتبلك» و«لبسوا الكفافي».

لكن دعيني هنا أنبه الى حقيقة الأغنية الذروة، هناك أغنية أو عمل مهما أجاد الفنان بعده، يبقى نجاحه وهويته مرتبطين به، فلا يتخطيانه في ذاكرة الناس. هذه حقيقة تنطبق على كل اسم قدم فنا للناس.

مطر

البوم «مطر» اجتمعت فيه كلمات الشاعر الكبير بدر شاكر السياب من قصيدة أنشودة المطر، وصوتك وألحان عبدالله المصري وعزف رامي خليفة نجل الفنان مارسيل خليفة كيف تشكلت هذه العجينة؟
- «مطر» تحفة فنية جمعتني بالصديق عبدالله المصري مؤلفا موسيقيا، حمل صوتي كلمات السياب ووجعه، وجمله ببيانو رامي وحيويته وجعله ملكا على الأوركسترا السيمفونية الروسية بالاروسيا. العمل تشكل بفعل غزل عبدالله لعمل إنساني غير مرتبط بزمن معين بل يطوي الأزمنة جيلا بعد جيل. عمل أردت أن يجمعني بموسيقى عبدالله فما كان منه إلا أن وضع صوتي بمصاف قصيدة السياب وتقنية الأوركسترا السيمفونية والبيانو والكورال مجتمعين، ونفذنا العمل في موسكو سنة 2012 وصور في 2014.

مواقع التواصل

كيف تتعاملين مع جمهورك عبر مواقع التواصل الاجتماعي وهل وجدت أن جماهيريتك تأثرت بها؟
- أتعامل بمسؤولية قصوى، إذ أعتبر هذه الوسائل بمنزلة قناتي التلفزيونية التي أملكها. فلا أستفز ولا أتحدى ولا أشتم ولا أفرق. بل أحاول تمرير أخباري التي تهم المتابعين لأعمالي، أقول فكرة أريدها جامعة لمن تفرق فينا ومنا. أتابع أخبار العالم وأتفاعل عبر مواقعي على هذه الشبكة، في معظم الأحيان، إن لم أقل كلها، أكتب وأقول رأيي كمواطنة عربية.
لا شك أن هذه الوسائل سهلت انتشاري وأفادتني من هذه الناحية خصوصا أني انتقائية فيما يخص الظهور الإعلامي.

أذكر في بدايتنا في تويتر كانت هناك فتاة كويتية تبحث عنك، وعندما أعطيتها حسابك، كانت كمن أعطاها أجمل هدية. هناك الكثير من المعجبين والمعجبات بفنك في الكويت والخليج عموما. لماذا لا نراك عندنا وهناك الكثير من المهرجانات الثقافية التي تليق بك.
- أنا فخورة بهم جدا. لدي متابعون كثر من منطقة الخليج العربي وخاصة على تويتر، لذا أظن أن لدي مسؤولية تجاه هذا الجمهور بأن أتواجد أكثر معهم في حضور حي. آتي كثيرا برفقة مارسيل وتواقة لأن آتي بمفردي، وعليه فأنا أعد ملفا لعملين أرغب في تقديمهما لكم في دول الخليج العربي. وعندما أتلقى دعوة من مؤسسات ثقافية في الخليج أشعر بالفرح والفخر.

شعور بالأسى

هل تشعرين بالغبن أو بالتجاهل؟
- أشعر بالأسى لحال ما نسوقه من فنون اليوم، لإيماني بأن المواطن العربي يستحق أفضل وأرقى مما يبث له يوميا عبر الشاشات. الغبن لنا كلنا، أنا أعمل بجد وجهد متواصل وأتمنى أن يصل جهدي إلى كل الناس باحترام من دون استخفاف بالعقول والأخلاق والقيم. الصحافة تتابع بجدية كل جديد أقدمه وهي تواكبني دائما. لكن سياسة التسويق المفرغة للمضمون على الشاشات تعيق انتشاري الأوسع، وهنا أشعر بالحزن لعدم تمكني من إيصال أعمالي التي أعمل جاهدة عليها بأوسع صورة.

عناصر الأغنية (الصوت، الكلمات، اللحن) كيف ترتبين العناصر الثلاثة من ناحية الأهمية؟
- النص أولا بفكرته وصياغته، ثم تأتي الموسيقى لتنفيذه بصورة واضحة، ويأتي الصوت لحملها وترجمتها وهذا الأدق والأصعب. قد أقنعك بأني أنا من كتب ولحن بأدائي، وقد تأتي نتيجة أدائي عناصر مفككة، لن تمس إحساسك وبالتالي لن تتبنيها كمستمعة.

ماذا عن أميمة خليل المرأة الانسانة بعيداً عن الغناء والمسرح؟
- بعيدا عن المسرح لدي أصدقاء وصديقات ألتقيهم، لدي أسفاري، لدي اهتماماتي مع زوجي هاني بأمور البيت وابننا الذي يستعد حاليا للسفر والدراسة في ألمانيا. لدي اهتماماتي بالشأن الاجتماعي في البلد والمواكبة والمشاركة بما أراه ضروريا لحياتنا فيه.


http://www.alqabas.com.kw/Articles.as...
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on October 23, 2015 04:56

October 21, 2015

بائعو ورق العنب

«إذا أردنا أن نحقّ.ق السلام الحقيقي في العالم، فعلينا أن نبدأ بتعليم الأطفال».
كانت فكرة بسيطة جدّا، أن يفعلوا شيئا، أي شيء لأجل مساعدة اللاجئين السوريين في بلاد الشتات. هم لا يملكون المال، ولم يسبق لهم العمل في المجال التطوعي، وليست لديهم التصاريح اللازمة لحملات الاغاثة الخيرية، ولا هم مدعومون من جمعية رسمية ولا جهة حكومية، فما العمل؟!
الخطوة الأولى جاءت مثل ومضة. شاركوا في سوق خيري في بيت لوذان، جمعوا ما استطاعوا من بضائع ومنتجات سورية، بالإضافة الى بعض المنتجات الغذائية المشهورة، كالمكدوس والزيت والزيتون والمربيات وأصناف الكعك. كان الإقبال رائعاً، فالمنتجات السورية لها محبوها وراغبوها، والغرض الخيري من وراء البيع جعل الناس يشترون بكرم.
تحوّل نشاطهم من الأسواق الخيرية إلى أسواق المزارعين، مثل سوق القوت الذي كان هو ومؤسسوه من أكبر الداعمين لحملتهم. هناك انتشر اسمهم وأصبح الإقبال عليهم شديداً. كثرت أصناف المنتجات وزادت حركة البيع. ثم قرروا أن يقدموا الوجبات الساخنة، كورق العنب، الفريكة، المسخن، الشيش برك، الكبة وغير ذلك. طبخوا في بيوتهم بأيادٍ حنونة وأنفاس كريمة، فكان الطلب عليهم كبيرا. كانوا يسمعون الناس يسألون عنهم ويقصدونهم. كبر اسمهم وزاد مدخولهم الذي تحول إلى امداد لأطفال المخيمات السورية في بلاد الشتات.
ما لا يعرفه الكثيرون ممن اشترى من بيت الياسمين، أنه وبثمن ورق العنب والمسخن، وبما جادت به أرواحهم، افتُتحت مدرسة لأطفال اللاجئين في البقاع اللبناني. 120 طفلا سوريا جلسوا على مقاعد مدرسة لأول مرة منذ أن ولدوا. أمسكوا بالقلم وكتبوا أول حروفهم. 120 طفلاً كانوا «مرميين» في خيم اللجوء، يزدرون الذل، يأكلون ما جادت به أموال المؤسسات الخيرية ويلبسون ما جادت به أجساد ملّت من ثيابها القديمة. كانوا يحلمون، ونحن حققنا أول أحلامهم.
هذا المنجز البسيط الذي تحقق بأياد كريمة وأرواح حنونة ومجهودات بسيطة من قبل مجموعة أشخاص التف حولهم أهل وأقرباء وأصدقاء ساعدوهم ماديا ومعنويا، استطاع أن يقي 120 طفلا من الأمية وزرع في أنفسهم حب العلم.. وحوّل الألم إلى أمل.
بيت الياسمين ليس حملة ولا جمعية خيرية ولا مؤسسة ولا شركة. بيت الياسمين هو عبارة عن تسعة أشخاص قرروا أن يفعلوا شيئا وفعلوا. هم لا يمكنهم تغيير العالم، لا يمكنهم إيقاف الحروب، لا يمكنهم منع سفك دماء الأبرياء، لكن بالتأكيد يمكنهم أن يضيفوا شيئا من الامل لشريحة من الناس فقدوا معنى الأمل.
سمّونا بائعي ورق العنب، سمونا الشحاذين، سمونا الطباخين.. ضحكة طفل واحد، قلم في يد طفلة، أول «ألف باء» يخطها طالب.. تعوّضنا كل التعب والجرح و«الشحاذة».
بورق العنب افتتحنا مدرسة.. فماذا فعلتم أنتم؟!


دلع المفتي
نشر في 21/10/2015
http://www.alqabas.com.kw/Articles.as...
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on October 21, 2015 12:27

لكلٍ هويته

دلع المفتي
مجموعة من المقالات التحقيقات واللقاءات التي نشرت لي في القبس الكويتية.
Follow دلع المفتي's blog with rss.