شيماء الشريف's Blog

May 23, 2014

دوائر

فجأة حاولت أن أتخيل أقرب الأشكال الهندسية للحياة، نفس التخيل الذي دفع العلماء في سابق الأزمان أن يقولوا أن الأرض مسطحة في باءئ الأمر ثم يجادلون ويبحثون حتى وصلوا إلى أن الأرض كروية!


معظم مجريات الحياة تحدث في دوائر ابتداء من شكل الأرض، فما الكرة إلى دائرة ثلاثية الأبعاد، وما دورة الحياة إلى دائرة تبدأ بالولادة ثم الطفولة ثم المراهقة ثم أوج الشباب ثم الموت، وخلال هذه الدورة تحدث ولادة لشخص جديد. وأخيراً وليس آخراً السعادة والحزن اللتان قال الله تعالى عنهما


فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا


ماذا يحدث إن اختلت هذه الدوائر؟!


ماشهدته كان اختلال في دائرة الحزن والسعادة، فالطبيعي أننا حتى نصل إلى الحزن يحب أن نمر ببعض المراحل -جميعها أو بعضها- تبدأ بالإنكار، ثم الغضب، ثم الإكتئاب وخيراً القبول أما مايحدث إن انتقلنا فجأة من قمة السعادة إلى قمة الحزن دون مبرر وبدون أن نمر بهذه الخطوات فهذا ما يسميه الطب الحديث: الشخصية ثنائية القطبين bipolar


Image


كانت بداية مناوبتي ، حين استُدعيت لمعاينة مريضة في قسم النساء والولادة. بدت غريبة بعض الشيء فأي امرأة قد تكون في منتهى السعادة لأنها ستفقد جنينها الذي ظل ينمو في أحشائها على مر ستة أسابيع؟!!


سألتها العديد من الأسئلة فأوضحت بشدة أنها سعيدة جداً، استغربت، لم تلبث بضع دقائق حتى وقفت على السرير الخاص بها وباتت تصرخ من شدة السعادة. حينها عرفت- طبعاً- أن هناك خلل ما!


انقضت معاناتي في محاولة انزالها التي مالبثت أن تحولت إلى بكاء على حالها، وكيف أننا نريد أن نقتلها!


سألتها عن زوجها، قالت أن أهلها زجبروها على الزواج من رجل يكبرها بـما لايقل عن عشرين عاما بسبب حالتها النفسية، ثم سألتها عن الحمل فقالت: أنا لا أصلح أن أكون أما!!


انتهى الجزء من القصة الذي يمكن روايته، أما الباقي فهو منتهى المعاناة بالنسبة لنا ومجرد يوم عادي من حياتها التي تتأرجح بين الاكتئاب الشديد وبين السعادة الغير مبررة.


المصابون بالأمراض النفسية ومشاكلهم حلقة مفرغة من حيث نظرة المجتمع لهم وأماكن العلاج..الخ


ولكن ما أود قوله هو أن هذا السيدة اعترفت بمشكلتها ولو كانت “مجنونة” بالمعنى الذي يدعيه المجتمع لما عرفت شيئاً. ثم هل من المنطق أن تصبح سيدة بهذه الحالة الصحية أُما؟! لاحق لي في أن أجيب لكني أعرف تمام المعرفة أنها وقبل أن تتم معالجتها تماماً تشكل خطراً على حياتها وعلى حياة طفلها المستقبلي في الأوقات التي تصيبها حالة الاكتئاب الشديد.


أخيراً، إسلابها لجنينها كان رحمة الله التي ستحميها وطفلها المستقبلي من مرضها، والدافع الجدّي لعلاجها ، هكذا قالت هي.


لكن تبقى مشكلة المجتمع الذي يرفض أن يعترف أن الصحة النفسية ضرورية، والزوج الذي لا يمكن أن يأخذ زوجته لطبيب حتى لا يقال عنها “مجنونة” ويعتقد أنها تستطيع أن تكون أُماً لأولاده في وضعها الحالي.


Image


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on May 23, 2014 03:23

February 16, 2014

بدون نظارة

ماذا نحتاج حين نعاني من طول أو قصر النظر؟ إلى من نذهب؟ الأهم لماذا؟


كنت أعاني من قصر النظر لفترة طويلة، حتى أني نسيت مامعنى أن أرى بوضوح، وطبعا الحل كان النظارة. في بداية استخدامي لها كنت أخلعها وأرتديها طوال الوقت حتى أقارن بين العالمين! نعم كل شيء اختلف. عشت لفترة طويلة وأنا أرتدي النظارة حيث ذهبت –حالي حال الكثير. قصة مملة؟


 


في غرفة مشتركة بمستشفى ما، يجلس العم “محمد” بهدوء، يفصل بين العم “محمد” وبين مريض آخر ستارة بيضاء اهترأت، أما ما يُبعد الرجلين حقيقة هو ماتحدثت عنه في بادئ الأمر.


 


فالعم محمد أُصيب منذ سنين طوال بالسكري وأهمله، حتى تكالب الدهر والمرض عليه، هاهو الآن بانتظار عمليته التي سيتم فيها بتر اصبع من اصابع قدمه. كان العم محمد قبل ذلك شخصاً يرى الحياة زاهية ملونة على حد قول ابنه، أما الآن فهو لايكاد يرد السلام من التعاسة.


 


أما الشخص الآخر فهو قريباً سيلحق بالعجوز الأول إلي غرفة العمليات بعد أن أُصيب فجأة في حادث سير أودى بقدمه كاملة، وعلى الرغم من ذلك يستطيع المار سماع صوت ضحكاته، مجنون ربما؟


 


في الدقائق الأخيرة قبل ذهاب أحدهما، سُئل الرجل الآخر: كيف تضحك الآن؟ سيبترون قدمك، كف عن الإنكار


رد بك بساطة: أعرف، لكني عشت عمري كله وأنا أرى الحياة ملونة، يشيح بصري عن لون ليسقط على الآخر، عندما ضعف نظري أجريت عملية تصحيح للنظر، حتى لا يهدد هذا الوضوح شيء، وكما أني لم أرضى بالنظارة التي قد تُسلب أو تُسرق مني أو تقع أرضاً فتنكسر فأنا لا أسمح لأي شيء أن يسرق نظرتي للحياة. كنت طبيباً قبل وقت طويل وكنت أرى الناس يموتون، يكتئب الكل، فأذهب إلى زوجتي وأولادي وأقبلهم، يرى الناس الموت فأشعر بقيمة الحياة، يحزن الناس فأقدّس الفرح، وهكذا هم الناس، يرتدون النظارات يفرحون حيناً ثم تسقط نظاراتهم فيفزعون، أما من يجري عملية تصحح نظر للحياة فهو بالضبط كمن أجرى عملية لضعف نظره، يرى العالم بوضوح دون أي مهددات..


 


أُجريت العملية للإثنين، ذهبت إلى عم محمد فوجدته على ماكان عليه قبل كل شيء، وذهبت إلى الرجل الآخر فوجدته على ماكان عليه أيضاً. ومن يومها أحاول أن أرى الحياة بدون نظارة..


 


Image


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on February 16, 2014 10:57

February 2, 2014

لم تعلمنا المدارس

أتذكرون قصة السلحفاة التي سبقت الأرنب، رغم سرعته، بسبب إصرارها؟ أتذكر جيداً أن هذه القصة كانت من أوائل القصص التي شدّت انتباهي، وبقيت معي حتى هذا اليوم لأذكرها هنا، لأعترض على التعميم فيها.


“علينا دائما أن تنمسّك بما نريد ولانقبل أبدا بغير ذلك”


هذا ماقالته معلمتي إيمان ذلك اليوم، لم أنسى هذه القصة لأني عشت على مغزاها حتى الشهر الماضي.


وصلت مبكرة إلى المستشفى، كانوا لايزالون ينظفون الأرضيات هكذا عرفت، لدي اليوم مريضاتان، نبدأ بسم الله،  الأولى شابة في بداية عقدها الثالث اكتشفت في وقت متأخر أنها تعاني من سرطان في الثدي اكتسح جسدها، والأخرى سيدة عجوز تعاني من نوع آخر من أنواع هذا المرض، النتيجة واحدة للإثنتين


“وظيفتنا حالياً هو تخفيف معاناة الإثنين، ومساعدتهما على الموت بسلام”


لا أعرف معنى أن أكون طبيبة لا أعالج، الطبيب لا يتفرج، هذه كانت إجابات عقلي على الأوامر.


لم أستوعب معنى هذا الكلام، كنت يومياً أراجع أدويتهما، أخاف حين يبدأ أي عرض جديد، طبيعي أن تظهر أعراض جديدة حين يقتصر العلاج علي المسكنات، لم يُخترع بعد أي دواء لهذه المراحل بعد، مع ذلك لم أستوعب.


زرت الشابة فوجدتها في حال يرثى له، سألت:ماذا حدث؟


قال زوجها: لقد طردت أختها، لأنها أحضرت ابنها الذي لا يزيد عمره عن ٣ سنوات، احتضنته بقوة حين رأته، بكت، ثم دفعته وطردت أختها


أما الأخرى فقد كانت فكانت في غيبوبة،لا تحرك ساكنا، إلا بعض الأنين من وقت لآخر


يوم غريب! لكن الأغرب لم يبدأ حتى الساعة العاشرة صباحاً


توفيت الأولى، بعد أن عانت من أعراض انتشار الورم لدماغها! كانت الصدمة تعطّل الإحساس لدي، فاتجهت إلى الأخرى التي لازالت معنا هنا في هذه الحياة


وبينما أمر مرور الكرام لألقي التحية على ابنة المريضة الثانية، تخبرنا الأجهزة أنها ذاهبة إلى نفس المصير، لم أعرف ماذا أفعل، اتجهت لأنعشها لكن تذكرت أن مثل هذه الحالات يمنع انعاشها لأننا بذلك نطيل معاناتها، ولكن كيف؟ أأقف متفرجة على موتها؟ أنا طبيبة وظيفتي أن أعمل كل شيء للحفاظ علي صحتها، جانب ما يخبرني أني لا أستطيع المساعدة وجزء آخر في عقلي يأمرني بعمل أي شيء! أي شيء!


تعلمنا دائماً أن نعمل ولا نيأس، وكانوا يقولون لنا أن الدرس الصعب في حياتنا هو ألا نتوقف عن المحاولة أبداً ، لم يعلمنا أي أحد أننا أحياناً يجب أن نجلس على الكرسي، ونكتفي بالمشاهدة، فهناك أدوار لا يمكن أن يلعبها أحد، وهناك أقدار لايمكن تغيير مسبباتها لسبب لايعلمه إلا الله، لم يقل لنا أحد أن الدرس الأصعب هو أن نترك بعض الأمور تحدث بسلام ونقف شهوداً أو طلاباً للصبر لا أكثر.


أمسكت ابنة السيدة العجوز بيد أمها اليمنى، وطلبت مني أن أمسك باليد الأخرى وقالت: لندعها تحس للمرة الأخيرة بأنها ليست وحيدة


ابتسمت لأمها حتى توقف صوت الأجهزة، وتوقف قلب أمها.


الشابة أفترض أنها فعلت الأمر ذاته من طفلها، لم يفهم زوجها تصرفها في ذلك الوقت، أعتقد أني أفهمه الآن.


تعلمته؟ لا أدري لكن الأكيد أني شهدته للمرة الأولى، وإن لم يكن هذا درسي الأول إلا أنه الدرس الأهم


بنفس القوة التي نتمسك بها ببعض الأمور، علينا أن نتحلى بقوة أكبر لترك بعض الأحداث تصير دون أن نحاول أن نكون أبطالها، والأصعب من هذا وذاك الرضا.


 Image



1 like ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on February 02, 2014 02:40

November 8, 2013

#حالةـطارئة

لا أتذكر كم كانت الساعة، ففي مكان كالذي كنت فيه تُطبق علينا الجدران بإحكام حتى تنسى الشمس أنها يجب أن تُنير المكان، وبناء على ذلك تتخبط الساعة البيولوجية للعاملين فيه وهذا هو المطلوب تماماً كي تكون متنبهاً طوال الوقت!


كنت أقرأ كتاباً لا أتذكر الكثير عنه، لم يكن أفضل ولا أسوأ ماقرأت، بل كنت أقلب في صفحاته لأطوي الساعات التي يجب أن أقضيها إلى أن يحتاجني أحد، كنت قد أدخلت مريضاً جديداً إلى السرير رقم خمسة في غرفة الطوارئ وقمت بما يلزم، وهو الآن في غرفة الأشعة، وبعدها ناقشت مع الإخصائي حالتين بعد أن ظهرت نتائج التحاليل المختبرية لهما، في الغرفتين أربعة وعشرة.


 


كان موعدي مع القدر في الغرفة رقم اثنين، أعرف تماماً أنها إحدى الحكايات التي قد أرويها لأبنائي من هول ذلك اليوم، ماحدث هناك هو ماجعلني أقرر أن أُغيّر اسم مدوّنتي إلى “حالة طارئة“.


 


دون أي سابق إنذار يقتحم سرير أبيض استلقى عليه شاب في بداية العقد الثاني من حياته على الأكثر، توقّف قلبه في سيارة الإسعاف وتم إنعاشه، ورغم تخبّط النبضات في صدره إلا أنه مازال يكافح، قصته التي يرويها أصدقائه بدأت عندما أحس بألم مفاجئ في صدره شاقاً طريقه إلى كتفه الأيسر، أما رأيي كطبيبة عن بداية قصته يختلف تماماً، لكن الآراء لم تٌغير كثيراً فيما حدث له في النهاية..


 


أما الحالة الطارئة بالنسبة لي لم تكن فقط حالة الشاب التي تحولت من الصحة إلى مداعبة ظل الموت، بل هي كل حالة تنتشلنا من الوضع الهادئ الذي نكون فيه إلى أقصى جهد بدنياً كان، أو حتي عاطفياً، والأخيرة أصعب! حركتي من الكرسي جرياً إلى المساعدة في إنعاشه حتى المرة الثامنة كانت الجزء الأكثر وضوحاً، لكن الزلزال الذي حدث بداخل كل من كان هناك كان الحمل الأثقل..


 


وإن كنتم تظنون أن فقط أولئك الذين يصادفون الموت والحياة في ممرات المستشفيات هم فقط من يملكون هذا النوع من الحالات فأنتم مخطئون تماماً، في حياة كل منا ما يهزه تماماً فيجري أو يقفز بعد أن كان في أحضان سريره، وفي كل يوم تقريباً حالة جديدة تطرأ علينا فتحولنا من السعادة إلى أقاصي الحزن، أو أوج الغضب، أو عمق اليأس،والعكس صحيح.


 


أحياناً ما يطرأ علينا قد يجعلنا نذهب إلى حالة عكس التي كنا عليها تماماً، بل قد تصل بنا إلى نوع جديد من المشاعر الإنسانية التي لم نختبرها قبلاً، والأهم أنها قد تأخذنا من حالة اللاشعور إلى قمة شعور ما، هذا ما سأكتب عنه من اليوم في هذه المدونة، مهما كان ما سأعيشه، ومهما كانت الحالات التي ستطرأ علي حياتي…


Image


 


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on November 08, 2013 02:48

April 12, 2013

بلا عنوان

 


نظر إلى نفسه في المرآة فرأى شخص يلبس ثوباً يتعدى سعره رواتب الكثير ممن في سنه و يرتدي ساعة فلكية المبلغ فابتسم ثم شرع في لبس حذاء يستخدم كتحفة في بيت أحد ما، أما بيته فبالكاد يتسع له لشدة ضيقه وآلام ظهره بدأت تصرخ لعدم .وجود سرير فيه، محفظته بها ما يكفيه لوقود السيارة لا أكثر بل ربما أقل.


 


بدأت حكايته حين قرر استئجار مكتب لبدء عمله الخاص بعد أن جمع كل “حيلته” ووضع “اللي وراه واللي قدامه” وبدأ في رحلة بحثه، أصبح يأمل أن يجد مكتباً كبيراً، ثم طمح بمكتب في الدور الستين! وانتهى بأول مكتب كي لا يمر أحد إلا بعد أن يُلقي نظرة على انجازه العظيم أي “المكتب” ، شريط الذكريات وكيف بدأ هو ما جعله يبتسم بعد أن أصبحت القضية كيف يجب أن أجاري مكتبي بعد أن كانت كيف أُجري أعمالي في مكتبي..


 


قبل عدة أشهر احتفلت بعقد قراني ووجدت في حياتي أبطالاً كصديقي هذا و ان اختلفت أسماءهم و أشكالهم وما يعملون، بالنسبة إليهم “أين ستقام ” الحفلة أهم من معنى الإحتفال، كم عدد الحضور أهم من “من هم؟“، المراسم أكثر أهمية من سببها، تذكرت صديقي وابتسمت كما ابتسم لأسباب أخرى طبعا!!


Image 


الأغرب أننا نتعامل حتى مع أكثر الأمور جدية في حياتنا “كحـياتنا” بنفس الطريقة، قد نشتري ما يُظهرنا بأجمل ما يمكن –وهذا بحد ذاته ليس عيباً– في الوقت الذي لا نستثمر في أشياء أهم كصحتنا و عقولنا بجهد ومال أكبر أو يساوي ما يعنتر في الواقع أقل أهمية واذهبوا إلى المستشفيات لتتأكدوا !!


 


بالنسبة إلى صديقنا فلكم أن تتخيلوا وجهته بعد أن استعد تماماً، أخمن أنه ذاهب لإشهار إفلاسه ربما،وابتسامته كانت للذكرى الأولى التي دفعته للبدء في البحث عن ،مكتب، لأين يمكن أن تودينا القشور؟!!.. إلى أي مكان سوى “جوهر” أي شيء، والعناوين أهم من محتوياتها، وها أنا أتخلى عن العنوان، علّي أقول شيئاً.


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on April 12, 2013 05:29

March 1, 2013

كــــكُرسي

 


 


       لكل شخص قصة، بعضنا يحمل يحمل عنواناً سعيداً والآخر تلاحقه صلواتنا بالفرج، حتى الأشياء لها قصة، كل شيء له قصة، الشجرة والطاولة و السيارات و الثياب و زجاجات العطور، الكرسي الذي أجلس عليه الآن قد تكون قصته بدأت قبل أيام قليلة حين وضع هنا في الممشى الجديد بشارع فلسطين في مدينة جدة، ولربما يقلقه التفكير في المدة التي سيحياها هنا ” عالم الأحلام بالنسبة له”  قبل أن يطأه الصدأ؟! وبعدها ينتقل إلى فصل آخر من قصته في علم الغيب، المختلف في قصص الأشياء أنها عادة تستمع إلى الكثير من الأشخاص ولو كانت تجيب وسألناها عن سبب تحملها لقصصنا لأجابت “مجبرٌ أخاك لا بطل” فهي لا تملك أن تهرب منا، وعودة إلى هذا الكرسي فأنا لا أعرف كم شخصا سيحكي له حكايته بينما لا يجرؤ الكرسي أن يعبر لأحد عن خوفه،  وبما أنه حديث عهد  بالمكان فهو لا يعرف عنه إلا أن معظم المارة إما أن يهالهم أمر ما حالما يمرون بقربه  فيجلسون وحينها يحكون له عادة نفس الحكاية باختلاف تفاصيلها وأدوارهم فيها فمنهم من يكون البطل الرئيس والفارس المنقذ ومنهم من كان متفرجا لا يملك حولاً ولا قوة ومنهم من سمع فقط  وشارك الآخرين أحزانهم، أو أنهم يمرّون به كمن يمر على أرض عذاب فيُسرعون، هناك من يبكي فعلا وهناك من يتباكى للدرجة التي تجعل الكرسي يظن أنه ربما أذنب في تاريخ ما لا دراية له به،ربما فقد الذاكرة قبل أن يضعوه هنا، يحاول أن يعرف سبب حزن الناس عند المرور به، أصبح يسترق النظر إلى جرائد القراء ليكمل قطع الأحجية، يتصنت على مقاطع الجمل التي يقولها المارة لبعضهم، أنا متأكدة أنه مؤخرا سمع “سيول تبوك” وكانت هذه الكلمة تثير شيئا ما لدى المارة،  وكأنها تذكرهم بأمر ما حدث علي مقربة من هنا، بالنسبة لي هذه أول ذكرى لي في هذا المكان بعد التجديد و آخر عهدي به كان يوم السيول الأخيرة!!!!


 Image سيول، جدة


   اليوم سيول تبوك هي العنوان الجديد لنفس القصة، أعتذر إن كنت فتحت أبواب أغلقتموها و رميتم مفاتيحها في مكان لا يعرفه أحدا حتى أنتم، كما أعتذر من أولئك الذين لا يزالون يقفون على “عتبة” الباب علّهم يتقنون إغلاقه يوم ما، أولئك الذين يقرءون الجرائد قبل فنجان القهوة يبحثون عن مسكّن ما فلربما يُقبض على المفسد الذي أذهب حقوق من يحبون كبشر ويخافون أن يكون جرى ربما مع السيول فلا يعود!  وأرجع  إلى من أغلقوا الأبواب خوفاً مما يقف خلفها أرجوكم أن تغفروا لي لأن حتى مثل تلك الأبواب قد تُنهي رياح شديدة معضلة فتحها، أو كمان حدث معي للتو طرق ذاكرة يعيد مسلسل الأحداث، أعرف أن هناك من عانى مثلي أو أكثر مني في سيول -كما حدث في تبوك وقد أكون أحكي قصتهم – أو من يجلس أمام الشاشة يتذكر الآن كارثة طبيعية عالمية ربما وربما لم نسمع عنها، أو حتى من “فاجعه”  خبر كموت موت حبيب، لا أدّعي أني أستطيع تعداد كل ما مر بكم أو أني أقدر أن أزن ما مررتم به بكلمات، وللأسف كلماتي لا تصل أن تكون محكمة وسجّان وليت دعواتي الدائمة تفعل، لكني بعد كل ما كتبت الآن أعرف أمراً واحدا أني فتحت باباً أفسد علّي متعة لم تقدّر لي هذه المرة، ولن تقدر حتى أقرر أن ترك الباب مفتوحاً على مصراعيه وأمر به دون أن أخافه لأصنع باباً يؤدي إلى ذكرى أفضل،  ولأن القرار صعب أردت أن أكتبه، أردت أن أاراه مكتوبا ليُبرمج في عقلي فأمضي، أريدكم أن توقنوا أني سأفعل، ولكل ..من ذكرت قصصهم ولو تلمحياً أريدكم أن تؤمنوا أنكم تستطيعون.. وتمضوا


…    معلومة: بعدما وصل الكرسي أخيرا إلى سبب تصرفات المارة الغريبة قرر أن يفقد ذاكرته “اختياريا”


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on March 01, 2013 03:44

February 10, 2013

لماذا لم ينتهي العالم؟!

ها أنا هنا اليوم، انتهى التاريخ المنتظر وها أنا ذا أكتب، فبعد حوالي شهرين إن كانت حساباتي صحيحة لا شيء يمنعني من الكتابة رغم كل ماحدث وماحدث ليس بالأمر الهيّن، الأمر الوحيد الذي يشوّش محاولتي للتدوين هو عدم مقدرتي على تحديد التاريخ، لا أعرف إن كان التاريخ الميلادي لا زال صالحا للاستخدام أم أن النهاية تجبُّ ما قبلها و يعيد التاريخ نفسه إلى البداية.. ربما سأدع هذا التساؤل الآن.


دماغي يتناسى ما أنا فيه الآن و يلحّ عليّ مُحاولاً أن يستخدمني لمعرفة كيف تكمنوا من التخمين أو التنبؤ قبل سنين طويلة بما سيحدث، قبل أيام من الحادثة قررت أن أقرأ عنهم علّي أهتدي، كل ما وجدت أنهم أقرب ما يكون إلا الفراعنة بكل حضارتهم وغموضهم بل حتى في أهراماتهم ولغتهم.


هناك من قال أننا بانتظار “يوفي” -كائنات فاضية- أستطيع أن أقول بالرغم من قلة يقيني حالياً أن أجواء السماء صافية وأن بيتي لم يأتيه زوار بتاتاً من أي جنس مما يضعف هذا الإحتمال ويُخرج أصحاب العدو المنتظر “براءة”، لم أسمع ببدء حرب عالمية ثالثة مع أني أظن أن ما يحدث في العالم و في حياتنا اليومية أو الإفتراضية يمكن أن يسمى حروبا عالمية وحينها كل ماعلينا فعله هو ترتيبها ثالثة.. رابعة..عاشرة وهكذا، ومن الأمور التي لازالت على حالها الأرض التي نمشي عليها أي لا زلازل أو ارتطامات بكواكب أخرى أو نيازك، أعترف عقلي عجز عن الفهم!


أعتقد أن السبب وراء خوفنا من انتهاء العالم هو خوفنا من الطريقة التي سننتهي بها، لا أحد يريد أن يموت حريقا مثلاً، ولا أقدر أن أتخيل أن أموت غريقة، كل المخاوف حول انتهاء العالم في التاريخ الغير المظلوم لم تتحقق ولكنها لم تتحقق في ذاك الوقت، ماللذي يجعلنا نأمن أن لا ينتهي العالم قريباً كقرب الغد مثلا؟!!


يقولون “الموت مع الجماعة أرحم”  لو سقطت من أعلى جبل ما وبقي البشر كلهم بعدك لانتهى العالم بالنسبة لك ، لا تهم الطريقة مادام الموت هو المحصلة فرادى أو مع العالم..


دائما تصورنا أن نهاية العالم تنتظرنا في يوم معين ونحن نسير إليها، كمن يتجه إلى حبل المشنقة ظلماً لا حول له ولا قوة، أيمكن أن نفترض جدلاً أننا أوجدنا هذه النهاية أو على أقل تقدير فعلنا ما يمكن أن يجعلها قريبة جدا ولا خيار لها سوى أن تكون؟! ماذا عن إشباع أجسادنا بالسموم يومياً رغم استيعابنا أننا نسير إلى  الجرف ، ماذا عن دفن عقولنا حية بإهمالها دون أن تدري هي أو ندري نحن بأي ذنب قتلت.


اليوم تغير العالم لأن نهايته الإفتراضية زرعت في البعض منا الرغبة في الحياة،أما الجزء الآخر فيهرب من الموت إليه، نهاية العالم كالعادة في مكانها فبأي الإتجاهات سنجري؟


وهنا يتغير السؤال إلى ” لماذا لم ينتهي عالمك أنت؟!”


Image


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on February 10, 2013 01:24

December 12, 2012

تجربة ١٠١

أعتقد أن أسوأ تجربة تخيُّل يمكن أن تمر بالشخص العادي هي تصوره لنفسه حين يكبر , أتصور أن كل مايجول ببال الواحد منا حينها أن الدنيا وضعت له تاريخ انتهاء و أنها ستعلن قريبا استغنائها عنه , يتخيل كل من بقي حوله حين يسمعون أنه رحل ” من سيبكي؟ من سيبكيني حقا؟  من سيأتي لجنازتي؟ هل سيذكر لي فلان معروفي أم أن قسوتي غلبت صنيعي؟ هل هناك من سيفرح بموتي “, تلاحقه أفكار مرعبة عما سيقال عنه بعد أن يموت وكم ستبقى ذكراه من الأساس, لكن عندما اسمعهم يتحدثون  طوال الوقت عما فعلوه  في سن الشباب أو الطفولة أو حتى بالأمس من مواقف بطولية أو يومية أو تافهة أو حتى أخطاء فأعتقد أني أفهم من ذلك أنهم يريدون أن يثبتوا لأنفسهم –على الأقل- أن حياتهم عنت شيئا ! لكني أظن أنهم في كل مرة يتكلمون فيها عما فعلوا يفكرون ألف مرة في الأشياء التي لم يفعولها!!


“لا تعول على الوقت” هذه أكثر رسالة ترسلها الحياة،  لأننا نأخذ الوقت كما نأخذ غيره كضمانات أعطتنا إياها الحياة أو أعطيناها زورا لأنفسنا باسم الحياة ! فنحن نظن أن لدينا الوقت كل الوقت لنفعل كل الأشياء , فنعطي الأولوية لما نراه “كبيرا” مع كل ظرف و نؤجل الباقي لحين أن نجد له متسعا من الوقت , ولكن الحقيقة أن الوقت يتسع للأشياء وليس للأشياء ونحن معا!


ماذا لو كانت الأشياء التي كنا نظنها تافهة أو ببساطة لم نفكر بعملها كانت هي ماتصنع الحياة؟! الأعمال الكبيرة –أو التي نظنها كذلك- أخذت حقها في أولولياتنا و جهدنا, أما تلك الأعمال التي ظننا أنها ستأتي بطبيعة الحال لم نعملها حتى جاء اليوم الذي تساءلنا فيه “ماذا لو فعلنا” وكان عملها حينها مستحيلا لأننا عوًلنا على الزمن


بدأت أرى في المكتبات كتب تهدف أن تجلك تعمل أشياءً قبل أن تصبح عجوزا مملاً، اسم  أحد الكتب كان  ١٠١ شيء  قبل أن تصبح عجوزا ومملاً، تحاول مثل هذه الكتب أن تكفيك  تعاسةً قد تواجهها بعد عشر أو عشرين أو خمسين سنة حين تتساءل “ماذا لو” بأن تقترح عليك أن تقوم بأعمال صغيرة يمكنك عملها يوميا ً تقريبا أي بسيطة، أشياء آمنا أننا سنعملها غدا أو بعد غد أو حتى بعد دهر،  أحد هذه الكتب كان كل   مافيها  أعمالا ضئيلة  أمام قوتنا أو ذكائنا أو مستوانا ,أو أشغال ربما تضاءلت ظلماً عندنا لدرجة ان أدمغتنا لم تراها الآن على الأقل,  قررت أن أجرب   فليس لديك ما أخسره  لكن  ربما هناك ما يمكن كسبه، أعتقد أن حياة أي شخص تستحق ألا تنتهي كعجوز بائس ينظر بحسرة لأحفاده ويمتنى أن يسرق بضع ساعات لنفسه ..


هي تجربة اعتبرتها تذكرة مجانية لتتعرف على الذات ،  لأنها ومما لاشك فيه تخرج من دائرة “الراحة” لكل من يجربها ,و لا ينهيها إلا وقد تعرف على نفسه من جديد  أو تعرف عليها أكثر ووسع مداركه وتوسعت أفاقه أيا كان مجاله ,ووحدهم من يلقون بالا للتفاصيل يتميزون  واسأل المهندسين و مصممي الديكور و أصحاب الحرف اليدوية,و الأكيد أنها ستجعل كل منا ممتن لدقائق حياته وتفوت على من لا يجرؤ على التجربة أن يعيش معظم الحياة أي تفاصيلها..


قد أكون كتبت عن هذه التجربة لأُغري أحد ا أن يكتشف نفسه التي ربما لم يصادف الكثير منها يوما، وأن أدفع شخصا لأن يعيش ليس بالذنب الذي سأندم عليه قريبا لأننا نحصل على بعض الحياة بمنحنا  إياها لإنسان ما, و إن فشلت محاولتي هذه فيكفيني أني فُزت على روتينك وانتصرت للجنون بأخذ وقت مستقطع في يومك، وهذا حتما انتصار لأي قلم !


أخيرا..في الحياة مهما كنت حكيما فستنضطر أن ترجح أحد السؤالين على الآخر  :  فإما أن يكون “ما الشيء الذي إن فعلته سأندم عليه “أو “مالشيء –أو الأشياء- التي إن لم أفعلها سأندم؟! “


 Image


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 12, 2012 11:13

July 15, 2012

ليش أصوم….؟

ليش أصوم….؟


يصوم في الصباح..يقوم في الليل…عابدا طوال يومه ..يبكي في صلاة القيام…يختم القرآن قراءة مرتين تقريبا .. كلنا نحسده ونتمنى أن نكون مكانه و أن تسجد قلوبنا مع جباهنا و تلين عيوننا قبل قلوبنا.. ..كانت هذه لقطة من حياة صديق دعونا نسميه عابد, هنيئا لك يا عابد!!


مشكلة عابد أنه عابد فقط في رمضان, لا تسيئوا فهمي فهو في غير رمضان يصلي لكن لنقل أنه – لاسمح الله-  مرتشي أو باللغة الخفيفة  صاحب “محسوبية” , وسارق أحيانا, كاذب في معظم الوقت و سيء الخلق دائما!


لماذا تصوم رمضان…؟ كان هذا سؤالي لصديقي , أجابني بغضب وكأني شتمته و أهله و كل من أحب , ظننت في لحظة أنه قد يقتلني , ثم حاول أن يسكت غضبه “كثر خيره” كي يرد بنفس الإجابات التي أسمعها دائما ,تلك الأجوبة لم تقنعه يوما رغم ترديده لها كما لم تقنعني  لأنه وبعد كل رمضان تتحول الملائكة إلى شياطين ,و كأن الشياطين كانت تلبس قناعا زمنيا ولا أظن أبدا أنهم ممن قدم لرمضان لدرجة “الشي اذا زاد عن حده انقلب لضده” … لا تنهالوا عليً بألسنتكم كما فعل هو أرجوكم , فإن كان صيامكم قد علمكم الصبر فاصبروا على جهلي علي أهتدي ,قررت أن أٌكمل مابدأته من أسئلة:


–         إن كان رمضان شهر عبادة فلماذا لم يتميز بزيادة عدد الصلوات مثلا إلى سبع أو تكون سمته أننا نستغفر في اليوم إلزاميا ألف مرة على الأقل مثلا ؟ لماذا كان أساسه الصيام أي عدم تناول الطعام –فضلا عن صيانة الجوارح طبعا- ؟


–         من أجل أن نتربى عن الصبر !


–         هل فعل ذلك معك؟


–         نعم


–         هل تصبر عن المال الحرام ؟


لم يجب صديقي!


–         ماذا تفكر في كل رمضان؟


–         أن ينتهي رمضان و قد رآني الله عابدا


حتى لا أطيل عليكم يا سادة كل مافي الأمر أني أرى أن الصيام –كما أثبت علميا- أنه مفيد للصحة و كأن الله جعل سمة رمضان الأولى والتي يتميز بها عن باقي شهور السنة  صحة الجسد وكما يقولون “العقل السليم في الجسم السليم” و العقل السليم هو ما يحتاجه الشخص لعبادة الله تعالى , أي أن الإسلام يُسقط أبصار من لديه بصيرة على ضرورة الإهتمام بالصحة و قوى ذلك الاستنتاج  عندي الأثر عن عمر رضي الله عنه حين حث عموما على تعليم الأولاد السباحة و الرماية و ركوب الخيل ,و أنالرسول صلى الله عليه وسلم  أشار إلى الكمية الصحية للطعام و أظن أن ذلك أولى بالاتباع في رمضان !


و إن كانت بعثة الرسول صلى الله عليه و سلم من أجل أن يتمم مكارم الأخلاق فهو في رمضان  بالأخص –لا على وجه الحصر- يقوم بذلك ويحث عليه, بل يضع الصيام الذي هو ركن من أركان الإسلام و الخلق الذي منه قول الزور والعمل به في كفتي مقارنة ,هكذا كان يقوم الرسول صلى الله عليه وسلم بعمله في رمضان , وعودة إلى عابد فهو يحتج بالحر و الجوع ليتهرب من دوامه , و يؤجل أوراق المراجعين,  ويكتفي بساعتين دوام يوميا , نسي أن الصحابة رضوان الله عليهم قاموا بدورهم  بنشر الدين على أحسن وجه في رمضان!


مما لايعرفه عابد أن الصحابة رضوان الله عليهم قبل كل رمضان كانوا يقومون بإعداد قائمة بالدعوات التي يريدون حدوثها طوال العام ويدعون الله بها في رمضان,ولا يأتي رمضان التالي إلا وقد أُجيبت دعواتهم, طبعا الصحابة هم أكثر من يأخذ بالأسباب, أي أنهم كانوا يخططون للسنة التالية قبل وفي أثناء رمضان  و ينفذون باقي العام..أين  عبادة عابد في رمضان إذن؟!


في كل رمضان يقوم عابد بنفس الأعمال , يصل إلى نفس النتيجة, ينتهي رمضان فيعود كما كان قبله, وحين يأتي رمضان التالي يقرر أن يجعله مختلفا كي يحصل على نتيجة أفضل  لكنه يقوم بنفس ماعمله مسبقا فيصل مجددا إلى نفس النتيجة!


رمضان أفضل الشهور لأنه يجعلنا نجمع بين العبادة و الصحة و العمل وتطوير الذات و التخطيط لباقي العام كأنه نقطة الصفر التي يجب أن نبدأ منها ,لا كما نفعل دائما حين نجعل نهايته الهدف الذي تنتهي به  العبادة و الأخلاق!! حين نحصره رمضان على الصلاة والصوم فقط فكأنما نصومه ناقصا  ونقومه ناقصا , نبتر رمضان فيُيتر منا ذلك التغيير الذي نريده لباقي العام و بالتالي باقي حياتنا,و لذلك نعود بعده كما كنا , رمضان “عابد” هو رمضان معظمنا الذي برأيي يعيدنا باقي العام إلى الصفر بدليل أن سؤالي كان : ” لماذا نصوم رمضان ناقصا يا “عابد”؟ “لكن صبر عابد كان ناقصا كرمضاناته !


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on July 15, 2012 12:52

September 7, 2011

مـــن أنــتم؟!!!!

متابعوا المواقع الاجتماعية كـ “فيس بوك” و “تويتر” و غيرها ومتابعي الأخبار والتطورات السياسية  ومستجدات العالم وحقوق المواطنين في العالم وحقوق الإنسان وحتى جمهور البرامج الكوميدية والتافهة لا يخفى عليهم  السؤال بمدلوله السياسي الذي سرعان ماتحول إلى كوميدي و الذي طرحه الرئيس الليبي , الذي نصب نفسه ملك ملوك أفريقيا وعميد الحكام العرب , القذافي الذي ضل جاهلا في تعريف من هم شعبه ظن أنه ببضع خطابات يستطيع أن ينهي الثورة التي أنهته أخيرا وعلمته درسا في تعريف الشعوب.


في سهرات الجدل العقيم وحكايات الجيران التي تهم أصحاب الألسنة وربما العقول, تحدث الجميع من حولي عما يحدث في الشعوب ومنها مسرحيات القذافي ذات الطابع الاستكشافي لما هي عليه شعوبنا العربية, ثم بدأ أحد الأصدقاء  يحكي أن صديقا له أخبره أن صديق الأخير ذهب بالأمس إلى مباراة في حلبة محلية ,حكى وحكى ثم ختم بأن الخصم الثاني انتصر, كانت الدهشة ترسم من وجوههم, وجحوظ العيون يحكي فصلا جديدا او قصة مستقلة, تحوم على رؤوسهم علامات استفهام تتقاتل مع بعض علامات التعجب


انصرفنا جميعا وأخذ كل منا يحكي لوالديه وأولاده وأخوته وجيرانه وصاحب البقالة والجزار عن صديق الحفل ..



لم يسأل أحد عن مكان الحلبة -علما أن مديتني الجميلة تخلو من أي حلبات سوى حلبة الشوارع وحرب السيارات, أو إن كان الخصمان شخصين أو فريقين أو حتى مخدتين, وعن عدد الصفوف وحضور الجمهور وأخيرا إن كان ذهابه في اليقظة أم الحلم…


كنت أظن أني لا أصدق مثل هكذا موقف ولأن مدينتنا تخلو من أي حلبات كما أسلفت ولكن عندما فكرت صُعقت ,حين أسمع أحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم أوأخبار عن فلان أو حدث محوري أو طرفي, أصدق وأنشر غالبا  – بنفس طرق نشر أخبار القذافي-  من باب “انشر تؤجر” و ” ربنا بيسألك عنها لو مانشرت” و الكثير من الجمل التي تقنعني أني في النار لامحالة  وأن مكاني في الدرك الأسفل مع ابليس إن لم أفعل , فببساطة” ضغطة” زر تُرسلني برأيهم إلى الجنة ,بدل أن أتأكد من السند والمتن والمصدر والمرجع ..


لا أحترم القذافي لكني أعتقد أن “من أنتم؟” هو قول حق أريد به باطل…


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on September 07, 2011 05:51