أريج جمال
|
عبر الطرق
by
—
published
2019
—
22 editions
|
|
|
لا أحد
by
—
published
2009
—
18 editions
|
|
|
أنا أروى يا مريم
—
published
2019
—
2 editions
|
|
|
مائدة واحدة للمحبة
—
published
2014
|
|
|
نداهة القاهرة
by |
|
|
الليلة الأولى من دونك
—
published
2023
—
2 editions
|
|
|
كنائس لا تسقط في الحرب
|
|
|
الليلة الأولى من دونك
|
|
“أكتب كي أدون كل التفاصيل، كي لا تعذبني أكثر، ومن أجل أن تحضر.. كانت سلمى، وكنت سلمى أخرى. بيننا أشياء كثيرة تشبهنا في العمق، نقول مثلاً لبعض، بذات الصوت "تبدين كقرين من زمن آخر".. لا أقول أني أراها إيديث بياف، لكني من الآن، سأحفظها في روحي كما أحفظ صوت إيديث. وحين أمد يدي إليها، وأمَسَّ أناملها، وأرتعش.. ثم كنوع من الكذب أبتسم، أفهم أن شيئاً أكبر مني ومنها ومن إيديث بياف، يهز الأرض أسفل أقدامنا حين نكون معاً، وأن هذا الشيء بالذات أيامه في بطن هذه الأرض قليلة جداً، وذائبة.
كم مرة التقينا، تعاتبنا، تمازحنا .. وفي أي زمن! لم يبقَ من سلمى، إلا اسمي، ووجه يطل بين حين وآخر، يذكّرني بهذه الابتسامة المتلعثمة على شفتيّ، ساعة كان حكيها حياً جواري. لا سراب لا حلم . جربتُ مرة أن أقول "أحبك جداً" كما كنت أقول "أمي"، لكنها هزأت. تحدثتْ عن أن هذه أحاديث بين الأحبة، وخجلت أن أقول أنّا كنّا نشبه ذلك .. وأن ذلك ليس عيباً، ولا ينبغي أن يكون. ثم كان. أخذت أستعمل الكلمة الفرنسية " Je t'aime" حتى صارحتني ذات يوم .. "لم يعد في هاتفي مكان لاستقبال رسائل جديدة يا سلمى".
في "الآمريكين" قبل ذلك بزمن، تحدثنا عن انتظارات الهاتف الطويلة لأحد لا يأتي، كانت تدخن التبغ، وكنت أدخن صوتها، وعينها الواثقة، التي تحدق فيّ كثيراً وتقول أشياءً لا أفهمها لكني أبتسمْ. نطلب عصير مانجو من الجرسون، وحين يأتي حاملاً طلبنا، نخبره أن اسمنا واحد "سلمى".. قُلتْ: "أَسْمَتْني أمي سلمى لأنها أرادت أن أسلم من كل شيء ".. تبتسم، وتقول لي أن الشاشة الافتراضية رسمتني لديها كسيرة.. صغيرة جداً ومخذولة، وأنا لست كذلك. فأشرح أن الخُذلان لم يخذل اسمي بعدْ، وأن الوقت لا يزيد هشاشة المرء إنما يصلبه، والمسيح في روايتنا سيعيش بعد الصلب.. ويصمد.”
― مائدة واحدة للمحبة
كم مرة التقينا، تعاتبنا، تمازحنا .. وفي أي زمن! لم يبقَ من سلمى، إلا اسمي، ووجه يطل بين حين وآخر، يذكّرني بهذه الابتسامة المتلعثمة على شفتيّ، ساعة كان حكيها حياً جواري. لا سراب لا حلم . جربتُ مرة أن أقول "أحبك جداً" كما كنت أقول "أمي"، لكنها هزأت. تحدثتْ عن أن هذه أحاديث بين الأحبة، وخجلت أن أقول أنّا كنّا نشبه ذلك .. وأن ذلك ليس عيباً، ولا ينبغي أن يكون. ثم كان. أخذت أستعمل الكلمة الفرنسية " Je t'aime" حتى صارحتني ذات يوم .. "لم يعد في هاتفي مكان لاستقبال رسائل جديدة يا سلمى".
في "الآمريكين" قبل ذلك بزمن، تحدثنا عن انتظارات الهاتف الطويلة لأحد لا يأتي، كانت تدخن التبغ، وكنت أدخن صوتها، وعينها الواثقة، التي تحدق فيّ كثيراً وتقول أشياءً لا أفهمها لكني أبتسمْ. نطلب عصير مانجو من الجرسون، وحين يأتي حاملاً طلبنا، نخبره أن اسمنا واحد "سلمى".. قُلتْ: "أَسْمَتْني أمي سلمى لأنها أرادت أن أسلم من كل شيء ".. تبتسم، وتقول لي أن الشاشة الافتراضية رسمتني لديها كسيرة.. صغيرة جداً ومخذولة، وأنا لست كذلك. فأشرح أن الخُذلان لم يخذل اسمي بعدْ، وأن الوقت لا يزيد هشاشة المرء إنما يصلبه، والمسيح في روايتنا سيعيش بعد الصلب.. ويصمد.”
― مائدة واحدة للمحبة
“يحدث أن نتعالى، ألا نُفيق، أن نروح في مكانٍ جديد، آخر .. الآخر ، يتخلَّص كل ذي حملٍ من حمله، يطأ أرضًا جديدة، لا يعود فيها الجزع ممكنًا .. ولا الألم، نرتفع ولايهم، حتى يصبح وجه ملكِ الموتِ صغيرًا، ضئيلاً جدًا، نراه يبتسم ناظرًا للجثث، حصاده بزهو، وهو كفيفٌ لا يفهم أن الموجة الزرقاء العظيمة تحث سيرها إليه، نراها بوضوحٍ من علٍ، نبتسم أيضًا لأن موجتنا رائقة، اجتبتنا، نصرت كل مخذولٍ فينا، وبالأخير سنسعد و"آرينا" تضع رأسها على صدر "نوحنا" وسنقول بصوتٍ أكثر صفاءً من كل ما كان من قبل في البدء كان الضم.”
― مائدة واحدة للمحبة
― مائدة واحدة للمحبة
“قل لي من زرع في عينيك كل هذا الفراغ؟ ومن قال لك أني سأملؤه؟ هذه كذبة عظيمة.”
― مائدة واحدة للمحبة
― مائدة واحدة للمحبة
Is this you? Let us know. If not, help out and invite أريج to Goodreads.






























