المتعة التي افتقدتها لأوقات طويلة
يعتقد بعض الناس أن الفنان إذا أراد الابداع عليه أن ينتظر ساعة يمر فيها بحالة خاصة، والحالة الخاصة سماها بعضهم الجنون، وسماها آخرون لقاء مع الشيطان!!!، وهناك من سماها الغوص في الذات… هذا عن الفنان بصفة عامة، ولكن إذا اعتبرنا رسام الكرتون فنانا فإنه استثناء لما سبق ذكره، إذ هو يتعامل مع القلم والورقة تعامل الحرفي مع أدواته، ومنه فهو مطالب بإنجاز رسومات دون أن ينتظر ساعة الإلهام…
أغلب رسامي الكرتون يتعاملون مع دور نشر أو شركات إنتاج أو مع مؤلفين أفراد، وقليل منهم من يرسم لينشر عمله ذاتيا، وهذا في حد ذاته يسبب ضغطا قد يؤدي إلى أعمال لا تكون في مستوى خيال الرسام… وفي بعض الأحيان تكون تراكمات هذا الضغط سببا في نفوره من الهواية التي أحبها لوقت طويل أو سببا في شبه انقطاع… وهذا ما يحدث معي منذ مدة، إذ أصبحت أجد صعوبة في رسم الأعمال التي بين يدي وأحس بإرهاق شديد، ما جعلني أعتذر عن بعض الأعمال التي كنت سأتولاها… وجدت حنينا بداخلي إلى الرسم من أجل التمتع لا غير، هكذا بكل مجانية… لذلك قررت أن أخصص وقتا يوميا أحمل فيه أوراقي البيضاء وقلمي وألوانا شمعية وأستلقي في مكان هادئ بعيدا عن المكتب، وأغوص في خربشات يدي
حسنا، النتيجة أني أحسست بكثير من الراحة، ووجدت متعة كبيرة في هذا النشاط، وكانت بعض الرسومات جميلة رغم عفويتها، ولك أن تحكم على الرسمة التي أرفقتها مع هذه التدوينة (اضغط على الصورة لتراها بحجم أكبر)، فربما بدت لي جميلة من شدة التمتع الذي افتقدته لأوقات طويلة


