تعقيبات علي “نيرودا”
__________________________________________________________________
تعقيبات على “نيرودا” في كتابه: “التساؤلات” ..
تعقيبات تليق أكثر بملهاتنا الأرضية ..
__________________________________________________________________
هل أنت هو أنت حقًا ؟!
*** هل يمكنك إقناع الثقيل أنه ثقيل ؟!
***
هل تموت العصافير إن هي احتفظت بالسرّ، أم تتحمل مثلنا في صمت ؟!
***
هل تغار الدقائق اللواتي شبّعتهن بالألم من رفيقاتهن اللواتي ملأتهن بالحبور ؟!
***
هل يأتي اليوم الذي تطالبنا فيه الشمس بكل ما أنفقته علينا من ضوء ودفء ؟!
***
أيهما يُصنَع أولًا: الأقفال أم مفاتيحها ؟!
***
كيف تشعر إن أنت انسلخت من أهلك ووطنك واسمك، ثم –بعد سنوات-سمعت من يصيح باسمك القديم ؟!
***
هل يري الحمام –كالبشر-حياته كاملة حين الذبح ؟!
***
هل ترمي الفراشات اللواتي يسبحن بحماس نحو النار قرينتهن المتحفّظة بالهرطقة ؟!
***
هل يتفاخر حجر الياقوت علي حجر الصوان بأنه “كريم” ؟!
***
ما الذي يتبقّى من الفكرة إن أنت نزعت منها صاحبها ؟!
***
هل تنظر الأفكار المتناقضات إلى أنصارهن المتطاحنين ثم ينفجرن ضحكًا ؟!
***
هل ثمَّ احتمال أن يكون الطفل الذي اختنق بحبله السريّ قد فعل هذا عمدًا ؟!
***
هل تبعثر الريح خصلات شعر المرأة لثأرٍ قديم ؟!
***
هل تتصارع الأفكار على تعاريج عقلك كما تتصارع أنت مع خصمك على الماء والكلأ ؟!
***
هل تبصق السنونوات علي البشر من الأعالي حين يجتثون أشجارهن ؟!
***
هل تمتصّ الرضيعة –مع اللبن-بعضًا من عمر الأم وأعصابها ؟!
***
أيهما أقوي: من يطلق الرصاص، أم من يتدرّع بالنرجس ؟!
***
هل تكترث الرصاصة –حقًا-إن كانت قد انطلقت في مهمة من أجل الربّ أم من أجل معدة الطاغية ؟!
***
ما الفرق بين هذا الحيّ الذي يجعجع بملء فِيهِ عن الموت، وذاك العِنِّين الذي يحاضرك بحماس عن هزَّة الجِماع ؟!
***
هل تصمد الفلسفات في غُرَف العناية المركزة ؟!
***
هل يخرج الموتى من قبورهم ليلًا، يجلسون فوق التل، يتأملون أضواء المدينة الصاخبة، يطلقون التنهدات الحارّة، ثم يعودون قُرب الفجر لمضاجعهم الأبدية ؟!
***
ماذا تقول دُمية الرضيعة القتيلة لشظايا القذيفة ؟!
***
هل تستطيع أن تتشبث باللحظة الحاضرة، تحادثها، تقبلها، تعانقها ثم تتبادل معها أرقام الهواتف والعناوين قبل تودعها لاستقبال اللحظة التالية ؟!
***
هل تتفاخر الورقة الفارغة على تلك المُحَبَّرَة بأنها ما زالت بِكرًا ؟!
وهل تجيبها الأخرى بأنها ثيِّب لكنها ليست فارغة العقل مثلها ؟!
***
هل يشعر الدرهم بتغير في قيمته حين ينتقل من حافظة الغني إلي كفّ الفقير ؟!
***
أيهما أثقل: جبل أُحُد أم المُتَعَالِم ؟!
***
هل يرمي عقربُ الثواني عقربَ الساعات بالشيخوخة والخَرَف ؟! أم يرميه الأخير بالخِفَّة والسَّفَه ؟!
***
كيف تستطيع أن تزيح جبلًا بفكرة ؟! هل تستطيع أن تنضح بحرًا بقصيدة ؟!
***
هل يمكن أن تتوب القذيفة حين تلقي عليها السنونوات السلام ؟!
***
كيف تودّع الساق المبتورة صديقتها السليمة ؟!
***
هل كانت جدّاتنا يتعمدن أن يقصصن علينا حكايات غير مكتملة ؟!
***
هل ثمّة طريقة لمعرفة متي ينتهي هذا البؤس ؟! أم أنه لن يفعلها ؟!
***
ما دواء الفضول ؟!
***
هل تحلم الطائرات الورقية بالمحركات ؟!
***
أيهما أسبق: أن تموت أم أن تكف عن المشاكسة ؟!
***
أين تذهب جواربنا المفقودة ومفاتيحنا الضائعة .. وأحلامنا الكبيرة ؟!
***
هل توقفت عن فعل ذاك الشيء لأنه مبتذل، أم أنه مبتذل لأنك توقفت عن فعله ؟!
***
كيف تفرق بين ما زهدتَ فيه وما عجزتَ عنه ؟!
***
هل تتجادل المئذنة والمنارة في علاقة الدين بالدنيا ؟!
***
هل يمكنك أن تتخفَّف ليلًا من أفكارك كما تتخفف من ملابسك ؟!
***
أيهما أكثر إشباعًا: الكتابة أم الجنس ؟!
***
متي تتوقف الأمهات عن انتظار أبنائهن الذين فُقِدوا في الحرب ؟!
***
متي تتوقف المومس عن إحصاء الرجال الذين تناوبوا عليها ؟!
***
متي يتوقف القلب عن نبضه المتشكّك، فيتلبَّس باليقين .. ويسكن ؟!
***
متي تنفض الفكرة يدها من رأسك لتقفز لرأسٍ آخر يعرف قدرها ؟!
***
ما وصف الخيوط التي تمسك العصافير في الهواء فلا تقع ؟!
***
أين تُخَبِّئ سرّك الأعظم ؟!
***
ما وصف البراميل التي تتصادم ونسمع ضجيجها حين يسقط المطر ؟!
***
لماذا لم نظل أطفالًا ؟!
***
لماذا تخليت عن طفولتك وتلبَّست بوقار زائف ؟!
***
فيم تتجادل شعرات رأسك السود مع أخواتهن اللواتي دهمهن البياض ؟!
***
ما الذي تحكيه لله حين تسجد، وقبل أن تنام، وحين تقصم الحياة ظهرك ؟!
***
لماذا تبكي الشموع ؟! لماذا ينوح الناي ؟!
***
هل يسكت الناي إن أعدته للنّبتة التي قُطِع منها ؟!
***
“لماذا تركت الحصان وحيدًا ؟!”
***
أين ذهبت الأسنان المخلوعة التي ألقيناها نحو السماء ؟!
***
هل تستمتع المياه بإغراقنا ؟!
***
ما الذي قاله أمس لأول أمس حين لحق به ؟!
***
هل توجد نساء برائحة التوت البري ؟!
***
هل يحسن المطمورون تحت الأنقاض كتابة القصائد العامودية ؟! هل يكترثون للأوزان والقوافي ؟!
***
لماذا تتذكر الأفيال ؟! لماذا تنسي الأسماك ؟!
***
هل تستطيع أن تمسك بفرشاة وتعيد تلوين عينيك ؟!
***
هل تحقد الشمس على القمر لاختلاسه النور منها ؟!
***
ماذا لو ولدت هناك بدلا من هنا ؟!
***
لماذا يدهمك النوم حين تزهد فيه ؟! لماذا يجافيك حين تفترش الأرض لتنتظره ؟!
***
ما الذي حدث لأحلامنا التي حلمناها في مناماتنا طوال هذه السنين ؟!
***
هل ثمَّ احتمال أن تكون أحلامنا هي الواقع، وأن الواقع هو جاثومنا المتصل ؟!
***
ما الذي يدور في عقل الطيور التي تتقاسم مياه النبع، حين تري البشر يتصارعون عليه ؟!
***
هل يشبع الطغاة من الدم ؟!
***
هل تبكي الأشجار لسقوط أوراقها في الخريف ؟! هل تبتهل لله كي تستعيدها ؟!
***
ما الذي يحدث للعقل حين تدهمه الفكرة ؟!
***
متي ستيأس ؟!
***
لِمَ تتشح شجرات الليمون بحزنِ سرمدي ؟!
***
هل تتسع حقيبة سفرك لوطن كامل ؟!
***
المجرّة، أم حدقتي محبوبتك .. أيهما أوسع ؟!
***
متي ستتوقف عن الهرب ؟!
***
متي يعود الغريب ؟!
***
أيهما يرجح في ميزان الله: حذاء الرضيع القتيل أم دولة الطاغية ؟!
***
متي يسأم الليل فينتقل عن أرضنا ؟!
***
هل تتلاسن ندف الثلج وذرات الغبار ؟!
***
هل تسكر الخمر حين نشربها ؟! هل تسكر الحانات ؟!
***
ما الذي تراه الظِباء في أحلامها القصيرة ؟!
***
لماذا تشاكس الريح أمواج البحر ؟!
***
لماذا لا تثور أيائل الجبل ؟!
***
لماذا تجفل مني العصافير وتلوذ بالفزّاعة رغم أننا متشابهان، كلانا فارغ، كلانا محشو باللاشئ ؟!
***
هل تتألم السماء لاحتوائها الأرض كما تتألم المحارات من اللآلئ ؟!
***
هل تنام الأفكار ؟!
***
ما الفرق بين الثورات والنساء والأفكار ؟!
***
هل النهود كفيلة بإسقاط الديكتاتور ؟!
***
لماذا لا تصلي الذئاب مع الغنم ؟! لِمَ هذه الطائفية ؟!
***
لماذا لا تلتهم كلاب الراعي أغنامه ؟! هل هددها بقتل جرائها ؟!
***
لماذا سلكت هذا الطريق ولم تسلك الآخر ؟!
***
لماذا توقفت عن طرح الأسئلة ؟!
***
أين أضعت حافظتك، وحقيبتك .. وشغفك ؟!
***
لماذا يصوم الفقراء ؟!
***
ما شعور الدجاجات حين تختلس منهن البيض كل يوم ؟!
***
هل تشكو البئر من تطفلات الدِّلاء ؟!
***
متي تدرك السواقي عبثية موقفها ؟!
***
هل ترمي حروف العلّة بقية الحروف بالخمول والدّعة ؟!
***
متي يكف النحل عن الثرثرة والنميمة بين الكائنات ؟!
***
هل تتوقف عقارب الساعة عن الدوران بسبب الإنهاك أم الشيخوخة ؟!
***
من يقتصّ للحمام الذي يموت بالرصاص المتطاير في الحرب ؟!
***
هل تتقزّز الفئران منّا، معشر البشر ؟!
***
متي تتوب عن الانتظار ؟!
***
هل تطلق النار ضحكات شيطانية حين تلتهمنا ؟!
***
أيهما أكثر قابلية للعيش: عالم خالِ من السُذَّج، ملئ بالأوغاد .. أم عالم ملئ بالسُذَّج، خالِ من الأوغاد ؟!
***
كم نجمة ما زالت تضئ في عينيك ؟! كم نجمة انطمس نورها ؟!
***
هل أنت أكبر من أم مساوٍ لمجموع أحزانك ؟!
***
هل تطحنك الحياة أم تطحنها ؟!
***
هل ينسي القتيل وجه قاتله ؟!
***
أين أقاصيص الأطفال التي كنا ننصت إليها ؟! لماذا كبرنا فلم نجد الأميرات والأقزام وقصور الحلوى ؟!
***
هل ستندم في شيخوختك ؟! هل ستتذكر شيئًا كي تندم ؟!
***
كم عمرًا يلزمك لتتعلم ؟! هل تتحمل دروس الحياة الخاصة المكثّفة ؟!
***
هل يملّ حجر القرميد جيرانه الأربعة ؟!
***
كم تسع معدة الطاغية من جماجم الفقراء ؟!
***
هل يشعر الزمن بحركته ؟!
***
متي تملّ الفصول تعاقبَها الرتيب فتدهمنا بترتيب جديد ؟!
***
تريد أن تكون نبيًا دون أن ينقصم ظهرك تحت وطأة الوحي ؟!
***
من علّمك الشك ؟!
***
ما الذي تهمس به ذرات الغبار لأشجار السرو ؟!
***
هل تصرخ الصخور حين تهوي من رأس الجبل ؟!
***
هل تشكو النجوم ضيق السماء ؟! هل يبحثن عن وطن بديل ؟!
***
هل تصاب نبتات القات بسرطان الرئة ؟!
***
لماذا تكره القطط المياه ؟! هل ابتلعت المياه أمهن الأزلية ؟!
***
هل يتسمم الذباب إن وقع على رحيق الأزهار ؟!
***
هل يسخط القرنفل على الجاردينيا لأنها تميّع قضاياها ؟!
***
لماذا تطيل شقائق النعمان عزلتها ؟! ألا تمل ؟!
***
لماذا يلهث دوّار الشمس خلف شمسه ؟! ألا يعرف أنها لعوب لا تفي بعهدها أبدًا ؟!
***
ألا يغار النخيل في بعض الأحايين –رغم وقاره-من زهور التيوليب المتبرّجة ؟!
***
ما الذي تحكيه القنافذ للصبّار ؟!
***
هل تنبت زهور الكاميليا في البقع التي سقط فيها الشهداء ؟!
***
هل يسمع القتيل صوت اختراق الرصاصة لرئتيه ؟!
***
هل يتساءل حينها عن الفرق بين ما هو “حقيقي” وما هو “واقعي” من منظور الفلسفة ؟!
***
وهل يبحث الناجون من تحت الأنقاض عن أيديولوجياتهم أولًا أم عن أطفالهم المطمورين ؟!
***
هل تزيل الكولونيا رائحة الدم من يد الطاغية ؟!
***
ما الذي يراه الطاغية في مناماته ؟! هل يستطيع النوم ؟!
***
هل تستطيع الأذن التي اعتادت أزيز الرصاص أن تنصت ل”فيردي” ؟!
***
هل كتب “فيردي” “قوة القدر” في حِقبة الحوريّات أم في حِقبة الخيول المجنّحة ؟!
***
هل انقرضت الخيول المجنّحة والتنانين والبوم الذي يجيد حديث الفلاسفة ؟!
***
هل تحزن الشياطين حين نعزو إليها –ظلمًا-ما اقترفته أنفسنا ؟!
***
هل تنام الشياطين ؟!
***
أين تبيت التنهدات والزفرات الحارّة والأشواق لياليها ؟!
***
أما زالت طواحين الهواء تعتنق “اللا أدرية” ؟! أم تحررت من الفلسفات والأيديولوجيات ؟!
***
لماذا يضع قوس قزح كل هذه العطور ؟! أليس الوضع مأساويًا ؟!
***
لماذا تهيم أشرعة السفن بالريح، رغم علمها أنها ستقتلها آجلًا أم عاجلًا ؟!
***
هل تغير من نظرتك شيئًا حقيقةُ أنك ولدت من “شهوة” عابرة ؟!
***
أيهما وُلِد أولًا: الكفر أم الحرب ؟!
***
لماذا تغضب البراكين سريعًا ؟! هل الأمر يستحق ؟!
***
ألا تصاب الأعاصير بالدّوار ؟!
***
هل يسكب الرسام بعضًا من روحه على لوحاته ؟!
***
ألا تملّ أشجار السرو البقعةَ التي توطنتها ؟!
***
ألا يلتبس الأمر على قناديل البحر الأمر بسبب تشابهها ؟! هل تعاني من اختلاط الأنساب ؟!
***
كم يلزمنا من التنقيب لنعثر على مسرّة واحدة تحت هذه الأنقاض ؟!
***
لماذا تقطع المدن أرحامها ؟!
***
ما الذي سيتجادل فيه فيلسوف ومومس حبيسان في مِصعد عاطل ؟! أيهما سيبدأ الحديث ؟!
***
هل تعاني النار من اضطهاد رجال الإطفاء ؟!
***
هل تصيب الحقيقة مدّعيها بالانتفاخ ؟!
***
هل يراجع الله من ماتوا جوعًا في عقيدتهم في التجسيم والتنزيه وحديث النزول ؟!
***
كم مِعطفٍ يتوجب عليك خلعه لكي تتعرّي تمامًا ؟!
***
هل تستطيع تحمل الحقيقة عاريةً أم ستُصعَق كما صُعِق موسي ؟!
***
وهل يملك من رأي الحقيقة ترفَ المحبة والكراهية ؟!
***
هل تملك تصورًا محددًا لملابسات موتك ؟! هل يطفح بالشك أم باليقين ؟!
***
كم تبلغ المساحة التي تحتلها فكرة الموت من يومك ؟!
***
“ما الجدوى ؟!”
***
***
أيهما أكثر إغراءً: منحنيات المرأة، أم انحناءة علامة الاستفهام هذه “؟” ؟!
***
؟


