- حنين ارض الجذور
عود على بدء .. لهفة الغربة .. وحنين وانين .. والفكر في الاهل والولد .. من جنوبنا الغالي .. قرية نائية بوادي الشاطئ .. محاضر وكتاتيب .. الى سبها والقسم الداخلي .. ورفقة جيل صابر منافح مكافح .. وانس وأيام لا تنسى .. وعمر انقضى .. طاف ارجاء العالم الاوروبي .. والشرق الاقصى والادنى .. غاب لعقود طويلة .. وتمرس باروقة ارقى الجامعات .. بصمته الابداعية حيثما ذهب .. نقش على جدارن الامكنة .. استاذ جامعي يشتعل ابداعا .. وذات يوم .. وفيما هو متوحدا اخر الليل .. وقد اتم لتوه قراءة كتاب " ارض الجذور " .. جلس ليحتفي .. فنجان قهوة نخب الانجاز .. احس بتواثب ومضة امل .. تتسلق جدران ذهنه بغته .. فكره غائبة لدهر طويل .. طمرت منذ ابد بعيد .. في ثرى ارض الجذور .. قرية تمسان .. تبرق .. قال بزفرة طويلة .. اواأأه .. اواأأأأه .. تمسان محط تمائنا .. النشأة والصبا .. وليالي الانس .. وصحبة الامس .. وسؤال الحال والاحوال .. وحط الرحال .. والى متى ؟ .. اعاد الفكره .. ( وين حطك بوك يلقاك جدك ) .. لا بحر الشرق القديم .. ولا بر الغرب اللئيم .. عود لأرض الجذور .. ارض البهجة والسرور .. وفي اليوم التالي .. حزم امتعته .. ومن مطار لندن .. الى مطار معيتيقه طرابلس .. ابن اخيه ينتظره بلهفة غامرة .. لأول مرة يرى وجه عمه عيانا .. والاسرة والاقارب والاصحاب واهل القرية عامة .. مجتمعون هناك .. ينتظرون .. على احر من الجمر .. والدته ليومين مضت لم تنام .. منذ ان ورد نبأء عوته .. كانت دائما تقول .. ( امنيتي ان تكتحل عيني برؤية خوكم عبوده .. قبل ان اغادر هذه الدنيا الفانية ) .. وها قد تحقق الحلم بعد خمس وعشرون عاما .. الابن حط قدمه على ارض الوطن من جديد .. لحظة طقة الباب .. وبشرى " عبوده وصل " .. من سيبشرها بها .. ومن مطار معيتيقة .. ودون توقف .. على عجل نحو فزان .. وقفة قصيرة لشراء 4 براميل بنزين احتياط .. بعد 8 سعات من السفر .. وصل تمسان .. كان حفلا بهيجا .. للقرية بأسرها .. وليالي سمر اعقبتها .. وحواديث عن بقاع العالم .. جولاته وصولاته .. وحركاته وسكناته .. وتنائي الديار .. وما اليه صار .. ودارت الايام .. وازهرت الاحلام .. ( تزوج بنت عمه على كبر .. ودارسوينه في طرف لبلاد .. وغنيمات يحلبن .. لبن غنم بنكهة الركينه .. ممخوض بالشكوى .. وسمن بلاد .. ودجيجات دحي .. الحال معاد لاول .. الطبق بـ 13 دينار .. وتنور فتات بنت عمه حداه .. يجيه ساخن .. وقشطه فوق راسه .. ومحشته فيده .. وقشطه حزام .. غمر قضب لشلاق المعيز .. وغمر للضان .. والغديان الساع فيهن مبشوم .. والمغرب .. يروح حدا الشيابين .. تكوه في طرف حيط الجامع .. خبر علم .. كيف من تمنى وعطاه الله .. ولدهم غاب .. غاب وما يحسابوا يوم بيروح .. اخرها ربي هداه وروح .. مرحوم والدين .
Published on December 19, 2017 01:10
No comments have been added yet.
عبد القادر الفيتوري's Blog
- عبد القادر الفيتوري's profile
- 11 followers
عبد القادر الفيتوري isn't a Goodreads Author
(yet),
but they
do have a blog,
so here are some recent posts imported from
their feed.

