المعرفة تراكمية ، ومن المهد الى اللحد ، وبين اشراقة صبح يوم جديد من العمر .. وافول نجمه .. نقف لجرد حصيلة ما يمكن ان نكون غنمنا من معارف جديدة .. ليس مهما مصدر المعرفة بقدر الحجج التي ترجح صحتها من عدمه .. ولا ينبغي لنا ان نرفض حقيقة لاعتقادنا بأن قائلها غير مؤهل للنطق بحكمة .. هو ذاك ما حدث .. ايمان تدرس بالصف الثالث الابتدائي .. طلبها مشاركتها في اعداد لوحة فنية تلبية لطلب معلمة الفصل ، ورغبة بالمشاركة في المعرض المدرسي .. وما ان هممت بتوضيح ما يلزم بدأت التدخلات .. وبتساؤل " هل تعلم يا بابا ان افضل طريقة هي كذا .. " .. ومع انني تكفلت بالكثير في انجاز اللوحة ، إلا ان ترديدها لعبارة : " هل تعلم ؟ ..لماذا ؟ لالا ليس هكذا " .. وبما يضمر ثقة بالرأي الارجح الذي غاب عني ادراكه .. جعلني اراجع خطواتي مرة واخرى بحثا عن وفاق .. على كل حال .. اختلفنا كثيرا حول الالوان المناسبة .. والمخطط العام للوحة .. وانتهى التوافق على لوحة .. باقة ورد .
     كان هذا منذ عهد مضى .. ايمان الان تدرس بالصف الثاني الاعدادي .. هذه الايام امتحانات النصفي لطلبة الاعدادي والثانوي .. وإعلان حالة طوارئ بالمنازل .. .. هي اصغرهم سنا .. شقيقها الاقرب الى النفس والاقرب سنا .. محمد بالصف الثاني ثانوي .. كلاهما يفترش الكتب والكراسات .. تشتكي اليه نزقها من القراءة .. وأنها قد لا توفق في امتحان مادة الغد .. يغالبها النعاس .. والمنهج طويل .. انصت لرده : لو كنت انا مثلك ( كر البطانية وارقد ) .. وساعة الامتحان غدا الصباح اكتبي في كراسة الاجابة كلمة واحدة فقط : ( اذا طاوعك قلبك .. لا تمنحيني درجة نجاح ) .. السر .. الام هي مدرسة المادة .. فهل سيطاوعها قلبها .. انا ايضا اظن لا .. رغم تصلب الام ووعيدها