عادل الدوسري: كل الأشياء - جحيم الشيء والمعنى
تستمر الكاتبة الكويتية بثينة العيسى في روايتها "كلُّ الأَشياء" الصادرة حديثاً عن الدار العربية للعلوم "ناشرون"، في الكتابة بلهجتها الساخطة الحدية التي تسيطر على أسلوبها الروائي غالباً، حتى يتسرب لقرائها حالات من التذمر الوجودي، بفلسفة فكرية تحاول تفكيك العلاقات المتشابكة والشائكة بين الكائنات والمكونات الكونية، وإعادة كل شيء لأصله، برغبة في إطفاء الواقع حتى لا تعود للأشياء حدة جارحة.
وفي هذه الرواية تحديداً يبدو الصراع قائماً بين الشيء واسمه حول الجدوى، بصبغة سياسية تتجلى في الصياغة والأحداث، مما يجعلها تنحرف من الإطار الفلسفي الماثل في فكرة الرواية إلى الفلسفة السياسية بنظرياتها وتراكماتها التي تثقل الذاكرة العربية، حيث تحضر هذه الفكرة في ذهنية القارئ منذ الصفحة الأولى التي يعود فيها (جاسم العظيمي) إلى وطنه بعد غياب قدره أربع سنوات في لندن!
ويمكن القول: إنها محاولة متأخرة للاكتشاف واسترداد الذات المفقودة في هزائم زمنية، أسقطت الكثير من الشعارات المزيفة، من خلال تساؤلات تطرحها عن جدوى النضال ومواجهة العالم كمنظومة، فتصل أحد (الشخصيات) المحورية إلى قناعة بأن الكاتب الذي يزعج السلطة يتحول إلى موعظة، وتتحول أفعاله إلى مبررات شرعية للخصم الذي يكبر أكثر فأكثر، بينما يعود الكاتب إلى طفل من أطفال السياسة، بعد انكسار حاد، وتجربة مؤثرة في السجن الذي صنع له تصورات جديدة، وصياغات أخرى للمبادئ الراسخة.
وتظهر في جوانب مختلفة من الرواية بعض المحاكمات التجريدية للأشياء، والتي تثير زوبعة ذهنية لدى القارئ حول ما يمثل أمامه من قناعات أصلها الثابت منسوخ، وفرعها ينمو في الأثر والعلاقات التي نكونها مع كل شيء أمامنا. بالأخص حين تهتز القناعة ويعرف الإنسان الشكل الذي ستسير عليه حياته التي تم تجريدها من المعاني التي لا ندري أهي التي تختارنا أم نحن الذين نختارها ونرسخها؟!
وأخيراً تنهض الفكرة الكبرى في هيئة نتيجة تختار بثينة أن تضعها في خلفية غلاف الكتاب، فيما يشبه جملة الختام:"لا يوجد أبطال، وكلنا تروس".
http://www.alriyadh.com/1654492
وفي هذه الرواية تحديداً يبدو الصراع قائماً بين الشيء واسمه حول الجدوى، بصبغة سياسية تتجلى في الصياغة والأحداث، مما يجعلها تنحرف من الإطار الفلسفي الماثل في فكرة الرواية إلى الفلسفة السياسية بنظرياتها وتراكماتها التي تثقل الذاكرة العربية، حيث تحضر هذه الفكرة في ذهنية القارئ منذ الصفحة الأولى التي يعود فيها (جاسم العظيمي) إلى وطنه بعد غياب قدره أربع سنوات في لندن!
ويمكن القول: إنها محاولة متأخرة للاكتشاف واسترداد الذات المفقودة في هزائم زمنية، أسقطت الكثير من الشعارات المزيفة، من خلال تساؤلات تطرحها عن جدوى النضال ومواجهة العالم كمنظومة، فتصل أحد (الشخصيات) المحورية إلى قناعة بأن الكاتب الذي يزعج السلطة يتحول إلى موعظة، وتتحول أفعاله إلى مبررات شرعية للخصم الذي يكبر أكثر فأكثر، بينما يعود الكاتب إلى طفل من أطفال السياسة، بعد انكسار حاد، وتجربة مؤثرة في السجن الذي صنع له تصورات جديدة، وصياغات أخرى للمبادئ الراسخة.
وتظهر في جوانب مختلفة من الرواية بعض المحاكمات التجريدية للأشياء، والتي تثير زوبعة ذهنية لدى القارئ حول ما يمثل أمامه من قناعات أصلها الثابت منسوخ، وفرعها ينمو في الأثر والعلاقات التي نكونها مع كل شيء أمامنا. بالأخص حين تهتز القناعة ويعرف الإنسان الشكل الذي ستسير عليه حياته التي تم تجريدها من المعاني التي لا ندري أهي التي تختارنا أم نحن الذين نختارها ونرسخها؟!
وأخيراً تنهض الفكرة الكبرى في هيئة نتيجة تختار بثينة أن تضعها في خلفية غلاف الكتاب، فيما يشبه جملة الختام:"لا يوجد أبطال، وكلنا تروس".
http://www.alriyadh.com/1654492
Published on January 14, 2018 23:11
•
Tags:
كل-الأشياء
No comments have been added yet.