في غمرة الشعر ألق اللوح والقلما
وغنّ صوتك شاق النور والظُّلما
في غمرة الشعر كن طوفان أسئلة
كن حائر الأمس كن غيبا وكن حلما
لا تبعث الشمس من قبرٍ تُنازعُه
يا فالق الصبح حسب الليل ما كتما
سترقُبُ الغيبَ والأستارُ مسدلةٌ
وتسأل الطيرَ أن تشدو بها نغما
وتحفر الأرضَ كي تبدي خوافيها
كحافر القبر أيَّان القضاءُ رمى
ستنقُشُ الصحْفَ آياتٍ وقد نسخت
وتقرأ السِّفر من دمع الذي رَقَما
كشارب الكأس صحواً وهي مترعةٌ
غولَ الجحيم وتيهَ البيد والسقما
معربدٌ أنت معبودٌ كآلهةٍ
تخشى إذا خَلقت عبَّادها العدما
أسطورةٌ أنت من وحي السماء على
برديّة نسيت في بئرها قدما
ونغمةٌ أنت من نوح الكمان فلا
ينالُ عازفُها من نوحها ألما
إن يكتب القدر الأعمى شرائعه
في معبد الغيب تُتلى آيه حكما
في معبد الغيب رهبان العمى سجدوا
فاسجد إذا شئت في محرابه أمَما
طرْ رهن أجنحةٍ ناءت بمثقِلِها
وعاند الريح مسراها ولو حكما
كن كالهلاك تعالى عَفْرُ جبهته
وكن إذا شئت نارَ الله والحمما
يا كاتب اللوح حسبي صفحةٌ طُويت
قد اكتفيتُ .. فألق اللوح والقلما
هيثم ١٩/٢/٢٠١٦