موضوع مقترح لبحث دكتوراه: التفسـير الإشاري في عصرنا. الأستاذ علي الصوفي نموذجا
موضوع مقترح لبحث دكتوراه: التفســـــــــير الإشـــــــــــاري في عصــــــــــرنا
الأستاذ علي الصوفي نموذجا.أو:
التفــــــــسير الإشاري عند الســــيد علي الصوفي
جمع ودراسة
ينتمي الموضوع إلى مجال التفسير الإشاري للقرآن الكريم.
ولعل أكثر القراء يظنون أن هذا اللون من التفسير من الماضي، وغفلوا عن حقيقة أن فضل الله الجواد الكريم واسع لا أول له ولا نهاية، ولا يتقيّد فيضه وعطاؤه بزمان ولا مكان. لذلك أقول لهم: إن التفسير الإشاري مستمر إلى اليوم. ولو سألوني مثلا لذكرتُ لهم: الأستاذ علي الصوفي.
ولو قرأ القارئ بعض كتب الشيخ محمد المختار السوسي، أحد زعماء الحركة الوطنية الحديثة بالمغرب، كمنية المتطلعين مثلا، (حتى لا أقترح كتبا قديمة)، سيجد أمثلة لأشخاص رزقهم الله علما لَدُنيّا من عنده. أعني هذه ظاهرة موجودة، ربما أنكرها من جهلها، لكن هذا لا يغيّر من الواقع شيئا، إذ الناس أعداءُ ما جهلوا كما يقول المثل العربي.
والحقَّ أقول: لا أعلم أحدا في عصرنا هذا كتب شيئا في التفسير الإشاري يعلو على ما وهبَه الوهّاب للسيد علي الصوفي. لا أعرف أحدا مثله في فهمه الباطني العميق للقرآن الكريم. بل لا أبالغ إذا قلتُ: إن تفسير السيد علي يعلو كثيرا على عديدٍ من تفاسيرنا الإشارية القديمة التي يُحتفل بها اليوم في الأوساط العلمية.
الأستاذ علي -بلا منازع- درّة هذا الزمان في علوم التفسير الإشاري للقرآن الكريم.. وفي علوم أخرى أيضا.
ويحتاج إنجاز هذا البحث إلى طالب له ذوق في التصوف، أو على الأقل مستعدّ لذلك، مع قدم راسخة في علوم الشرع.
وتكون خطة البحث على هذا الشكل:
مقدمة.
البـــــــــــــــــــــــــاب الأول: دراسة عن الرجل والمفهوم.
الفصـــــــــل الأول: عن التفسير الإشاري. توجد دراسات كثيرة في هذا المجال، لكن الباحث عليه أن يلخّص هذه الدراسات وأن يركز على أصول هذا التفسير وقواعده، وأن يمحّص بعض الشروط المذكورة في كتب أصول التفسير التي هي تقييد لما لا يقبل التقييد، وهي تضييق لرحمة الله الواسعة، وهي من باب مَن لا يعلم يريد أن يحكم على من يعلم. فبعضهم شرط 9 شروط للتفسير الإشاري زاعما أنه يريد ضبطه.. والصحيح الاكتفاء بالشرطين الذين ذكرهما الشاطبي وغيره.
الفصــــــــل الثاني: السيد علي الصوفي: نشأته وحياته وأعماله.
انظر مقالي في التعريف بالسيد علي الصوفي: https://ilyassbelga.blogspot.com/2015/06/blog-post.html
الفصــــــــل الثالث: دراسة واسعة لخصائص التفسير عند الأستاذ علي.فمن ذلك اتساقه التام مع الشريعة وأصول التفسير وقواعد العقائد عندنا معشر أهل السنة. ومن ذلك العمق، إذ إن تفسيره يأسر القارئ ويبهره ويكشف له عن بعض كنوز القرآن. ومن ذلك الترابط، حيث يجمع صاحبنا الآيات والأحاديث بعضها مع بعض على وجه متناسق ومنطقي وعجيب. ومن ذلك أنه تفسير يدلّ على الله ويرفع الهمّة لطلبه. ومن ذلك أنه يكشف للقارئ عن بحار المعاني التي بباطن الآيات. ومن ذلك التجدّد المستمر، فإذا فسّر آية فعلى وجه، ثم قد يفسرها بعد زمان بعلم آخر وذوق آخر.. وهكذا إلى ما لا يتناهى.. الخ.
البــــــــــاب الثـــــــــــــــــــاني: جمع ما توافر من تفسير السيد عليّ.
فمن ذلك تفسيره لجزء من قصة أهل الكهف، ولقصة موسى عليه السلام مع الخضر.. وتفسير لبعض آيات من سورة يوسف. وسورة القدر. وبدايات البقرة.. وعشرات من الآيات.. كل ذلك يشكل مجلدا كبيرا، بل أكثر.
وهذا في إطار مشروع للتفسير أطلق عليه صاحبُنا: تاج الملوك في تفسير القرآن لأهل السلوك.
ويتمّ خدمة هذا التفسير بما هو معروف في تقاليدنا الأكاديمية من ضبط النص وتخريج الآيات والأحاديث وترجمة الأعلام والتعليق الخفيف على بعض المصطلحات أو المسائل العلمية..الخ.
هذا كله مع العلم أن ما كتبه الأستاذ في التفسير هو قطرة ممّا في صدره من علوم التفسير والقرآن والدين.. وأنه صرّح مرارا بأنه لم يفسّر شيئا بعد.. لتعلم عظمة الله سبحانه، وعظمة علمه المحيط بكل شيء، كما قال تعالى: (قُل لَّوْ كَانَ ٱلْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَٰتِ رَبِّى لَنَفِدَ ٱلْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَٰتُ رَبِّى وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِۦ مَدَدًا)، وقال جل شأنه: (وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ.)
لا يجب أن تكون المعاصرة حجابا، ولا مانعا من البحث. وجامعاتنا، كجامعات العالم، معتادة على تخصيص أطاريح دكتوراه لشخصيات علمية وفكرية معاصرة أو رحلتْ عن قريب.
أما أن الشخص معروف أو غير معروف، فهذا لا وزن له في ميزان البحث العلمي الموضوعي، فالعبرة بالكلام وليس بالقائل. وأذكر حين كنتُ أعدّ رسالة الدكتوراه تحت إشراف أستاذنا الفقيه المقاصدي النبيل د.أحمد الريسوني، فوقعتُ على مخطوط فيه كلام مهم وجميل، لكنه لمجهول، فسألتُ أستاذي هل يمكن لي اعتماده، فتفكّر قليلا ثم أجابني: نعم، إذا كان كلامه كلام العلماء.
أخيرا يمكنني أن أساعد بما أستطيع أيّ طالب باحث يتقدّم لهذا الموضوع، بما في ذلك الإشراف الأكاديمي، مع أنه للأسف لا تتوافر دكتوراه إسلاميات بجامعتي. لكن توجد بجامعات أخرى.. لذلك لا أعرض هنا فرصة تسجيل إداري للدكتوراه، بل فقط أقترح موضوعا.
التفسير علم مهجور إلى حدّ كبير، وتوجد ندرة اليوم في المفسرين في العالم على العموم، بما في ذلك جامعات المغرب التي تعرف خصاصا مهولا في المتخصصين في تفسير الكتاب العزيز وعلومه.
والخلاصة أن هذا موضوع مَن اختاره وأخلص في بحثه سينفع علم التفسير اليوم نفعا عظيما ويفتح له آفاقا واسعة وجديدة.. هذا على المستوى العام. أما على المستوى الشخصي قد يعجب إذا قلتُ له: إنه أيضا سيجد بركة ذلك في دينه ودنياه بحول الله الوهاب الكريم.
Published on March 27, 2018 15:30
No comments have been added yet.
إلياس بلكا's Blog
- إلياس بلكا's profile
- 50 followers
إلياس بلكا isn't a Goodreads Author
(yet),
but they
do have a blog,
so here are some recent posts imported from
their feed.

