أنتِ ابنة الحرب، حرب من الداخل، حرب من الخارج، حرب لأنك امرأة، وحرب لأنك أنت، دون تنازلات. أنا آسفة لأنك تضطرين خوض ذلك، كنت أتمنى لو جئت إلى عالم أفضل، عالم لا يضطر الشخص فيه لخوض الحرب كي يكون نفسه، وعالم يكفينا فيه أن نجلس على كنبة وثيرة محاطين بمجموعة من القطط، على مائدة واحدة، مع كل الذين رحلوا في الحرب، وما رحل منّا.لكننا هنا، نمسك بيد بعضنا البعض، نراقب العالم يصاب بالجنون، وأنظر إليك، أجمل ابنة حرب في العالم، وأكثرهن بحثًا عن السلام، السلام الذي لا نتنازل فيه عن شعرة منّا، السلام الذي يشبهنا، دون أن ينقص قراط واحد من سعادتنا، وأقف هنا، قوتك حين تضعفين، وأمنك حين تخافين، لأن نساء الحروب حين يقعن في الحب يعطين قلوبهن، ويقفن، كشجرة ضخمة، لأجل كل العصافير الخائفة، الهاربة، المهاجرة، الوحيدة، والمختلفة.لقد هاجرت بحثًا عن الحرب، حرب أن نكون نحن، أنا، وأنت، والشجرة الكبيرة لكل الفتيات اللاتي يشبهننا، اللاتي يخضن الحرب كل يوم، كي ينظرن إلى المرآة صباحًا، يضعن أحمر الشفاه المفضل، يطرقن باب الخوف، ويضعن قوت يومهن داخل حقيبة السفر، نحن لا زلنا نحن، على مائدة واحدة، مع كل ما دافعنا عنه، في عالم يركض نحو حتفه.
Published on November 12, 2018 18:44