ككل الجياد أنت

اكتمْ صوتَ جُرحِك النازفِ فيك ،
فماعادَ لديكَ مَن يبكي معك .
.........................................
ولملم قطرات دمك المسفوك ،
فما عاد عندك حتى مَن يسمعك .
.........................................
لم يبق حولك إلا العصافير،
التي تراك ملجأً ،
من الحزنِ والوجعِ ،
فلاتفجعها فيك ،
ياجبلُ ،
إن أبصرتْ دمعَك ،
أو أدركتْ ما يوجعك .
.........................................
فلكلٍ مهمةٌ ،
ومهمةُ الجبال الرواسيَ أن تجود ،
كلَ يومٍ ،
ببعضها ،
ليبتني الفقراء ،
من فلذات أكبادها ،
بيوتًا فما ،
أوجعها ،
وما أوجعك .
.........................................
وهكذا النهر ،
والبحر ،
والشمس ،
والقمر ،
وكلُ جوادٍ ،
يجودُ ببعضه ،
فآلامُ الجوادين لهم ،
و ما يجودون به حق للآخرين ،
فما أعجبك .
.........................................
فاسكتْ ،
فما الكلام إلا ظلال للمشاعر ،
مالها من الحقيقة نسبةٌ ،
تبدو وكأنها صديق ،
يمشي معك ،
أو يتبعك ،
ولكنها أبدًا لا تنفعك .
.........................................
فأنت ،
ككلِ الجياد ،
لاحق لك عندهم ،
و إن أجاعوك ،
وعطشَّوك ،
وأنهكوك ،
وربما ذبحوك ،
و أكلوك ،
وشربوا دمك ،
فما أعظمك .
.........................................
وما أرأفهم إن قتلوك ،
إن يومًا ضَعُفتَ ،
وما أجملهم إن دفنوك ،
ويالإنسانيتهم ،
لو كتب فيك بعضهم رثاءً :
ما ابخلك ،
وما أضيعك !!!
.........................................
نص من مجموعتي الجديدة ( تجليات ما بين التسبيح والسجود ) ، محمد جاد هزاع ، تحياتي
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on June 14, 2021 01:55 Tags: تجليات-ما-بين-التسبيح-والسجود
No comments have been added yet.