الفرق بيننا
ما أفجع أن تكتشف ،
أيها النَسرُالمحلقٌ في الفضاء ،
أنك تنزَّلت من عليائك ،
وبقيتَ عدةَ قرونٍ عجافٍ ،
تحوم حول الأرض ،
تنقر صخرة وراء صخرة ،
لتفتح في جدار الزنزانة ثغرة .
..........................................
عسى أن يرى النورَ توأمُك ،
المعتقل ،
منذ الميلاد ،
بين القضبان ،
فلا يعرف ما الأجنحة ،
وما الطيران ،
ولا يعرف أن وراء القفص الذهبي ،
سبعَ سماوات ،
وكونًا فسيحًا ،
ومجرة .
..........................................
وما أبشع يا أيها المدمنُ للتحليقِ ،
في الآفاق ،
أن يكتشفَ توأمُ روحِك ،
المسجون ،
منذ آلاف السنين ،
أن له أجنحةً ،
وأنه مخلوقٌ علويٌ سماويٌ ،
فيطيرُ ،
بك معك ،
ألف مرةٍ ،
ومرة .
..........................................
ولكنه ،
ويا للحسرة ،
مختارًا ،
لأولِ مرةٍ ،
بعدما علمته ،
برحيق عمرك ،
أن يختارَ ،
قد اختار ،
فجأةً ،
أن يهجرك ،
وأن يعود للسجن ،
وكأن عِرقًا ،
سُفليًا ،
فيه لا يصدق أن الحرية مفخرة .
..........................................
ولا يثق أن تكسير قيود الليل ،
والخروج إلى النهار ،
هو الحياة ،
كأن العادة باتت لديه أصلًا ،
والطبيعة استثناءً ،
والموت في حقه متنًا ،
والبعث هامشًا ،
لا يستحق المجاهدة ،
والمغامرة .
..........................................
لا بأس أيها المفارق ،
فالفرق بيني وبينك ،
أنك ،
وقد تعلمت ،
على يديَّ ،
الأختيار ،
( أنك تختار لك ،
وأني أختار لنا ) ،
ولربما قد نسيت ،
أن اعلمك أن الوفاء شرطُ الفناء ،
والفناء مخاطرة .
..........................................
الفرق بيننا ،
يا أيها الآبق ،
كالفرق بين عبادة الأصنام ،
وأكبرها الـ ( أنا ) ،
وعبادة الله ،
وسرها ( نحنُ ) ،
ولا عذر لك بالجهل ،
فقد علمت الفرق ،
فأنت وربُك ،
وموعدنا الآخرة .
..........................................
نص من مجموعتي الجديدة ( تجليات ما بين التسبيح والسجود ) ، محمد جاد هزاع ، تحياتي .
أيها النَسرُالمحلقٌ في الفضاء ،
أنك تنزَّلت من عليائك ،
وبقيتَ عدةَ قرونٍ عجافٍ ،
تحوم حول الأرض ،
تنقر صخرة وراء صخرة ،
لتفتح في جدار الزنزانة ثغرة .
..........................................
عسى أن يرى النورَ توأمُك ،
المعتقل ،
منذ الميلاد ،
بين القضبان ،
فلا يعرف ما الأجنحة ،
وما الطيران ،
ولا يعرف أن وراء القفص الذهبي ،
سبعَ سماوات ،
وكونًا فسيحًا ،
ومجرة .
..........................................
وما أبشع يا أيها المدمنُ للتحليقِ ،
في الآفاق ،
أن يكتشفَ توأمُ روحِك ،
المسجون ،
منذ آلاف السنين ،
أن له أجنحةً ،
وأنه مخلوقٌ علويٌ سماويٌ ،
فيطيرُ ،
بك معك ،
ألف مرةٍ ،
ومرة .
..........................................
ولكنه ،
ويا للحسرة ،
مختارًا ،
لأولِ مرةٍ ،
بعدما علمته ،
برحيق عمرك ،
أن يختارَ ،
قد اختار ،
فجأةً ،
أن يهجرك ،
وأن يعود للسجن ،
وكأن عِرقًا ،
سُفليًا ،
فيه لا يصدق أن الحرية مفخرة .
..........................................
ولا يثق أن تكسير قيود الليل ،
والخروج إلى النهار ،
هو الحياة ،
كأن العادة باتت لديه أصلًا ،
والطبيعة استثناءً ،
والموت في حقه متنًا ،
والبعث هامشًا ،
لا يستحق المجاهدة ،
والمغامرة .
..........................................
لا بأس أيها المفارق ،
فالفرق بيني وبينك ،
أنك ،
وقد تعلمت ،
على يديَّ ،
الأختيار ،
( أنك تختار لك ،
وأني أختار لنا ) ،
ولربما قد نسيت ،
أن اعلمك أن الوفاء شرطُ الفناء ،
والفناء مخاطرة .
..........................................
الفرق بيننا ،
يا أيها الآبق ،
كالفرق بين عبادة الأصنام ،
وأكبرها الـ ( أنا ) ،
وعبادة الله ،
وسرها ( نحنُ ) ،
ولا عذر لك بالجهل ،
فقد علمت الفرق ،
فأنت وربُك ،
وموعدنا الآخرة .
..........................................
نص من مجموعتي الجديدة ( تجليات ما بين التسبيح والسجود ) ، محمد جاد هزاع ، تحياتي .
Published on June 15, 2021 02:13
•
Tags:
تجليات-ما-بين-التسبيح-والسجود
No comments have been added yet.


