عنها أتكلم دائمًا!
"صفها لي"
"وما لك بها؟"
"أريد أن أعرفها!"
"أنت تعرفها!"
"أريد أن أراها!"
"لقد جعلتك تراها من قبل!"
"أريد أن أراها رأي عينك، وأن تصفها لي كيفما يصفها لك عقلك؟"
"هي رقيقة كالقمر!"
"أتمازحني؟"
"ماذا حل بك يا هذا أجننت؟"
"رقيقة كالقمر؟! تعبير ساذج لا أعرف كيف بدر إلى ذهنك، أتعرف للقمر رقة؟""ماذا تريدني أن أقول لك؟ أيصف عاقل حبيبته؟""نعم، ولما لا، فالمعشوق يجب أن يكون دائم الحضور في خلد عاشقه""أحسنت، الحب ما وقر في القلب، ما لي أنا لأبديه؟!""كفى لغطًا، وصفها لي!""لا تعقب على وصفي إذن!""حسنًا!""إنها رقيقة كالقمر، عفيّة كالشمس. نعم للقمر رقة يدركها العاقل، فالقمر يدعى قمرًا لأنه معتم لا يرجى منه ضوء، والشمس عفية شديدة لا ينتظر منها اللبيب رقة ولا دلال، فهي كالشمس في عافيتها فلها قوة وسطوة تدركهما ولا تخطئهما عيناك، تنعكس في وقت الحاجة على رقتها وعفويتها فتظهر بدرًا يتغزل فيه كل من له قلب محب وعين عاشقة"."لم أعرفها بعد، هذا كلام قاله قبلك كل الهُيّام بل كانوا أقل ركاكة وأكثر رشاقة"."أنا لا أهتم بهم، ولا بك!""كيف وقعت في حبها؟""الآن أنت من تمازحني!""أجب يا ابن الناس!""أتحلم أن تصبح مذيعًا شاعريًا، صارحني؟""ما العيب من السؤال؟""لا عيب منه، هو فقط عاطفي زيادة عن ما قد تتطلبه العادة أن تصبح رجلًا، من فضلك، اسأل اسئلة أكثر ذكورية، ابصق أسفل قدمك، سب هذا اللعين، حل عني!""سأحل عنك، إن أجبتني!""ماذا تريد؟""ما الذي ستخسره إن خلعت رداء تجهمك الذكوري هذا، وأخرجت ما في قلبك كما هو؟""لن أخسر شيئًا، الأمر في غاية الغرابة ليس إلا! ماذا تريد أن تعرف؟""أنت تراها كالقمر والشمس في رقته وعافيتها، أدركت ذلك، ولكن أعذرني ما الذي يفرقها عن بقيتهن، فالنساء رقيقات كالقمر وعفيات كالشمس متي تطلب الأمر، ماذا بها عن غيرها؟""لا أعلم، لا يعرف المحب لماذا أحب، ولا يعدد العاشق ما يجذبه لمعشوقته، فلا يشترط عشقه بما فيها من فضائل ليتركها وينظر غيرها متى غلبت على طبائعها القبائح، الحب شيء فطري لا تكاد تدرك بداياته بل تجد نفسك في أوجه وعنفوانه، دقة قلب واحدة كفيلة أن تغير جريان الدم بعروقك، شعوره ولذته، تنام وحيدًا تصحو وقلبك يرنو لمعشوقة لا يرى غيرها، أحببتها متكلمة وأحببتها صامتة رانية، وبعكس البشر لعينها صوت ولغة، لها ضجيج كنفير الجيوش وسكون كهدوء جدول ماء لا يكدره ريح تطفو على سطحه أوراق الشجر، ولها همس كروان محلق غير ظاهر في الأفق يتردد تغريده بين الوديان، هي كالشمس في عافيتها والقمر في رقته، تقلب الحب والخير بين كفيها، يعكس قلبها النور وتشيع ضحكتها المودة، وأعلم أيضًا أن كل العشاق يقولون الوصف نفسه عن حبيباتهم ولكنها الحقيقة، فيرى المحب جمال حبيبه جمالًا مهما قبح، فقبيحه جميل عندي وجميله قبيح عند غيره، أنا أحبها، أعرف ذلك يقينًا، هي رضا الله عني، أنا بعيد جدًا، بُعد الفاسقين عن جنان الخلد، ولكنه الله يقول لي هي منفذك للقرب، اقترب بها مرة أخرى، هي وجه الحياة لما ابتسم لي من جديد"."أراك تكلمت!""عنها أتكلم دائمًا".
Published on September 29, 2021 07:04
No comments have been added yet.
جرامافون - مصطفى عادل شبراوي
جرامافون كانت ومازالت مدونتي المقربة وبدايتي و نهايتي، و ملجأي و ملاذي الذي لا غنى لي عنه مهما تبدلت الظروف وتحول الزمان.
وهنا نكتب بيتًا من قصيدتها..
قلم على مقصلة..
وكتاب محكوم عليه بالقتل رميًا بالرص جرامافون كانت ومازالت مدونتي المقربة وبدايتي و نهايتي، و ملجأي و ملاذي الذي لا غنى لي عنه مهما تبدلت الظروف وتحول الزمان.
وهنا نكتب بيتًا من قصيدتها..
قلم على مقصلة..
وكتاب محكوم عليه بالقتل رميًا بالرصاص..
وجرامافون يلعب موسيقى المقاومة والشيخ إمام.. ...more
وهنا نكتب بيتًا من قصيدتها..
قلم على مقصلة..
وكتاب محكوم عليه بالقتل رميًا بالرص جرامافون كانت ومازالت مدونتي المقربة وبدايتي و نهايتي، و ملجأي و ملاذي الذي لا غنى لي عنه مهما تبدلت الظروف وتحول الزمان.
وهنا نكتب بيتًا من قصيدتها..
قلم على مقصلة..
وكتاب محكوم عليه بالقتل رميًا بالرصاص..
وجرامافون يلعب موسيقى المقاومة والشيخ إمام.. ...more
- مصطفى عادل شبراوي's profile
- 22 followers

