خطت عيناه أفقاً عشوائيا يتسارع فيه البشر بين أروقة المستشفيات لإنقاذ ما تبقى من عرقهم المُقبل على الزوال، يزين أطراف رؤياه، ساحات فضاء بأعمدة من الدخان مشيدة كأبراج كنائس القيامه، بها ألوان من درجات الأسود والرمادي وجثث بلا أجساد، وأكوام من الرماد منثور على بتلات محروقه، إلى أن ينتهي أمام عينين تستقران على جبل يائس يناطح موجا أغرق كل أوتاد الأرض. منتظراً موتاً له لون الشفق قادم من سماوات فوق سماوات، يقترب ببطء فوق حواجز الصوت، فتزداد كآبته إتساعاً ويزداد محيط الحياة ضيقا، فيزيل نصف وجه الأرض ويترك نصفها الآخر شريداً مبتوراً بلا مدار!
Published on May 17, 2025 06:53