في ذكرى ميلاد رجل الحلم والاغنية : جمال عبد الناصر



" تتجمعالكلماتحولاسمسرىكالنبضفىشريانهم عشرينعاماً كانالملاذلهممنالليلالبهيم وكانتعويذالسقيم وكانحلممضاجعالمرضىوأغنيةالمسافر فىالظلام وكانمفتاحالمدينةللفقير،يذودهحرسالمدينة عنحماها وكانموسمنيلها، يأتىفينثرألفخيطمنخيوطالخصبتورقفىرباها وكانمنيحلوبذكرفعالهفىكلليلة للمرهقينالنائمينبنصفثوب،نصفبطن سمرالمودةوالتغنىوالتمنىوالكلام .. "إن العلم هو السلاح الحقيقى للإرادة الثورية. والعلم وحده هو الذى يجعل التجربة والخطأ فى العمل الوطنى تقدماً مأمون العواقب، وبدون العلم فإن التجربة والخطأ تصبح نزعات اعتباطية قد تصيب مرة، لكنها تخطئ عشرات المرات. و المشاكل الاقتصادية والاجتماعية الكبرى التى يتصدى شعبنا اليوم لمواجهتها لابد لها من حلول علمية، على أن مراكز البحث العلمى مطالبة فى هذه المرحلة من النضال أن تطور نفسها بحيث يكون العلم للمجتمع، إن العلم للعلم فى حد ذاته مسئولية لا تستطيع طاقتنا الوطنية فى هذه المرحلة أن تتحمل أعباءها؛ لذلك فإن العلم للمجتمع يجب أن يكون شعار الثورة الثقافية فى هذه المرحلة، على أن بلوغ النضال الوطنى لأهدافه سوف يسمح لنا فى مرحلة متقدمة من تطورنا بأن نساهم إيجابياً مع العالم فى العلم للعلم. ان الحديث عن رؤيا عبد الناصر لمعركة النضال الوطني او عن تلك الخطوات التي خطاها بقوة نحو تحقيق تلك الرؤيا قد يطول ، الا انه استقراء لابد منه لتاريخ نحن احوج مانكون اليوم الى الاستعانة به .. والارتكاز عليه للقفز نحو مستقبلنا كما نحلم به ..قد تكون السنوات التي تفصلنا عن تلك الرؤيا قد غيرت الكثير فينا وفي ظروف المجتمع المحلى والدولي ، وقد تكون تجربة الثائر جمال عبد الناصر تعرضت بعد رحيله لكثير من العقبات والتشوهات التي جعلت من الصعب على الكثيرين التكهن بمدى قدرتها على تحقيق ما وعدت به ملايين المصريين .. الا ان التأمل في الفكر العملى الذي خطط للوفاء بهذا الوعد قادر على ان يختصر  لتجربتنا الثورية المعاصرة  الكثير من متاهات التجربة والخطأ  . فما وضعه عبد الناصر من ركائز لانطلاقة صحوة مصر الكبرى كان ولا يزال حجر الزاوية ومفتاح حل لغز كيف نحقق التغيير الذي نصبو اليه ..اي من تلك الركائز سواء الاعتماد على العلم والتخطيط في رسم مشوار نهضة الوطن ، او الدعوة للتوحد ونبذ الخلافات ولم شمل جموع الشعب المصري والعربي حول هدف لا يتحقق الا بقهر الفردية والانانية  وتغليب المصلحة العامة واهداف الامة العليا على المصالح الشخصية ، ووصولا الى الخطوات العملية التي خطاها نحو تذويب الفوارق بين افراد الشعب الواحد والتي عمل من خلالها على تعزيز قيمة عمل كل فرد بداية من الفلاح المصري وما وضعه له من خطة بدأت بوضع القوانين التي تمكنه من استعادة السيطرة على حياته وارضه . وتأسيس المنظومة الاكبر التي تحمي ذلك الفلاح من الاستغلال والاحتكار وتقدم له الدعم بكل صوره من التخطيط والتوعية وتوفير الميكنة المتطورة ووصولا الى ما اسماه تصنيع الريف اي بناء المصانع التي تعتمد على الانتاج الزراعي بجوار القرى المنتجة للمواد الخام ، وغيرها من التفاصيل التي تعمل على ان يكون الفلاح المنتج يتمتع بنتاج عمله و يحظى بأستقلاليته وفي الوقت نفسه تحرص على الا ينفصل بجهده ونتاج عمله عن المجموع .. ومن كلماته الخالدة ما قاله عن مسئولية المدينة تجاه القرية حين قال : إن المدينة مسئولة مسئولية ضمير ومصير عن العمل الجاد فى القرية؛ من غير تعال عليها، ومن غير خيلاء. إن وصول القرية إلى مستوى المدينة الحضارى وخصوصاً من الناحية الثقافية سوف يكون بداية الوعى التخطيطى لدى الأفراد؛ وهو الوعى الذى يقدر على مواجهة أصعب المشاكل التى تعترض التنمية وتهددها .. وبالمثل كانت ما شهدته الكثير من المجالات التنموية في مصر من تعليم و صناعة واستثمار وسياحة ، مشاريع عملاقة وسياسات وقوانين ، عمل دؤوب في كافة الانحاء ، حقوق تمنح تصاحبها واجبات ومسئوليات .. عمل لا يتوقف وعلاقة فريدة بين شعب مؤمن متماسك حول قائده ،وقائد لا يتخلى عن احلام شعبه مهما كانت التحديات ، حتى في احلك اللحظات ، وقت الهزيمة العسكرية في يونيو 1976 ، عرف الشعب ان طريقه الوحيد نحو التخلص من تلك الهزيمة هو التمسك بذلك القائد الصادق ، وكان القائد عند ظن شعبه فلم يتخاذل او يتنازل عن احلام هؤلاء البسطاء الذين خرجوا هاتفين به .. لم تتوقف خطة العمل والتنمية بعد الهزيمة بالعكس ، لقد استمرت ، لقد قام مثلا في اعقاب الهزيمة مباشرة بتشييد اكبر مجمع لمصانع الالومنيوم في نجع حمادي ، لم تتوقف للحظة من عمر مصر عبد الناصر عجلة الانتاج ، عجلة الحياة التي كانت دائما هي سر بقاء مصر وفناء غيرها .. ان الحديث عن التغيير الذي احدثه جمال عبد الناصر في سنوات زعامته الثمانية عشر هو حديث يحمل الينا صخب العمال في المصانع والفلاحين في الحقول والطلاب في المدارس ، هو حديث عن وإلى الانسان العربي الذي وصفه الزعيم بأنه " قد استعاد حقه فى صنع حياته بالثورة . الإنسان العربى الذي سوف يقرر بنفسه مصير أمته على الحقول الخصبة، وفى المصانع الضخمة، ومن فوق السدود العالية، وبالطاقات الهائلة المتفجرة بالقوى المحركة.
إن معركة الإنتاج هى التحدى الحقيقى الذى سوف يثبت فيه الإنسان العربى مكانه الذى يستحقه تحت الشمس.
إن الإنتاج هو المقياس الحقيقى للقوة الذاتية العربية تعويضاً للتخلف، واندفاعاً للتقدم، ومقدرة على مجابهة جميع الصعاب والمؤامرات والأعداء، وقهرهم جميعاً وتحقيق النصر فوق شراذمهم المندحرة. إن ذلك يتطلب جهوداً جبارة فى ميادين تطوير الزراعة والصناعة، وهياكل الإنتاج الأساسية اللازمة لهذا التطوير؛ وبالذات طاقات القوى المحركة ووسائل المواصلات. " كانت تلك لمحات سريعه من مسيرة طويلة وومضات خاطفة من رؤيا حالمة رسمها الزعيم العربي المناضل ، ربما لتظل بعده مشعلا ينير طريق الصادقين في حب هذا الوطن في كل زمان ، ربما فارقنا جمال عبد الناصر الا ان بعضا من رؤياه لا تزال تسكن صدورنا ، ستظل مصر عبد الناصر ، بنجاحاتها واخفاقاتها دليلا للكثيرين منا في طريقهم نحو استعادة مصر التي نحلم بها .. مصر المفعمة بالحب والتفاؤل والاصرار ، المتفجرة بالطاقات البناءة ،المتجددة بفكر ابنائها والرائدة بسواعدهم ،مصر المعتزة بماضيها وحضارتها وهويتها وفي الوقت نفسه واثقة الخطى في طريقها نحو مستقبلها .. ربما عندها ستطالعنا كلمات صلاح عبد الصبور تخاطبه بعد الرحيل :  مصرتعيش ، أنت إذن تعيش ، فأنت بعض من ثراها بل قبضةمنه تعود إليه ، تعطيه و يعطيها ارتعاشتها و خفقالروح يسرى فى بقايا تربها، و ذما دماها مصر الولودنمتك ، ثم رعتك ،ثم استخلفتك على ذُراها ثم اصطفتكلحضنها لتصير أغنيةترفرف فى سماها ...












- قصيدة الحلم والاغنية للشاعر صلاح عبد الصبور كتبها في رثاء الزعيم جمال عبد الناصر من مشروع الميثاق الذي قدمه جمال عبد الناصر في عام 1962   :  الفصل السابع (الانتاج والعمل )
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on February 06, 2013 02:07
No comments have been added yet.