مشاهد سلبية في تربية الأيتام

يتعرض اليتيم (مجهول النسب) منذ نعومة أظفاره لطفولة بائسة مليئة بالوحدة، والحرمان، والشتات النفسي والمكاني، والجوع العاطفي، والازدواجية في التربية والتنوع في التربية والتنشئة الاجتماعية والتغيير المفاجئ للمرضعات والأمهات البديلات، وفريق العمل في مراحل متعددة من حياة الطفل وهذا الأمر يلعب دوراً كبيراً فى عدم استقرار الطفل فى دار الأيتام من الناحية النفسية والعاطفية وعدم شعوره بالاستقرار، فهو محاصر دائماً بإحساس الفقد وعدم الاستقرار الوجودي أو المكاني مما يشعره بعدم الأمان النفسي، فهو بشكل دائم معرض للفراق والبعد عن الآخرين كل ذلك الشتات يرسم شخصية مضطربة النفس، متذبذبة التفكير.

ولبناء شخصية «اليتيم» بناء إيجابيا أنصح كل المهتمين بالأيتام والأسر الحاضنة إن أرادوا أن يبنوا شخصيات الأطفال بناء سليماً أن يضعوا برامج تصقل شخصيات الأيتام مثل تعليمهم قيادة الذات، والاعتماد على النفس، رياضات الدفاع عن النفس (كالكاراتيه- التايكوندو- الجودو) كذلك رياضة الفروسية وبث حب القراءة والكتابة في نفوسهم، ومصارحته بخلفيته وبأنه «مجهول النسب» منذ وقت مبكر للتكيّف مع الوضع وفق طرق مدروسة متدرجة وتهيئته لتقبل الخبر بطريقة لاتصدمه، ومن ثم تحفيزه ورفع معنوياته لكي يشق طريقة معتمداً على نفسه مؤمنا بقدره، أفضل من إخفاء حقيقة وضعه وتركه يعيش على آمال تتحول إلى سراب من الوهم عندما تنكشف له الحقيقة المؤلمة يوما بطريقة فجائية قد تسبب له صدمة نفسية وعاطفية وقد تحطمه وتقضي عليه وعلى آماله وتسبب له انحرافا أو تحطيما.

كما يجب عدم العطف أو الدلال الزائد المبالغ فيه على اليتيم بل معاملته بطريقة طبيعية كأي طفل آخر، فالدلال الزائد يخلق عند اليتيم الكسل والاستكانة وعدم الاعتماد على الذات ويجعل منه شخصية اتكالية رخوة، وكذلك العطف والشفقة تخلق عنده انكساراً وضعفا وجرحا لكرامته بأنه أقل من غيره.

لا أسرد في السابق كلاما تنظيرياً، إن من أجمل ما أثر في بناء شخصيتي بناء إيجابيا هو انخراطي في رياضة الدفاع عن النفس «الكاراتيه – والتايكوندو» فقد تعلمت منها الاعتماد على الذات وزرعت في نفسي حب القيادة، وعززت في نفسي سمات جميلة منها على سبيل المثال لا الحصر، قيادية الذات، الثقة بالنفس، حسن التصرف، قوة التحمل، واجتياز المواقف والمعوقات التي تواجهني، كذلك علمتني الاعتماد على النفس، وعدم الاتكال على الغير، كذلك ألهمني الله أيام الجامعة أن أنخرط في رياضة الفروسية وهذه الرياضة بالذات تعلم الشخص الاعتزاز بالذات والشموخ والشجاعة والإقدام وحب التميز.

من هذا المنطلق يجب زرع خصائص ومعايير قيادة الذات والاعتماد على النفس في نفوس الأيتام منذ سن مبكرة جداً، حتى تكون تلك الصفات صفات مكتسبة وتكون سمة من سماتهم، فالصفات القيادية يحتاجها كل شخص في حياته إن هو أراد أن يكون شخصا بارزا، فالشخص الذي لايحسن قيادة ذاته هو في نظري شخص هلامي اتكالي ستكشف له الأيام أنه عبء على نفسه وعلى الآخرين.

ومضة حقيقة:

اليتيم لايحتاج من المجتمع نظرات عطف أو شفقة تكسر شخصيته وتجرح كرامته.. إنما يحتاج لاحترام كرامته وإنسانيته، وأنه لا فرق بينه وبين الآخرين، وأنه إنسان له مشاعر وأحاسيس وكرامة يجب أن تحترم، وأنه لا ذنب له فيما حدث له؟!

1 like ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on February 24, 2013 03:30
No comments have been added yet.


سمير محمد's Blog

سمير محمد
سمير محمد isn't a Goodreads Author (yet), but they do have a blog, so here are some recent posts imported from their feed.
Follow سمير محمد's blog with rss.