القيادة والإدارة بين الواقع والمأمول..؟!
القيادة والإدارة ليست مسمى وظيفياً أو «برستيج «اجتماعي وحسب ، إنما أمانة ومسؤولية ورسم استراتيجيات ورؤى وتحقيق أهداف وخلق كوادر «وموارد بشرية» منتجة تكون لها انعكاسات ذات مردود إيجابي على الموظف والمنشأة.
من هذا المنطلق يجب أن يكون القائد أو المدير يملك أسس ومعايير الإدارة والقيادة الناجحة والمأمولة. ومن أهم أسس ومعايير القيادة والإدارة الناجحة أن يكون القائد أو المدير ذا تأثير إيجابي على مرؤوسيه والعاملين تحت قيادته أو إدارته ، ولن يكون هناك تأثير إيجابي ما لم يكن القائد أو المدير يملك معايير وصفات القيادة والتأثير والتحفيز، ومن أهم صفات القائد أو المدير المؤثر أن يكون مثاليا، وقدوة لموظفيه (( وموارده البشرية)) في جميع تصرفاته ، وأن يكون أمينا ، صادقا ، منضبطاً في سلوكه ، وتصرفاته ، محترماً للوقت ، محباً للعمل ، وأن يكون مقنعا لمن هم تحت إدارته كي يحذوا حذوه .
إن سلوكيات وتصرفات القائد ، والمدير تنعكس سلبا أو إيجابا على موظفيه وعلى جودة العمل ، فلن يكون هناك اقتناع أو قبول من موظفين يرون أن قائدهم أو مديرهم يطالبهم بمثاليات لا يطبقها على نفسه ، فالتناقض في التصرفات يتنافى مع المنطق ومع فطرة الإنسان وتتنافى مع مبادئ القيادة والإدارة الناجحة ، وقبل ذلك يتنافى مع ديننا وعقيدتنا كمسلمين فقد قال تعالى ((يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون )) وقوله تعالى ((أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم ..))
للأسف أن ( بعض ) القادة والمديرين يطلبون من موظفيهم مثاليات في وقت يقدم فيه هؤلاء القادة والمديرون على اقتراف أفعال وسلوكيات تتعارض مع ما يطلقونه من شعارات وما يطلبونه من مثاليات ، قمة التناقض بين القول والفعل أن يطلب القائد أو المدير مثاليات أو شعارات لا يؤمن بها ولا يطبقها على نفسه ، فليس من المنطق أو المعقول أن يطلب من موظفيه وموارده البشرية مثاليات هو لا يطبقها على نفسه أولا.؟!
إن القائد والمدير الناجح هو من يملك التأثير والتغيير والمبادرة ويملك معايير القيادة ، وسأسوق لكم حكمة رمزية من باب الاستدلال وليس من باب الإسقاط : فقد سأل أحد أباطرة الحروب أحد القادة والساسة من يخشى أثناء الحروب..؟ فأجاب هذا القائد « إنني لا أخشى من مائة أسد يقودهم خروف ، ولكنني أخشى من مائة خروف يقودهم أسد» ولتوضيح القصد من هذه الحكمة ، أن القائد عندما يكون أسداً فإنه بالتأكيد سيحول كل جنوده وأتباعه إلى أسود ، وعندما يكون القائد خروفاً فإنه سيحول كل جنوده وأتباعه إلى خراف..؟
ومضة حقيقة :
«يقول المدير: للقائد أنت تفسد النظام لتحقق الأهداف…رد القائد قائلا: وأنت من يفسد الأهداف لتحقق النظام «..؟!
هكذا الفرق بين القائد والمدير..فكم من مدير لا يملك من اسمه نصيبا بل حول نفسه إلى مجرد حارس يحرس المنشأة وممتلكاتها،وكل همه الحرص على الحضور والانصراف، لا يعرف من صفات القيادة شيئا بل يكون عبئا على المنشأة وكابوساً جاثماً على صدور الموظفين لا يؤمن بالإنتاج أو التطوير أو التحفيز أو التشجيع ، يقتل الابتكار والإبداع في العمل ، ويحبط جهود كل موظف بارز طموح..؟!
سمير محمد's Blog
- سمير محمد's profile
- 112 followers
