حِينَ يَنْتَفِضُ الصَمْتُ!

حِينَ يَنْتَفِضُ الصَمْتُ!

مضحك..حين نستكين لأبجدية ماضٍ محبوس بين جدران سؤال.. هل سيأتي؟! أم لن يأتي؟! يأتي فقط في موعد اشتعالات موقد يقذف بالأحلام يمنة و يسره.. كدخان بخور العرافات! و في تواجد أمل مستفيض بتواجد آثار خطوات ذكرياتنا، بعد أن تغازل نوارس مرافئ الرحيل، علَّ النوارس تمنحنا بعضاً من ذلك الأمل الفضي. فهي ذكية تلك الذكريات، تجيد إسدال شغافها الأبيض لتردم السواد...!لكننا نقفز إلى سماء، و أرض رخوة تحتنا تبتلع كل تفاصيل الرحيل..! رحيل الماضي بكل أبجدياته، من مفارقات و تناقضات. و تبتلعنا نحن إلى ثقبها لنتكيف مع ذواتنا المنسية في خضم الكون!أسائلك يا ربيب الصمت، هل نفضت مآذن البوح شتات دموعنا الولهانة؟ هل فرشت لنا النجوم بعض المآقي بعد نضوب القدرة، حتى على البكاء؟قلت لي ذات فجر: ((اصمتي..و هيمي بعيداً عن ضفاف الكلام.. ستجدين رماد أحلامك يتجانس مع زبد البحر ليشكل غيمة رمادية، تمطر قطرات في الرمال، لتغرس نفسها، و لتينع أحلاماً زمردية من جديد...)). لكنني شككت بداية في أن الرماد يصبح زمرداً..و لكن.. صدقتك و كفى! فأجدني اليوم يا ربيب في زنزانة تساوم العتمة الجشعة على الانبلاج لــ"ليلة"!إلى متى الخطو إلى الوراء، أبحث عن ماضٍ كسير الملامح و الصور؟متى أرمي بتوجس المستقبل، خارج نافذة تصويرية لبقع مختزلة من كون ضيق؟!متى أكره أن تعود قدمي في نفس الخطى، و نفس ما نُفض عنه الغبار؟ متى أترك الشمس لتجدل ضفائر النور من ظلام الأفق المنتحب في زوايا الخوف؟أيا ربيب.. عنك انتفض كل "الكلام"..سأعود للصمت ..فسأصوم عن الهذيان!



** ربيب الصمت..هو البحر ذاته وقت تلألئه تحت ضوء القمر...

11-11-2007
1 like ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on August 02, 2013 05:18
No comments have been added yet.