هل يحمل الثوار السلاح ؟!
أصحاب الفكر الثورى هم أول من نادى بحمل السلاح ضد الأقلية التى تتمتع بالمال وتسيطر على السلطة وأعظم تجليات المقاومة فى العصر الحديث خاضها الشعب الجزائرى بقيادة أحمد بن بيلا وهوارى بو مدين والشعب الفيتنامى بقيادة هوشى منه وأشهر أيقونات الثورة هو جيفارا وتجربة جيفارا بالتحديد تمثل التجربة الأكثر جاذبية لمعطم الثوار المصريين خصوصا الشباب منهم .
وعموما تحتفظ فكرة المقاومة المسلحة فى عقول الثوريين بالكثير من الوهج وصلت لحد دعم حزب يدعى أنه “حزب الله” لا لشىء سوى أنه يحمل السلاح فى وجه قوة باغية سرطانية هى إسرائيل.
فى مظاهرات القوي الثورية ضد المجلس العسكرى هتف الثوار على إستحياء “سلمية ماتت” وأشتبك الثوار بالفعل مع الجيش “صاحب مصانع المكرونة ومزارع اللبن” فى معارك غير متكافئة فى ماسبيرو ومحمد محمود والعباسية، ووصول الإخوان للحكم تم عبر العديد من التضحيات قدمها شباب الثوار وحدهم فى حين كان قيادات الاخوان بمشاركة المجلس العسكرى “الذى يشرف على مصانع المكرونة ومزارع اللبن” يرتبون المسرح السياسى ويعقدون الصفقات ويديرون عقول الناس عن الثورة ويشغلونهم بالزيت والسكر وبعض الأدعية بأنهار العسل وجبال الذهب من على منابر تحولت بقدرة قادر من الدعاء لمبارك قبل الثورة إلى الدعاء على شباب التحرير عندما أشتد الصراع مع العسكر.
وشباب الأخوان أيضا انصاعوا لأوامر قيادتهم واشتبكوا مع الثوار إمام مجلس الشعب ليمنعوا طلائع الثورة من تقديم عريضة “مجرد عريضة” لمجلس الشعب الذى ترك الاخوان الثورة فى محمد محمود وحدها وانشغلوا بالجرى وراء مقاعد البرلمان وقال المرشد “أن هناك من يحاول أن يفسد العرس الديمقراطى ويجرنا إلى محممد محمود” وبالتأكيد كان يقصد الثوار العزل إلا من حب الوطن والإيمان بالثورة.
هل ينسى الثوار مينا دانيال وعماد عفت ورامى الشرقاوى وعاطف الجوهرى وأنس وكل الشهداء الأبطال.
يدرك الإخوان أن الشباب هم القوة الأكثر جذرية وشراسة فى القوى التى تعارضهم لذلك تلاحظ بين الحين والآخر أن كلابهم العقورة تخرج من كهوفها لتنال من الشباب و أيضا من السياسيين الأكثر ميلا للشباب فى تبنى الخطاب الثورى وإلقاء تهمة الكفر والإلحاد والانحلال والبعد عن الدين أسهل لديهم من سماع رئيس العشيرة يهذى من على المنبر بكلام مرسل عن طائر نهضة له “مؤخرة”.
لكن هذه المجموعات من الشباب المتمردين “الملحدين” كما تزعم الكلاب المتأسلمة العقورة صعقت الخرفان فى جمعة 12\10 وطردتهم من الميدان وحرقت أتوبيساتهم وأظهرت أن الإيمان بالوطن يفوق الإيمان بالزيت والسكر وأن الثورة مازالت حية فى نفوس أبناءها وأن العدالة الأجتماعية المنشودة لن تتحقق بالحب كما يزعم رئيس العشيرة بل تتحقق عبر نضال طويل من القوى الحقيقية التى تعبر عن طموحات هذا الشعب.
هذا النضال بدأ فى 25 يناير ولن ينتهى بعد وتبقى كل الخيارات مفتوحة لإسترداد الثورة المسروقة.
مقال منشور فى موقع حقوق بتاريخ 18- 11- 2012
حسين البدري's Blog
- حسين البدري's profile
- 7 followers

