أنتزعُ الحمامةَ من فزعي .. وأطيرُ إليكْ !

:

أنت لا تُخطئُ في حبكَ كما يفعلُ آخرون ؛

ولا تسترجعُ أحلامَكَ الليليةَ من وسادتي بعد ردْحٍ من الـبراءةِ ..

ولا تنظرُ إلى أطيافِ الدمعةِ إلا حين أكونُ وحدي ولا يراني أحد !

حين ترفعُ يدَكَ إلى أفقٍ أزرقَ ..

أقبِّلُ - دون حراكٍ - أخمصَ قدميك ..



وحينَ نتآلفُ في حُزنٍ منفصلٍ يتراجعُ كلُّ شيءٍ .. لتتقدمَ أنت !

قبل منتصَفِ العُزلةِ .. أكونُ رهنَ جدارٍ أبكَمْ ؛

وأنظرُ إلى مرآةٍ تحتفظُ بصورةٍ «فارقـة» ..

أنظرُ إلى عينينِ تختزنانِ مجرّةً دونَ ضجيجٍ ..

و- كَوْناً - لأشجارِه المتعانقةِ .. رائحتُكَ الخالدةُ ؛

ولخطيئتهِ مخالبُ ؛ كُلَّما انفردَتْ بيَ عــبرةٌ ..

انغرَزَتْ في وريدِ العشقِ « بوخزةٍ راســــخة » !



يُبدِّلُ كلُّ شيءٍ مكانَهُ .. إلا صدركَ الذي وَسِعَ طفولتي ؛

إلا حنينَكَ المُخبَّأُ في جدائلي المضفورةِ .. بالبياض !

تجفُّ الأقنعةُ على وجوهٍ ذابلةٍ

وأنا أتحسَّسُ نعومةَ ملامحي/ عُرْيَ الطيبةِ ؛

أترصَّدُ خشوعَ الموتى

ثم أهربُ إلى غزالةٍ أسْمَيْـتَـني .. بفتنتِها ؛

.. واكتفيتُ .



أنتَ لا تتوعَّدُني حينَ عناقِكَ .. بطعنةٍ نافذة ؛

ولا تكتبُ قصيدةً رصاصيّةً في عيدي .. لتمحوَها غيمةٌ عابرة !

لأنني أحبُّكَ .. لا أكتشفُ سوى أنني لم أفشلْ ؛

أن الحياةَ مدينةٌ مهزومةٌ ..

وأنا في ريفٍ يضَعُ أسلحتهُ حينَ يراني كـ غريبةٍ تطعمُ سرباً في ساحةِ المغيب .



أنت من يُحدِّثُـني عنّي .. دونَ هــوادة ؛

ومن يُقسِمُ بأنَّ في جيبي عصفورة نائمة ،

وأنني أسيرُ على حوافِّ حذَري

كي لا أوقظَ حُلْمها .. وتطيرَ الرحمة !



أنتَ وحدَكَ من لا يقفُ على احتمالاتِ المسافةِ

من أتبعهُ كنهرٍ طويلٍ يصبُّ في حلمي دون تيهْ !



حينَ أخافُ منَ الأجنحةِ المبتورة ..

- مِنَ الريشِ الملطّخِ بالسقوطِ ؛

- من الأقواسِ الشاحبةِ بعد المطرْ؛

أنتزعُ الحمامةَ من فزعي .. وأطيرُ إليكْ !



حينَ أتقنُ كلَّ شيءٍ ..

أدري بأنني كأنتَ المهاجرُ الذي خلقَ وطناً ،

وحينَ أغتربُ على افتراضِ النأيِ

أرى الأجسادَ التي صوَّبَت موتَها نحوَ قلبينا .. تمرُّ

وأنت تدفنُ ألماً بمسيركَ ،

وتزرعُ الأثر !



أنت من يدري كيف أصنعُ الدُّمى ليتامى الحكاياتِ بِصمتٍ ..

وأخبئُها عن شفَقَةٍ ضارية ؛

وكيف تركضُ - طفلةٌ لا أعرفُها - نحوي في طريقِ غريبٍ

.. وأمشي مشدودةً إلى لونِ ثيابِها !

.. كيف أطهِّرُ سَمَكةً بماءِ فطرتِها ..

وحينَ أستبدلُ رطوبَةَ جلدِها .. أمسكُ بقلبي كي لا تجرفَهُ موجةٌ خاطفة !



أنت من أبقى للفرحِ ظلاًّ .. بعد أن حَزِنْتُ ؛

ونظرَ إلى ابتسامتي من زاويةِ الجـنّة ..

ومن يُخلِفُ وعدي مع كائــناتِ الوحشة

..

لا تعرفُني ( متأخراً ) بعد أن ينضجَ ألمي ؛

لا تسرحُ بي .. ثم تتركُني في مدى نسيانِكَ وتعود !

تحلمُ بعاشقٍ يضمُّني ولا أرتجفُ من الخيبةِ ؛

وأفترضُ لاكتمالي عاشقاً لا يخجلُ من مرآته ..

ولا يختلطُ بالضبابِ ؛

لكنهُ لن يأتيَ ؛ لن يأتيَ إلا ليغيب !



تسألُني كيف أقلّمُ أظافرَ من أُحبُّ ؛

كيف أسندُ رأسَهُ إلى قصيدةٍ .. بعد أن تهبطَ الشمسُ في غرفةٍ نائية !؟

كيفَ أقلِعُ عن سهوِ النــساءِ علانــيةً

وأنحرُ اشتهاءَ العابرينَ بعزةِ عشقه !؟

كيف أدهنُ نعليهِ بالصعودِ ؛

وكيفَ أمدُّ جسدي على مائدَةِ ضوئِه .



تسألُني أنتَ .. الـ تعرفُني ؛

وأبكي ..

أبكي ؟ .. هكذا الآنَ تراني !

،،
3 likes ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on November 17, 2010 04:14
No comments have been added yet.