“هناكَ علاقةٌ طرديةٌ واضحةٌ ما بينَ ذاكرةِ الشخصِ الفرديةِ وبينَ المجتمعِ الذي ينتمي لهُ وذلكَ منْ أصغرِ محيطٍ - الأسرةُ ، الأصدقاءُ ، بيئةُ العملِ - وحتى أكبر محيطِ الذي يمثلُ المجتمعُ ذاتهُ . . . وبالتالي فهيَ متغيرةٌ غيرُ ثابتةٍ ، تتشكلَ وفقا لاختلافِ الأحداثِ ، تطورُ الوعيِ ، مستوى التعليمِ ، معطياتُ الحاضرِ وما قدْ يشكلهُ فيما بعدٌ منْ مستقبلِ جيلِ آخرٍ ، توقعٌ نسبيٌ لما سيؤولْ عليهِ وعيُ الأجيالِ القادمةِ في تقبلها أوْ رفضها لموروثِ تفكيرِ منْ سبقهمْ وبناء أيضا علي موازينَ القوى التي قدْ تسيطرُ على مجتمعٍ في فترةِ ما خلالَ تاريخهِ .

يتجلى دورُ وأثرُ الذاكرةِ الجمعيةِ في المجتمعاتِ التي تتسمُ بالتنوعِ الثقافيِ والدينيِ بينَ فئاتِ الشعبِ الواحدِ ، ومدي تعاملهُ معَ اختلافاتِ الآخرِ وتقبلها ولذلكَ يلاحظُ وجودَ حقدٍ متوارثٍ في بعضِ المجتمعاتِ على مستوى المذهبِ الواحدِ أوْ على مستوى الأعراقِ المختلفةِ الموجودةِ بهِ حتى وإنْ كانَ هدفها الأصليُ يدعمُ أشياءَ أخرى ومصالحَ ما، تستخدمُ الذاكرةُ الجمعيةُ حينها كقناعٍ لإخفاءِ الحقيقةِ أوْ التيارِ الذي يرغبوا إنَ تسيرُ بهِ الدولةُ . . . خاصةٌ معَ التهميشِ المجتمعيِ الذي تعاني معَ بعضِ فئاتِ الشعبِ على حسابِ استقطابِ فئاتٍ أخرى ، قدْ تكونُ نتجتْ أهميتها لكونها أكثريةً أوْ لكونها تتحكمُ بمقاليدِ الحكمِ والسياساتِ المختلفةِ . . وذلكَ على مستوى المجتمعِ الغربيِ والشرقيِ على حدٍ سواءٍ .”