“لم يكن لمؤسسى مسجد ميونيخ ما يربطهم بكتلة المهاجرين إلا لماما... إذ خلصت إلى قيام مجموعات ثلاث بدعم المسجد وتوطيد أركانه بغية بلوغ مآرب بعينها. فكانت طائفة تضم مفكرين نازيين عمدوا إلى التخطيط لاستخدام "الإسلام" سلاحا سياسيا إبان الحرب الكونية الثانية ليستأنفوا الاستراتيجية ذاتها خلال سنى "الحرب الباردة". وطائفة كان سوادها أفرادا من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، شرعوا فى انتهاج المنحى النازى ذاته والإفادة منه أملا فى استخدام "الإسلام" لمحاربة الشيوعية وكسر شوكتها. وطائفة ثالثة كان قوامها حفنة من إسلاموين راديكاليين رأوا فى المسجد موطئ قدم لهم فى الغرب. هذا، وقد انتظم تلكم الطوائف عنصر مشترك: لم يكن الهدف إنشاء دور عبادة بقدر ما كان إرساء قاعدة لأنشطة سياسية قد لا تخلو من عنف ممنهج.”