“و دخلت اليهودية في اليمن من قبل تُبَّان أسعد أبي كَرَب، فإنه ذهب مقاتلًا إلى يثرب و اعتنق هناك اليهودية و جاء بحبرين من بني قريظة إلى اليمن، فأخذت اليهودية إلى التوسع و الانتشار فيها، و لما ولي اليمن بعده ابنه يوسف ذو نُوَاس هجم على النصارى من أهل نجران و دعاهم إلى اعتناق اليهودية، فلما أبوا خدَّ لهم الأخدود و أحرقهم بالنار، و لم يفرق بين الرجل و المرأة و الأطفال و الصغار و الشيوخ الكبار، و يُقَال: إن عدد المقتولين ما بين عشرين ألفًا إلى أربعين ألفًا.
وقع ذلك في شهر أكتوبر سنة 523م.
و قد ذكرهم الله تعالى في القرآن الكريم في سورة البروج؛ إذ يقول:
( قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7) وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8)”
―
صفي الرحمن المباركفوري,
الرحيق المختوم