“كان من الضرورى والمنطقي أن ننتقل إلى طرح إشكاليات قراءة النصوص الدينية ذاتها، وهى إشكاليات لم تُطرح بشكل علمى موضوعي. ولعل هذا الطرح يُساهم بشكل أو بآخر فى ترشيد الجدل السجالى القديم والمستمر من جانب الرافضين لمشروعية شعار "الإسلام هو الحل"، وهو الاتجاه الثالث فى التعامل مع ظاهرة المد الديني. وهذا الاتجاه يُنافس فى بروزه الاتجاه الأول - اتجاه المؤسسة الدينية الرسمية - وإن كان لا يُطاوله من حيث الانتشار الإعلامي. وليس هذا الاتجاه الثالث وليد حركة المد الديني أو مجرد استجابة سلبية لها، بل هو تيار أصيل فى فكرنا الحديث، لعل أبرز ممثليه من يُطلق عليهم اسم "التنويريين"، ويُطلق على أصحاب هذا الاتجاه الآن اسم "العلمانيين"، وهو اسم يُراد به أحيانا الوصم بالكفر والإلحاد والمروق من الدين، وكل ما يستتبع ذلك من أوصاف التبعية والعمالة والخيانة القومية والوطنية.”
―
نصر حامد أبو زيد,
نقد الخطاب الديني