نقد الخطاب الديني Quotes

Rate this book
Clear rating
نقد الخطاب الديني نقد الخطاب الديني by Nasr Hamid Abu Zaid
1,113 ratings, 3.86 average rating, 139 reviews
نقد الخطاب الديني Quotes Showing 1-30 of 132
“لا بد من التمييز والفصل بين "الدين" والفكر الديني، فالدين هو مجموعة النصوص المقدسة الثابتة تاريخيا، في حين أن الفكر الديني هو الاجتهادات البشرية لفهم تلك النصوص وتأويلها واستخراج دلالتها. ومن الطبيعي أن تختلف الاجتهادات من عصر إلى عصر، بل ومن الطبيعي أيضا أن تختلف من بيئة إلى بيئة-واقع اجتماعي تاريخي جغرافي عرقي محدد- إلى بيئة في اطار بعينه، وأن تتعدد الاجتهادات بالقدر نفسه من مفكر إلى مفكر داخل البيئة المعينة.”
نصر حامد أبو زيد, نقد الخطاب الديني
“ربما لا تصل الرسالة إلى الإسلاميين، لكن من المهم أن تصل إلى العلمانيين الذين يخضعون للابتزاز الديني في أغلب الأحوال، فيتحاشون استخدام مصطلح العلمانية تقية وخشية الاتهام بالكفر والإلحاد. لكنهم بهذه التقية يؤكدون بالصمت التزييف الذي كشفناه، هذا إلى جانب أن تركيزهم على مسألة "المجتمع المدني" دون ذكر للعلمانية يؤدى إلى تزييف مفهوم "المجتمع المدني" ذاته، لأنه لا يمكن أن ينهض إلا على أساس علماني. والأهم من ذلك كله أن تصل الرسالة إلى الجمهور الصامت الحائر بين "الإسلام" و "العلمانية" والمتردد بالصمت الذي يفضي صمته إلى استمرار الحال على ماهو عليه.”
نصر حامد أبو زيد, نقد الخطاب الديني
“الخطاب الديني لا يستهدف الوعي بقدر ما يهدف إلى التشويش الأيدولوجي.”
نصر حامد أبو زيد, نقد الخطاب الديني
“كانت ضربة الغزالي للعقل من زاوية تفكيك العلاقة بين الأسباب والنتائج، أو بين العلل ومعلولاتها، وانتهى الأمر إلى اعتداء السلاطين من جانب الفقهاء- بعد حوالي قرن من وفاة الغزالي- على كل من يتعاطى الفلسفة تعلما أو تعليما، لأن الفلسفة " أس السفة والانحلال، مادة الحيرة والضلال، ومثار الزيغ والزندقة.
ومن تفلسف عميت عينه عن محاسن الشريعة المطهرة المؤيدة بالحجج الظاهرة والبراهين الباهرة، ومن تلبس بها تعليما وتعلما قارنه الخذلان والحرمان، واستحوذ عليه الشيطان...
فالواجب على السلطان أن يدفع عن المسلمين شر هؤلاء المشائيم، ويخرجهم عن المدارس ويبعدهم، ويعاقب الاشتغال بفنهم، ويعرض من ظهر منه اعتقاد عقائد الفلاسفة على السيف أو الإسلام، لتخمد نارهم، وتمحى آثاره وآثارهم "

وهكذا ينتهي الخطاب السلفي إلى التعارض مع الإسلام حين يتعارض مع أهم أساسيته" العقل "، ويتصور أنه بذلك يؤسس "النقل" والواقع أنه ينفيه بنفي أساسه المعرفيي. إن العودة إلى الاسلام لا تتم إلا بإعادة تأسيس العقل في الفكر والثقافة، وذلك على خلاف ما يدعو إليه الخطاب الديني المعاصر من تحكيم للنصوص، مرددا أصداء نداء أسلافه الأمويين الذي أدى إلى نتائجه المنطقية في الواقع الإسلامي.”
نصر حامد أبو زيد, نقد الخطاب الديني
“من أهم مبادئ الفكر العلماني أنه لا سلطان على العقل إلا العقل، ونقصد بذلك العقل كفعالية ونشاط باستمرار، وليس العقل بما هو معقولات ثابتة كما يتوهم الإسلامويون.”
نصر حامد أبو زيد, نقد الخطاب الديني
“حين يتحول الصراع الاجتماعي السياسي من مجال الواقع إلى مجال النصوص، يتحول العقل إلى تابع للنص، وتتحدد كل مهمته فى استثمار النص لتبرير الواقع أيدولوجيا، وينتهى ذلك إلى تأبيد هذا الواقع من جانب مفكري السلطة والمعارضة على السواء، طالما تحول الصراع إلى جدل ديني حول تأويل النصوص.”
نصر حامد أبو زيد, نقد الخطاب الديني
“وهكذا ينتهى الخطاب السلفي إلى التعارض مع الإسلام حين يتعارض مع أهم أساسياته "العقل" ويتصور أنه بذلك يؤسس "النقل" والواقع أنه ينفيه بنفي أساسه المعرفي. إن العودة إلى الإسلام لا تتم إلا بإعادة تأسيس العقل في الفكر والثقافة.”
نصر حامد أبو زيد, نقد الخطاب الديني
“ان النصوص دينية كانت أم بشرية محكومة بقوانين ثابتة, والمصدر الالهي للنصوص الدينية لا يخرجها عن هذه القوانين لانها "تأنسنت" منذ تجسدت في التاريخ واللغة وتوجهت بمنطوقها ومدلولها الي البشر في واقع تاريخي محدد. انها محكومة بجدلية الثبات والتغير, فالنصوص ثابتة في المنطوق متحركة متغيرة في المفهوم وفي مقابل النصوص تقف القراءة محكومة أيضاً بجدلية الاخفاء والكشف”
نصر حامد أبو زيد, نقد الخطاب الديني
“الصراع إذن - أو بالأحرى مظاهر التوتر التي تشهدها - بين النظام لسياسي ومؤسساته وبين مجمل فصائل التيارات الدينية ليس صراعا أيديولوجيا حول الأفكار والمفاهيم، بل هو صراع حول حق تمثيل الحاكمية في إدارة شئون المجتمع، حول من ينطق باسم هذه الحاكمية ويتذرع بسلاحها، إنه صراع بين قوى سياسية متقاربة فكريا حول السلطة والسيطرة والتحكم.”
نصر حامد أبو زيد, نقد الخطاب الديني
“يوحد الخطاب الديني المعاصر بين النصوص الدينية وبين قراءته وفهمه له. وبهذا التوحيد لا يقوم الخطاب الديني بالغاء المسافة المعرفية بين الذات والموضوع فقط, بل يتجاوز ذلك الي ادعاء ضمني بقدرته علي تجاوز كل الشروط والعوائق الوجودية والمعرفية والوصول الي القصد الالهي الكامن في هذه النصوص. وفي هذا الادعاء الخطير لا يدرك الخطاب الديني أنه يدخل منطقة شائكة هي منطقة "الحديث باسم الله" ومن العجيب أن الخطاب المعاصر يعيب هذا المسلك ويندد به في حديثه عن موقف الكنيسة من العلم والعلماء في القروو الوسطي”
نصر حامد أبو زيد, نقد الخطاب الديني
“والأصل والبدء هو سلطة العقل، السلطة التى يتأسس عليها الوحي ذاته، العقل لا بما هو آلية ذهنية صورية جدلية، بل بما هو فعالية اجتماعية تاريخية متحركة. هذه السلطة قابلة للخطأ لكنها بنفس الدرجة قادرة على تصويب أخطائها.”
نصر حامد أبو زيد, نقد الخطاب الديني
“قد يرفض علماء الدين أحياناً التكلّم في السياسة .. مثل رأيهم في معاهدة كامب ديفيد .. ويبدو أن الدين والسياسة - في نظرهم - لا ينفصلان إلا عندما يكون السؤال محرجاً ..

وقد يبدو الإمتناع عن الخوض في السياسة نوعاً من الحرص على المنصب والجاه ، ولكنه يمثّل - علاوة على ذلك - تأييداً باطنياً عميقاً ..”
نصر حامد أبو زيد, نقد الخطاب الديني
“إن وقوف الخطاب الديني عند المعانى ينتهى في التحليل الأخير إلى الارتداد بالواقع وتجميد النصوص في الوقت نفسه، وهى نتيجة لا يمكن أن يقر بها لأنها تفقده مبرر وجوده ذاته.”
نصر حامد أبو زيد, نقد الخطاب الديني
“يجب علينا تسخير الخطاب الديني للخروج من "العقيدة" إلى "الثورة" ..”
نصر حامد أبو زيد, نقد الخطاب الديني
“هل كان من قبيل المصادفة اللغوية أن ترتد المادتان اللغويتان "كفر" و"فكر " إلى جذور واحدة؟
ليس ذلك منطقياً من منظور علم اللغة، فالفارق فى ترتيب الحروف فى الصيغتين دال على أن "التفكير" حين ينقلب على نفسه، ويخون أدواته، تحل الكاف محل الفاء وتتقدمها، فينقلب التفكير تكفيراً، هنا يفقد خصائصة السابقة كما فقدت الكلمة خصائصها الصوتية عن طريق التقديم والتأخير ويتحول إلى جهالة عمياء لا هم لها إلا القتل، ولا فارق أن يكون القتل بالكلام أو بالسلاح مادام الجهل متجذراً فى بنية العقل فى الحالتين”
نصر حامد أبو زيد, نقد الخطاب الديني
“إن البحث عن العلل والأسباب - لتخلف المسلمين - يتسم أيضاً بقدر هائل من الغموض ويؤدي ذلك كله إلى تعميمات خطابية تتسم بالحسم واليقين والقطع، ومن الطبيعي أن يقود ذلك إلى الخلط بين الأسباب والنتائج، وعلى ذلك يتم تحميل حركة المد الاستعماري الأوربي مسؤولية تخلف العالم الإسلامي، تجاهلاً لحقيقة أن تخلف العالم الإسلامي كان أمراً واقعاً، سهل لحركة الاستعمار مهمتها في تعميق هذا التخلف وفي محاولة تأبيده. وإذا كانت مناهضة كل أشكال الاستعمار بكل الوسائل والأساليب الممكنة، أمراً لا خلاف عليه، فإن تحميل أوروبا وحدها كل المسؤولية، يؤدي في الخطاب الديني إلى تحويلها إلى "شيطان" يتحتم مناهضة كل ما يصدر عنه، لكن الخطاب الديني - والحق يقال - يفصل بين المنجزات المادية والمنجزات الفكرية والثقافية في الحضارة الأوربية، فيتسامح مع أخذ الجانب الأول، بل يدعو إليه ويحبذه، ويُحرم الأخذ من الجانب الثاني، واصفاً إياه بالجاهلية والكفر.”
نصر حامد أبو زيد, نقد الخطاب الديني
“من أهم الجوانب التي يتم تجاهلها في إشكالية النص الديني - ولعها من أخطرها على الإطلاق - البعد التاريخي لهذه النصوص، وليس المقصود بالبعد التاريخي هنا علم أسباب النزول - ارتباط النصوص بالواقع، والحاجات المثارة في المجتمع والواقع - أو علم الناسخ والمنسوخ - تغيير الأحكام لتغير الظروف والملابسات - أو غيرها من علوم القرآن التي لا يستطيع الخطاب الديني تجاهلها، وإن كان يتعرض لها على سبيل السجال لتأكيد واقعية الإسلام في اتجاهه إلى التدرج في الإصلاح والتغيير، ولأننا سبق أن ناقشنا تلك العلوم مناقشة مستفيضة في دراسة سابقة، فإن البعد التاريخي الذي نتعرض له هنا يتعلق بتاريخية المفاهيم التي تطرحها النصوص من خلال منطوقها، وذلك نتيجة طبيعية لتاريخية اللغة التي صيغت بها النصوص.”
نصر حامد أبو زيد, نقد الخطاب الديني
“العلمانية فى جوهرها ليست سوى التأويل الحقيقي والفهم العلمي للدين، ولا ما يُروج له المبطلون من أنها الإلحاد الذى يفصل الدين عن المجتمع والحياة.”
نصر حامد أبو زيد, نقد الخطاب الديني
“إن النصوص الدينية نصوص إنسانية بشرية لغة وثقافة.”
نصر حامد أبو زيد, نقد الخطاب الديني
“الفكر البشري، أي فكر بما في ذلك الفكر الديني، نتاج طبيعي لمُجمل الظروف التاريخية والحقائق الاجتماعية لعصره.”
نصر حامد أبو زيد, نقد الخطاب الديني
“إن اختزال دور الإسلام ومقصده الكلي في تحرير الإنسان من العبودية لغيره من البشر لكي يرده إلى عبودية من نمط آخر هو التزييف بعينه، لأنه مقصد شكلي ما دام يسلمه إلى عبودية كهنة النصوص، هذا فضلا عن أنه تزييف يجمد النصوص كما يجمد الواقع، يتعلم أبناؤنا في المدارس أن الإسلام يُبيح امتلاك الجواري ومعاشرتهن معاشرة جنسية، وأن هذه إحدى الطرائق في العلاقة بالنساء إلى جانب طريقة الزواج الشرعي، ما دام ذلك قد وردت به النصوص، وليس غريبا أيضا في ظل عبودية النصوص أن يتعلموا أن المواطن المسيحي مواطن من الدرجة الثانية يجب أن يُحسن المسلم معاملته، وهكذا يتوجه الخطاب الديني التعليمي التربوي إلى أبنائنا منبها أن عليهم في معاملة زملائهم وأساتذتهم من الأقباط "الرفق بهم وعدم تكليفهم فوق ما يطيقون"، وليس بعيدا في ظل سيطرة آفة التعصب التي يفرزها الخطاب الديني - قصد أم لم يقصد فلا عبرة بالنوايا هنا - أن يطلع علينا مجتهد من مجتهدي هذا الزمان ومجدديه بفتوى تحرم ما أحلته النصوص من طعام أهل الكتاب استنادا إلى اجتهادات بعض القدماء الذين ذهبوا إلى أن المقصود بأهل الكتاب في الآية الخامسة من سورة المائدة "الذين أنزل عليهم التوراة والإنجيل، من بني إسرائيل وأبنائهم، فأما من كان دخيلا فيهم من سائر الأمم، ممن دان بدينهم، وهم من غير بني إسرائيل، فلم يعن بهذه الآية، وليس هو ممن يحل ذبائحه، لانه ليس ممن أوتي الكتاب من قبل المسلمين، وهذا قول كان محمد بن إدريس الشافعي يقول".”
نصر حامد أبو زيد, نقد الخطاب الديني
“إن أطروحات هؤلاء الشباب في حقيقتها أطروحات (غير نضيجة) على حد تعبير الشهرستاني في وصفه لأفكار المعتزلة الأوائل. ويتبدى عدم النضج في أنها أفكار متناثرة لا يجمعها نسق في ذاتها، وإنما تستمد تناسقها وانتظامها حين توضع في نسيج الخطاب الديني العام. وبعبارة أخرى: إن هؤلاء الشباب لا يقدمون للدين مفهوماً أو رؤية تختلف – أو تتعارض – مع الرؤى والمفاهيم في الخطاب الديني العام، لكنهم يتحولون بهذه الأطروحات من مجال الخطاب إلى مجال الفعالية والحركة، وذلك بحكم اكتوائهم بكل آلام الواقع ونفورهم من كل مفاسده وتشوهاته.”
نصر حامد أبو زيد, نقد الخطاب الديني
“تعتمد هذه الدراسة مجمل الخطاب الديني موضوعاً لها. وذلك دون الأخذ في الاعتبار تلك التفرقة - المستقرة إعلامياً- بين (المعندل) و(المتطرف) في هذا الخطاب، والحقيقة أن الفارق بين هذين النمطين من الخطاب فارق في الدرجة لا في النوع، والدليل على ذلك أن الباحث لا يجد تغايراً أو اختلافاً، من حيث المنطلقات الفكرية أو الآليات بينهما.

ويتجلى التطابق في اعتماد نمطي الخطاب على عناصر أساسية ثابتة في بنية الخطاب الديني بشكل عام، عناصر أساسية غير قابلة للنقاش أو الحوار أو المساومة. في القلب من هذه العناصر عنصران ستتعرض لهما هذه الدراسة بالمناقشة وهما "النص" و"الحاكمية".

وكما يتطابق نمطا الخطاب من حيث المنطلقات الفكرية، يتطابقان كذلك من حيث الآليات التي يعتمدان عليها في طرح المفاهيم، وفي إقناع الآخرين واكتساب الأنصار والأعوان. وتتعدد آليات الخطاب وتتنوع بتعدد وسائل طرح هذا الخطاب وأدواته، ومع ذلك فهناك جامع مشترك يمكن رصده وتحليله خاصة إذا استبعدنا من مجال تحليلنا آليات الأداء الشفاهي، وفصرنا تحليلنا على الآليات الذهنية والعقلية التي توجد في كل -أو معظم- وسائل هذا الخطاب وأداوته. وتتوقف هذه الدراسة عند ما تعتبره أهم آليات هذا الخطاب، وهي تلك الآليات الكاشفة عن المستوى الإيديواوجي لهذا الخطاب، وهو المستوى الذي يجمع بين الاعتدال والتطرف من جهة، وبين الفقهاء والوعاظ من جهة أخرى، هذه الآليات يمكن إجمالها فيما يلي:

1- التوحيد بين الفكر والدين وإلغاء المسافة بين الذات والموضوع.

2- تفسير الظواهر بردها جميعاً إلى مبدأ أو علة أولى، تستوي في ذلك الظواهر الاجتماعية أو الطبيعية.

3- الاعتماد على سلطة "السلف" أو "التراث" وذلك بعد تأويل النصوص التراثية -وهي نصوص ثانوية- إلى نصوص أولية تتمتع بقدر هائل من القداسة لا تقل -في كثير من الأحوال- عن النصوص الأصلية.

4- اليقين الذهني والحسم الفكري "القطعي" ورفض أي خلاف فكري -من ثم- إلا إذا كان في الفروع والتفاصيل دون الأسس والأصول.

5- إهدار البعد التاريخي وتجاهله، ويتجلى هذا في البكاء على الماضي الجميل، يستوي في ذلك العصر الذهبي للخلافة الرشيدة وعصر الخلافة التركية العثمانية.”
نصر حامد أبو زيد, نقد الخطاب الديني
“استأثرت إحدى الفرق باسم " أهل السنة والجماعة" واحتكرته لنفسها بتأييد من سلطة الدولة بعد القضاء على الاعتزال، وأصبحت هي الحكم والفيصل في قبول المرويات أو رفضها، بل واكتسبت بحكم تأييدها للسلطة السياسية والتمتع بحمايتها سلطة مرجعية في كل ما يتعلق بشئون الدين والعقيدة.”
نصر حامد أبو زيد, نقد الخطاب الديني
“إذا كانت حاكمية البشر يُمكن مقاومتها والنضال ضدها وتغييرها بأساليب النضال الإنسانية المختلفة، واستبدال أنظمة أكثر عدالة بها، فإن النضال ضد حاكمية الفقهاء يُوصم بالكفر والإلحاد والزندقة بوصفه تجديفا وهرطقة ضد حكم الله. ويُصبح المفهوم بذلك سلاحا خطيرا يُفقد البشر أية قدرة على تغيير واقعهم أو تعديله، لأنه ينقل مجال الصراع من معركة بين البشر والبشر إلى معركة بين البشر والله.”
نصر حامد أبو زيد, نقد الخطاب الديني
“إن معاداة "العلمانية" والهجوم المستمر عليها في الخطاب الديني المعاصر يرتد – في جانب آخر – إلى أنها تُجرده من السلطة المقدسة التي يدعيها لنفسه حين يزعم امتلاكه للحقيقة المطلقة الكاملة.”
نصر حامد أبو زيد, نقد الخطاب الديني
“منذ اللحظات الأولى في التاريخ الإسلامي – وخلال فترة نزول الوحي وتشكل النصوص – كان ثمة إدراك مستقر أن النصوص الدينية مجالات فعاليتها الخاصة، وأن ثمة مجالات أخرى تخضع لفاعلية العقل البشري والخبرة الإنسانية، ولا تتعلق بها فعالية النصوص، وكان المسلمون الأوائل كثيراً ما يسألون إزاء موقف بعينه ما إذا كان تصرف النبي محكوماً بالوحي أم محكوماً بالخبرة العقل، وكثيراً ما كانوا يختلفون معه، ويقترحون تصرفاً آخر إذن كان المجال من مجالات العقل والخبرة، والأمثلة على ذلك كثيرة وتمتلئ بها كل وسائل الخطاب الديني وأدواته من كتب ومقالات وخطب ومواعظ وبرامج وأحاديث، ورغم ذلك يمضي الخطاب الديني في مد فعالية النصوص الدينية إلى كل المجالات، متجاهلا تلك الفروق التي صيغت في مبدأ "أنتم أعلم بشؤون دنياكم".

ولا يكتفي الخطاب الديني بذلك، بل يوجد بطريقة آلية بين هذه النصوص وبين قراءته وفهمه لها، وبهذا التوحيد لا يقوم الخطاب الديني بإلغاء المسافة المعرفية بين "الذات" و"الموضوع" فقط، بل يتجاوز ذلك إلى ادعاء - ضمني - بقدرته على تجاوز كل الشروط والعوائق الوجودية والمعرفية والوصول إلى القصد الإلهي الكامن في هذه النصوص. وفي هذا الادعاء الخطير لا يدرك الخطاب الديني المعاصر أنه يدخل منطقة شائكة هي منطقة "الحديث باسم الله"، وهي المنطقة التي تحاشى الخطاب الإسلامي - على طول تاريخه عدا استثناءات قليلة لا يُعتد بها - مقارنه تخومها، ومن العجيب أن الخطاب المعاصر يعيب هذا المسك ويندد به في حديثه عن موقف الكنيسة من العلم والعلماء في القرن الوسطى.”
نصر حامد أبو زيد, نقد الخطاب الديني
“إذا كان الخطاب الديني يستهدف بمفهوم الحاكمية القضاء على تحكم البشر واستعبادهم لبعضهم البعض، فإن هذا المفهوم ينتهي على المستوى التطبيقي إلى تحكيم بشر من نوع خاص، يزعمون لأنفسهم احتكار حق الفهم والشرح والتفسير والتأويل، وأنهم هم وحدهم الناقلون عن الله.”
نصر حامد أبو زيد, نقد الخطاب الديني
“أن العودة إلى الإسلام لا تتم إلا بإعادة تأسيس العقل في الفكر والثقافة، وذلك على خلاف ما يدعو إليه الخطاب الديني المعاصر من تحكيم النصوص، مرددا أصداء نداء أسلافه الأمويين الذي أدى إلى نتائجه المنطقية في الواقع الإسلامي.”
نصر حامد أبو زيد, نقد الخطاب الديني
“إن رد كل أزمة من أزمات الواقع في المجتمعات الإسلامية - بل وكل أزمات البشرية - إلى "البعد عن منهج الله"، هو في الحقيقة عجز عن التعامل مع الحقائق التاريخية وإلقاءها في دائرة المطلق والغيبي، والنتيجة الحتمية لمثل هذا المنهج تأييد الواقع وتعميق اغتراب الإنسان فيه والوقوف جنباً إلى جنب مع التخلف ضد كل قوى التقدم، تناقضاً مع ظاهر الخطاب الذي يبدو ساعياً للإصلاح والتغيير منادياً بالتقدم والتطوير.”
نصر حامد أبو زيد, نقد الخطاب الديني

« previous 1 3 4 5