“تعتمد هذه الدراسة مجمل الخطاب الديني موضوعاً لها. وذلك دون الأخذ في الاعتبار تلك التفرقة - المستقرة إعلامياً- بين (المعندل) و(المتطرف) في هذا الخطاب، والحقيقة أن الفارق بين هذين النمطين من الخطاب فارق في الدرجة لا في النوع، والدليل على ذلك أن الباحث لا يجد تغايراً أو اختلافاً، من حيث المنطلقات الفكرية أو الآليات بينهما.
ويتجلى التطابق في اعتماد نمطي الخطاب على عناصر أساسية ثابتة في بنية الخطاب الديني بشكل عام، عناصر أساسية غير قابلة للنقاش أو الحوار أو المساومة. في القلب من هذه العناصر عنصران ستتعرض لهما هذه الدراسة بالمناقشة وهما "النص" و"الحاكمية".
وكما يتطابق نمطا الخطاب من حيث المنطلقات الفكرية، يتطابقان كذلك من حيث الآليات التي يعتمدان عليها في طرح المفاهيم، وفي إقناع الآخرين واكتساب الأنصار والأعوان. وتتعدد آليات الخطاب وتتنوع بتعدد وسائل طرح هذا الخطاب وأدواته، ومع ذلك فهناك جامع مشترك يمكن رصده وتحليله خاصة إذا استبعدنا من مجال تحليلنا آليات الأداء الشفاهي، وفصرنا تحليلنا على الآليات الذهنية والعقلية التي توجد في كل -أو معظم- وسائل هذا الخطاب وأداوته. وتتوقف هذه الدراسة عند ما تعتبره أهم آليات هذا الخطاب، وهي تلك الآليات الكاشفة عن المستوى الإيديواوجي لهذا الخطاب، وهو المستوى الذي يجمع بين الاعتدال والتطرف من جهة، وبين الفقهاء والوعاظ من جهة أخرى، هذه الآليات يمكن إجمالها فيما يلي:
1- التوحيد بين الفكر والدين وإلغاء المسافة بين الذات والموضوع.
2- تفسير الظواهر بردها جميعاً إلى مبدأ أو علة أولى، تستوي في ذلك الظواهر الاجتماعية أو الطبيعية.
3- الاعتماد على سلطة "السلف" أو "التراث" وذلك بعد تأويل النصوص التراثية -وهي نصوص ثانوية- إلى نصوص أولية تتمتع بقدر هائل من القداسة لا تقل -في كثير من الأحوال- عن النصوص الأصلية.
4- اليقين الذهني والحسم الفكري "القطعي" ورفض أي خلاف فكري -من ثم- إلا إذا كان في الفروع والتفاصيل دون الأسس والأصول.
5- إهدار البعد التاريخي وتجاهله، ويتجلى هذا في البكاء على الماضي الجميل، يستوي في ذلك العصر الذهبي للخلافة الرشيدة وعصر الخلافة التركية العثمانية.”
― نقد الخطاب الديني
ويتجلى التطابق في اعتماد نمطي الخطاب على عناصر أساسية ثابتة في بنية الخطاب الديني بشكل عام، عناصر أساسية غير قابلة للنقاش أو الحوار أو المساومة. في القلب من هذه العناصر عنصران ستتعرض لهما هذه الدراسة بالمناقشة وهما "النص" و"الحاكمية".
وكما يتطابق نمطا الخطاب من حيث المنطلقات الفكرية، يتطابقان كذلك من حيث الآليات التي يعتمدان عليها في طرح المفاهيم، وفي إقناع الآخرين واكتساب الأنصار والأعوان. وتتعدد آليات الخطاب وتتنوع بتعدد وسائل طرح هذا الخطاب وأدواته، ومع ذلك فهناك جامع مشترك يمكن رصده وتحليله خاصة إذا استبعدنا من مجال تحليلنا آليات الأداء الشفاهي، وفصرنا تحليلنا على الآليات الذهنية والعقلية التي توجد في كل -أو معظم- وسائل هذا الخطاب وأداوته. وتتوقف هذه الدراسة عند ما تعتبره أهم آليات هذا الخطاب، وهي تلك الآليات الكاشفة عن المستوى الإيديواوجي لهذا الخطاب، وهو المستوى الذي يجمع بين الاعتدال والتطرف من جهة، وبين الفقهاء والوعاظ من جهة أخرى، هذه الآليات يمكن إجمالها فيما يلي:
1- التوحيد بين الفكر والدين وإلغاء المسافة بين الذات والموضوع.
2- تفسير الظواهر بردها جميعاً إلى مبدأ أو علة أولى، تستوي في ذلك الظواهر الاجتماعية أو الطبيعية.
3- الاعتماد على سلطة "السلف" أو "التراث" وذلك بعد تأويل النصوص التراثية -وهي نصوص ثانوية- إلى نصوص أولية تتمتع بقدر هائل من القداسة لا تقل -في كثير من الأحوال- عن النصوص الأصلية.
4- اليقين الذهني والحسم الفكري "القطعي" ورفض أي خلاف فكري -من ثم- إلا إذا كان في الفروع والتفاصيل دون الأسس والأصول.
5- إهدار البعد التاريخي وتجاهله، ويتجلى هذا في البكاء على الماضي الجميل، يستوي في ذلك العصر الذهبي للخلافة الرشيدة وعصر الخلافة التركية العثمانية.”
― نقد الخطاب الديني
Omar’s 2024 Year in Books
Take a look at Omar’s Year in Books, including some fun facts about their reading.
More friends…
Polls voted on by Omar
Lists liked by Omar










