“وقالت لي،مرة،بأن الله،بنى سورا حول قلبها،فلم تعد تشعر بأحد”
― سأكون بين اللوز
― سأكون بين اللوز
“نحن أمة خالية من المجانين الحقيقيين . وهذا أكبر عيوبنا. كل منا يريد أن يظهر قوياً وعاقلاً وحكيماً ومتفهماً. يدخل الجميع حالة من الافتعال والبلادة وانعدام الحس تحت تلك الأقنعة فيتحول الجميع إلى نسخ متشابهة مكررة ... ومملة .
نحن في حاجة إلى الجرأة على الجنون والجرأة على الاعتراف بالجنون. صار علينا أن نكف عن اعتبار الجنون عيبا واعتبار المجنون عاهة اجتماعية .
في حياتنا شيء يجنن. وحين لا يجن أحد فهذا يعني أن أحاسيسنا متلبدة وأن فجائعنا لا تهزنا، فالجنون عند بعض منا دلالة صحية على شعب معافى لا يتحمل إهانة... ودلالة على أن الأصحاء لم يحتفظوا بعقولهم لأنهم لا يحسون بل احتفظوا بعقولهم لأنهم يعملون، أو لأنهم سوف يعملون، على غسل الإهانة.
نحن في حاجة إلى الجنون لكشف زيف التعقل والجبن واللامبالاة ، فالجميع راضخون ينفعلون بالمقاييس المتاحة .. ويفرحون بالمقاييس المتاحة .. يضحكون بالمقاييس المتاحة .. ويبكون ويغضبون بالمقاييس المتاحة... لذلك ينهزمون بالمقاييس كلها ولا ينتصرون أبدا.
بغتة يجن شخص، يخرج عن هذا المألوف الخانق فيفضح حجم إذعاننا و قبولنا و تثلم أحاسيسنا . يظهر لنا كم هو عالم مرفوض و مقيت و خانق .. و كم هو عالم لا معقول و لا مقبول . كم هو مفجع و مبك و كم نحن خائفون و خانعون و قابلون .
جنون كهذا شبيه بصرخة الطفل في أسطورة الملك العاري ، أمر الملك العاري أن يروه مرتديا ثيابه فرأوه . و أمر أن يبدوا آراءهم في ثيابه فامتدحوه و أطنبوا ، و حين خرج إلى جماهيره فاجأه بالصراخ طفل لم يدجن بعد ( و لكنه عار ... عار تماما ) .
لو كان هذا الطفل أكبر قليلا لأتهم بالجنون . و لكن لأن فيه تلك البراءة الواضحة العفوية الصارخة كانت صرخته فاضحة للملك و للحاشية و للمتملقين و للخائفين .
صرخة الطفل ، مثل جنون الفنان ، تفضح كم الناس منافقون و مراؤون و خائفون إلى درجة تجاهل حقيقة يومية بسيطة يستطيع الطفل أن يشير بأصبعه إليها و يعلن عنها ، فهو يرى الحياة على حقيقتها دون رتوش و دون تلوين بالمطامع و دون مكياج بالتبريرات ، و في أعماق كل فنان طفل صادق بهذا المقدار ، طفل لا يحتمل ما تعودنا على احتماله ، طفل يبكي حين يتألم و يصرخ حين يجوع و يغضب حين يهان و يجن حين يجبر على أن يحيا حياة الحيوان”
― دفاعًا عن الجنون
نحن في حاجة إلى الجرأة على الجنون والجرأة على الاعتراف بالجنون. صار علينا أن نكف عن اعتبار الجنون عيبا واعتبار المجنون عاهة اجتماعية .
في حياتنا شيء يجنن. وحين لا يجن أحد فهذا يعني أن أحاسيسنا متلبدة وأن فجائعنا لا تهزنا، فالجنون عند بعض منا دلالة صحية على شعب معافى لا يتحمل إهانة... ودلالة على أن الأصحاء لم يحتفظوا بعقولهم لأنهم لا يحسون بل احتفظوا بعقولهم لأنهم يعملون، أو لأنهم سوف يعملون، على غسل الإهانة.
نحن في حاجة إلى الجنون لكشف زيف التعقل والجبن واللامبالاة ، فالجميع راضخون ينفعلون بالمقاييس المتاحة .. ويفرحون بالمقاييس المتاحة .. يضحكون بالمقاييس المتاحة .. ويبكون ويغضبون بالمقاييس المتاحة... لذلك ينهزمون بالمقاييس كلها ولا ينتصرون أبدا.
بغتة يجن شخص، يخرج عن هذا المألوف الخانق فيفضح حجم إذعاننا و قبولنا و تثلم أحاسيسنا . يظهر لنا كم هو عالم مرفوض و مقيت و خانق .. و كم هو عالم لا معقول و لا مقبول . كم هو مفجع و مبك و كم نحن خائفون و خانعون و قابلون .
جنون كهذا شبيه بصرخة الطفل في أسطورة الملك العاري ، أمر الملك العاري أن يروه مرتديا ثيابه فرأوه . و أمر أن يبدوا آراءهم في ثيابه فامتدحوه و أطنبوا ، و حين خرج إلى جماهيره فاجأه بالصراخ طفل لم يدجن بعد ( و لكنه عار ... عار تماما ) .
لو كان هذا الطفل أكبر قليلا لأتهم بالجنون . و لكن لأن فيه تلك البراءة الواضحة العفوية الصارخة كانت صرخته فاضحة للملك و للحاشية و للمتملقين و للخائفين .
صرخة الطفل ، مثل جنون الفنان ، تفضح كم الناس منافقون و مراؤون و خائفون إلى درجة تجاهل حقيقة يومية بسيطة يستطيع الطفل أن يشير بأصبعه إليها و يعلن عنها ، فهو يرى الحياة على حقيقتها دون رتوش و دون تلوين بالمطامع و دون مكياج بالتبريرات ، و في أعماق كل فنان طفل صادق بهذا المقدار ، طفل لا يحتمل ما تعودنا على احتماله ، طفل يبكي حين يتألم و يصرخ حين يجوع و يغضب حين يهان و يجن حين يجبر على أن يحيا حياة الحيوان”
― دفاعًا عن الجنون
“و عموما فلماذا نمنع الناس من ان يموتوا طالما ان الموت هو النهاية الطبيعية المشروعة لكل انسان؟
و ما جدوى ان يعيش تاجر او موظف خمسة او عشرة اعوام زيادة ؟ و اذا اعتبرنا ان هدف الطب هو ان تخفف الادوية الالام .. فان السؤال الذي يثور لا اردايا هو : و ما الداعي لتخفيفها ؟ فأولا : يقال ان الالام تقضي بالانسان الى الكمال , و ثانيا : لو ان البشرية تعلمت بالفعل ان تخفف آلامها بالحبوب و القطرات , فسوف تهجر تماما الدين و الفلسفة .. فلماذا لا يمرض اللذان تعتبر حياتهما تافهة , فلولا الالام لاصبحت فارغة تماما كحياة الاميبا..
-”
― El pabellón
و ما جدوى ان يعيش تاجر او موظف خمسة او عشرة اعوام زيادة ؟ و اذا اعتبرنا ان هدف الطب هو ان تخفف الادوية الالام .. فان السؤال الذي يثور لا اردايا هو : و ما الداعي لتخفيفها ؟ فأولا : يقال ان الالام تقضي بالانسان الى الكمال , و ثانيا : لو ان البشرية تعلمت بالفعل ان تخفف آلامها بالحبوب و القطرات , فسوف تهجر تماما الدين و الفلسفة .. فلماذا لا يمرض اللذان تعتبر حياتهما تافهة , فلولا الالام لاصبحت فارغة تماما كحياة الاميبا..
-”
― El pabellón
نادي كتاب خير جليس
— 5 members
— last activity Mar 28, 2015 02:02AM
لأننا أمة إقرأ, ولإيماننا بأن تقدمنا وصلاحنا كأفراد ومن ثم مجتمعات, يكمن في الإستغلال الصحيح لوقتنا, وما أجمل أن نمضي جزءاً من وقتنا في صحبة كتاب. سنق ...more
لقاء القراء العرب
— 404 members
— last activity Feb 04, 2025 07:47AM
هو لقاء لاختيار كتاب بصيغة بي دي اف بين مجموعة من القراء العرب وقراءته خلال شهر أو شهرين ومن ثم تبادل الآراء بشأنه هذا الغروب نوع من التواصل بين الشبا ...more
بتول’s 2025 Year in Books
Take a look at بتول’s Year in Books, including some fun facts about their reading.
More friends…
Favorite Genres
Polls voted on by بتول
Lists liked by بتول
























































