

“كان صاحب قرار اعتبار رأس السنة الهجرية إجازة رسمية هو رئيس الوزراء القبطي بطرس باشا غالي، وكان من مصادر فخر المصريين المعاصرين وقتها وجود رئيس حكومة بهذه الروح . لكن الأمور سرعان ما تبدَّلت، فترأس بطرس غالي محكمة «واقعة دنشواي» وحكم بالإعدام على أربعة مصريين، ثم تبنى مشروع قرار لمد امتياز قناة السويس للمحتل حتى عام 2008، وظلت قراراته تتدهور، حتى تبدَّلت به الحال من أول رئيس حكومة مصري قبطي ذي شعبية، إلى أول مسؤول مصري يتم اغتياله (2) ، بعد أن أطلق عليه إبراهيم الورداني الرصاص، وانتقلت إليه بعدها المحبة التي كانت تحيط بالباشا، وغنى المصريون يوم إعدام الورداني : قولوا لعين الشمس ما تحماشي أحسن غزال البر صابح ماشي”
― من علم عبد الناصر شرب السجائر؟
― من علم عبد الناصر شرب السجائر؟

“كان مصطفى أمين من أوائل الأشخاص الذين توقَّعوا علانيةً حدوث النكسة، لكن جمهوره في هذه اللحظة لم يكن سوى مأمور السجن الذي يقضي فيه أمين عقوبة الحبس في تهمة التخابر مع جهات أجنبية . استدعاه المأمور من زنزانته، وطلب منه التوقيع على ورقة مرسلة من رئاسة الجمهورية، مكتوب فيها: «أُقر أنا الموقِّع أدناه فلان، بالتنازل عن شقتي رقم 62 في 8 شارع صلاح الدين بالزمالك بكل ما فيها من أثاث ». كان الأمر مستفزًّا، فكتب أمين على الورقة بخط يده: «أرفض أن أتنازل عن شقتي، وأنا في دهشة أن أقرأ في الصحف أن الجيش المصري يحشد للاستيلاء على إسرائيل، بينما أجد أحد كبار ضباط الجيش المصري يحشد للاستيلاء على شقتي». وقَّع الورقة، وأعادها إلى المأمور مع تلميحات عن هزيمة متوقَّعة وقريبة. تعامل معه المأمور باعتباره شخصًا فَقدَ عقله بسبب السجن، وأنه يتحدث عن الهزيمة، بينما كل شبر في البلد يتحدث عن انتصار قادم. وأمر بعزل أمين عن بقية المساجين حتى لا تنتشر العدوى . وعندما وقعت النكسة استدعاه المأمور وسأله: «كيف عرفت؟»، فقال أمين: «واحد زائد واحد يساوي اثنين، ونحن لم نكن نُعدُّ جيشًا ليحارب، ولكن كنا نُعدُّ جيشًا ليحافظ على النظام. الضباط الذين أرسلناهم في بعثات إلى الكليات الحربية في روسيا وأمريكا ويوغسلافيا، عادوا ليتم تعيينهم رؤساء مجالس إدارات شركات الصابون والسردين وتعمير الصحاري. المحاربون في المكاتب، فمَن سيحارب غير المدنيين؟ ». ملاحظة أمين السابقة، ردَّ عليها الكاتب الكبير محمود السعدني قائلًا: «كان هناك ضباط أصحاب رغبات شخصية وأطماع في السُّلطة، وكانوا عبئًا على الثورة، واستطاع عبد الناصر بذكاء عظيم أن ينقل هؤلاء الضباط خارج الجيش، وأسند إليهم مناصب مدنية، لكي يظلوا بعيدًا عن القوات المسلحة حمايةً لها ». لكن ما لم يُعلِّق عليه السعدني ـ حسب علمي ـ واقعة كانت قبل النكسة بقليل ـ رواها مصطفى أمين أيضًا ـ حدثت عندما ظهرت أخبار عن اجتماع طويل عقده بعض القادة، ولم يكن الاجتماع له علاقة بالحرب، وإنما عُقد برئاسة المشير عامر بصفته رئيس اتحاد كرة القدم، والفريق مرتجي باعتباره رئيس النادي الأهلي، والفريق صدقي محمود باعتباره رئيس نادي الطيران، والاجتماع كان لمناقشة انتقال اللاعب «لمعي» من نادي المنصورة إلى النادي الأهلي .”
― من علم عبد الناصر شرب السجائر؟
― من علم عبد الناصر شرب السجائر؟

“رويت لها بصوتٍ خفيضٍ ما سمعته من حكيم قريتنا، قصة ظلت عالقة بذهني، تحكي أن أحد الصيادين يومًا ما منذ سنين بعيدة، نقل بيض التمساح من مكانه وأخفاه عنه، لكن التمساح حفظ ملامحه وظل يترقبه، وفي ليلة قمرية اتجه الرجل للشاطئ مع صياد آخر مستقلين فلوكة، وراح الرجل الذي نقل البيض يجدف قابعًا في وسط المركب، فجأة هاجمهما التمساح من المنتصف وضرب الفلوكة بذيله من الناحية الأخرى، فأنزل ناقل البيض معه إلى النهر، ثم ابتلعه في ثوانٍ وترك الرجل الآخر، سرعان ما ظهرت بقعة الدم الحمراء، وراحت تتسع وتكبر أمام الصياد الناجي وهو يصرخ، حتى وصل للبر الثاني ليروي القصة لكل مَن يقابله لتنتشر في القرى كلها. هزَّت مِسكة رأسها غير مقتنعة ثم قالت: ما يمكن نصيبه.. أمي دايمًا تقول كل حاجة قسمة ونصيب. برقت عيناها بشدة كأنها توصلت لإجابة لم نكن نعرفها، أطبقت على يدي فشعرت أنها ربما تكون خافت قليلًا فضغطت على كفِّها برفق لأطمئنها، بينما فرائصي لا تزال ترتعد من الحكاية، لكن مِسكة اعتدلت في جلستها لتقترب مني أكثر، ثم روت لي بثقة أن عمي أخبرها بأن التماسيح لا تأكل نوبيًّا أبدًا بل تخاف منه، ولا بد أن القتيل غريب عنَّا، ربما من الجنوب لكنه ليس نوبيًّا، ومع ذلك لم تفلح في طمأنتي وظللت أُخفي وجهي بيمناي كلما رأيت التماسيح ولو من بعيد!”
― تذكرة وحيدة للقاهرة
― تذكرة وحيدة للقاهرة

“الرسائل عقيمة، تنقل الأخبار وتحتجز مشاعرها،”
― بعد ما يناموا العيال
― بعد ما يناموا العيال
Khaled’s 2024 Year in Books
Take a look at Khaled’s Year in Books, including some fun facts about their reading.
More friends…
Polls voted on by Khaled
Lists liked by Khaled