Status Updates From جنة العبيط

- «والعبوديّة والطغيان وجهان لشيء واحد.. والرأي عندي هو أنّنا عبيد لأننا طغاة، وطغاة لأننا عبيد، وأمّا الإنسان الحرّ القادر المكتفي بنفسه في عزّة وكبرياء، فلا هو يطغى بالضعيف، ولا هو يعنو بوجهه ذلًّا لطاغية».

- «أوّل مدارج الإصلاح نقمة وسخط على الحاضر، ورغبة في التغيير، وسعي نحو تحقيقه، لكن الخطب -فيما أرى- فادح، والبلاء جسيم؛ لأننا نجد من للعبوديّة مرتعًا خصيبًا نسرح في ونمرح، مغتبطين أشدّ الغبطة، راضين أكمل الرّضا».

- «إننا لا نكاد نخلق شيئًا واحدًا جديدًا في العلم أو الأدب أو الفلسفة أو الفنّ نتقدم به بين يدي الله يوم الحساب، فنقيم الدليل على أنّ الحياة الّتي هيّأت لنا أسبابها لم تذهب أباديد».

- «تناول قوّة الخيال عندك بالتهذيب والتدريب، يتّسع أمامك في هذا العالم الضيّق آفاق بعد آفاق!»

- «فلئن شاقك أن تكون بين قومك شكسبير زمانهم، فاجمع ما ظفر به من تجربة، ثم حرك أجزاءه في نفسك حركة عنيفة حتّى تتبعثر وتنتثر، ثم ألّف جوهرة من هنا وجوهرة من هنالك، يكن لك من خيالك عقد فريد مبتكر!»

- «إنّ قوّة الخيال هي أن تجمع أشتاتًا متفرّقات ممّا حولك، فتنفخ فيها من روحك فإذا هي خَلْق جديد! إنّ قوّة الخيال هي أن تربط العلاقة بين شيئين أو مجموعةٍ من الأشياء لم يسبقك إلى ربطها على هذا النحو إنسان».

- «فعظمة الشاعر إذن مرهونة بعاملين: دقة الشعور، والسّيطرة عليه».

- «إننا نريد العاطفة لا لتصرعنا، بل لنغاليها فنغلبها، وهذه هي سمة العبقريّة الشعريّة، وعلامة النبوغ الفنّي».

«أنت أقرب إلى الله في صمتك منك في صخبك وضجّتك، ولهذا اختارَ المتعبّدون صوامع في الجبل، ولم يختاروا الميادين الفخمة في كبريات المدن!»

«فقد يتعذر أن يجتمع الكلام والعمل؛ لأنّ الفكرة إذا طافت برأسك فصحت بها ملامًا، انتهى بذلك أمرها، أمّا إذا حبستها في نفسك، وأغلقت دونها صدرك بمغاليق الصّمت، فقد تتفجّر في صورة عمل عاجلًا أو آجلًا».

- «الله جلّت قدرته أبدع قصيدة الكون العظمى منظومة منغومة، والإنسان بيت من أبياتها.. إن سرَّ الوجود ليستعلن في الجرثومة الضئيلة، كما يستعلن في الإنسان والقرد والأفعى! إنها أنغام تتسق كلّها لتُنشئ موسيقا الوجود».

«عبثًا ينبري بقلمه كاتب ليدفع الأذى عن هذا الخروف، وعبثًا يرتقي المنبر في سبيله خطيب؛ لأنّ عدوان الذئب يُصادف في نفسه القبول، فليُعدّل الخروف من طبيعتِه أوّلا، وبعد ذلك فليكتب الكتّاب ليدفعوا عنه العدوان، وليخطب الخطباء!»

- «التواضع في بلدنا المحروسة بعناية الله سرعان ما يُصبح ضعة، والتهاون فيها لا يلبث أن ينقلب هوانا» بتصرّف بسيط.

- «فلأن أكون ماكرًا ذا دهاء والتواء خير ألف مرّة من أن أكون حمارًا تتعاقب عليه الأعوام عقدًا بعد عقد، فلا يعرف كيف يظفر منها بما يظفر به سواه في أيّام معدودة!»

- «الإصلاح سبيله أن تعرف لكلّ قصاصة قيمتها، وأن تجد كلّ قصاصة مكانها من نافذة المجتمع؛ فمن لهذه القصاصات البشريّة بمن يُنسِّقها أمّة منتجة عاملة؟»

- «فما أهون أن تنظر إلى وجهك في مرآتك لتصلح ما اختلط من شعرت رأسك، وتشذب ما هاش من شاربيك؛ لكن أنّى لك مرآة تجلو أمام ناظريك ما خفي من شعاب نفسك، لتصلح منها ما اعوجّ؛ إن كانت بذات عوج، أو لتزهى بها إن كانت قمينة بالإعجاب؟»

«عنّي يا أمّاه! للموت بعد نعيم العيش أشهى من الحياة في ظلمة الجحور».

«إنّ إنه لخير لك ألف مرّة أن تستأسد يومًا ثمّ تموت من أن تعيش في هذا الخمول قرنًا كاملا».

«وهل يلذّ السعي ويطيب الجهاد بغير ذلك العدو العنيد تغالبه فتغلبه؟ أكنت تريد أيّها الجندي الخائر أن تحارب في الموقعة بغير أعداء ثمّ تزعم لنفسك النصر والظفر!»

«فقم وانهض إلى الدنيا العريضة مُجاهدًا حتّى تنتزع من مخلب الدهر حياة مريئة، فيكون لك بها نشوتان: نشوة الغنيمة نفسها، ونشوة الظفر بالغنيمة.. قم واملأ الدنيا ضجّة وصياحًا، حتّى يعترف لك الوجود بالوجود».

«نريد من كاتب المقالة الأدبيّة أن يكون لقارئه محدّثًا لا معلّمًا، بحيث يجد القارئ نفسه إلى جانب صديق يُسامِره، لا أمام معلّم يعنّفه».