Status Updates From موت الإنسان في الخطاب الفلس...

يادماغي ياما

"... يتعزز ما نذهب إليه من أن أبحاث ودراسات ليفي ستروس المعتمدة للمنهج البنيوي قد أسفرت بالفعل عن أفكار ومواقف تصب في اتجاه تجريد الإنسان من كل خصوصية تميزه ككائن احتماعي وثقافي وتاريخي، فهي ترفض الاعتراف له بذات تمثل كيانا واقعيا، وتنتقص من قيمة وعيه الذي تعتبره كاذباً ومخادعاً، وتنفي أن يكون متمعاُ ولو بقدر نسبي من الحرية في مجال المبادرة والإبداع، ولا تكترث كثيرا بمشاعره وعواطفه، وتفرغ كلامه من المعنى والقصد.."

هايدجر: أنا مش عارف أنا عايز ايه D:

لقد كشفت علوم إنسانية بنيوية، مثل الإثنولوجيا والتحليل النفسي أن بعض الخصائص التي تضفيها الفلسفة على الإنسان مثل الوعي والعقل والإرادة لم يعد ممكن الوثوق فيها، لأنها أشبه بأوهام الإنسان عن نفسه. وأن ما يتحكم في جميع حركات الإنسان وسكناته هو اللاشعور. هذا يعني نهاية "أسطورة الإنسان." - تخيل أن يقضي مثقف عمره في دراسة أو المدافعة عن هذه "العلوم" في حين أنها تقول أنه لا عقل له ولا إرادة، وإذا خالفته اتهمك بالرجعية. عجبي

بما أن ليفي شتراوس يؤمن أن الإنسان بلا وعي أو إرادة، فهو أيضاً ينفي عنه قدرته على أن يكون حراً قادرا على الإبداع في مجال كالكتابة، فالإنسان كما يراه يخضع لمجموعة محددة من القواعد اللاشعورية، وبالتالي عندما نتكلم أو نكتب نتوهم أننا نفعل ذلك عن حرية، بينما نحن خاضعون لوحدات وجدت قبل فكرنا ذاته.
يعني هيدجر همش الإنسان ولغاه عشان يدرس الوجود، وشتراوس نفى الوعي والحرية عنه، هم دول الفلاسفة اللي المفروض يُقتدي بهم؟

شتراوس بعد ما أسس ما يسمى بالأنثروبولوجيا البنيوية توصل للآتي:
النزعة الإنسانية التي قدست الإنسان وآمنت بقدرته على تحقيق التقدم والرخاء مجرد وهم لأن الإنسان بلا وعي وبلا إرادة. أما الحقيقة فتكمن في أن القوى الغامضة والبنيات اللاشعورية هي التي تحرك الإنسان، وبالتالي فالعلوم الإنسانية كانت بتضيع وقتها في دراسة الإنسان باعتبار أن له وعي في حين إنها كان من المفترض أن تتفرغ لدراسة اللاشعور --
دي شكلها بركات فرويد

المدافعون عن النزعة الإنسانية المؤمنون بقدرات الإنسان يرون أن البشرية في تقدم تصاعدي مستمر بما في ذلك العقل البشري فيقول جان بياجي: أن العقل يكون أكثر تشريفاً عندما ينظر إليه على أنه نتاج لبناء متواصل ومفتوح، بدلا من أن يختزل لمجموعة من البنيات اللا شعورية، أما شتراوس فهو ضد فكرة تطور العقل ويرى أنه بنية لا شعورية يؤثر في كل العصور بالطريقة نفسها.
أعتقد إن المشكلة في الخناقة دي إن الموقفين مختزلين الإنسان في عقله

شتراوس الذي انتهت به أبحاثه إلى نفي خصوصية الثقافة التي يعتقد أنها تميز الوجود البشري، ثم نفى خصوصية الإنسان نفسه الذي صار ينظر إليه على أنه مجرد زهرة فانية تفتحت على جذع الطبيعة، شتراوس كان يشغل كرسي الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية في إحدى جامعات فرنسا. هذا التناقض غريب! لماذا تدرس شيء تنفي خصوصيته؟ هل لمجرد أن تكدر صفو البشر وتكشف لهم "بأبحاثك" أنهم غير مميزين؟

"ولن يبدأ الفكر حقاً إلا عندما نتعلم أن هذا الشيء الذي طالما أشدنا به ومجدناه منذ قرون ونعني به العقل هو العدو اللدود للفكر" - هيدجر
😅😅
يبدو أن تقديس العقل تضمن إلغاءه في نهاية المطاف.

المذهل عند القراءة في الفلسفة أنك تكتشف أنه لا سقف لشطحات الفكر الإنساني، كنت أظن أن نيتشه بتقويضه للإنسان وعقله وتاريخه ومعارفه عندما ادعى أن كل هذه التأويلات وهم هدفه تزييف حقيقة أنه لا حقيقة هنالك وأنه لا وجود إلا إرادة القوة والصراع، كنت أعتقد أنه لا يمكن لأحد أن يتجاوز هذا الشطط. حتى قابلت هيدجر الذي زايد على نيتشه! واتهمه بالإخفاق في مسعاه لأنه لسه مشغول بالإنسان بينما كان يجب أن يتجاوزه تماما وينشغل بالوجود!

كان هذا الكتاب من أكثر الكتب التي أحال إليها كتاب الإنسانوية المستحيلة خاصة في الجزء الذي نوقشت فيه محاكمة النزعة الإنسانية على يد تيار فوكو وزملائه والذي دعا لتقويض هذه النزعة المبنية على أسطورة القرن التاسع عشر الكبرى -على حد قوله- التي مهدت لها فلسفة الأنوار والتي تؤمن بأن الإنسان قادر على أن يكون سيد الكون بلا منازع.
لنبدأ ..

معا ضد العدمية من أجل عالم أفضل، هيومانيزموس هيومانيزموس