Status Updates From برقوق نيسان، القميص المسروق...

كم هو بَشع الموت، وكم هو جميل أن يختار الإنسان القَدر الذي يُريد

أنهُ صامت الآن، صامت إلى حَد يُخيل لـ الإنسان معهُ نَسى كبف كان يتكلم الناس

مع أشعة الشمس التي كانت تأكُل رأسُه وهو وَحيد في صَحراء النَقب، كان يَسمع صَخب أفكارُه في رأسُه كـ أنها مجموعة مَسامير تدُق ولا تَنغرس.

وكانت نابلس ذَلكَ الصباح مُنكفئه على نَفسها وكـ أنها ما تزال نائِمه، وقال أبو القاسم لـ نَفسُه ( إن المُدن مِثل الرِجال تشعُر بـ الحُزن، تفرح وتنام، وتُعبر عَن نَفسها بـ صوره فَريده تَكاد لا تُصدق، وتتعاطف بـ غُموض مع الغُرباء أو تركلهُم،

عِندما جاء نيسان أخذت الأرض تنضرج بـ زهر البرقوق الأحمر وكـ أنها بَدن رَجُل شاسع مُثقب بـ الرُصاص. كان الحُزن وكان الفرح المُختبيء فيه مِثلما تكون الولاده ويكون الألم، هكذا مات قاسم قبل سنه.
وقَد دُفن حَيثُ لا يعرف أحد، دون اسم، ويبدو الآن بَعيداً كـ أنُه لم يكُن طوال العُمر إلا واحداً مِن هذه الأحلام العظيمه التي تظِل مع المرءوكـ أنها جُزء مِنُه، وتُرافقُه إلى الفَناء دون أن توجد حَقاً

" شعر بمواساة من نوع غريب ، مواساة تلك التي يراها الوالد في ولد عاش بعد مصرع أخيه ، فابتسم باطمئنان "
علقت في ذهني و شرحت لي شعور ثقيل كنت لا أعرف وصفه

إن الفكرة النبيلة لا تحتاج غالباً للفهم.. بل تحتاج للاحساس من قصة قرار موجز

الى متى تحسب انك تستطيع ان تواصل على هذه الصورة ؟
قال وهو يسند رأسه على كيس المتفجرات :
- الى ان نعود

عاد يتصور الامريكي واقفاً امام اكياس الطحين، يضحك بعيون زرقاء ضيقة ويفرك راحتيه النظيفتين بحبور وطمأنينة، فشعر بضيق غريب، وخطر له ان ذلك الامريكي كان يبيع الطحين في الوقت الذي كان يقول فيه لرجال المخيم ولنسائه ان توزيع الاغاثة سيتأجل الى نهاية الايام العشرة الاولى من الشهر، واحس بنقمة طاغية، هي صدى لاحساساته يوم كان يرجع من المخازن ليقول لزوجته بصوت كسير انهم اجلوا توزيع الطحين عشرة ايام... من رواية القميص المسروق

إن المدن مثل الرجال، تشعر بالحزن"
تفرح وتنام، وتعبر عن نفسها بسورة فريدة تكاد لا تصدق، وتتعاطف
بغموص مع الغرباء أو تركلهم.. بل إن الأحياء في المدينة مثل الأولد
في العائلة، لكل منهم شخصيته ومنزلته ومزاجه، فثمة شوارع محببة،
وأخرى تتقاذف العابرين فيها بفظاظة، وشوارع خبيثة، وأخرى صريحة"

أول قصة برقوق نيسان تحفة