Status Updates From الحياة الثانية لقسطنطين كفافيس

في الأميال الأخيرة من القسم الاول، تسلم الأحداث بعضها بعضًا في تتابع زمني طبيعي، وترتاح اللغة من تكثيفها، وتنفلت الجمل من قصرها المحكم.

كانت قرائتي المتعجلة لتفسد "تأمل" الخطوط الزمنية التي تتقاطع وهي تدور في حلقات، لا خطوط مستقيمة كما يحدث في الحياة الواقعية، ناهيك عن كل خط سردي على الآخر، فالكسندر يكتب رواية يقرأها كفافيس، كفافيس يقرأ الرواية داخل الرواية، وكفافيس خارج الرواية يضع احتمالات أخرى لم تقع في الرواية، بل ويحكي عن كاتبها، ويعمل على محو سيرته. والشخصيات تخرج من سيرة الشاعر الحقيقية لتتوه وسط خيال طارق إمام، بينما قدمها إلسكندر بشعر كفافيس

بعدما حشد إمام مجموعة من الأحداث قدم بها الشخصيات، العلاقات والأماكن، في أول فصلين من القسم الاول، راح يقلب شخصياته - والمدينة - في الفصل الثالث، لا حدث كبير أو أحداث سريعة، مجرد استغراق في تأمل الشخصيات في ضوء الأحداث التي زلزلتها.
لا شيء يعيب هذا، وإنما من الأفضل معاملة هذا الجزء معاملة الشعر، قرائته ببطء وتأمل، عوضًا عن ملاحقة الأحجاث وإلا أصابك الإحباط.

يكاد يلد كل جملة. لغة وإيقاع أقرب للشعر منها إلى السرد، وتخطيط محكم - إن لم يكن هوس - للحكي.
عادة ما يحتفظ الكاتب بهذا الزخم في أول فصل أو فصلين على الأكثر، لكنه - ما شاء الله حتى الآن - قادر على الحفاظ على "لياقته".