Status Updates From مذكرات جندي مصري في جبهة قن...

⭐⭐⭐⭐⭐
5/5

مع تحياتي للإخوة جنود الميدان ورفاق السلاح

الأربعاء ١٦ أبريل ١٩٦٩

"لقد كانت الكارثة قاسية على هذا الشعب فهي تلتهم قوته بنفس القسوة التي تلتهم بها أبناءه"

❞ كنت أجلس إلى جوار نافذة القطار، فهي عادتي التي أصر عليها كلما حصلت على إجازتي الميدانية.. أحب الجلوس إلى النافذة حتى أمتع بصري بخضرة الريف... وفي هذه المرة كنت مشتتًا
في أفكاري، تُذكرني أشياء كثيرة تمر أمام نافذة القطار المسرع بما يدور في حياتنا من أحداث فتختلط معها مشاعري، وأحيانًا كثيرة تسقط دموعي دون أن أدري. ❝

❞ أرجو يا والدي ألا يكون عطفكم عليَّ يضعفني، فأنا أتألم وأتعذب لأني أحس أنكم دائمًا قلقون عليَّ، وأصدقكم القول إن العدو لا يحرك شعرة واحدة في رأسي، ولكن ما يؤلمني ويقشعر له جسدي، وتسيل الدموع حارة وملتهبة من أجله، هو خوفكم عليَّ وقلقكم من أجلي.
أرجو أن أستمد منكم القوة. ❝

❞ الآن جاءتني رسالة، وانتابني شعور بالذنب. كنت أود أن لا يفكر فيَّ أحد. كانت تنتابني لحظات الاشتباك إحساسات طليقة أني وحدي أتحمل مصيري أمام الحرب ومخاطرها، لكن هذه الرسائل كانت كالحجر الثقيل على صدري، جعلتني في كل خطوة أخطوها يحضرني فيلم كامل عن الأهل والأحباب والأصدقاء، ويجعل لكل خطوة أخطوها ألف حساب. ❝

"كنت أحب اللون الأزرق الفاتح، وكنت أستريح وأنا أكتب عليه فهو يذكرني دائما بصفاء السماء التي كان اللهب وغبار الاشتباكات الدامية مع العدو يصبغها بلون آخر تختلف معه الرؤية لكل الأشياء."

رقيق وجميل...

❞ كانت الشمس في طريقها إلى الغروب. قرص الشمس الأحمر يعكس على المياه صورة رائعة ومؤلمة أيضًا، من بعيد يلتحم الأفق مع مياه البحيرة ويظهر على البعد قارب صغير لعله قارب صيد، تهب رياح قوية، أقول لنفسي: في وقت الحرب وبرغم الرصاص المنهمر، الفلاح يزرع الأرض والصياد يبحث عن الرزق في البحيرة. فكيف لا يقاتل الجندي ببسالة وثبات؟ عدت وفي ذهني أشياء عديدة عن كفاح الإنسان في بلادنا. وعن المحنة وقسوتها والأرض التي يحتلها العدو.❝