Status Updates From مذكرات جندي مصري في جبهة قن...

الأربعاء ١٦ أبريل ١٩٦٩

"لقد كانت الكارثة قاسية على هذا الشعب فهي تلتهم قوته بنفس القسوة التي تلتهم بها أبناءه"

❞ كنت أجلس إلى جوار نافذة القطار، فهي عادتي التي أصر عليها كلما حصلت على إجازتي الميدانية.. أحب الجلوس إلى النافذة حتى أمتع بصري بخضرة الريف... وفي هذه المرة كنت مشتتًا
في أفكاري، تُذكرني أشياء كثيرة تمر أمام نافذة القطار المسرع بما يدور في حياتنا من أحداث فتختلط معها مشاعري، وأحيانًا كثيرة تسقط دموعي دون أن أدري. ❝

❞ أرجو يا والدي ألا يكون عطفكم عليَّ يضعفني، فأنا أتألم وأتعذب لأني أحس أنكم دائمًا قلقون عليَّ، وأصدقكم القول إن العدو لا يحرك شعرة واحدة في رأسي، ولكن ما يؤلمني ويقشعر له جسدي، وتسيل الدموع حارة وملتهبة من أجله، هو خوفكم عليَّ وقلقكم من أجلي.
أرجو أن أستمد منكم القوة. ❝

❞ الآن جاءتني رسالة، وانتابني شعور بالذنب. كنت أود أن لا يفكر فيَّ أحد. كانت تنتابني لحظات الاشتباك إحساسات طليقة أني وحدي أتحمل مصيري أمام الحرب ومخاطرها، لكن هذه الرسائل كانت كالحجر الثقيل على صدري، جعلتني في كل خطوة أخطوها يحضرني فيلم كامل عن الأهل والأحباب والأصدقاء، ويجعل لكل خطوة أخطوها ألف حساب. ❝

"كنت أحب اللون الأزرق الفاتح، وكنت أستريح وأنا أكتب عليه فهو يذكرني دائما بصفاء السماء التي كان اللهب وغبار الاشتباكات الدامية مع العدو يصبغها بلون آخر تختلف معه الرؤية لكل الأشياء."

رقيق وجميل...

❞ كانت الشمس في طريقها إلى الغروب. قرص الشمس الأحمر يعكس على المياه صورة رائعة ومؤلمة أيضًا، من بعيد يلتحم الأفق مع مياه البحيرة ويظهر على البعد قارب صغير لعله قارب صيد، تهب رياح قوية، أقول لنفسي: في وقت الحرب وبرغم الرصاص المنهمر، الفلاح يزرع الأرض والصياد يبحث عن الرزق في البحيرة. فكيف لا يقاتل الجندي ببسالة وثبات؟ عدت وفي ذهني أشياء عديدة عن كفاح الإنسان في بلادنا. وعن المحنة وقسوتها والأرض التي يحتلها العدو.❝

❞والوجوه السمراء لجنودنا ـ برغم كل شيء ـ تطفح بالأمل… فلاح يحاول أن يرفع ما دمره العدو من بيته فلاح آخر يشق الترعة بفأسه بالرغم من أن العربات العسكرية التي لا تكف عن الحركة سوف تهدمها وتغطيها بالتراب مرة ثانية، لكنه برغم ذلك لم يرد أن يترك القرية، زرع بجانب القوات المرابطة لحماية المنطقة. لقد كانت هذه الصور هي الدوافع القوية لي أن أعود نفسي وأعدها لتحمل رؤية الجراح الدامية والمآسي المفجعة دون أن أسقط أو يصيبني اليأس.

❞ فالسبعة عشر جنديًّا الذين قضيت معهم الليل في هذا الموقع سوف يتفرقون مرة أخرى قبل شروق الشمس، سالت الدموع من جديد واحتضن بعضنا بعضًا.. كنا نشد على أيدينا بقوة ❝

‏مشاعر طيبة ورقيقة جدا
مع إنها غريبة ومش متأكدة هل ده بسبب واقعنا الحالي وده شعور مشترك بين كل الناس
ولا هو شعور منفرد مرتبط بنظرتنا للعلاقات

ولا هي الظروف اللي بتخلي الإنسان يقدر تفاصيل العلاقات ويعتز بيها لدرجة إن رفاق يوم واحد يفارقهم المرء بدموع وحزن!

❞ في هذا اليوم سنفترق جميعًا، وعلى الإنسان أن يمتلك مشاعره. لقد عشنا سويًّا شهورًا عديدة في هذا المعسكر وأصبحنا إخوة.. ❝

‏....
❞ لكنني كنت أعيش لحظات الفراق القاسية وأنا أحتضن زملائي الذين سيذهبون ❝

...
❞ وانهمرت الدموع وارتعشت الأكف بالسلام واهتزت الكلمات وتحجرت. كان عليَّ أن أعيش هذه اللحظات، وكنت أعزي نفسي بأن أحصل على عناوين زملائي، كلٌّ في موقعه الجديد. ❝

...

معانا ٣ كتب بدأنا فيها ومكملناش
بس البلوك مطول
فقررنا نحاربه بكتاب رابع🙃🌚