Status Updates From مذكرات الحاج محمد امين الحسيني

عقد العرب على ألمانيا النازية امالاً كباراً، وانتظروا منها النجدة والفرج، حتى بلغت الحماسة لها في بعض البلاد العربية ان كان اَهلها يهتفون في أهازيجهم بمثل هذه الكلمات:"الله حي، الله حي، الحج محمد هتلر جاي".

فكرة الاتصال بالألمان بدأت خلال وجود سماحة المفتي هارباً في العراق. ولم يكن رحمه الله مطمءنا لبعض العناصر التي كانت معنية بهذا الامر.

كان العرب معجبين بانتصارات الألمان في بداية الحرب العالمية الثانية وكانوا يرجون لهم النصر الموءزر على الحلفاء وخاصةً فرنسا وبريطانيا الذين استغلوا الامة العربية في الحرب العالمية الاولى استغلالاً لءيماً، ونقضوا العهود التي قطعوها للعرب في معاهدة ١٩١٦ باستقلال الأقطار العربية..عملاً بالقاعدة المأثورة "عدو عدوك صديقك" و الألمان في تاريخهم لم يعتدوا على العرب ولم يسيءوا اليهم..

خلال سفريات المفتي المضنية والخطرة تعرض له بعض الضباط والمسؤولين العرب ذات الشهامة والكرم حيث سهلوا للمفتي عمله في سبيل القضية الفلسطينية التي يعمل من اجلها وعرضوا انفسهم للخطر ووظائفهم للضياع.

في الفترة الاخيرة من ايام إقامة سماحة المفتي في لبنان وفي مصيفه في "قرنايل" في أيلول عام ١٩٣٩، شدد الفرنسيون بضغط من الإنكليز المراقبة عليه وكثرت المداهمات ولكن حرسه الخاص الموءلف من عدد من مجاهدي فلسطين الأشداء، والمعزز بحرس آخر من رجال "قرنايل" الاشاوس الذين أقاموا حوله حراسة مسلحة قوية عملاً بالتقاليد العربية الشريفة التي تقضي بحماية الضيف والذود عنه..

تطوع عدد من الأردنيين والسوريين واللبنانيين والمصريين وانضموا الى حركة الجهاد مع اخوانهم الفلسطينيين ضد الإنكليز.

اقترفت السلطات البريطانية من وساءىل الارهاب والقسوة والتعذيب ما لا يكاد يصدق ان حكومة مدنية تقترفه في الاهلين والقرى.

اشتهر الإنكليز بالقسوة في أساليب تعذيبهم في السجون.

الصحف البريطانية تعترف بالثورة الفلسطينية التي اندلعت سنة ١٩٣٧بان:"حفنة صغيرة من العرب الضعاف العزل في فلسطين تقوم بمقاومة تبهر العالم بما فيها من بأس واستماتة وتثير الحماسة بين العرب من كل أنحاء الأقطار العربية".

الامير طلال "ولي عهد الاْردن" عند مقابلته للمفتي سنة ١٩٥١: "انهم(اي الإنكليز) يراقبوننا باستمرار، وإني على العهد، لا اتغير، ولا أحيد عن طريق الاخلاص للأمة".

وكانت المنظمات الصهيونية الاستعمارية تسعى لتقديم سماحته الى محكمة (نورمبرغ)، وانه حرض السلطات النازية في ألمانيا خلال الحرب على إبادة اليهود.

سنة ١٩٣٤ نشبت حرب بين السعودية واليمن فبادر سماحته بصفته رءىيس موءتمر العالم الاسلامي بتأليف وفد لوقف الحرب وإصلاح الذات البين وقد اقترنت مساعي الوفد بالتوفيق، وتم الصلح بين الطرفين، وحقنت الدماء.

لما نشبت الثورة الفلسطينية سنة ١٩٢٩ اثبت سماحة المفتي امام لجنة التحقيق البريطانية الانتدابية ان اليهود حاولوا رشوته بنصف مليون جنيه، ليفرط لهم في حقوق ليست لهم، في مكان البراق الشريف، وكان اليهود قد طالبوا بمحاكمته واعتبروه مسؤولا عن الثورات المتعاقبة التي كان الفلسطينيون يقومون بها ضدهم.