Status Updates From Why Am I Afraid to Tell You...

إنني أختبر باستمرار حقيقتك التي تتجدد أبدا وتنمو باضطراد، وأنت تختبر حقيقتي أنا. ونحن، أحدنا من خلال الآخر، نختبر معا حقيقة الله.

في داخل كل منا أمور كثيرة نود أن نشرك الآخرين فيها، ولكل منا أسرار ماض عشناها، أمور نخجل منها وأحلام اندثرت وآمال خابت. وإلى جانب حاجتنا إلى أن نفهم، والرغبة في أن نشاطر الآخرين أسرارنا ، على كل منا أن يقارن الخوف والمخاطرة بتلك الحاجة والرغبة. مهما كانت أسراري، فهي تبقى، أكثر من أي شيء آخر، قسما مني عميقا وفريدا. لم يعمل أحد أبدا الأعمال نفسها التي عملتها أنا، ولا أفكاري خطرت ببال أحد، ولا حلم أحد مثل أحلامي .

وإذا تعذر وجود من يفهمني ويقبلني كما أنا، أحسست أنني في «غربة». فلا مواهبي ولا ممتلكاتي يمكن أن تحمل الراحة إلي. وحتى لو تحلق الناس جماعات من حولي، سيبقى لدي شعور دائم بأنني في عزلة ووحشة. وسوف أعيش وكأنني في سجن منفرد.

" إذا أشْرَكْتُك في أفكاري ، وَضَعتُ ذاتي في مُتَناولك. وإذا شاطرتك مشاعري أشركتك في ذاتي».

إن الإنسان الكامل لا يكبت عواطفه، بل يسمح لها بالظهور، على قدر المستطاع، ويقف على حقيقتها . إنه يعيش واعيًا عمق عواطفه، ينصت إلى ما تهمس له عن حاجاته وعلاقاته بالآخرين، ولكن دون أن يعني ذلك استسلامًا لها.

إذا أردنا أن نجعل الشخص الآخر عنده وهي يتعامل معنا بانفتاح وصدق، علينا أن نبدأ وننفتح عليه ونعبر له بصدق عن مشاعرنا.

الشخص يرجع صدى الشخص الآخر.

أنتقل من الشفقة على النفس ومعاقبتها إلى الحب. ومن الغضب إلى التفهم، ومن اليأس إلى الرجاء .

القاعدة الرابعة : في العلاقة الحميمة العميقة، يصبح التعبير عن العواطف واجبًا.

إذا كنت أود أن أقول لك من أنا، فمن الضروري أن أعبر لك عما أشعر به أكنتُ أنوي أن أحقق ذاك الشعور أم لا.إذا قررت أن أنفتح عليك، أصبح واجبًا علي أن أفسحلك المجال لتختبر واقعي الخاص، أغاضبا كنت أم خائفا. (١/٢)

قد أحس بشعور رقيق ومحب نحوك،قد يكون ذلك عائدا إلى تراثنا الحضاري، أو أن سببه خشية من الرفض، ولكننا غالبًا ما نحس بتردد كبير في التعبير عن الشعور الرقيق وعن الحب. ربما يحكم عقلي، في هذه الحال، أنه من الأفضل أن ألبي دعوة شعوري، ومرة أخرى، تضع الإرادة ذلك موضع التنفيذ. من البديهي أن يكون الشخص المتكامل متزنا في تعامله مع عواطفه، فهو لا يكبتها، ولا يترك لها، من ناحية أخرى المجال كي تتحكم هي بسلوكه. (١/٢)

وفي عملية التكامل، يحكم العقل في إذا كان مستحسنا أو ضروريا أن يسير الإنسان بتوجيهات عواطفه، ومن ثم، تضع الإرادة ذلك الحكم موضع التنفيذ.

العديد منا لا يحتمل في حياته اليومية ما يستطيع قبوله بشكل نظري .

نحن نخضع عواطفتنا لمراقبة قاسية. وإذا تعذر علينا قبول بعضها كبتناها في لاوعينا. ويقول علم الطب «السيكوسوماتي» إن كبت العواطف من أهم أسباب الإرهاق والمرض في مجتمعنا. والواقع أن هنالك عواطف نأبى أن نقبلها. فنحن مثلاً قد نخجل من مخاوفنا، أو نشعر بالذنب أمام غضبنا أو رغباتنا العاطفية والجسدية .(١/٢)

وإذا أردت أن أعرف نية شخص أو عمق دوافعه أو ردة فعله فالطريق واحد علي أن أسأله.

قد يكون من المفيد، في غالبية الأحيان، أن نقدم لكل تعبير شخصي عميق بكلمة تؤكد للشخص الآخر أن ما نحن في صدد الإفصاح عنه لا يعني أننا نصدر حكما على أحد قد أقول مثلاً: «أنا لا أعرف لماذا يزعجني ما تقوم به ولكنه في الحقيقة مزعج لي ... قد أكون مرهف الأحاسيس، فلذلك أتألم مما تقول، ولا لأنك لست على حق في ما تقول. المهم، مرة أخرى، أن ليس هناك حكم على أحد

القاعدة الأولى: العلاقة العميقة الحميمة انفتاحعاطفي وصدق يجب أن تخلو من الحكم على الآخر.

يجب أن يكون لدي من التواضع والتعقل ما يجعلني أخشع أمام سر الإنسان وتشعبات شخصيته.

وعندما حدث الانفجار في النهاية، وكأنه عاصفة عاطفية، ما أمكنك فهم ذلك، ورأيت أن ردّة فعلي لا تتناسب أبدا مع ما حصل. وبدت روابط حبنا ضعيفة، بل على وشك الانهيار. كل ذلك بدأ عندما قلت في نفسي: «لا أحب ما تفعل، ولكن من الأفضل أن ألزم الصمت، فيبقى السلام مخيما على علاقتنا». كل ذلك كان خدعة وكان من واجبي أن أفصح لك عن انزعاجي منذ البداية. أنا أشعر الآن أن طلاقا عاطفيا حدث بيننا وكلُّ ذلك لأني أردت أن أحافظ على السلام .

أقرر أن أبقي ما خطر لي في نفسي. ولكن كل مرة أراك تقوم بتلك الحركة، يتسجل ذلك ، ٢ ، ٣، ٤، ٥ إلى أن يأتي يوم تفعل ما تعودت فعله دائما، ولكن، هذه المرة، "تقوم الدنيا وتقعد!" والحقيقة أنك لما كنت تقوم بتلك الحركة كنت دوما تزعجني، ولكني كنتُ أكدس ذلك في مكان ما من نفسي، بكل سرية. وكنت، في الوقت نفسه، أتعلم أن أبغضك. وكانت مشاعري الطيبة نحوك تتحوّل شيئًا فشيئًا إلى شعور بالغضب والمرارة.

إننا في غالبيتنا، نشعر أن الناس لن يمكنهم أن يتحملوا صدقا كهذا في اتصالهم بالآخرين. قد نفضل أن تدافع عن مراوغتنا بحجة أن الصدق قد يجرحالآخرين. وبعد أن نكون قد ألبسنا قلة صدقنا حلة نبيلة، نكتفي آنذاك بالعلاقات السطحية. وهذا لا يحدث فقط مع معارف عابرة مؤقتة، بل داخل عائلاتنا، وهذا مما قد يزعزع العلاقة الصحيحة داخل العائلة الواحدة ونتيجة لذلك، فلا نحن ننمو ولا تساعد أحدا على النمو. ونبقي مرغمين علي علاقات غير مشبعة.

إنه يتمزق حيرة بين ما به من رغبة قوية للخروج إلى الناس، وخوف، لا يقل قوة، من إمكانية رفض الآخرين له، إذا ما قرر أن يضع حدا لعزلته .

من المفيد تخيل الإنسان وكأنه في سجن مظلم، وفي نفسه توق إلى الخروج من سجنه للقاء الناس، ولكنه خائف.

أنا أزيل عوائق نفسي وعالمي لك كي تدخل إلي، وأنت تزيل عوائق شخصك وعالمك لأدخل بدوري إليك. لقد خبرتني في العمق، كشخص، وهكذا خبرتك أنا، وذلك لأنك قلت لي من أنتَ وقلتُ لك من أنا .
فمثل هذه العلاقة هي الطريق الأوحد إلى اللقاء الحميم.
لذا يقول أريك فروم: - لا يمكنك أن تحب شخصا من دون أن تزيد محبتك لكل إنسان. (١/٢)

في «اللقاء» لا يبقى الإنسان الآخر شخصًا غريبا، «هو» أو «هي»، بل يصبح «بالنسبة إلي» «أنت بكل ما في الكلمة من ترابط حميم». يصبح الآخر بشكل عجيب يكاد يستحيل تحديده كائنا خاصا في نظري، قسما من عالمي، بل وكأنه قسم مني.
أدخل في واقع عالمه، بقدر ما هو ممكن ويدخل هو في واقع عالمي . هنالك نوع من الانصهار، مع الحفاظ على فردية كل منا.

إذا كنا نستطيع، أنت وأنا، أن يحدث أحدنا الآخر بصدق عن ذواتنا، أي عما فيه تفكر وما به نشعر وما نقدر ونحب ونحترم .
عما به نحكم وعما نجل، ونخشى، ونكره ونتمنى، وعما به نؤمن و به نلتزم، آنذاك يستطيع كل منا أن يكبر. آنذاك يتمكن كل منا أن يكون ذاته، وأن ينطق بما يفكر ويشعر، ويعبر بالحقيقة عما يحب.

إن أية نظرة منك تجعلني أنبسط بعد أن كنت قد انكمشت على ذاتي كأصابع اليد المتعلقة . إنك ترغمني على الانفتاح بتلة بتلة ، تماما كما الربيع بلمسة عجيبة يفعل بوردته الأولى.

"علينا أن نعتنق ونشغف بالذي هو موجود ونطمح في الوقت نفسه لنبلغ ما هو أكمل ذاك ، هو الاتزان الذي يبلغه الإنسان الكامل بين ما هو وما سوف يكون"

إن تطور النمو عند الإنسان هو مسيرة تبدأ مع الحاجة المطلقة إلى الحب (الطفولة) وتنتهي إلى القدرة الكاملة على الحب (النضج)، مرورًا بالعديد العديد من المراحل في الطريق
في بداية نمونا الإنساني نكون أنانيين نفتقر إلى قدرة التمييز الطفل يريد أن يستأثر بكل شيء من غير وعي كاف الحدود قدرته . أما أعمال الشخصية الناضجة، فهي غير أنانية في طبيعتها، وتتجه في أساسها نحو الآخر.

إنه مرتاح في نفسه، ولا جسده ولا عواطفه اللطيف منها والعنيف، ولا أفكاره ولا رغباته ولا حتى نزواته، تجعله يضطرب أو يخاف .

يعرف عمق عواطفه ولا يخشاها، كما أنه يعرف مدى عقله وإرادته وفعاليته الجسدية . يحب الجمال ولا يرفض الألم. وما من عاطفة إنسانية تضعضع كيانه، ألما مبرحا كانت أو عاطفة رقيقة لطيفة. عقله حي، باحث. إرادته تصبو دائما نحو الأفضل كما أنها تقدر ما وصلت إليه . لقد أصغى إلى ذاته وهو يعلم أن لا شيء من كل ما يسمع هو سيئ ومخيف.

" إن ما أستطيع أن أعرف في نفسي هُوَ مَا كَانَتَ لَدِي الشجاعة أن أتمنك عليه .."

لأن الصدق يحتم الكشف عن حقيقة العواطف المكبوتة وقبولها كما هي..
فإذا كنتُ أريد أن أرى الأمور كما هي ... وأن أقولها كما أراها ، علي أن أطرح على نفسي بعض الأسئلة الصعبة حول أعمالي وردات الفعل في سلوكي، كما علي أن أتساءل عما تقول لي تلك النماذج من سلوكي عن نفسي.