Status Updates From ديوان جميل بثينة

أتهْجُرُ هذا الرَّبْعَ، أم أنتَ زَائرُهْ ،
وكيفَ يُزَارُ الرَّبْعُ قد بان عامِرُه!!
رأيتك تأتي البيتَ تُبغض أهْلَهُ ،
وقلبُك في البيتِ الذي أنتَ هاجرهُ

أتهْجُرُ هذا الرَّبْعَ، أم أنتَ زَائرُهْ ،
وكيفَ يُزَارُ الرَّبْعُ قد بان عامِرُه!!
رأيتك تأتي البيتَ تُبغض أهْلَهُ ،
وقلبُك في البيتِ الذي أنتَ هاجيرُه

وأوّلُ ما قادَ الموَدّة بيننا ،
بوادي بَغِيضٍ ، يا بُثينَ ، سبابُ
وقلنا لها قَوْلاً ، فجاءَتْ بمثلِهِ ،
لكل كلام ، يا بُثينَ ، جوابُ

أظلُّ ، نهاري ، مُستهاماً ، ويلتقي ،
مع الليل، روحي، في المَنام، وروحُها
فهل ليَ، في كتمانِ حُبّيَ، راحةٌ،
! وهل تنفعنّي بَوحةٌ لو أبوحُها

فما غاب عن عيني خيالك لحظة ،
ولا زالَ عنها ، والحَيَالُ يزول

شَهِدتُ بِأَنّي لَم تَغَيَّر مَوَدَّتي

وَإِنّي بِكُم حَتّى المَماتِ ضَنينُ

وَأَنَّ فُؤادي لا يَلينُ إِلى هَوى

سِواكِ وَإِن قالوا بَلى سَيَلينُ

فَقَد لانَ أَيّامَ الصِبا ثُمَّ لَم يَكَد

مِنَ الدَهرِ شَيءٌ بَعدَهُنَّ يَلينُ

أَقلّبُ طَرفي في السماء ،
لعله
يوافقُ طرفي طَرفَكُمْ حين يَنظُر
وأكني بأسماءِ سواكِ ، وأتّقي زِيارَتَكُمْ ، والحُبّ لا يتغيرُ

إِنّي إِلَيكِ بِما وَعَدتِ لناظِرٌ

نَظَرَ الفَقيرِ إِلى الغَنِيِّ المُكثِرِ

تُقضى الدُيونُ وَلَيسَ يُنجِزُ مَوعِداً

هَذا الغَريمُ لَنا وَلَيسَ بِمُعسِرِ

ما أَنتِ وَالوَعد الَّذي تَعِديني

إِلّا كَبَرقِ سَحابَةٍ لَم تُمطِرِ..

على أنّ من مات صادف راحةً. ومالفؤادي من رواحٍ ولا رُشد
يكاد فضيضُ الماءِ يخدِشُ جلدها. إذا أغتسلت بالماءِ من رِقةِ الجلِد.

وقد تَلتقي الأشتاتُ بعد تفرّقٍ ، وقد تُدرَكُ الحاجاتُ وهي بعيد…

مَنَعَ النَومَ شِدَّةَ الإِشتِياقِ
وَاِدِّكارُ الحَبيبِ بَعدَ الفِراقِ
لَيتَ شِعري إِذا بُثَينَةُ بانَت
هَلَّنا بَعدَ بَينِها مِن تَلاقِ
وَلَقَد قُلتُ يَومَ نادى المُنادي
مُستَحِثّاً بِرِحلَةٍ وَاِنطِلاقِ
لَيتَ لي اليَومَ يا بُثَينَةُ مِنكُم
مَجلِساً لِلوَداعِ قَبلَ الفِراقِ
حَيثُ ما كُنتُمُ وَكُنتُ فَإِنّي
غَيرُ ناسٍ لِلعَهدِ وَالميثاقِ

إِلى اللَهِ أَشكو ما أُلاقي مِنَ الهَوى

وَمِن حُرَقٍ تَعتادُني وَزَفيرِ

وَمِن كُرَبٍ لِلحُبِّ في باطِنِ الحَشا

وَلَيلٍ طَويلِ الحُزنِ غَيرِ قَصيرِ

سَأَبكي عَلى نَفسي بِعَينٍ غَزيرَةٍ

بُكاءَ حَزينٍ في الوِثاقِ أَسيرِ

لَقَد لامَني فيها أَخٌ ذو قَرابَةٍ
حَبيبٌ إِلَيهِ في مَلامَتِهِ رُشدي
وَقالَ أَفِق حَتّى مَتى أَنتَ هائِمٌ
بِبَثنَةَ فيها قَد تُعيدُ وَقَد تُبدي
فَقُلتُ لَهُ فيها قَضى اللَهُ ما تَرى
عَليَّ وَهَل فيما قَضى اللَهُ مِن رَدِّ
فَإِن كانَ رُشداً حُبُّها أَو غِوايَةً
فَقَد جِئتُهُ ما كانَ مِنّي عَلى عَمدِ
لَقَد لَجَّ ميثاقٌ مِنَ اللَهِ بَينَنا
وَلَيسَ لِمَن لَم يوفِ لِلَّهِ مِن عَهدِ

أَظَلُّ نَهاري مُستَهاماً وَيَلتَقي
مَعَ اللَيلِ روحي في المَنامِ وَروحُها
فَهَل لِيَ في كِتمانِ حُبِّيَ راحَةٌ
وَهَل تَنفَعَنّي بَوحَةٌ لَو أَبوحُها

وَيَكونُ يَومٌ لا أَرى لَكِ مُرسَلاً
أَو نَلتَقي فيهِ عَلَي كَأَشهُرِ
يا لَيتَني أَلقى المَنِيَّةَ بغتَةً
إِن كانَ يَومُ لِقائِكُم لَم يقدرِ
أَو أَستَطيعُ تَجَلُّداً عَن ذِكرِكُم
فَيفيقُ بَعضُ صَبابَتي وَتُفَكِّري
لَو تَعلَمينَ بِما أُجِنُّ مِنَ الهَوى
لَعَذَرتِ أَو لَظَلَمتِ إِن لَم تَعذِري

حرُوفُ وُدِّى وَسَائِلِ
وَالدَّمْعُ جَارٍ وَسَائِل
وَلَوْعَتِي وَشُجُونِي
تَضِيقُ عَنْهَا الرَّسَائِلِ