Status Updates From في نظرية الأدب

الثالثة ثابتة (:

"لكن نقد الحياة أو اتخاذ موقف منها وتفسيرها يتطلب قبل ذلك تفهمها، أي أن يتسلح الأديب بوعي قادر على تفسير الظواهر الاجتماعية المتعددة وكشف أسبابها، أي لا بد له من الإيمان بنظرية فلسفية تفسر الفعل البشري وبواعثه وتحدد مهمة الإنسان في الحياة وعلاقاته، وكل هذا لا يتأتى له إلا من خلال مطالعاته وخبراته، إضافة إلى انغماسه التام بالحياة واحتكاكه الحار بالبشر ولا بد من المعاناة والمكابدة الفعلية أيضا."

"من الثابت أن الشعر أسبق إلى الوجود من النثر، وهذا الكلام يؤيده تاريخ الأدب في كل أمة، ولا يعني هذا أن أحدهما ينفي الآخر، بل يوجد الشعر إلى جوار النثر، ويأخذ كل منهما طريقه في مجالات التعبير.
ولا شك أن الشعر يتلقى سماعا وقراءة أما النثر فمعظم أشكاله تقرأ، ولهذا كان لا بد لظهور النثر من اختراع الكتابة والتدوين واتساع العلم، والكتابة مرحلة متأخرة من تطور النوع البشري لذلك لم يكن مستغربا أن يجيء النثر متأخرا عن الشعر."

"إن أفلاطون اعترف بفتنة الشعر لما ينطوي عليه من وزن وإيقاع ولحن، لكن أرسطو يقرر -ريما ردا على أستاذه- بأن ما يصنع الشعر ليس الوزن والموسيقا وإنما عنصر المحاكاة الكوني، أي محاكاة المعاني الكونية العانة لا الخاصة. وهذا يعني محاكاة ما يمكن أن يحدث لا ما حدث بالفعل."

"وقد أثارت آراء أفلاطون ولا تزال مناقشات حادة، فهل الشاعر كما يدعي أفلاطون مقلد غير مسؤول؟ ولماذا ندينه إذن؟ وهل ينطق بالأكاذيب؟ومن القادر على ضبط إلهامه ووحيه؟ وإذا كان الشاعر ملهما فمن يقوم بالرقابة على أعماله؟ وهل علينا أن ندين الشعراء لأنهم يخاطبون العاطفة أكثر من العقل؟ وهل يهدف الشعر إلى المتعة فحسب؟ أم أنه يجمع بين التسلية والفائدة والتوجيه، عبر التطهير الذي يعتبره (أرسطو) السبب الوحيد لقبوله وجود فن الدراما؟"