Status Updates From فرناندو بيسوا: رسائل ونصوص

أكتب لك اليوم بدافع ضرورة شعورية - توق مؤلم إلى أن أتحدث معك. بكلمات أخرى، ليس لدي أي شيء محدد أقوله، سوى هذا: أنا اليوم في قاع اكتئاب لا قاع له. تعبر عبثية هذه الجملة عن حالتي.

اصنع من روحك ميتافيزيقا، أخلاقيات، وعلم وجمال
بدون خجل استبدل نفسك بالرب هذا هو التوجه الديني الوحيد حقّا
‫ اصنع من وجودك دينًا جماليًّا، من أحاسيسك شعيرة وطقسًا عش في كمال في الشرفة الباكية لدير نفسك
‫ استبدل نفسك باستمرار نفسك لا تكفي، كن غير مُتوقَع دائمًا، حتى لنفسك، لتدع نفسك تحدث أمام عينيك ذاتها
لتكن أحاسيسك مثل حوادث صدفوية، مثل مغامرات تعثرت داخلًا فيها
‫الطريقة الوحيدة لتصبح أسمى هي أن تكون كون بلا قانون

ما نفكر فيه فقط هو ما يمكن نقله إلى الآخرين. ما نشعر به لا يمكن أن يُنقل. يمكننا فقط أن ننقل قيمة ما نشعر به. أقصى ما نستطيع فعله هو أن نجعل شخصًا ما يشعر بما نشعر به.

أن تشعر هو أن تفهم. أن تفكر هو أن تخطئ. أن تفهم ما يفكر به شخص ما هو أن تختلف معه. أن تفهم ما يشعر به شخص ما هو أن تكونه.

الإنسان ضعيف وكذلك الآلهة. فوقهم جميعًا يحكم القدر - الرب الذي لا يُسمَّى - من فوق عرشه الأنبل. اسمي خطأ واسمك خطأ كذلك. لا شيء هو ما يبدو عليه. لا شيء، سوى كل شيء. افهم هذا إن استطعت، وأعلم أنك تستطيع فهمه.

من يحبون حقًّا لا يكتبون خطابات تشبه عرائض المحامين.
لا يفحص الحب الأشياء على هذا النحو من القرب، ولا يعامل الآخرين كمتهمين في محاكمة.

أنا زاهد داخل إطار ديني الذاتي. يمكن لكوب قهوة، لسيجارة، ولأحلامي أن تحل تمامًا محل الكون ونجومه، محل العمل، الحب، وحتى الجمال والمجد.

أن ما أشعر به ليس نفس تلك الحالات الحزينة التي أخبرك عنها أحيانًا، حين لا يكون للحزن أي سبب لحالتي الحالية سبب محدَّد كل شيء حولي يغادر أو يتهاوى لا أستخدم هذين الفعلين بغرض التجهم أعني ببساطة أن من أرتبط بهم من الناس يمرون أو سيمرون بتغيرات، وهي علامات على نهاية فترات معينة من حيواتهم كل هذا يوحي لي كما يشعر رجل عجوز، لأنه يرى رفاق طفولته يموتون من حوله، شيء ما فينا يموت، وحزن موته وزواله ليس بوسعه سوى أن يلمس روحنا

لا شيء مع لا شيء حوله
‫ وبعض الأشجار بينهما
‫ ولا واحدة منها خضراء بوضوح،
‫ حيث لا يزور أي نهر من أزهار.
‫ لو كان هناك جحيم، لقد وجدته،
‫ لأنه إن لم يكن هنا، فبحق الشيطان أين يكون؟

‫ أُقرئك الوداع.

أيها الجزء المهيب من الوجود الأرضي!

‫ في خلال دقائق معدودة من النشاط الذهني المتصل، ليس بدون مساعدة من الأبخرة الحسية لمرطبات كحولية - لا أكثر ولا أقل من النبيذ - لا يختص بها هذا الموضع الجغرافي، شعرت روحي، مثل تنهيدة ذهنية، بضرورة التعبير عن حالتها وميولها الحالية لعقل صديق مثل عقلك.
وحيدًا وصامتًا في المكان العابر لوجودي، لروح مثقلة أكثر مما ينبغي، شاعرًا بالعالم من حولي باردًا روحيًّا ودافئًا ماديًّا.

❞ حين نقرأ، نتوقف عن العيش، فليكن هذا موقفك.
توقف عن العيش، واقرأ... ما هي الحياة؟ ❝

ماذا بوسع عبقري أن يفعل سوى أن يحول ذاته إلى أدب؟
ماذا بوسع رجل على قدر من الحساسية أن يفعل سوى أن يبتكر أصدقاءه، أو على الأقل رفاقه الفكريين؟

❞ خذيني بين ذراعيكِ يا أي أم”، “يا أمي،
خدودي مبتلة”، “لا توجد سَكينة سوى حيث لا أكون”. ❝

❞ “الكمال” يكمن في الشعور بكل ما يمكن الشعور به. “كن كاملًا في كل شيء،
أن تكون كاملًا في أي شيء يعني أن تكون على حق. كل الطرق تصل إلى نفس المكان.” ❝

‏

هل فقط إن استطعت أن أعبِّر عن وجودي بأكمله مثل محرك؟

‫ليس عندي أي يقين آخر، ولا حتى في وجود الكون الخارجي الذي يصلني عبر تلك الأحاسيس. لا أرى الكون الخارجي، لا أسمع الكون الخارجي، لا ألمس الكون الخارجي. أرى انطباعاتي البصرية. أسمع انطباعاتي السمعية. ألمس انطباعاتي اللمسية. ليس بالعينين بل بالروح أرى؛ ليس بالأذنين بل بالروح أسمع؛ ليس بالجِلد بل بالروح ألمس.
‫ إن سألني شخص ما وما هي الروح، سأجيب إنها أنا.

❞ اليوم أنا مكان لقاء إنسانية صغيرة تنتمي لي أنا فقط. ❝

❞ ‫ «كلٌّ منا متعددٌ، كثيرٌ، وفرةٌ من الذوات.» ❝